31 يناير 2009

معاهدة السلام ضد مصروالعرب والإسلام

معاهدة 1979.. صنعت سلامًا باردًا وجعلت مصر تتفرج علي جرائم إسرائيل في الحدود وفلسطين ولبنان
23/01/2009 الدستور

> د. عبد الله الأشعل: مصر تستطيع تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل حسب القانون الدولي لأن ما حدث في غزة تهديد مباشر للأمن القومي المصري

> وحيد عبد المجيد : من الضروري أن تتحرك القيادة السياسية لتصحيح خطأ تعجل فيه الرئيس السادات

رضوان ادم

فرضت بنود معاهدة السلام وملحقاتها الموقعة منذ 30 عاما بين الرئيس الراحل السادات ومناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل قيودا بالجملة علي مصر، دون إسرائيل في الحقيقة، وجعلت الأولي تقف مكتوفة الأيدي، حتي عندما تقوم إسرائيل بخروقات متكررة للمعاهدة طوال هذه السنوات. ففيما يتعلق بانتشار القوات المصرية علي الحدود مع إسرائيل، نجد أن المعاهدة فرضت قيودا علي وجود أمني كبير لقوات مصرية في سيناء وعلي الحدود، فالملحق الأمني يقول في مادة منه: نشر 800 جندي يرتدون زي حرس الحدود، علي أن يزود هؤلاء الجنود بسيارات مدرعة شرطية، وأسلحة مضادة للدبابات، وأربع مروحيات لمكافحة عمليات التهريب، وإقامة قاعدة بحرية قرب العريش، مزودة بسفن حربية لمكافحة أي عملية تهريب عبر البحر، وأن تتولي مصر مسئولية حراسة الحدود، دون أي وجود عسكري إسرائيلي، في محور صلاح الدين، وعلي طول الحدود المصرية الفلسطينية حوالي 15 كيلو متراً من مستوطنة كيرم شالوم وحتي مدينة رفح.


وهذه القوة المحدودة التي نصت عليها المعاهدة منذ ثلاثين عاما لا تستطيع أبدا ضبط الموقف علي الحدود، خاصة أن الوضع علي الحدود ليس مستقرا، فتجاوزات الجنود الإسرائيليين متعددة، ووقائع قتل جنود مصريين علي الحدود ليست خافية علي أحد، كما أن هذه القوة المحدودة لا تستطيع مكافحة عمليات التهريب التي تقوم بها عصابات التهريب بسيناء عبر الحدود مع إسرائيل، إضافة إلي أن المعاهدة جعلت من سيناء منطقة غير خاضعة للنفوذ العسكري المصري، فهي تنص علي حظر إنشاء أي مطارات أو موانئ عسكرية في سيناء، وهذا أمر ينتقص من سيادة مصر الوطنية، ويهدد بالطبع أمنها القومي. فالملحق الأول من المعاهدة والخاص بالتدابير الأمنية ينص علي قيود كبيرة علي عمل القوات المصرية وتوزيعها في سيناء بما لا يهدد أمن إسرائيل.. فحسب هذا الملحق تقسم سيناء إلي ثلاث شرائح طولية، هي من الشرق إلي الغرب بالمناطق «أ » و«ب» و«ج»، وهذا يحصر وجود القوات المصرية في مناطق بعيدة عن العمق الإسرائيلي، فمثلا المنطقة «أ» هي الموازية مباشرة لقناة السويس بعرض 58 كم، وفيها سمح لمصر بفرقة مشاة ميكانيكية واحدة تتكون من 22 ألف جندي مشاة مع تسليح يقتصر علي 230دبابة و126 مدفع ميداني و126 مدفع مضاد للطائرات عيار 37 مم و480 مركبة، ثم المنطقة «ب» وعرضها 109 كم وتقع شرق المنطقة السابقة، وفيها يوجد فقط 4000 جندي مصري من سلاح حرس الحدود يتسلحون بأسلحة خفيفة، وأخيرا المنطقة «ج»، وهي سبب كل الكوارث، وهي بعرض 33 كم، وتنحصر بين الحدود الدولية من الغرب والمنطقة «ب» من الشرق، وتشدد المعاهدة علي عدم تواجد أي من القوات المسلحة المصرية، ويقتصر فقط الوجود فيها علي قوة من البوليس.

ويري كثيرون أن معاهدة السلام انتقصت من وزن مصر العربي والإقليمي، فقد نصت الفقرة الخامسة من المادة السادسة من المعاهدة علي: «للاتفاقية الأولوية علي أي اتفاقيات أخري بما فيها اتفاقية الدفاع العربي المشترك»، وهذا حيد دور مصر وقيد قدرتها علي الدفاع عن الدول العربية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي، وهذا يوضح الموقف المصري من غزو إسرائيل للبنان عام 1982، وجرائمها ضد الفلسطينيين، في حين أن الأدهي هو ما نصت عليه الفقرة الرابعة من المادة السادسة من المعاهدة التي لا تجيز لمصر الدخول في أي اتفاقات أخري تتناقض مع ما ورد في هذه المعاهدة.

وبعد مرور ما يزيد علي ثلاثين عاما من توقيع هذه المعاهدة، ارتكبت فيها إسرائيل جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، نجد أن هذا أساسه اعتراف مصر بهذا الكيان العنصري، والفقرة الثالثة من المادة الثالثة من المعاهدة تؤكد اتفاق الطرفين علي أن العلاقات الطبيعية التي ستقام بينهما ستضمن الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وإنهاء المقاطعة الاقتصادية والحواجز ذات الطابع المتميز المفروضة ضد حرية انتقال الأفراد والسلع.

وإذا كانت الفقرة الأولي من المادة الثالثة تلزم الطرفين ـ مصر وإسرائيل ـ بتطبيق أحكام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي التي تحكم العلاقات بين الدول في وقت السلم، فإن إسرائيل تخالف هذا بإصرارها علي رفض التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي، وهي تمتلك ما يقارب المائتي قنبلة نووية حسبما هو متداول، مهددة مصر بشكل أساسي والمنطقة كلها، بل وتنتهك إسرائيل المعاهدة وقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بتهديدها لأمن وسلامة مصر، وتهدد الحدود المصرية وتقتل جنودا مصريين، رغم أن المادة الثالثة بالمعاهدة تقول: يقر الطرفان ويحترم كل منهما سيادة الآخر وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي، ويحترم كل منهما حق الآخر في أن يعيش في سلام داخل حدوده الآمنة والمعترف بها، فيما تقول الفقرة الثانية من المادة نفسها: يتعهد كل طرف بأن يكفل عدم صدور فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو أفعال العنف أو التهديد بها من داخل أراضيه أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة علي أراضيه ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر.

وإذا نظرنا إلي الظرف السياسي الذي وقعت فيه المعاهدة، ووفقا لقواعد القانون الدولي تصبح هذه المعاهدة مخالفة لمبادئه العامة، فهي تخالف المادة رقم 52 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات التي تنص علي أن أي معاهدة دولية تكون باطلة بطلانا مطلقا إذا تم إبرامها نتيجة تهديد باستعمال القوة أو استخدامها بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وقد وقعت معاهدة السلام بعدالحرب بين مصر وإسرائيل، والأخيرة كانت تضغط علي مصر، ومعها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، وورقة الضغط كانت استمرار احتلال إسرائيل لسيناء بعد انتهاء الحرب، وقبيل توقيع المعاهدة، وهذا شكل ضغطًا وتهديدًا لمصر، دفع السادات إلي التوقيع أولا علي اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 كإطار تمهيدي ثم توقيعه علي معاهدة السلام في العام التالي، وبالطبع فإن الرعاية الأمريكية للمفاوضات لم تكن من أجل خاطر عيون مصر، وإنما وقوفا إلي جانب مصالح حليفتها الاستراتيجية في المنطقة.

الدكتور عبدالله الأشعل ـ خبير القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية الأسبق ـ يقول: إن معاهدة السلام وقبلها اتفاقية كامب ديفيد حولت مصر إلي جثة هامدة محاصرة خاسرة لدروها وهيبتها منذ ثلاثين عاما في مواجهة الكيان الصهيوني الذي حيد مصر، وانفرد بباقي الدول العربية مغتصبا للأرض، ومرتكبا للمجازر والمذابح، موضحا أن إسرائيل التي تسحق قطاع غزة الآن بالقنابل الفوسفورية وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا لا تلتزم باتفاقات سلام وإنما تحترم منطق القوة فقط، داعيا النظام الرسمي إلي مراجعة بنود معاهدة السلام مع الجانب الإسرائيلي الذي أقدم في رأيه علي خرق التزاماته بالمعاهدة أكثر من مرة، ومتعمدا علي الانتقاص من السيادة الوطنية بشكل واضح.

ونبه الأشعل إلي أن مصر تستطيع حسب قواعد القانون الدولي أن تعدل اتفاقات السلام مع إسرائيل، مشيرا إلي أن ما يحدث في غزة الآن هو تهديد مباشر للأمن القومي المصري، مؤكدا أن مصر ملتزمة سياسيا وحسب القانون الدولي بفتح المعبر في وجه من اعتبرهم الأشعل ضحايا حرب يتعرضون لإبادة جماعية من جانب إسرائيل التي قال الأشعل إنها ترتكب جرائم حرب تخالف اتفاقية جنيف الدولية الرابعة التي تؤكد قدسية الحق في الحياة كأحد الحقوق الأساسية للإنسان، مضيفا أن المادة الثالثة من هذه الاتفاقية تعتبر الاعتداء علي الحياة، والسلامة البدنية، خاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب من جرائم الحرب المحرمة في جميع الأوقات وجميع الأماكن، مؤكدا أن مصر حرة في فتح المعبر بما يتماشي مصالحها الوطنية العليا، ومصلحتها العليا التي تقتضي ألا تنتظر أن ينفجر الفلسطينيون علي حدودها حسب الأشعل.

ويقول محمد سيف الدولة ـ الخبير القانوني ـ إن مصر لديها مبررات قوية لتعيد النظر في اتفاقات ومعاهدات الصلح مع إسرائيل، موضحا أن هناك بندًا في الملحق الأمني لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يجيز أن يطلب أحد الأطراف إعادة النظر في الاتفاقية إذا ما شكل الطرف الآخر تهديدا مباشرا له، وأنه إذا رفض الطرف الآخر، فمن حق الطرف الأول - مصر هنا - اللجوء إلي التحكيم الدولي، حسب كلام سيف الدولة الذي نبه إلي أن هناك بندًا يؤكد أن تغير الظروف عن الظرف الذي وقعت في الاتفاقية يعطي الحق لأي طرف في إعادة النظر في الاتفاقية وبنودها.

وأضاف سيف الدولة أنه طبقا لقانون المعاهدات والاتفاقيات المصدق عليه في عام 1969، فإن اتفاقية كامب ديفيد وما تلاها من معاهدة سلام باطلة، لأنها تمت حسب رأيه تحت ضغط أمريكي إسرائيلي مباشر، مؤكدا أنه حتي من الناحية الدستورية، فإن هذه الاتفاقات مع الكيان الصهيوني غير دستورية، لأنها -حسب رؤيته- تتناقض مع بند للدستور المصري يكفل لمصر الحق في الدفاع عن الوطن تحت أي تهديد عسكري، وهو ما يتناقض مع الاتفاقية ومعاهدة السلام.

ومن جانبه قال الدكتور وحيد عبدالمجيد ـ نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية ـ إنه من الضروري أن تتحرك القيادة السياسية لتصحيح ما اعتبره خطأ تاريخيا تعجل فيه الرئيس الراحل السادات، في إشارة إلي معاهدة السلام مع إسرائيل.. داعيا إلي تدرج في هذا التحرك كأن تقلل حسب كلامه مصر من التزاماتها تجاه المعاهدة بقصد إلغائها علي أكثر من مرحلة.. مؤكدا أن إلغاءها بشكل فوري قد يعرض مصر لعدوان غير متوقع من إسرائيل، قد لا يكون في حسباننا، مشيرا إلي أن مصر تستطيع مثلا أن تخفض من مستوي التمثيل الدبلوماسي وأن تقلل هذه العلاقات إلي مستوي قائم بالأعمال ثم تصل إلي مستوي بعثة رعاية مصالح فقط، موضحا أن هذه الخطوة ستلقي تفاهما كبيرا من جانب المجتمع الدولي في ظل العدوان الإسرائيلي علي المدنيين في غزة.

أثارت اتفاقية كامب ديفيد، وبعدها معاهدة السلام، الحركة الوطنية، التي لم تكن منظمة، وقد كانت تعاني ضعفًا لتعرض قوي اليسار إلي ضربات موجعة من الرئيس السادات، الذي دعم الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية لضرب نشاط تيارات اليسار الماركسي والناصري في الجامعات وغيرها، وهي التيارات التي مثلت صداعا مزمنا للسادات قبل قيام حرب 1973، وبعدها عندما أقدم في 1974 علي سياسة الانفتاح الاقتصادي، وما تلاها من قرارات رفع الأسعار، ولم ينس السادات أن يرد الضربة لهذه التيارات التي اعتبرت السادات منقلبا علي منجزات عبدالناصر الوطنية والعربية، ورغم ذلك خرجت المظاهرات في كل أرجاء مصر بعد كامب ديفيد ومعاهدة السلام، وارتفعت حناجر كل ممثلي القوي الوطنية «يسار، وإخوان، وطلبة، وعمال» وراحت تهتف: «يا سفيرهم اطلع بره.. مصر الثورة هتفضل حرة» و«اكتب علي حيطة الزنزانة.. التطبيع عار وخيانة»، و«ابك ابك يا عروبة.. ع اللي بناك طوبة طوبة»، وقد استقال قبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل الذي عارض الاتفاقية وسماها مذبحة التنازلات، التي لا تقر بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وعربيا شهدت عواصم البلدان العربية مظاهرات حاشدة، وبصفة خاصة دول مؤثرة مثل العراق واليمن وسوريا وليبيا والجزائر، التي اعتبرت أن السلام مع إسرائيل يمثل خرقا مصريا لـ«اللاءات الثلاث» لقمة الخرطوم في 1967، التي انتهت إلي: لا لإسرائيل، ولا اعتراف بدولة إسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل، ورغم كل هذه المطالبات المستمرة إلي يومنا هذا بإلغاء أو تعديل بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد فلا يزال الرئيس مبارك يتجاهل تلك النقطة تماما ويتعامل مع معاهدة السلام باعتبارها نصًا مقدسًا لا يمكن الاقتراب منه.

النظام الحاكم لمصر يحكم حصار المسلمين في غزة

الشرطة المصرية تعتقل مهربين فلسطينيين لدى خروجهما من أحد أنفاق غزة
31/01/2009 الدستور



أكد مصدر أمنى مصرى أن الشرطة اعتقلت اثنين من المهربين الفلسطينيين فور خروجهما من نفق على الحدود بين مصر وغزة فجر الجمعة فيما تمكن سبعة آخرون من الهروب إلى داخل الأراضى المصرية.

وأوضح المصدر أنه تم اعتقال المهربين فور خروجهما من نفق بمنطقة البراهمة على الحدود بين مصر وغزة، مشيراً إلى أنهما «كانا مسجلين».


وأضاف المصدر أن السلطات المصرية تقوم بملاحقة سبعة من المهربى كانوا تسللوا إلى الأراضى المصرية عبر النفق نفسه قبل القبض على المهربين بساعات.

وأكد المصدر أن طوقا أمنيا فرض حول النفق وسيتم سده فى وقت لاحق.


الديمقراطية الموعودة من الصليبيين

نيويورك تايمز: خطط اوباما لتعزيز ديمقراطية الشرق الأوسط ستكون أفعالا لا أقوالا
إليكم الديمقراطية الموعودة من الصليبيين :

دعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس المجتمع الدولى إلى التوقف عما وصفته بـ «تسييس اتهامات الجيش الإسرائيلى» بارتكاب جرائم حرب أثناء حربها على غزة.

اتهمت المندوبة الأمريكية حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بانتهاك القانون الدولى من خلال الهجمات الصاروخية التى شنتها على المدنيين فى جنوب إسرائيل.

عودة الوفد البرلمانى من رفح بعد منع الأمن دخوله غزة


النظام الحاكم لمصر مازال يشارك في حصار المسلمين في غزة
مؤامرة تجويع غزة لإنتخابها حماس ورفضها الإعتراف بإسرائيل
حمدىن صباحى: لمصلحة من ىمنع أعضاء مجلس الشعب من تقديم الدعم للأشقاء
31/01/2009 الدستور
كتب ـ العربى مرزوق:

عاد أمس وفد البرلمان المصرى المكون من 10 أعضاء لزيارة شعب غزة إلى القاهرة بعد أن منعتهم السلطات الأمنية المصرية على معبر رفح من المرور إلى غزة على مدار الثلاثة أيام الماضية بحجة أن المرور مسموح للأطباء والصحفيين فقط، ومن جهة أخرى، عدم الحصول على موافقة من الجهات الأمنىة ورئىس مجلس الشعب الدكتور فتحى سرور.


وأكد النائب الإخوانى حمدى حسن ـ أحد أعضاء الوفد البرلمانى ـ أن الهدف الأساسى من زىارة غزة هو مؤازرة أهل غزة فى محنتهم والوقوف على حقىقة عملىة الإعمار الشعبى.

وأشار حسن إلى أن وفد البرلمان العائد بصدد عقد مؤتمر صحفى ظهر الىوم ـ السبت ـ لفضح أسباب منع السلطات المصرىة للوفد من العبور إلى غزة، فضلاً عن إعلاننا عن وثائق ومستندات تم جمعها خلال فترة وجودنا برفح عن تكدس آلاف الأطنان ومئات السىارات المحملة بالمساعدات الغذائىة لغزة منذ أكثر من 13 ىوماً.. وعلى عكس ما تدعىه الحكومة المصرىة فى وسائل إعلامها الرسمىة بأن مصر سمحت حتى أمس بدخول آلاف الأطنان من المواد الغذائىة لإغاثة شعب غزة.

ومن ناحىته، أكد النائب حمدىن صباحى ـ أحد أعضاء الوفد البرلمانى ـ أنهم بصدد تقدىم طلبات إحاطة إلى الحكومة للوقوف على أسباب منع السلطات المصرىة لهم على معبر رفح من المرور إلى غزة، بالإضافة لاستكمال طرق الضغط لرفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الغذائىة المكدسة فى رفح والعرىش منذ أسابىع.

وأعلن صباحى عن أن السلطات الأمنىة بالعرىش قامت بإلقاء القبض على مصور الفىدىو الذى كان بصحبة الوفد لتصوىر وتوثىق تكدس شحنات الأغذىة المكدسة فى العرىش.

وقال صباحى: عندما قلنا لهم إننا مستعدون لتوقىع إقرارات بالمرور على مسئولىتنا الشخصىة رفضوا أىضاً، معلقاً لمصلحة مىن ىمنع أعضاء مجلس الشعب المصرىىن من دخول غزة لتوثىق حجم الدمار الإسرائىلى بغزة وملاحقة مجرمى الحرب الصهاىنة.



فهمي هويدي : نفاق النظام الحاكم لمصر في إغاثة غزة

فيلم الإغاثة في خطر
27/01/2009 الدستور
فهمي هويدي

شيء طيب أن يقبل نجوم المجتمع علي زيارة الجرحي الفلسطينيين الذين استقبلتهم بعض المستشفيات المصرية، وحتي إذا تأخرت هذه «المروءة» ثلاثة أو أربعة أسابيع، فإنها تعد من قبيل المشاعر التي يقال في حقها إنها إذا أتت متأخرة خير من ألاَّ تأتي أبداً.

ولأن المشاعر المصرية إزاء الشأن الفلسطيني جري تلويثها وتشويهها خلال الأشهر الماضية، فإن مظاهر التضامن والتعاطف التي تبدَّت في الآونة الأخيرة تستحق التشجيع، حتي إذا حرص نجوم المجتمع المصري علي أن يصطحبوا معهم أثناء زياراتهم مصوري الصحف وكاميرات التليفزيون، وتعمدوا أن يتلفعوا بالكوفية الفلسطينية.

لابد أن تُقدر أيضاً حالة التسامح التي أبدتها مصر مع المواد الإغاثية التي تبعث بها الجهات المختلفة، أو تلك التي تأتي مع بعض الوفود الطبية والإعلامية، وهو التسامح الذي تبرزه الصحف اليومية، بنشرها البيانات التي توزع عليها في هذا الصدد لكي تثبت للقاصي والداني أن حكومة مصر لم تقصر في حق فلسطينيّ القطاع.

لن أتحدث الآن عن ظنون الشك والاسترابة في تكثيف الأضواء علي الجوانب الإنسانية والعمرانية، بما قد يصرف الانتباه عن الاحتلال والتحرير وبقية عناوين الحلم المؤجل.

لأن لدي ثلاث نقاط متواضعة وثيقة الصلة بمشهد المروءة والشهامة الذي نحن بصدده هذه الأيام هي:-

-إن هناك تدقيقاً مبالغاً فيه في السماح بدخول الجرحي والمصابين ومن الواضح أن الهاجس الأمني كان ولايزال سبباً في حرمان كثيرين من تلقي العلاج، ولا أتوقع أن تقوم مصر بعلاج كل المصابين الذين يتجاوز عددهم خمسة آلاف شخص، لأن هناك دولاً عربية أخري مستعدة لاستقبالهم، لكن في حين أن وزارة الصحة المصرية أعلنت عن استعدادها لاستيعاب ألفي مصاب، كما أن اتحاد الأطباء العرب وفر أَسِرَّة لألف آخرين، فإن الذين دخلوا للعلاج في مصر في حدود 400 مصاب فقط، الأمر الذي يعني أن هناك قدرة علي استيعاب 2600 مريض آخرين، أَسِرَّتهم متوفرة وعلاجهم ممكن ولكن التعقيدات البيروقراطية والحسابات الأمنية تحول دون استقبالهم.

- النقطة الثانية أن بعض المصابين الذين يعالجون في مصر يشكون من البيروقراطية الأمنية؛ ذلك أنه جري تسكينهم في مستشفيات لا تتوفر لها الأقسام المختصة بحالاتهم، كالعيون والأعصاب مثلاً، وحين يطلب الأطباء تحويلهم إلي مستشفيات أخري تقدم لهم ما يحتاجونه من علاج، فإن الرد المعتاد الذي يسمعه المرضي أن ذلك أمر مرهون بموافقة الأجهزة الأمنية التي تحتفظ بجوازات سفرهم، ولأن تلك الأجهزة لا وجود لها في المستشفيات ولا سبيل إلي مراجعتها، تكون النتيجة أن يبقي المرضي في أماكنهم دون علاج بما يؤدي إلي تدهور حالاتهم.

النقطة الثالثة هي أنه من غير المفهوم أن تحرص وسائل إعلامنا، علي إبراز الدور المصري في مجال إغاثة الجرحي الفلسطينيين، في حين يلقي القبض علي مدير الإغاثة في اتحاد الأطباء العرب، الدكتور جمال عبدالسلام، ويجدد حبسه منذ خمسين يوماً تقريباً بعد أن لفقت له قضية اتهم فيها بمساعدة حركة حماس. وجريمته ومشكلته أنه كمسئول عن الإغاثة كان يقوم بمهام وظيفته في توفير احتياجات مستشفيات القطاع، قبل أن تتغير الأجواء ويحل موسم الإغاثة بعد المذبحة ووقف إطلاق النار.

لقد قلت أكثر من مرة إننا بحاجة إلي ترشيد إخراج أفلامنا السياسية، وقصة اعتقال الدكتور جمال عبدالسلام تقدم دليلاً جديداً يؤكد تلك الحاجة، لأن أحداً لن يصدق فيلم المروءة والإغاثة المعروض حالياً، في حين يلقي القبض علي مدير الإغاثة ويلقي في السجن.





فهمي هويدي :متنافسون علي شئ آخر



متنافسون علي شئ آخر

29/01/2009
فهمي هويدي

أصبحت المذبحة الإسرائيلية في غزة عنواناً مهماً في الحياة اليومية بقطر، وتحولت مساندة الشعب الفلسطيني في القطاع إلي واجب وطني تتنافس مختلف الفئات علي أدائه والنهوض به علي نحو يثير الإعجاب والدهشة. كانت تلك خلاصة انطباع خرجت به من زيارة لمدة 48 ساعة إلي «الدوحة». كنت مدعواً خلالها من قبل نادي الجرة الثقافي لإلقاء محاضرة عن «حماس والسلطة والمجتمع الدولي». وحين وصلت وجدت في الصحف القطرية حملة من الإعلانات عن محاضرات أخري تالية، لبعض الخبراء والعلماء، وعلمت أن أمسيات ثقافية أقيمت لهذا الغرض أسهم فيها شعراء من بعض الأقطار العربية، كما أن الصحف حفلت بالكتابات والقصائد التي تمجد نضال الشعب الفلسطيني وتدعو إلي مساندته وإغاثته. وقرأت أخباراً عن فعاليات نظمتها الوزارات المختلفة لذات الهدف، الثقافة والشئون الاجتماعية والأوقاف والتعليم.. إلخ. ونشرت بعض الشركات إعلانات عن إقامة مزادات علنية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عرضت فيها سيارات ومجوهرات وحلي وأي سلع أخري يمكن أن يتنافس الناس علي شرائها.

أثار انتباهي في هذا السياق أن اليوم الذي وصلت فيه، شهد إطلاق قناة تليفزيونية فضائية لطلاب قطر باسم «الفاخورة»، وهو اسم المدرسة التابعة لوكالة غوث اللاجئين التي تعمدت الطائرات الإسرائيلية تدميرها بعدما لجأ إليها بعض الفلسطينيين للاحتماء بها من نيران القصف، وفي الوقت ذاته تم إطلاق موقع الفاخورة الإلكتروني لجمع التبرعات والتوعية بحقائق الجريمة الإسرائيلية، وفي تقديم قناة «الفاخورة» ذكرت الصحف أنها ستباشر إرسالها لمدة أسبوع لفتح العدوان علي غزة وإدارة حوار مع المثقفين والطلاب حول أهدافه ومراميه.

وقد رعت هذه الحملة الشيخة موزة ليس فقط باعتبارها قرينة لأمير قطر، ولكن أيضاً باعتبارها مبعوثاً لليونسكو للتعليم الأساسي والعالي.

هذه الفعاليات من تداعيات الموقف المتضامن والمساند الذي تبنته قطر منذ بدء العدوان، وعبرت عنه دعوة أمير قطر إلي عقد مؤتمر طارئ للقمة العربية، التي يعرف الجميع قصتها وما آلت إليه.

في ذلك الموقف المبكر أُرسلت ثلاث طائرات قطرية إلي العريش محملة بالأدوية والأغذية. لكن السطات المصرية سمحت بإدخال الأدوية فقط، وعادت الطائرتان المحملتان بالأغذية إلي الدوحة مرة أخري، لكن الهلال الأحمر القطري والجمعيات الأهلية لم تتوقف عن مساندة المحاصرين بمختلف السبل.

فإضافة إلي مواصلة إرسال المواد الإغاثية، فإنه تم أثناء العدوان إقامة مخبز كان يعمل 24 ساعة لتقديم الخبز لمن يريد.. وحين قيل إن معبر رفح مخصص للأفراد فقط، ولا تتوفر له التجهيزات التي تمكّنه من إدخال البضائع، فإن إحدي الجمعيات الأهلية قدمت عرضاً للسلطات المصرية أبدت فيه استعدادها للتكفل بإعادة بناء المعبر وتجهيزه، بحيث يفي بتلبية احتياجات القطاع المختلفة، لكنها لم تتلق رداً من القاهرة.

خلال اليومين اللذين قضيتهما في الدوحة، كانت غزة هي القاسم المشترك الأعظم في كل مجلس شهدته أو حوار شاركت فيه حتي بدا وكأن السؤال المحوري الذي شغل الجميع هو كيفية تقديم الدعم والمساندة إلي أهالي القطاع.

قصدت الطائرة المصرية العائدة إلي القاهرة وأنا معبأ بهذه الانطباعات وعبارات تمجيد المقاومة وعناوين الدعم إلي مساندتها وإغاثة الفلسطينيين تتراءي أمام عينيَّ، وحين طالعت الصحف القومية المصرية الصادرة في ذلك اليوم «الثلاثاء 27/1» كانت عناوينها كالتالي: نواب الأغلبية والمعارضة والمستقلون يؤيدون جهود مبارك تجاه أزمة غزة.. توقير دروس الأزمة وعبقرية الدور «الأهرام» - نواب الشعب يؤكدون تأييدهم لمواقف وسياسات الرئيس مبارك.. سرور: مصر قادت المجتمع الدولي لوقف العدوان علي غزة، بينما اكتفي الآخرون بالنقد «الأخبار» سرور: مبارك أنقذ الأمة بحكمته وخبرته السياسية.. مصر تمسكت بالموقف القوي والصحيح، والآخرون اكتفوا بالإثارة والشائعات «الجمهورية»، كانت المفارقة شديدة لأنني وجدتهم هناك يتنافسون في مساندة شعب فلسطين، بينما هم هنا يتنافسون علي شيء آخر!


غطاء عربي لمجزرة غزة

غطاء عربي لمجزرة غزة
عبد الباري عطوان

فشل وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير في القاهرة باتخاذ اي موقف للتصدي للعدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة يؤكد النظرية التي تقول بأن هذا العدوان جاء نتيجة تنسيق ومباركة مع دول عربية نافذة، وخاصة مصر والمملكة العربية السعودية. وهما الدولتان اللتان عارضتا بقوة عقد مؤتمر قمة طارئ لبحث الأوضاع في قطاع غزة، متعذرتين بالانقسام الفلسطيني.
هذا الاجتماع كان بمثابة فرصة نادرة لممثلي النظام الرسمي العربي لابراء ذمتهم من تهمة التواطؤ مع العدوان، ولكنهم أكدوا التهمة، بل وتفاخروا بها، وأعلنوا الاستمرار فيها، لاعطاء الطائرات والدبابات الاسرائيلية ما تحتاجه من وقت، وغطاء عربي، لاكمال مهمتها في إبادة أكبر عدد ممكن من أبناء قطاع غزة.
العدوان الاسرائيلي دخل يومه السادس، والطائرات الاسرائيلية من كل الأنواع والأحجام تواصل القاء حممها على المدنيين ومنازلهم، ولكن هذه الآلة العسكرية الجبارة فشلت في وقف اطلاق الصواريخ، بل زادت من أعدادها، وباتت تصل إلى العمق الاسرائيلي.
هذه الصواريخ 'العبثية'، كما يدعي 'عرب الاعتدال' اصبحت تشل الحياة في سبع مدن اسرائيلية كبرى مثل أسدود وعسقلان وبئر السبع، وتدفع بحوالى مليون اسرائيلي إلى الملاجئ، فهذا المستوطن الاسرائيلي الذي جاء من مختلف انحاء العالم للاستمتاع بسرقة الأرض الفلسطينية في ظل أجواء آمنة مطمئنة، بات يشعر الآن ان احلامه في الأمن والاستقرار تتبخر تدريجياً، للمرة الثانية في غضون عامين، حيث كانت الأولى من خلال صواريخ 'حزب الله' التي كانت تهطل كالمطر على المناطق الشمالية، وها هي صواريخ الشق الآخر من المقاومة الاسلامية 'السنية' تضرب مدنه وتجمعاته السكنية في الجنوب.
أثناء العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان عام 2006 صمت العالم الغربي لعدة أيام، لاعطاء الدبابات والطائرات الاسرائيلية فرصتها لاكمال مهمتها في اقتلاع المقاومة الاسلامية، وتواطأ معه 'عرب الاعتدال' الذين استعدوا للاحتفال بالانتصار الاسرائيلي الوشيك، ونأوا بأنفسهم عن المقاومة، وحمّلوها وليس الاسرائيليين المعتدين، مسؤولية هذه الحرب. الآن الموقف تغير على الصعيد الأوروبي على الأقل، فها هي الدول الأوروبية تسارع بعقد لقاءات والتقدم بمبادرات لوقف مبكر لاطلاق النار، لأنها تدرك ما لا تدركه الزعامات العربية ان هذا العدوان، مثل سابقه، لن يحقق اهدافه في القضاء على 'حماس'، بل سيؤدي إلى نتائج عكسية تماماً، أي تعزيزها واضعاف 'المعتدلين'، في الصفين الفلسطيني والعربي.
'''
القادة الأوروبيون بدأوا يشعرون ان استمرار هذه الحماقة العسكرية في قتل الأبرياء وتدمير أهداف مدنية، مثل المجلس التشريعي الفلسطيني ووزارتي العدل والتعليم، ربما بات يشكل تهديداً أمنياً خطيراً على دولهم ومواطنيها ومرافقها الحيوية من مطارات ومحطات قطارات. فإذا كانت الخسائر البشرية الضخمة في العراق أثناء الاحتلال الأمريكي الحافز المباشر لتفجيرات قطارات لندن صيف عام 2005، ومدريد قبلها بعام، فإن صور أطفال غزة الشهداء الذين حولت الصواريخ الاسرائيلية اجسادهم الغضة الى اشلاء قد يكون وقعها اشد على المتشددين الاسلاميين الغاضبين في القارة الاوروبية، حيث الخلايا النائمة والصاحية لتنظيم 'القاعدة' وفرعه في شمال افريقيا (المغرب الاسلامي)، وربما نشهد بزوغ تنظيمات اخرى اكثر تشدداً ودموية.
اوروبا يجب ان تنأى بنفسها عن هذا العدوان بالوقوف ضده، لانها قد تدفع ثمناً باهظاً مقابل ان تحصل السيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية او ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي على مقعد اضافي في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست). فالانانية السياسية البشعة لدى بعض السياسيين الاسرائيليين قد تقود العالم بأسره، وليس منطقة الشرق الأوسط فقط الى مرحلة خطرة من عدم الاستقرار والعنف والارهاب.
المسؤولون الاوروبيون يجب ان يتذكروا جيداً ان هناك بركاناً من الغضب على الشاطئ الآخر من المتوسط، عبّر عن نفسه في مظاهرات حاشدة، باتت تشكل ضغطاً على الحكومات 'المعتدلة' المتعاونة مع الاتحاد الاوروبي في مخططاته لمواجهة 'الارهاب'، ومنع الهجرة السرية غير الشرعية. وعلينا ان نتصور تجاوب هذه الحكومات مع الضغوط الشعبية وتقليص، ولا نقول وقف تنسيقها الامني مع نظيراتها الاوروبية في هذين الملفين، وكيف ستكون انعكاسات ذلك على الأمن الاوروبي؟
التحرك الدبلوماسي أمر مطلوب، شريطة ان يكون مدعوماً بأوراق ضغط عربية، وليس مستنداً الى اساليب الاستجداء، والمبادرات الارتجالية. فالغرب هو بحاجة الى العرب هذه المرة، حيث يعيش ظروفاً مالية واقتصادية صعبة، والعرب هم من بين دول قليلة تستطيع المساهمة في إخراجهم من هذا الوضع المزري.
مشكلة النظام العربي الرسمي انه يصدّر ازماته الى الآخرين لحلها، فقد اراد من امريكا ان تخلصه من نظام حكم صدام حسين، ويريد الآن من اسرائيل ان تخلصه من المقاومة الاسلامية في غزة، وهو جاهز لدفع التكاليف كافة، مع قيمة الخدمة المضافة، مع الفوائد المصرفية ايضاً. فكم هم كرماء مع امريكا واوروبا وربما مع اسرائيل ايضا.
'''
العدوان الاسرائيلي على غزة هو اكثر انواع العدوان بشاعة ووقاحة وجبناً. فالغارات الاسرائيلية وبأحدث الطائرات تلقي بحممها على شعب 'مسجون' خلف قضبان الحصار. تخيلوا ان يطلق انسان النار على اسد في قفص صغير ثم يدعي الانتقام او النصر بعد ان يرديه قتيلاً؟ فعلوا ذلك بالشعب العراقي، وهاهم يعيدون الكرة مع قطاع غزة. انها المدرسة نفسها والجنرالات انفسهم، والثقافة نفسها. ان يصمت الزعماء العرب وقادة جيوشهم، فهذا امر متوقع من اناس ادمنوا الهوان والتذلل، وقمع شعوبهم، لكن ان يصمت العالم الغربي الديمقراطي 'المتحضر' على هذه المجازر في قطاع غزة، وهو الذي ظل يحاضر ويلقي الوعظ علينا طوال العقود الماضية حول حقوق الانسان، والقيم الاخلاقية، فهذا امر معيب بكل المقاييس، فالقادة الغربيون شنوا حملة شرسة ضد نظام موغابي بسبب انتشار الكوليرا في بلاده، وطالبوا العالم بأسره للتدخل للاطاحة بنظام حكمه، وهم يعلمون جيداً ان وباء الكوليرا هذا هو نتيجة حصارهم لبلده. فلماذا لا يتخذون الموقف نفسه وهم يرون الاطفال الفلسطينيين يبادون بصواريخ وطائرات هم صانعوها؟
اسرائيل انتصرت على جيوش ثلاث دول عربية في ستة أيام، عبر سلاحها الجوي، واستخدام الحد الأدنى من الدروع في هزيمة عام 1967. وها هي تعترف الآن بأن القصف الجوي لن يحسم حربها مع حركات المقاومة في غزة، رغم غارات الترويع التي تشنها على الأبرياء والتي لم تقتل مجاهداً واحداً من قوات القسام او سرايا القدس او اللجان الشعبية او كتائب الأقصى. فقد تعلمت هذه الكتائب جميعاً من تجربة 'حزب الله'، ولجأت الى الارض تحتمي بأنفاقها انتظاراً للحرب الحقيقية.
وهذا ما يفسر عدم مشاهدتنا مجاهداً واحداً في الشوارع ملوحاً ببندقيته، مثلما كان عليه الحال في الماضي، فهم ينتظرون الهجوم البري على أحرّ من الجمر، او هكذا نعتقد.
لا نستطيع ان نتنبأ بنتائج اي مواجهة برية، ولكن ما يمكن قوله هو ان الدبابات الاسرائيلية لم تستطع ان تتقدم بضعة امتار عندما وصلت الى ابواب المنطقة الغربية في بيروت اثناء اجتياح صيف عام 1982.
واستمرت المقاومة ثمانين يوماً، والشيء نفسه حدث اثناء اجتياح صيف عام 2006، وقبلها في مخيم جنين، حيث احتاجت الدبابات الاسرائيلية لعشرة ايام لتقتحمه، وخسرت 26 ضابطاً وجندياً.
* * *
رجال المقاومة المدافعون عن اهلهم وعرضهم في غزة قد يكونون امام معجزة صمود جديدة، مرشحة لكي تشعل الشارع العربي بالمظاهرات والمواجهات مع قوات الحكومات العربية المتواطئة، و'المضبوعة' من اسرائيل وامريكا.
فالأمتان العربية والاسلامية تنتظران الشرارة التي قد تُحدث التغيير الذي يعيد اليها كرامتها وعزّتها، ويمحو عار الهزائم من تاريخها الحديث.
إتصلت بأشقائي وشقيقاتي وأبناء عمومتي في غزة على مدى الأيام الستة الماضية للاطمئنان والاطلاع على الأوضاع، واستمداد العزم... الصورة مؤلمة، فلا ماء، ولا كهرباء ولا طعام ولا غاز، ولا حطب. احد اشقائي تساءل: اين اطنان المساعدات العربية التي يتفاخرون بارسالها عبر الفضائيات؟ واين مئات الشاحنات هذه التي قالوا إنها عبرت الحدود؟ لا يوجد كيس طحين واحد في السوق، ووقفت، والقول لشقيقي، في طابور الخبز لمدة ساعتين وعندما وصلت الى البائع قالوا ان الكمية نفدت.
ابن عم لي قال ان المشكلة الاكبر التي يواجهها ليست نقص الطعام او انعدامه، ولا انقطاع الكهرباء، ولا زجاج البيت المدمر بسبب الغارات، والبرد القارس، فعلى الأقل ما زال له جدران بالمقارنة مع من نسفت بيوتهم، وانما المشكلة في كيفية التعامل مع اطفاله المرعوبين من الطائرات الاسرائيلية واصواتها المخيفة وهي تغير على اهدافها وتطلق صواريخها. فهؤلاء الذين سيبقون على قيد الحياة ولم تكتب لهم الشهادة، سيتحولون الى معاقين جسدياً ومصابين بأمراض نفسية مزمنة.
ما اجمع عليه جميع من اتصلت بهم، هو انتصارهم للمقاومة، واستعدادهم للتضحية دفاعاً عن قطاعهم المستهدف. وما لفت نظري اكثر، انهم لم يسألوا هذه المرة عن الجيوش العربية، ولم يوجهوا اي لوم لأحد. ربما لأنهم يئسوا، وربما لأن عزة نفسهم ابت عليهم العتاب، ربما لأنهم يترفعون بكبر عن الصغائر.
عبارة واحدة ظلت تتردد في أذني، قالها احد اطفال ابن اخي، 'يا عم نموت واقفين دفاعاً عن عرضنا وكرامتنا برصاص الاسرائيليين او شظايا صواريخهم اشرف من ان نموت جوعاً او مرضاً'. انها عبارة أبلغ من كل بيانات وزراء الخارجية العرب ومؤتمرات قممهم.. آسف لا مجال للمقارنة... لله درهم انهم لمنتصرون حتماً، واسود غزة سيقاومون حتما حتى وهم داخل قفصهم، فهاهم يصمدون ستة ايام تحت جحيم النيران والقنابل.. مئة طن من المتفجرات القيت عليهم في اكواخهم المتهالكة، ومع ذلك لم يرفعوا رايات الاستسلام، وواصلوا اطلاق الصواريخ دون توقف، وواصلوا في الوقت نفسه دفن شهدائهم بإباء وشمم، انهم من اشرف شعوب الارض قاطبة.

ثقافة الاستسلام المخجلة

ثقافة الاستسلام المخجلة
عبد الباري عطوان
بعض المواقف التي تتخذها الحكومة المصرية هذه الايام عصية على الفهم، وترفع ضغط المرء في الوقت نفسه، بسبب طبيعتها المغرقة في الاستفزاز، واثارة الاعصاب، مثل اصرارها على منع اكثر من مئة طبيب جاءوا من مختلف انحاء العالم، بعضهم مصريون، من الدخول الى قطاع غزة، للانضمام الى زملائهم في المستشفيات الذين انهاروا كليا من شدة التعب والاعياء، وتعاظم اعداد الجرحى في مستشفياتهم المتهالكة بسبب النقص في المعدات والادوية وحتى الكهرباء.
نفهم هذا القرار المصري لو ان هؤلاء من الحرس الثوري الايراني، او ينتمون الى كتائب مطلقي صواريخ حزب الله، او حتى خبراء في حرب العصابات، ولكنهم ليسوا كذلك، إنهم مجرد مجموعة من الاطباء، من مختلـــف الجنســـيات العالميــــة، هرعوا من كل بقاع الارض من اجل مساندة اشقاء لهم تطحنهم الدبابات الاســـرائيلية، وتحيل صواريخ طائرات الاباتشي و(اف.16) الامريكية الصنع اجساد اطفالهم الى أشلاء متناثرة.
النظام المصري يتذرع بمنع هؤلاء من منطلق حرصه على سلامتهم الشخصية، لان الطرق غير آمنة في قطاع غزة بفعل الحرب، وما شأنه في ذلك طالما ان هؤلاء يريدون التضحية بارواحهم، واعربوا عن استعدادهم لتوقيع تعهد بأنهم يتحملون مسؤولية كل ما يمكن ان يترتب على دخولهم القطاع من مخاطر.
ثم متى كان النظام المصري يحرص على ارواح البشر، ألم يتواطأ مع هذا العدوان الاسرائيلي، ويشجع جنرالاته على غزو قطاع غزة، والاطاحة بـ'الامارة الاسلامية' فيه؟ ألم يتقدم بمبادرة الهدف منها القاء عجلة انقاذ لمهندسي هذه الحرب من مأزقهم الراهن، ومساعدتهم على تحقيق اهدافهم بالقوة العسكرية وعلى اجساد الشهداء والجرحى، وهي الاهداف التي فشلوا في تحقيقها عبر سياسات الحصار والتجويع؟
في مستشفيات قطاع غزة اكثر من اربعة آلاف جريح، بعضهم ينزفون حتى الموت لعدم قدرة الاطباء على اسعافهم، ولعدم وجود غرفة عمليات او معدات طبية كافية، ومع ذلك يغلق الرئيس المصري حسني مبارك المعبر في وجوه هؤلاء الاطباء المتطوعين الذين لبوا نداء الواجب والضمير الانساني، وكأنه يريد ان يموت العدد الاكبر من الجرحى الفلسطينيين حتى ينتقم شخصيا من ابناء قطاع غزة الذين لا يكن لهم اي ود، ولا يبدي اي تعاطف مع مآسيهم.

ندرك جيدا ان بعض المدافعين عن النظام المصري سيجادلون بأنه فتح المعبر امام مجموعة من الجرحى للعلاج في المستشفيات المصرية، وهذا صحيح، وعمل مشكور، ولكن كم هو عدد هؤلاء، مئة، مئتان، من مجموع اربعة آلاف؟ واذا كان فعلا حريصا على هؤلاء وغيرهم فلماذا لا يتيح المجال لعلاجهم في بلادهم؟ وعلى ايدي الاطباء المصريين والعالميين، الذين تطوعوا لذلك، وتوفير مشقة نقل هؤلاء اكثر من اربعمئة كيلومتر في عربات الاسعاف حتى القاهرة ومستشفياتها، وتأخيرهم لساعات، وربما لأيام امام المعبر قبل السماح لهم بالمرور.
النظام المصري يفقد احــــترامه، بعد ان فقد دوره الاقليمي والدولي بسبب هذه السياسات والمواقف المخجـــــلة، فالمــــبادرة التي تقدم بها لوقف الحرب في قطاع غزة قوبلت بالاستهجان والاستهتار من جمــــيع الاطراف، ولم تصمد يوما واحدا، حيث رفضتها معظم الاطراف، لان صاحبها لا يتمتع بأي ثقل، وصاغها بطريقة تخدم اهداف العدوان ودون التشاور مع الطرف المعني، وهو فصائل المقاومة، من منطلق الغرور والعنجهية الفارغة.
ولا نعرف كيف خرج النظام المصري بهذه المبادرة، بالطريقة المفاجئة التي شاهدناها، ودون التشاور مع الأطراف العربية، وأثناء انعقاد مجلس الأمن الدولي بالطلب من هذه الأطراف استصدار قرار ملزم لاسرائيل بوقف العدوان فوراً.
والأهم من ذلك ان السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ذهب إلى أنقرة، والتقى رئيس الوزراء التركي لتسليم رسالة تحث تركيا على التحرك دبلوماسياً لوقف العدوان، وفعلاً لبى السيد رجب طيب أردوغان هذه الرغبة المصرية وطار إلى القاهرة ودمشق وعمان والرياض، وفجأة ينقلب الرئيس مبارك على هذا الجهد التركي، ويعمل على إجهاضه والالتفاف عليه من خلال التقدم بمبادرته المذكورة وبيعها للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. فكيف يمكن تفسير هذا التصرف، أو رده إلى أي مدرسة دبلوماسية أو أخلاقية في العصر الحاضر أو العصور الغابرة!

العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يدخل اليوم أسبوعه الثالث، دون أن يحقق أيا من أهدافه، ففصائل المقاومة لم تستسلم، واطلاق الصواريخ لم يتوقف، بل ازداد اتساعاً، وشاهدنا بالأمس صواريخ المقاومة في جنوب لبنان تتعانق مع شقيقتها في فلسطين، وتضرب الجبهة الاسرائيلية الشمالية.
الحرب التي أشعلتها الانانية الانتخابية الاسرائيلية المتحالفة مع التواطؤ العربي لقتل 'ثقافة المقاومة' في عرين فصائلها بقطاع غزة، مهددة بالتوسع، فدرجة حرارة الجبهة اللبنانية ترتفع تدريجياً، والسيد حسن نصرالله زعيم حرب الله قال إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة، وربما يكون هذا هو السبب الذي دفع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة للتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف الحرب.
اسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، والعالم الغربي الذي يدعمها لا يمكن أن يتحرك إلا إذا أدرك ان مصالحه مهددة، أما مشكلتنا الأزلية فهي في الزعامات العربية وممثليها.. أليس من المعيب ان يبقى السيد عمرو موسى أمينا عاما للجامعة العربية في منصبه دقيقة واحدة بعد رفض السيدة كوندوليزا رايس وجوده ضمن وفد وزراء الخارجية العرب الذين التقتهم لدقائق في الأمم المتحدة؟

أليس من المخجل ايضا ان يتراجع وفد وزراء الخارجية العرب عن مشروع قراره الذي تقدم به الى مجلس الامن الدولي خوفا من 'الفيتو' الامريكي. فليصدر هذا 'الفيتو' وليعرف العالم بأسره حقيقة هذا السقوط الاخلاقي الامريكي.
اسرائيل احتلت قطاع غزة مرتين، الاولى عام 1956، والثانية عام 1967، وارتكبت خلالهما مجازر لا تقل دموية عن التي نشاهدها حاليا، ولكنها خرجت مهزومة ومنكسرة في المرتين، وهذه المرة الثالثة لن تكون استثناء.
يعتصرنا الألم ونحن نرى اهلنا يواجهون آلة القتل الاسرائيلية وحدهم، ونتألم بحرقة عندما نرى رضيعا يبكي الى جانب جثث والدته ووالده واشقائه بعد ان مزقتهم الصواريخ الاسرائيلية، ولكن ما يطمئننا ان هذه الدماء لن تذهب هدرا، لانها ستؤسس لمرحلة جديدة، عنوانها المقاومة، واسقاط كل مشاريع الهزيمة والاستسلام.

الإعلام العربي العميل يشارك في المحرقة اليهودية

اعلام عربي منحاز للعدوان
عبد الباري عطوان
يلعب الاعلام دوراً فاعلاً في الحروب الحديثة، ولا نبالغ اذا قلنا انه يحتل مرتبة قريبة من الأذرع العسكرية، وهو بالقطع يتقدم على الجهود الدبلوماسية والسياسية، فالاعلامي اليوم بات يضع الاجندات السياسية، عكس ما كان عليه الحال في السابق.
فالولايات المتحدة الامريكية حشدت الاعلام الغربي جنباً الى جنب مع المدرعات والقاذفات العملاقة اثناء حربي افغانستان والعراق، ونجحت في تعبئة الرأي العام الغربي خلف اهدافها في تغيير النظامين في البلدين، من خلال حملات مكثفة من الاكاذيب والمعلومات المضللة، اشرفت على إعدادها وحدات خاصة داخل وزارة الدفاع الامريكية وباشراف مباشر من دونالد رامسفيلد شخصياً، ومن المؤسف ان 'عقولاً' عربية جرى توظيفها بكفاءة عالية في هذا الخصوص.
العدوان الاسرائيلي الحالي على قطاع غزة يعتبر الامتحان الأهم و الأخطر لاختبار مصداقية الاعلامين الغربي والعربي، ومدى تطبيق المعايير الأخلاقية والمهنية في هذا الصدد.
ولعل المثال الأبرز على اهمية الاعلام ودوره في هذه الحرب، هو إقدام السلطات الاسرائيلية على منع جميع وسائل الاعلام الغربية من دخول القطاع، والسماح لممثلي وسائل الاعلام العالمية بنصب كاميراتهم على بعد بضعة كيلومترات من حدود القطاع وداخل المناطق المسيطر عليها اسرائيلياً، وهو أمر لم يحدث اثناء الحربين الامريكيتين في العراق وافغانستان.
فالادارة الامريكية اخترعت ظاهرة جديدة غير مسبوقة في التغطية الاعلامية، من حيث السماح لمراسلي المحطات التلفزيونية والاذاعات والصحف بمرافقة قواتها، وبث ما يتم تقديمه اليهم من معلومات وصور وبيانات بعد مرورها على الرقيب المختص، ولكن حتى هذا الاسلوب الذي يعتبر تقييداً واضحاً لحرية المعلومات التي تشكل عصب القيم الديمقراطية الغربية، لم تلتزم به السلطات الاسرائيلية، ولم يتم السماح لأي صحافي غربي بمرافقة قواتها ودباباتها اثناء هجومها على قطاع غزة.

ومن المفارقة ان الرئيس العراقي صدام حسين الذي كان يوصف بأكثر حكام العالم الثالث ديكتاتورية ومعاداة لحرية التعبير، سمح لكاميرات التلفزة الغربية بالعمل بحرية اثناء حربي العراق (تحرير الكويت عام 1991) واحتلال بغداد عام 2003. ومع ذلك لم نسمع الا احتجاجات باهتة من الاعلام الغربي ومؤسساته على هذه الممارسات القمعية من قبل الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كما يزعم.
وحال الاعلام العربي لم يكن افضل، فباستثناء بعض المحطات التلفزيونية والصحف الملتزمة بالقضايا الوطنية، اتخذت وسائل إعلام محور الاعتدال العربي موقفا منحازا الى جانب الجلاد الاسرائيلي من حيث تجريم الضحية، وتحميلها مسؤولية المجازر التي يتعرض لها ابناء قطاع غزة تحت ستار الموضوعية والمهنية.
الإعلام الغربي اطلق اكذوبة المصداقية والمهنية والتوازن في التغطية الاعلامية، وصدّقها بعض الاعلاميين العرب، وباتوا يتباهون بها، ويعتبرون كل من يخرج عن هذه المعايير 'غير مهني'، او 'غوغائيا' او 'شعبويا' او كل هذه التوصيفات مجتمعة.
المهنية التي باتت سيفا مسلطا على رؤوسنا في حرب الابادة الحالية في قطاع غزة، تعني بمفهوم هؤلاء الموضوعيين اعطاء التغطية الاعلامية عن الاضرار التي تلحق ببعض المساكن في المستوطنات الاسرائيلية من جراء بعض صواريخ المقاومة، الوقت نفسه، إن لم يكن اقل، الذي يُعطى للمجازر التي ترتكبها الطائرات والمروحيات الاسرائيلية في قطاع غزة والتي وصل عدد ضحاياها الى اكثر من مئتي شهيد والفي جريح في الدقائق الثلاث الاولى من بدء العدوان.
والاخطر من كل ذلك استضافة المتحدثين العسكريين والقادة الاسرائيليين بشكل يومي، بل واكثر من مرة في اليوم للتأكيد على التوازن، وعدم تغييب الرأي الآخر، ولتجنب اي اتهام بالانحياز الى الضحايا والناطقين باسمهم.

في الاعلام الغربي، الذي بات مدرسة تفرض معاييرها على الاعلام العربي، والليبراليين العرب الجدد بوجه خاص، تتم استضافة المسؤولين العرب والفلسطينيين ولكنه 'يشويهم' بأسئلته المحرجة والاستفزازية، ولكن عندما تستضيف محطات التلفزة العربية المسؤولين او المتحدثين الاسرائيليين فانها تتعامل معهم بنعومة زائدة، وتعطيهم اكبر مساحة من الوقت لاطلاق أكاذيبهم، دون اي مقاطعة او تصحيح الا في حالات نادرة.
شمعون بيريس ظهر على قناة 'الجزيرة' الفضائية ليس للدفاع عن الجرائم الاسرائيلية، وانما لتأثيم فصائل المقاومة، وتحميلها مسؤولية مقتل واصابة الآلاف، وبلغت به الوقاحة درجة القول بان القوات الاسرائيلية لم تقتل طفلا واحدا.
صحيح ان ظهوره كشف الوجه الاسرائيلي القبيح على حقيقته لكنه اظهر في الوقت نفسه ثقة العرب بالنفس وشجاعتهم في منح العدو فرصة للتعبير عن نفسه ولاثبات لاسرائيل ان هذا الجيل الجديد من العرب لا يخشون وجهة النظر الاخرى وهذا هو ما كان يدعي الاسرائيليون والغربيون في السابق. ومن المؤسف ان هؤلاء الاسرائيليين لا يستحقون هذه المعاملة.
اما الفضائيات الاخرى التابعة لدول محور الاعتدال فقد بلغت من الانحياز للجلاد لدرجة افساح المجال ليس للاسرائيليين فقط، وانما لأصوات عربية متخصصة في العداء لثقافة المقاومة، وتحميلها مسؤولية ما حدث، لانها اطلقت صواريخ على الاسرائيليين الابرياء.

ومن يطالع الاعلام المصري الرسمي هذه الأيام، والحملات الاعلامية المكثفة التي يشنها على المقاومة وفصائلها يخرج بانطباع سريع مفاده ان هذا الاعلام يدار من تل أبيب وليس من دولة عربية قدم جيشها وشعبها آلاف الشهداء في حروب الكرامة ضد اسرائيل وعدوانها المستمر على العرب والمسلمين في مصر نفسها (مدن القناة ومدرسة بحر البقر) ولبنان والأردن وسورية وفلسطين.
فحسب كتاب هذا الاعلام يعتبر كل من يتعاطف مع قطاع غزة وضحاياه ومقاومته عدوا لمصر وأهلها وتراثها، وفي أفضل الأحوال يعتبر عميلا لايران وحزب الله وسورية والمحور الشيعي في المنطقة.
عايشت حرب الفولكلاند التي خاضتها بريطانيا ضد الأرجنتين في الثمانينات من القرن الماضي، ولم أشاهد مسؤولاً أرجنتينياً واحداً يظهر على التلفزيون البريطاني ليشرح وجهة نظر بلاده تجاه هذه الحرب. فالمهنية البريطانية لم تسمح بهذا مطلقاً، ولم تكسر هذه القاعدة إلا مرة واحدة بعد أن جرى حسم نتيجة الحرب لمصلحة السيدة مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا وزعيمة حزب المحافظين في حينه التي خاضت هذه الحرب.
وما يستحق التنويه في هذا الاطار ان الحزبين الرئيسيين في البلاد، الحكومة والمعارضة توحدا خلف القوات البريطانية، ووضعا خلافاتهما جانباً، على عكس ما نرى على الساحة الفلسطينية أولاً، والساحة العربية ثانياً، حيث تتواطأ جهات فلسطينية وحكومات عربية مع العدوان الاسرائيلي، وتستعجل حسم الحرب لصالح اسرائيل، وتستعد لاقامة سرادقات الاحتفال بنهاية ظاهرة المقاومة الوحيدة في المنطقة.
الانحياز للضحايا هو أهم قيم الاسلام، وأبرز معالم رسالته، وأهل غزة هم الضحايا الذين يقصفون بقنابل الفوسفور الأبيض والصواريخ من البر والبحر والجو. ويشرفنا أن نكون في خندقهم، نشدّ من إزرهم، ونحمل قضيتهم إلى العالم بأسره. أما الذين يساندون العدوان تحت ستار المهنية والموضوعية والتوازن فهم ليسوا منا ولسنا منهم، ولا يشرفنا أن نكون في خندقهم.

30 يناير 2009

القرضاوي: أتمنى الشهادة بغزة ولو على كرسي متحرك

"أتمنى وأنا في نهاية حياتي أن أذهب إلى غزة ولو على كرسي متحرك، فأطلق رصاصة على العدو الصهيوني، فيقذفني بقنبلة لأنال الشهادة على أرض فلسطين"..




بهذه الكلمات أعرب الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن أمله في أن ينضم إلى صفوف الشهداء الفلسطينيين، مشددا على أن المقاومة وصمود شعب غزة وتوحده رغم محاولات بث الفرقة هي أساس النصر.

جاء ذلك في احتفالية شعبية بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء 28 -1-2009تحت شعار "وانتصرت غزة" شارك فيها عدد من قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مقدمتهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. وفي هذا السياق قال إن المقاومة ووحدة أهل غزة هي أساس النصر، "جمع أهل غزة بين الإيمان والترابط، وألف الله بين قلوبهم.. أرادوا (إسرائيل وحلفاؤها) أن يفصلوا الشعب عن المقاومة بالحصار والتجويع؛ لكي يضيقوا بحكومة حماس، لكن الشعب قبل الجوع، ولم يقبل الخضوع".وشدد الشيخ القرضاوي على أن قوات الاحتلال "اندحرت ولم تحقق هدفا واحدا من أهدافها".

وردا على من يحمل المقاومة مسئولية ما حدث وينظرون إلى ارتقاء آلاف الضحايا والشهداء باعتبارهم خسارة قال "إن الشهادة مكسب.. ولا تحسبن شهداء غزة أموات"، وتمنى أن ينال شرف الشهادة التي حققت النصر لشعب غزة.وسبق أن طلب الشيخ القرضاوي في كلمة له أمام "ملتقى الإمام القرضاوي مع التلاميذ والأصحاب" الذي عقد بالدوحة يوم 14/7/2007 من الحضور الدعاء له بحسن الخاتمة متمنيا أن يختم الله له بالشهادة في سبيله، وأن يفارق الدنيا شهيدا.وفي الوقت ذاته، شدد على أن المقاومة هي الطريق إلى النصر، داحضا الانتقادات الموجهة إلى حماس، وقال: "إذا أردت أن تنجح في أي مفاوضات، فيجب أن يكون معك سلاح لتحقيق الأهداف المرجوة".وأضاف أن: "أي سلام يأتي استنادا إلى الوهن ليس سلاما"، مذكرا بالآية الكريمة {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} محمد : 35، لكنه أوضح أن "نصر غزة هو نصر جزئي.. وما زلنا ننتظر النصر الكلي بتحرير أرض فلسطين". وأشاد الشيخ القرضاوي بموقف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من العدوان الصهيوني على غزة الذي خلف نحو 1415 شهيدا و5450 جريحا.وقال: "زار وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمير لتحميسه بشأن قضية غزة، فإذا به يحمسهم.. فمازحته بقولي سنضمك إذن إلى الاتحاد".

الشرف والفخار والعزة وحب وإعتزاز جميع المسلمين للإمام يوسف القرضاوي العالم المجاهد رضي الله عنه .

والخزي والعار لعلماء ذيل بغلة السلطان في مصر والسعودية لأنهم أسقطوا (فريضة الجهاد) ونصرة المسلمين الذين يتعرضون للمحرقة اليهودية الصليبية وعملائهم من العرب .

مابين مشايخ ذيل بغلة السلطان وحاخامات اليهود

ما بين فتاوى المشايخ والحاخامات




قالت جماعة ييش دين الحقوقية الإسرائيلية: إن كبير الحاخامات بالجيش الإسرائيلي أفيخاي رونتزكي وزع كتيباً على الجنود الذين يقاتلون في غزة يحتوي على فتوى دينية تعارض الرحمة بالأعداء، ودعت الجماعة الحقوقية لعزله. وينسب كتيب وزعه رونتزكي خلال حملة «الرصاص المسكوب» إلى الحاخام شلومو أفينير -وهو شخصية رئيسية في حركة الاستيطان في الضفة- قوله إن إظهار الرحمة إزاء «عدو قاس هو شيء لا أخلاقي بصورة فظيعة» وأبلغ الجنود بأنهم يحاربون «قتلة».

الفتوى الإسرائيلية، والتي وزعت رسمياً على الجنود وهم يشنون هجومهم والذي أدى إلى سقوط الكثير من الأطفال والنساء، مرت على وسائل إعلام عالمية ومنظمات حقوقية مرور الكرام، ولعل أبرز من انتقدها جماعة بيش دين الإسرائيلية. وكأن انتقاد الدولة العبرية وسلوكياتها خط أحمر لا يجرؤ على الإقدام عليه عموما سوى اليهود والإسرائيليين. فحين يضطر مسؤول دولي أو غربي للتحدث عن تجاوزات "إسرائيل" وانتهاكاتها، فإنه يفعل ذلك على استحياء بعد أن يعترف بحقها في الدفاع عن النفس وعن أمنها المقدس وبعد أن يندد بقوة بالهجمات والصواريخ الفلسطينية.

وبالمناسبة فإن هذه الفتوى اليهودية ليست الوحيدة والتي صدرت خلال محرقة غزة، فقد نشرت «هآرتس» فتوى لعدد من الحاخامات أفتوا فيها بأنه» يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين»، ونقلت الصحيفة عن الحاخام «يسرائيل روزين» قوله إن «حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم».

أما الحاخام الأكبر لمدينة صفد شلوموا إلياهو فقد قال: «إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف. وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل»، وأضاف إلياهو قائلاً: «المزامير تقول: سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم ولن أتوقف حتى القضاء عليهم».

فيما بعث الحاخام مردخاي إلياهو خلال الحرب إلى إيهود أولمرت بكتيب ذكر فيه قصة المجزرة التي تعرض لها شكيم ابن حمور والتي وردت في سفر التكوين، وبحسب صحيفة «الوطن» السعودية، فقد كتب إلياهو أن «هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية؛ لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام». واعتبر أن «المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي».

ولنا أن نتخيل لو أن فتاوى شبيهة أو حتى أقل حدة صدرت عن علماء مسلمين، كيف ستكون ردود الأفعال عليها. سيتهم أصحابها بالتطرف والإرهاب والتحريض على القتل، وسترتفع الأصوات تطالب بتوقيفهم ومحاكمتهم. فالشيخ يوسف القرضاوي منع من دخول بريطانيا؛ لأنه أصدر فتوى منذ سنوات حول العمليات الاستشهادية، وانشغل العالم وانتفض رداً على حديث الشيخ الهلالي حول لباس المرأة وأثره على انتشر الاغتصاب بأستراليا. فيما ترصد المراكز البحثية والإعلامية مثل مركز ميمري مواقف وأحاديث وخطب العلماء وتشهر بهم حين يصدر منهم ما يمكن تأويله بشكل سلبي وإن بمعايير عجيبة. مع ملاحظة أن قلة من العلماء تجرأ في أحداث غزة عن ذكر الجهاد دفاعاً عن النفس، للخوف كما يبدو من تهم الإرهاب وتبعاتها! ( ياسر سعد _ العرب القطرية )


التحية والإعتزاز لأردوغان المسلم...والخزى لعمرو موسي الماسوني


اردوغان ينسحب من جلسة نقاش ساخن حول الشرق الاوسط في دافوس


(سويسرا) (رويترز) -

Thu Jan 29, 2009 9:42pm GMT

نسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من نقاش ساخن بشأن الشرق الاوسط في المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس وقال انه ربما لن يعود أبدا للمشاركة في التجمع السنوي للأغنياء والأقوياء.

ودافع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بشراسة عن الهجوم الذي شنته بلاده على غزة خلال الشهر الماضي وتساءل بصوت مرتفع وهو يشير بأصبعه عما كان اردوغان سيفعله لو ان الصواريخ اطلقت على اسطنبول كل ليلة.

وفي حين كان النقاش الذي ضم ايضا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يقترب من نهايته لم يمنح اردوغان الفرصة حينما حاول الرد.

وقال رئيس الوزراء التركي وهو ينهض ويغادر قاعة المؤتمر في منتجع دافوس السويسري "لا أعتقد انني ساتي مرة أخرى الى دافوس لانكم لا تدعونني أتكلم."

واضاف "الرئيس تحدث لمدة 25 دقيقة وانا تحدثت فقط نصف هذا (الوقت)."

ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية الحكومية عن اردوغان قوله لبيريس "حينما يتعلق الامر بالقتل فانتم تعرفون جيدا كيف تقتلون. وانا اعرف جيدا كيف قتلتم أطفالا على الشواطيء."

وفي مؤتمر صحفي تمت الدعوة اليه على عجل شرح اردوغان في وقت لاحق أسباب استيائه من كل من رئيس الجلسة وأسلوب بيريس.

وقال اردوغان "كان رد فعلي موجها الى مدير الجلسة. أعتقد انه اذا كان لدينا إدارة للجلسة على هذا النحو فاننا لن نحصل من دافوس على ما جئنا جميعا للحصول عليه من دافوس. وسيلقي هذا بظلال على الجهود الرامية للتوصل الى سلام."

واضاف للصحفيين "الرئيس (الاسرائيلي) بيريس كان يتحدث الى رئيس الوزراء التركي - انا لست زعيما لجماعة ما أو قبيلة ولهذا كان يتعين عليه مخاطبتي بشكل لائق."





فتوي تحريم المظاهرات هي فتوي علماء السلطان





فتوي تحريم المظاهرات هي فتوي علماء ذيل بغلة السلطان
ممدوح أحمد فؤاد حسين -مصر-الجزيرة .نت
فتوي تحريم المظاهرات هي فتوي علماء السلطان في كل مكان وقد سبقت أصدار هذه الفتوي في مصر وذلك في مجلة الإذاعة والتليفزيون العدد رقم 3739 الصادر بتاريخ 11 / 11/ 2006 بالصفحة الخامسة حيث أفتت الدكتورة سعاد صالح وهي كانت عميدة لإحدي كليات الأزهر بأن المظاهرات مفسدة وأن نتائجها حرام شرعا . إنها فتاوي علماء السلطان في أرض النفاق من المحيط إلي الخليج. وهذه الفتاوي تسء للإسلام .

علماء السلفية يفصلون فتاوي لصالح اليهود

علماء دين يرفضون فتوى سعودية انتقدت التظاهر لصالح غزة

د إسماعيل أفتى بحرمة إطلاق الجندي المصري النار على أي قادم من غزة (الجزيرة نت)



هاجم الأمين السابق لجبهة علماء الأزهر الدكتور يحيى إسماعيل ما وصفه بـ"فتاوى التخذيل" التي صدرت مؤخرا عن مشايخ في السعودية، والتي حرمت التظاهر لمناصرة الفلسطينيين، والدعوات إلى مقاطعة البضائع الغربية والأميركية.

وقال إسماعيل -وهو أستاذ الحديث بجامعتيْ الأزهر والكويت- إن المظاهرات التي قامت وتقوم لنصرة أهل غزة هي "وسيلة حضارية تعبر عن صحوة الأمة وتضامنها مع بعضها".

"
إسماعيل:

المظاهرات ورقة قوية بأيدي الأنظمة التي تخشى الضغوط فتستطيع الدولة الدفع بورقة ضغط الشارع لتواجه بها ضغوط الضاغطين
"

ولفت في تصريح للجزيرة نت إلى أن الأنظمة "لم تترك أمام الشعوب إعلاما حرا للتعبير عن رأيها ونبضها، فلم يبق أمام الشعوب المكبوتة سوى التظاهر كتعبير صريح ومشهود على رفض العدوان".

وكان رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية الشيخ صالح اللحيدان وصف المظاهرات التي شهدها الشارع العربي ضد غارات إسرائيل على قطاع غزة بأنها من قبيل "الفساد في الأرض، وليست من الصلاح والإصلاح".

وزاد اللحيدان خلال محاضرة ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض قوله إن المظاهرات حتى إذا لم تشهد أعمالاً تخريبية "فهي تصد الناس عن ذكر الله، وربما اضطروا إلى أن يحصل منهم عمل تخريبي لم يقصدوه".

ورقة ضغط
واعتبر إسماعيل المظاهرات "ورقة قوية بأيدي الأنظمة التي تخشى الضغوط فتستطيع الدولة الدفع بورقة ضغط الشارع لتواجه بها ضغوط الضاغطين"، مؤكدا أن المظاهرات السلمية "تحيي في الناس الشعور بأن هناك ظلما وقع على إخوة لنا وتستنهض فيهم روح العزيمة والإصرار على رفع الظلم والعدوان".

ودعا أستاذ الحديث جميع الجنود والشرطة المصريين إلى رفض الأوامر التي تصدر إليهم من مسؤوليهم بإطلاق النار على الداخلين من معبر رفح بفعل العدوان وهربا من الحرب والحصار، مشددا على أن "من يقتل من هؤلاء العسكر في تبادل لإطلاق النار ليس بشهيد بحسب جميع الوجوه والأصول الشرعية".

وحول فتوى رفض الدعوات إلى مقاطعة منتجات الدول الغربية والأميركية أضاف إسماعيل "معركتنا مع الكيان الصهيوني ليست فقط معركة سلاح بل تمتد لتطال مختلف صنوف السلاح ومنها المقاطعة للمنتجات والسلع والعلاقات السياسية".

وأكد أن المقاطعة "سلاح حاد جدا وبه يمكن إرسال رسائل للدول القائمة على أساس رأسمالي وتهتم بمصالحها وأسواق تصديرها".

"
أبو زيد:

للتظاهر أصل في الشرع وقع في عصر الرسالة الذي هو عصر الوحي والتشريع، حين خرج عمر بن الخطاب في مقدمة صف، وحمزة بن عبد المطلب في مقدمة صف آخر، ومشيا في مظاهرة بمكة لكي يرى المشركون قوة المسلمين، ولم ينزل وحي بتخطئة أو تحريم هذا الفعل
"

وشدد على المقاطعة والمظاهرة والبيان والدعاء وغيرها كلها أسلحة يتعين تفعيلها مشيرا إلى حجم الخسائر التي وصفها بالطائلة التي طالت الاقتصاد الدانماركي بسبب المقاطعة التي أعقبت مظاهرات الصور المسيئة إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.

للتظاهر أصل
من جانبه اعتبر الباحث الشرعي في المركز العالمي للوسطية وصفي أبو زيد أن التظاهر وسيلة مشروعة عالميا للتعبير عن الرأي، موضحا أن "للوسائل في الشرع الإسلامي حكم المقاصد، والأصل في وسائل الأمور العادية -بخلاف التعبدية- الإباحة ما لم يرد نص بتحريمها".

وأكد أبو زيد أن للتظاهر أصلا في الشرع وقع في عصر الرسالة الذي هو عصر الوحي والتشريع، حين خرج عمر بن الخطاب في مقدمة صف، وحمزة بن عبد المطلب في مقدمة صف آخر، ومشيا في مظاهرة بمكة لكي يرى المشركون قوة المسلمين، ولم ينزل وحي بتخطئة أو تحريم هذا الفعل، بل نرى أنها قد تصل إلى حد الوجوب بحسب الحال.

وقال "لم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم) إن فعل عمر وحمزة بدعة أو إفساد في الأرض، ولم يصف من قام به بأنه لا عقل له".

جهاد أبو العيس–الكويت

(نقلا عن الجزيرة)





29 يناير 2009

رجال عقدوا العزمة ثم مضوا :الشهيد سعيد صيام


حقيقة استشهاد سعيد صيام في حوارٍ مع أسرته
[27/01/2009] أم مصعب: - ليس المهم كيف استُشهد وإنما المهم أنه حصل على ما تمنَّى - كان مَرِحًا وُيدخل السرور علينا في البيت ويلاعب أولاده باستمرار - تألَّم كثيرًا باعتقاله على يد سلطة أوسلو لصداقته مع كثيرٍ من قيادتهم مصعب: - طلب سلاحه قبل اغتياله بأسبوع وكان يرى أن الأطفال الشهداء ليسوا أحسن منه - تأثَّر كثيرًا باستشهاد الشيخ ياسين والرنتيسي وبكى على القيادي صلاح شحادة غزة-
كارم الغرابلي: سعيد صيام رجل حماس القوي.. سعيد صيام هو الذي أعطى إشارة البدء في معركة الحسم العسكري في غزة.. سعيد صيام أحد صقور المقاومة وحماس.. سعيد صيام أحد عقبات الحوار الوطني الفلسطيني. هذا ما يردده الإعلام الفتحاوي عن الوزير الشهيد سعيد صيام الذين قابل محبِّوه ومعجبوه خبر استشهاده بفرحةٍ ممزوجةٍ بالحزن.. فرحة لأنه استشهد في ميدان المعركة، وهو- إن شاء الله- مع النبيين والصديقين والشهداء، وحزن لأنه رجل قلَّما تجد مثله؛ فهو كان وزير داخلية في أشد بقاع الأرض سخونةً؛ ضبط النظام في غزة؛ حيث العملاء والمنفلتون والمتآمرون. عندما جاء لزيارة مصر بعد تشكيل أول حكومة لحركة حماس أوقفته السلطات المصرية ولم تستقبله كوزيرٍ في حكومة مُعتَرَفٍ بها، رغم أنه كان في زيارة رسمية، فما كان منه إلا أن همَّ بالرجوع إلى وطنه مرةً أخرى، وعندما فطنت السلطات المصرية للخطأ تداركت الموقف وسيَّرت إليه المواكب لاستقباله. رفض المزايدة على قضيته وقضية وطنه.. كان شديدًا ولكن في الحق، لم يتهم بالسرقة أو الفساد أو تصفية الحسابات رغم أنه كان وزيرًا للداخلية.. جمع فصائل المقاومة في قوة واحدة لضبط الأمن داخل غزة والضفة، وهو ما أزعج جناح الضفة، وكانت المعركة ضده وضد كل رموز المقاومة. إنه الوزير الشهيد الذي أخرس باستشهاده كل الألسنة التي كانت تقول إن قادة حماس مختبئون في الخنادق ويضحون بأرواح شعب غزة. سعيد صيام كان إنسانًا متواضعًا محبوبًا، وكما يقول اللفظ المصري "راجل جدع"؛ له العديد من المواقف المحفوظة في ذاكرة أهله وأقاربه وجيرانه.
قال عنه الدكتور موسى أبو مرزوق في لقاءٍ باتحاد الأطباء العرب بعد أول حكومة لحماس، واتهامها بالتربح على حساب الشعب الفلسطيني، فقال وهو يشير بيديه إلى أبو مصعب الذي كان يجلس بجواره؛ إنه طلب منه 200 دولار على سبيل السلف؛ لأنه مدين لأستاذ جامعي يسكن بجواره في غزة بهذا المبلغ، ولا يستطيع أن يسدده، وإن صيام انتهز فرصة لقائه بالدكتور موسى ليقترض منه المبلغ إلى حين ميسرة.
هذا هو الوزير الشهيد أبو مصعب الذي نكشف عن جوانب أخرى من حياته في هذا اللقاء الذي أجريناه مع زوجته وابنه مصعب، وبدأناه بسؤالٍ عن سعيد صيام الزوج والإنسان.
** فقالت أم مصعب: حقيقةً.. كان الشيخ سعيد نعم الزوج والأب؛ كان الزوج المُحِبَّ والأب الحنون العطوف الذي لا تشغله أعباء عمله عني وعن أبنائه؛ يحب أولاده حبًّا عظيمًا، كان يعاملهم كأصدقاء، ويربِّيهم على الإيمان وحب الوطن، ويزرع في نفوسهم الشجاعة والكرامة، كان يلاعبهم ويمزح معهم، ويضفي على البيت جوًّا من المرح والسرور، وكان الزوج المخلص.. حياتنا كانت قائمةً على التفاهم والوفاق والسعادة. صحيحٌ أننا تأثَّرنا باستشهاده، ولكن كانت هذه أمنيته، وقد نالها، وقدَّر الله، وما شاء فعل، والحمد لله رب العالمين الذي شرَّفنا باستشهاده بعد أن تعلَّمنا منه الصبر والثبات والسلوان.
* وكيف كان وقع خبر اغتيال الشيخ سعيد صيام على العائلة؟
** أجابت أم مصعب: منذ اللحظة الأولى لتحديد موقع ومكان القصف شعرنا أنه المُستهدَف، وحمدنا الله على تشريفنا باستشهاده، وقد أنزل الله علينا الصبر والسلوان والطمأنينة؛ لأننا نعلم أن الطريق التي اختارها أبو مصعب هي إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما النصر، وقد رزقه الله بالشهادة التي كان يتمنَّاها، ولطالما ألحَّ على الله بأن يرزقه إياها.
** ويضيف نجله مصعب: حين جاء خبر استشهاد الوالد- طبعًا كأي ابن- حزنتُ، ولكن استدركت الأمر وشكرت الله على هذه النعمة التي أنعمها الله على والدي التي لطالما تمنَّاها، وصحيحٌ أن والدي ترك فراغًا كبيرًا وعبئًا، ولكننا نسال الله أن يعيننا على حمل هذه الأمانة وإكمال رسالته التي غرسها فينا منذ الصغر.
* هناك روايات عدية رُويت عن حادثة الاغتيال، فما الحقيقة كما تعرفونها؟
** قالت أم مصعب: سمعنا روايات وقصصًا كثيرة، ولكن أولاً وأخيرًا هذا قدر ومشيئة الله، وقد جاءه الأجل. ** ويضيف مصعب: تعلم أننا كنا في أجواء حرب، وكانت السماء مُلبَّدةً بالطائرات بمختلف أنواعها. صحيحٌ أن والدي أخذ بجميع الاحتياطات الأمنية، ولكن الفترة الأخيرة كانت ثقافة الشهادة مسيطرة عليه تمامًا وتراوده في كل وقت، وكونه وزيرًا للداخلية فكان يتابع كل كبيرة وصغيرة في ميدان الحرب فيما يخص الأمن وعمل الأجهزة والأمنية، وإعطاء التعليمات، وكل هذه الأمور تحتاج إلى تواصل؛ ولذلك يجوز أنه كان مراقبًا من الطائرات أو العملاء، وأخيرًا قدَّر الله وما شاء فعل.
* في الأيام الأخيرة.. هل كان هناك تواصل مع الشهيد أبو مصعب؟
** تقول أم مصعب: كان هناك تواصل بواسطة أخيه؛ حيث كان يخبرنا بأخبارهم وحالهم ويطمئننا على وضعه.
* لو عدنا قليلاً إلى الوراء.. ما هي آخر اللحظات في حياة الشهيد أبو مصعب؟
** يقول مصعب: عايشته قبل استشهاده بأسبوع؛ كانت ثقافة الشهادة مسيطرةً عليه في أيامه الأخيرة كما أسلفت، حتى إنه- وبشكلٍ غريبٍ- طلب مني في أحد الأيام، وبينما كنا في بيت أخيه العودةَ إلى بيتنا ومكتبه لنيل الشهادة بالطريقة التي اختارها الدكتور نزار ريان. كان يحدِّثني في اللحظات الأخيرة عن خططه لما بعد الحرب وإعادة بناء ما تم تدميره، كان حزينًا ومتألمًا ومتأثرًا جدًّا على الشهداء من المدنيين والأطفال، وفي آخر أيامه طلب مني إحضار سلاح الـ"كلاشنكوف" للنزول إلى جانب المقاومة والدفاع عن غزة. ** وتستطرد أم مصعب: في آخر لحظات حياته كان يتمنَّى الشهادة، وقبل الخروج من البيت طلب جواز سفره كإثباتٍ للتعرف عليه في حال استشهاده، وكثيرًا ما كان ينظر إلى صور الشهيدين أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي الموجودتين في منزلنا ويحسدهما على الشهادة، وكان متخوفًا من ألا يرزقه الله الشهادة. أبو مصعب الإنسان
* ما أبرز السمات التي كان يتميَّز بها الشهيد أبو مصعب؟ وأي السمات كانت أقرب لشخصيته وكيف أثَّرت على حياته؟
** يقول مصعب: والدي كان يتميز بالهدوء والصمت، كان صامتًا في شخصيته قليل الحديث كثير الأفعال، وكان ينطلق من مبدأ أن الصمت (عبادة)، وفي الجانب الروحي كان يحرص على قراءةِ القران وصلاة الفجر جماعةً وقيام الليل، والصيام يومي الإثنين والخميس، كما كان يحرص على إيصال أي معلومةٍ روحانيةٍ أو دعوية بدون تجريح لمشاعر الآخرين، وأذكر عندما قال لي مرةً "إنني أصوم الإثنين والخميس منذ عشر سنوات"، وكأنه يريد أن يدفعني بطريقةٍ غير مباشرة للسير على ذاتِ الخطى، كما كان حريصًا ورحيمًا وحنونًا على إخوانه وجيرانه.
وتضيف أم مصعب: كان يُعرَف بخفةِ ظله وحب المرح والفكاهة، وكانت الابتسامة لا تُفارقه رغم المسئوليات الجسام التي كان يقوم بها، ولم يكن في قلبه حقدٌ لأحدٍ من الجيران والأقارب، يحب أولاده ويُلاعبهم ويمزح معهم، ويُضفي على البيت جوًّا من المرح والسرور.
* أبو مصعب حمل عبء الدعوة منذ نعومةِ أظافره.. كيف وفَّق بين ذلك وبين عمله كوزيرٍ للداخلية وقيادي لحماس واحتياجات البيت؟ ** تقول أم مصعب: بالفعل أبو مصعب شغل الكثير من المواقع والأماكن، لكن لم يُؤثِّر ذلك على الدعوة التي حمل عبئها منذ بداية حياته، كل وقته عمل، حباه الله بمميزات كثيرة، فكان خطيبًا مميزًا وإداريًّا ناجحًا، وسياسيًّا بارعًا، وقائدًا شجاعًا، وداعيةً مبدعًا لكن دون أن يؤثر ذلك على دوره في البيت وعلاقته بالأسرة أيضًا.
* ما أبرز مراحل حياة الشهيد أبو مصعب؟
** تقول أم مصعب: تخرَّج زوجي عام 1980م من دار المعلمين في رام الله حاصلاً على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وفي نفس العام تزوجنا، بعدها أصبح عضوًا في اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة عام 1996م التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في التربية الإسلامية، ثم عمل مدرسًا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة من العام 1980م حتى نهاية عام 2003ٍم؛ حيث اضطر لترك العمل بسبب مضايقاتٍ تعرَّض لها من قِبل إدارة الوكالة على خلفية انتمائه السياسي، كما كان عضوًا في اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث لعدة دورات، وترأس لجنة قطاع المعلمين لمدة سبع سنوات، وكان عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة، وعضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل. وعمل خطيبًا وإمامًا متطوعًا في مسجد اليرموك في مدينة غزة، وعمل كذلك واعظًا وخطيبًا في العديد من مساجد غزة، ومن ثَمَّ تسلَّم دائرة العلاقات الخارجية لحماس وأصبح ممثل حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، ثم أصبح بعد ذلك أحد أعضاء المجلس التشريعي ثم تولَّى منصب وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية العاشرة. كانت حياته بمجملها حافلة ومرتبطة بشكلٍ وثيقٍ بالمجتمع، فخلال عمله كمعلمٍ كان يحتك بشريحة كبرى من الطلبة مما كثف من مضايقات جيش الاحتلال آنذاك له، عرف أبو مصعب كأحد رجال الإصلاح الأشداء على الحق في مناطق غرب غزة، كان رجل شهم ودود ويتسع صدره للجميع. إبعاد واعتقال
* ما أصعب المراحل التي عايشتها أم مصعب إلى جانب الشهيد؟
** كثيرة هي الأوقات التي زلزلت حياتي، وكان أولها مرات الاعتقال التي تعرَّض لها في سنوات الانتفاضة الأولى، ومن ثَمَّ جاء قرار الإبعاد لمرج الزهور عام 1992م، وبعد عودة سلطة أوسلو ظننتُ أن الأمور ستأخذ مجرًى آخر رغم معارضة حماس آنذاك لاتفاق أوسلو ففوجئنا في العام 1995م بحادثة اعتقاله من قِبل جهاز الأمن الوقائي على خلفية انتمائه السياسي لحماس. وهذه المرحلة كانت الأكثر بؤسًا على حياة زوجي لا سيما أنه كان صديقًا للكثيرين من أبناء فتح، وكان دائمًا يؤازرهم ويشدُّ من عزمهم ورباطهم، ويُقدِّم لهم يد العون والمساعدة. ثم جاءت الانتفاضة الثانية، والتي دفع فيها الشعب الفلسطيني الكثيرَ من الدماء؛ حيث كان يشعر أبو مصعب بالحزن والهمِّ دائمًا بسبب الانتهاكات الصهيونية المستمرة على شعبنا، وعانى في ذلك الوقت من مضايقات وكالة الأونروا مما اضطره لترك العمل رغم تعلقه الشديد به. وعندما تسلَّم منصب وزارة الداخلية في الحكومة العاشرة ازدادت همومه وأحماله، ولعل هذه المرحلة كانت الأكثر صعوبةً في حياته، والتي استدعاه وضعها الأمني والإداري والمالي آنذاك لتشكيل قوة داعمة للأجهزة الأمنية، وهي (القوة التنفيذية)، والتي لاقت هجومًا شرسًا من قِبل الآخرين وروجوا عنها الشائعات لإضعافها وإسقاط الحكومة، وخاصةً وزارة الداخلية، ومن ثَمَّ جاءت مرحلة الحسم العسكري، وكان الجهد الأكبر ملقى على عاتقه في تلك المرحلة لا سيما أن أجهزة الأمن البائدة أضربت عن العمل بأوامر من عباس وحكومة فياض، ومن ثَمَّ كان صيف 2007م الأكثر أمنًا وأمانًا في قطاع غزة؛ حيث استطاع بحمد الله أن يكون ذلك الرجل الحديدي الذي قاد تلك المرحلة بنجاح.
* الزهار وهنية والرنتيسي والشهيد صيام كانوا كالجسد الواحد، كيف كانت العلاقة بينهم؟ وكيف تأثَّر برحيل بعضهم؟
** تقول أم مصعب: كانت العلاقة بينهما علاقة قوية ومتينة، فكل منهم يحب الآخر حبًا عظيمًا، يلتقون على طاعةِ الله ويفترقون على محبته وطاعته، وكانوا كالروح الواحدة، يتجالسون لأشهر، واجتماعاتهم تطيل لأيامٍ أحيانًا، والشهيد تأثَّر كثيرًا باستشهاد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والشهيد إسماعيل أبو شنب؛ حيث تعايش معهم فترة عمل، كما بكى كثيرًا على استشهاد الشيخ صلاح شحادة.
* عندما كانت توجه للشهيد بعض الاتهامات بمسئوليته عن بعض الأحداث الداخلية، كيف كان يتابعها؟ وهل كانت تؤثر على نفسيته؟ ** يقول مصعب: كان يتوقع كل شيء، إلا أنه لم يتأثَّر بأيٍّ من الاتهاماتِ التي كان توجَّه له ولا يأبه لها، كما كان يؤمن بضرورةِ استمرار المشروع الإسلامي والوطني والدعوي وحمايته مهما كان الثمن، وكان واثقًا في تعامله مع الآخرين، يريد أن يخدم أبناء وطنه برموشِ عيونه من خلال القضاء على الفساد والفلتان الأمني الذي استشرى في تلك المرحلة.
* ما أكثر شيء كان يحرص عليه الشهيد أبو مصعب؟
** مصعب: أبي رحمه الله كان يحرص على أن يحوز رضى الله أولاً، وكان زاهدًا في الدنيا، ومن الأمور التي كان يحرص عليها العبادات وصلة الأرحام مع الأقارب والجيران.
* ما العبارات التي أُثرت عن الشهيد وكان دائمًا يرددها؟
** كان دائمًا يردد عبارة "كلنا مشاريع شهادة"، ويردد أبيات القصيدة "صبرنا صبر الخشب تحت المناشير" إلى جانب أنشودته المحبوبة "يا معشر الإخوان لا تترددوا عن حوضكم حيث الرسول محمد".
* سألت مصعب: هل كنت تتوقع استشهاد الوالد وتحمل عبء البيت؟
** بالطبع كنت أتوقع استشهاده، وأصبحت لدينا قناعة بأن كل قيادات المقاومة هم مشاريع شهادة واستشهاد، وأن قيادة العالم تبدأ من هذا الطريق، والوالد كان شغوفًا بالشهادة ويتمناها باستمرار.
* الكيان قال إن اغتيال أبو مصعب إنجاز كبير وقضى على نصف حماس، ما ردكم على هذا الادعاء؟
** يقول مصعب: شهادة والدي كانت وقودًا جديدًا لدعم ومساندة المقاومة وزادت من شعبية الحركة جماهيريًّا وشعبيًّا، وبالتالي الاحتلال باغتياله القادة يُعجِّل من نهايته وهزيمته واندحاره.
نقلا عن (شبكة فلسطين للحوار ) http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=358553

اولمرت يؤكد لميتشل على ضرورة عودة غزة لـ "حكم عباس"



الخيانةوالعمالة علنا

اولمرت يؤكد لميتشل على ضرورة عودة غزة لـ "حكم عباس" شدد إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الصهيوني المستقيل، للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل على أهمية عودة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس (المنتهية ولايته) إلى قطاع غزة الذي يدير شؤونه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ الحسم العسكري الاضطراري. وقال مسؤول صهيوني: "من الضروري بعد العملية التي قامت بها (إسرائيل) في قطاع غزة أن تتقلص سلطة حركة حماس وأن تكون السلطة الفلسطينية (سلطة رام الله) قادرة على ترسيخ قدميها من جديد في قطاع غزة"، على حد قوله.

جيروزاليم بوست": بعثة مصرية إلى الولايات المتحدة للتدريب على تدمير أنفاق غزة





ذكرت صحيفة إسرائيلية أن وفدًا من مهندسين مصريين توجه إلى الحدود الأمريكية - المكسيكية للتدريب على التقنيات التي يستخدمها الجيش الأمريكي لكشف وتدمير الانفاق. وأوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم الخميس أنها علمت أنه جرى التنسيق للزيارة وفقًا لمذكرة تفاهم حول تهريب الأسلحة وقعتها "إسرائيل" والولايات المتحدة في وقت سابق الشهر الجاري. كما أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة أرسلت بالفعل مهندسين عسكريين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية مزودين بمعدات للكشف عن الأنفاق ومساعدة المصريين في الكشف عن أماكن الأنفاق وتدميرها. وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون: إن الوفد المصري يدرس تقنية أمريكية للكشف وتدمير الأنفاق تتمثل في حفر فتحات عميقة وزرع متفجرات فيها وتفجيرها بما يدمر الأنفاق القريبة منها. وبحسب الصحيفة فقد دمرت إسرائيل ما يقرب من 300 نفق خلال عملية غزة العسكرية التي بدأت في 27 ديسمبر الماضي واستمرت لمدة 23 يومًا, إلا أنه يعتقد أن هناك المزيد من الأنفاق وأن "حماس" تعتزم إصلاح ما تم تدميره. وقد أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب توقيع مذكرة التفاهم أن الاتفاق الأمريكي - الإسرائيلي حول منع تهريب الأسلحة إلى غزة "لا يلزم مصر"، وتبعه الرئيس حسني مبارك بخطاب مفاجئ شدد فيه على "رفض مصر نشر مراقبين دوليين على الحدود المصرية"، مؤكدًا أنه هذا "خط أحمر لن تسمح مصر لأحد بتجاوزه". "باراك" يهدد بشن هجمات جديدة على الأنفاق: وكان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك قد هدد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يشن هجمات جديدة على الأنفاق التي تصل جنوب قطاع غزة بمصر. وقال باراك للتلفزيون الإسرائيلي: "إذا اضطررنا سنشن هجمات أخرى". وقال باراك: "اتفقنا على ترتيبات مع المصريين (لوقف التهريب عبر الأنفاق) لكن التطبيق يحتاج إلى بعض الوقت".

الشهيدة ضحي الداية

الشهيدة ضحي الداية

اللهم إني بريئة من حكام وملوك وأمراء وجيوش العرب
اللهم إني بريئة من مشايخ الأزهر المنافقين والمنبطحين
اللهم إني بريئة من ممشايخ السلفية الذين إثاقلوا إلي القصور والأموال وخذلوا الأمة للمرة الرابعة


القائد المجاهد الشهيد أحمد ياسين




جبل ..فوق المنحدر!


قالت بوجه امتلأ بتحد من نوع ما :مابالكم تصمتون؟ تنظرون …ولا تتكلمون ؟

رفعوا نظراتهم اليها …سقطوا بها على الأرض من جديد …!

عادت تقول :أرى فى الوجوه ألما يعتصر الحروف ..وعلى الشفاه صمت قبور يصارع الجمل فلا تنطلق !
عادوا يرفعون أنظارهم اليها …يتأملون ملامح وجهها …عالمها رحب فسيح كجنة …فضاءها واسع مثمر كنخلة …!
همس أحدهم لنفسه :ألا يتسلل اليها يأس كأفعى …؟!
علا صوت من خلف الصف …كأنه أنين طفل و طفلة :سيدتى ..احترق الحقل!
-سقط..النخل!
ارتعشت الشفاه ..وهى تكمل حفر الصورة …
ـ عاد العصفور ..فما وجد العش ..!
ـالحقل غدا رماداأسود يختنق به القلب …!
ـالجد بكى …والجدة …!
ـ فقدنا الثمار ..وسقطت الشجرة …!
تنقلت بعينيها بين العيون …القلب ينتفض بحزن دفين …يقتات دما ..ويتنفس أنين ..!
لحظة مرت ..كدهر بطئ….لا تسمع إلا لفظ زفير..!
فجأة قال صوت بجمل تخنقها العبرة :
ماعاد هناك زيتون ..ولا زيت …ولا حتى …وردة!
أردف آخر ..بشفاه مرتعشة :
قرية بلا…. حقل..!
شجرة بلا …ثمرة ..!
طفل بلا مدرسة …أو لعبة ..!
ورفعت يدها بحزم …تغلق الحوار…قبل أن تفلت دمعة..!
أمعنت النظر..الحزن والانكسارحفرا فى الوجوه الفتية ملامح ..!
الألم انغرس فى القلوب ..ورفض أن يغادر ..!
هتفت بهم ..هتاف قائد فى كتيبة تقاتل :
هيا ليعطنى أحدكم اسما لرضيع..عاش فى زمن الكبوة ..!
سار بين دمار ..وضياع ..وأنين ..!
كان طفلا..حوله أشلاء …ودمار ..وألم ..و حنين !
التمعت العيون بلمعان جديد…!
أكملت وقد نبتت فى الحقل نبتة :
ادخره القدر …لأمر جلل!
أوجده الله فى زمن المحنة ليتقدم فتيا ينقذ الأمة !
نظرت العيون..تتبادل الأمل..!
هتف فتى فى أول الصف :
قطز …قطز..انه البطل!
تزاحمت الأسماء على الألسنة ..!
وقف هناك فتى قال بصوت يبعث فىالأرجاء فخرا اينما مضى:
أ عاش فى زمن مضى وانقضى ..؟أم فى زمن يتنفس بيننا ؟
هتفت كطفل أهدوه هدية:
بل يتنفس بيننا..!حول الأمة أعداء..كأنهم السوار..يقتحمون..يقتلون …والحصن بلا أسوار!..اندحر الجيش وتوقف …عند ذاك المنحدر!أوشكت الأمة أن تنزلق !..بكى الحجر ..وانتحب الشجر !..ثم تقدم عملاق بطل …رفع الراية بقلب أسد..تصدر الصفوف وأوقف السقوط..من المنحدر!ياله من منحدر!
صاح فتى :حددى المعالم …قد أكون أنا !
صاح آخر:أنال الشهادة أم… ينتظر؟
ابتسمت..وعالجت الدموع ولم تجب ..!
عادوا اليها ..وقد أطرقوا ..!
أحدههم قال :كان ملء القلب ..والبصر ؟
آخر أكمل :اذا تحدث ..صمت الجمع وانتظر؟
ثالث هتف:ألم تحمله قدماه ..كسائر البشر؟
من خلف الجميع ..انطلق الصغير …كأنه كان فقط ينتظر..!اخترق الصفوف هتف بنبرة قائد خاض حربا وانتصر:
تمهلوا..تمهلوا ..كنت أعرف البطل!
رأيته..يومايحمله كرسى ذوعجل..!يهتز لقوله كل البشر..!
قاطعتهم المعلمة :دعوه يرفع راية الانتصار..!..ربما ننظر اليه يوما وقد وصل فوق تلك التلة أو ذاك الجبل !
نظر الى السماء لحظة ..ثم هتف :أحمد ياسين هواليطل هو الذى ادخره القدر ..لامر جلل !
من بين الصفوف علا صوته :سيدتى ..سيدتى ..كم من بطل ادخره القدر!
نافسه صوت آخريقتحم: بل قل كم من بطل يدخره القدر!ربما أنت أو أنا أو هو أو هى نكون البطل !
قالت وقد أزهر الأمل:ليحرقوا ماشاء لهم القدر ..منهم الخنازير…ومنانحن البطل !
بطلنا لا يموت وان واراه الثرى ..!هو بذرة تبذرها بعناية يد القدر..فى قلب بطل.!..أويملك أحد أن يتحدى القدر …أن يرفض ذلك أو يعترض! …هم لنا ونحن لهم …سيشهد على
ذلك كل الزمن !
الكاتبة: سلوى عبد المعبود قدرة



بطاقة القرف (1)

بطاقة القرف (1)
بعض أعضاء الطابور الخامس وتضم القائمة مجموعة من المتصهينين العرب، وأسماؤهم - كما وردت في موقع وزارة خارجية العدو - على النحو التالي: فؤاد الهاشم , عبد الله الهدلق , خليل علي حيدر , حسن علي كرم (الوطن الكويتية )د. أحمد البغدادي ,
يوسف ناصر السويدان , إلياس بجاني , أحمد الجار الله , حسن راضي , نضال نعيسة (السياسة الكويتية) تركي الحمد ,طارق الحميد ,عبد الرحمن الراشد ا,مأمون فندي , علي سالم ,عادل درويش ا,عيان هرسي علي (الشرق الأوسط السعودية) صبحي فؤاد ,
د. أحمد أبو مطر , أنور الحمايدة, سامر السيد( موقع إيلاف) يوسف إبراهيم , حازم عبد الرحمن , أنيس منصور (الأهرام المصرية) حسين سراج (مجلة أكتوبر المصرية )علي سالم () طارق الحجي (أخبار اليوم المصرية )صالح القلاب د. فهد الفانك (الرأي الأردنية )نظير مجلي( هاآرتس الإسرائيلية) مساعد الخميس (الحياة البريطانية )ميخائيل بها كاتب لبناني