25 أغسطس 2011

بيان استنكار حملات الإبادة الجماعية للمدنيين في سورية

بيان استنكار

حملات الإبادة الجماعية للمدنيين في سورية

إن الذي يجري في سورية اليوم هو حرب فعلية دنيئة يخوضها النظام القاتل بكل جحافله الأمنية والعسكرية والإعلامية ومرتزقته وشبيحته وأبواقه المسعورة الداخلية والخارجية ضد شعب أعزل لا يملك سوى حنجرته تصدح بإرادته وإيمانه بحريته وكرامته ووحدته وحقه المشروع في خياره الوطني المدني الديمقراطي ، واجه نظام القتلة براعم الثورة ونسائها وشبابها من درعا إلى دمشق وريفها إلى جسر الشغور وإدلب ومعرة النعمان ودير الزور والبوكمال والقامشلي وعامودا وحمص وتلكلخ والرستن وادلب واللاذقية وبانياس وسلمية وحماه وكل سورية بحملات عشوائية من القتل والتنكيل والترويع والحصار في عقاب جماعي للشعب السوري ولم يتجرأ على استخدامها لتحرير الجولان .

إن خطورة الوضع في سورية تكمن في أن النظام هو فعلا ًوواقعا ًعصابة معاقة وطنيا وإنسانيا ًوأخلاقيا ً،يغريه بنيته الأمنية واحتكاره للسلاح والثروة والقرار في ممارسة ساديته ووحشيته ضد المدنيين العزل من جهة ، وهذا الصمت العربي والإسلامي المعيب وارتباك الموقف الدولي هو الآخر من حملات القتل العشوائي الهمجي المتسلسل التي يقوم فيها النظام ضد الشعب من جهة أخرى ،زادها بشاعة ووحشية توقيتها في بداية شهر رمضان المبارك الذي يعد بكل الأعراف السماوية والأرضية شهراً لا يجوز فيه قتال الأعداء ،فأي أخلاق ومسؤولية تسمح للنظام بأن يبيد ويقتل الشباب ويروع الأطفال والنساء وكبار السن في شهر الرحمة والتسامح والمحبة ؟!ّ.

موضوعيا ،تهاوى النظام سريعا ًفي المواجهة التاريخية مع الشعب ،وسقط منذ بداية ثورة الحرية والكرامة ،عندما قرر الشعب تحطيم أسوار مملكة الصمت والرعب والفشل والفساد التي بناها النظام بنهج الدولة البوليسية السرية والعلنية ،وبمتاجرته الخائبة بالأهداف الوطنية والقومية النبيلة التي يؤمن فيها بعمق الشعب السوري ،خسرها بتحطيم أوثانه وأصنامه وجبروته وبناؤه ( المقدس ) الزائف الذي خاله حلما شريرا ًللخلود، خسرها باعتماده نسقا ً أمنيا ً اثبت فشله في العهد العربي الجديد الذي أفرز موازين قوى جديدة لم يستطع النظام من التعايش معها وفهمها والاهتداء إلى الحل الوطني الصحيح .

إن النظام المجرم أثبت غرابته وتفرده في ممارسة العنف ،وأوضح بالملموس أنه امتدادا ً لكل طغاة التاريخ الذين كانت لهم نهاية واحدة مختومة بالانتحار أو قفص العدالة ، وهو بجنونه وهمجيته يمثل استثناء ً بينهم في البنية والنهج والوظيفة والغباء والنهاية القريبة ، إذ في معادلة المواجهة بين شعب ونظام رغم كل متغيراتها الآنية هي لصالح الشعب لا محال ،هكذا يقول التاريخ الذي لم يقرأ منه النظام سوى صفحاته السوداء ،ولم يفهم سوى سلبياته ولم يسلك سوى طريق العنف والبغي والخداع ، ولم يدرك النظام بعد أنه استهلك أسباب وجوده ومبررات استمراره وأنه أصبح من الماضي ، سورية في طور جديد ملامحه ثورة الحرية والكرامة السلمية ،يسطرها الشعب السوري البطل في مواجهة سلمية مع أعتى الديكتاتوريات وأكثرها رعاعية ً وعنفا ً وغباءً في العصر الحديث، سورية على موعد مع إحدى حقائق التاريخ التي تقول: إن النظام زائل والشعب هو المنتصر طال الطريق أم قصر.

إن الثورة السورية التي قدمت من التضحيات في يوم واحد ما يعادل ما قدمته الثورة التونسية والمصرية خلال شهور ، ذلك يكشف بجلاء نسبية الديكتاتورية في بقية الدول العربية ومطلقها في سورية ، وعليه إن الثورة تستحق مساندة جريئة شريفة أخلاقية من كافة الدول العربية والإسلامية والدولية وكل أصحاب الضمائر الحرة الحريصين على السلم الأهلي والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ، ووقفة شجاعة مع الشعب السوري ضد هذا النظام المجرم الذي ينتحر اليوم في حماه وكل مدن سورية ،ويمارس العنف والفتنة في سورية ومحيطها ولن يتورع عن نشر الفوضى والإرهاب في العالم كله .

إن ما يرتكبه النظام اليوم وفي شهر رمضان الكريم من قتل ومذابح وترويع بحق المدنيين في حماه ودير الزور وكل سورية ،يعتبر جرائم ضد الإنسانية وانتهاكا ً صارخا ً لشرعة حقوق الإنسان ، عليه إن الصمت وأنصاف المواقف والسكوت على جرائمه والارتباك في مواجهته لم يعد مقبولا ً،بل إن الصمت العربي والإسلامي وعدم حدية الموقف الدولي يعتبر مشاركة للنظام القاتل في جرائمه ضد الشعب السوري.

إننا نستنكر وندين ما يقوم فيه النظام المجرم من قتل ومذابح وحصار وترويع المدنيين ،ونطالب جامعة الدول العربية والدول العربية مجتمعة ومنفردة والدول الإسلامية والمجتمع الدولي باتخاذ مواقف وإجراءات عملية سريعة رادعة توقف هذا النظام المجنون عند حده، وتفرض عليه وقف جرائمه بحق المدنيين فورا ً والانسحاب الكامل من المدن والقرى وتأمين حماية الشعب من جرائم النظام والإفراج عن كافة المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي ، هذا الموقف الأخلاقي المسؤول هو ما يحتاجه الشعب السوري وثورته الظافرة الآن حفاظا ً على سلميتها وعلى الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي والدولي من جهة،ومن أخرى المبادرة الفورية الدولية ومن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والهلال الأحمر والصليب الأحمر وكل الهيئات المعنية بالكوارث لإرسال المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية إلى المدن والقرى التي تعيش حالة إنسانية كارثية بفعل جرائم النظام في حصارها وقطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء والاتصال مع العالم الخارجي , وبشكل إسعافي فوري إلى حماه التي تذبح ثانية ً اليوم .

تحية إكبار وإجلال إلى شهداء الحرية ،إلى أطفال ونساء وشباب الثورة الأبطال الذين فتحوا صفحات التاريخ المشرقة بوعيهم وإرادتهم ووحدتهم وسلمية أدائهم وسخاء دمائهم رغم وحشية النظام ورغم صمت الصامتين وتخاذل المتخاذلين .

تحية إجلال وإكبارإلى الأبطال الذين يخطون بدمائهم الزكية مشروع سورية الجديدة الحرة الديمقراطية.

إن النصر على الطغاة والجلادين هو خيار الحرية والكرامة والوحدة والعزة والمستقبل الآمن والعيش المشترك ، فالنظام المجرم بدأ ينتحر في حماه وكل المدن السورية .

إنها ثورة الحرية والكرامة ... خيار الحياة الحرة الذي لا رجوع عنه .

الموقعون حسب تسلسل الحروف الأبجدية :

أحمد الجبوري – حركة الوفاق الوطني السورية

الدكتور أيهم الزعبي – إعلان دمشق

الدكتورأيهم يحيى- ناشط

آلان سليمان - ناشط

الدكتور بشار لطفي – ناشط

توفيق دنيا – ناشط

زاهي القائد - ناشط

جان عبدالله – ناشط

جان عنتر – ممثل الحرة السريانية – ألمانيا

الدكتور جون نسطة – مؤسسة ابن رشد

حاجي سليمان – ناشط ومسؤول موقع بنكه

حسان فرح – ناشط

حسين قاسم - ناشط

الدكتور حسان بالي – صحفي ناشط

خولة يوسف – ناشطة

الدكتور رشاد حداد – ناشط

الدكتور سالم سالم – ناشط

سليمان علاء الدين - ناشط

الشاعر سمير صطوف

شمس الاتاسي - ناشط

الدكتور صخر عشاوي – ناشط

الدكتور عبد الرزاق عيد – أكاديمي ومفكر

عقاب يحيى – كاتب وروائي

علي صدر الدين البيانوني – المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية

عيسى بريك - ناشط

غسان الدروبي – ناشط

فاروق طيفور – نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية

مازن ميالة – ناشط

مأمون الحمصي – نائب سابق ومعارض

ماهر موصلي – ناشط

المهندس مراد مراد – ناشط

الدكتور محمد أحمد الزعبي – أكاديمي ووزير سابق

الدكتور محمد بسام يوسف – مسؤول شبكة شام الإعلامية

المهندس محمد رياض الشقفة – المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية

الدكتور محمد ناصر – ناشط

محمود جديد - ناشط

الدكتور ميشيل صطوف – كاتب وناشط

الدكتور ناصر الزعبي - ناشط

نصري حسين كساب – ناشط ومعارض

الدكتور نصر حسن – كاتب

نضال الغفري – إعلامي

الدكتور هاشم سلطان – مسؤول حزب الانفتاح

الدكتور هشام رزوق- ناشط

هيثم الأيوبي – ناشط

الدكتور وائل الحافظ – ناشط

وليد دويدري – ناشط

وليد سفور – مدير اللجنة السورية لحقوق الإنسان

وهيب أيوب – كاتب

ليست هناك تعليقات: