4 فبراير 2012

ارهابية الأمبراطورية الأمريكية – 4 -


ارهابية الأمبراطورية الأمريكية – 4 -

معهد البحوث المثلث
Research  Triangle Institute {RTI} 

    هذا المعهد هو منظمة خاصة لا ربحية [1] . وينطلق من منتزه البحوث المثلث بنورث كارولينا [أي شمال كارولينا] ، ولأكثر من 20 عاماً كان هذا المعهد متعهداً أو مقاولاً مع وكالة التنمية الدولية الأمريكية (USAID) لأعمال في ((مناطق اِنتقالية)) . وقد أتم المعهد أعمالاً تخص أساليب الحكم (الحاكمية) في جنوب أفريقيا ، أندنونيسيا ، والسلفادور ، وحديثاً كسب المعهد عقداً مع وكالة التنمية الدولية الأمريكية بمبلغ 60 مليون دولار للتنمية التعليمية في باكستان . [2] .
    العلاقات العمالية : هذا المعهد هو شركة لا تستخدم العاملين بواسطة النقابات .
    العقود الممنوحة : في 11 أبريل 2003 [3] مُنِحَ المعهد عقداً بقيمة (7,9) من وكالة التنمية الدولية (USAUID) لتشجيع المشاركة الوطنية العراقية في عملية البناء . وسوف يقدم المعهد العون الفني وبرامج التدريب للإداريين المحليين لتنمية المهارات الإدارية في علاقاتها مع خدمات البلديات . كذلك ، يفوض المعهد في منح العقود للمنظمات العراقية وغير الحكومية الجانبية [4] والتي سوف تساعد في تدريب الإداريين والمدنيين في الاِتصالات وحل النزاعات والقيادة والتحليل السياسي ، وسوف تكون زيادة المشاركة السياسية للمجموعات ((المعرضة للمخاطر))  ـ بما يشمل تلك التي تمثل مصالح النساء والأقليات والشباب في العراق [5] ـ ذات أولوية قصوى للمعهد .
    ## ـ سوف يتسلم المعهد مبلغ  167,9 مليون دولار لعامه الأول في العراق ، لكن يمكنه أنْ يكسب ملايين أكثر إذا مارست وكالة التنمية الدولية الأمريكية حقها [6] في اِمتداد العقد لسنتين إِضافيتين . ويتوقع من المعهد أنْ يساعد في خلق 180 وحدة حكومية إِقليمية ومحلية في العراق [7] ، وأحد المهام العاجلة للمعهد هو المساعدة في التعرف على العراقيين الصحيحين ، الشرعيين ، [8] لتولي الوظائف الحكومية الرئيسة في القرى والمدن للمساعدة توفير خدمات المجاري والكهرباء في العرق .
    ## ـ سوف يساعد على وضع السياسة التعليمية في وزارة التربية العراقية كمقاول من الباطن لشركة الكرييتف أسوشيش ، وهي شركة مقرها بواشنجتون . وقد اِستلمت هذه الشركة ، وقد اِستلمت هذه الشركة عقداً بمبلغ 62 مليوناً من الدولارات للمساعدة في إعادة بناء النظام التعليمي في العراق ، ودور هذا المعهد ، مقابل مبلغ غير معلن ، سوف يكون المساعدة في وضع السياسة التعليمية في إطار وزارة التربية العراقية .[9] .
    الصلة مع إدارة بوش : غير محددة .
    الإسهام السياسي : غير محدد .
    سجل المسؤولية الاِجتماعية : غير محددة .

الهوامش والتعليقات
[1] ـ أي لوجـه الله ولأعمال الخير والبر والإحسـان ، لأنهم لا ينشـدون الربح وتحقيق مراكمة رؤوس الأموال . . .  أي ولله : منظمة أمريكية محتواها شركة تنامى فعلها في حومة فلسفة براغماتية ذرائعية نفعية ، لم تتوانَ الدولة السياسية التي تحميها في غزو العالم واِحتلال بلدانه الذي تحقق اِستقلالها بالعرق والجهود والدماء ، ولكنها . كما يقول التقرير : لا ربحية . من ناحية ، وقد يكون هذا المعهد هو أحد تجليات النشاط الفكري لـ CIA الناشط على ضوء متطلباتها لصياغة وعي الشعوب على هدى المصالح الأمريكية ! .  من ناحية أخرى ، والله بالسر عليم ، والتاريخ هو الذي سيكشف بواطن الأمور مستقبلاً .
    [2] ـ ((التنمية التعليمية في باكستان)) التي ستكلف الولايات المتحدة المبلغ المذكور أعلاه ، ولكن ـ مثلما يعلم الجميع ومن خلال بيانات الجمهور الباكستاني عبر منظماته ـ مضمون تلك التنمية : فكرياً ومعرفياً هو تخلي الشعب الباكستاني عن موروثه الفكري الحضاري . . . تخليه عن كل ذلك لصالح مفاهيم تنامى فعلها على أرضية الرؤية الأمريكية التي يحددها المحافظون الجدد والتنظيمات المسيحية المتصهينة ، وتحويل المجاهدين من أجل وطنهم وروحيته الاِستقلالية والدفاع عن دينهم الاِسلامي الحنيف إلى قطط سيامية هادئة تتعامل مع التطورات التي تعصف بمقدساتهم بروحية حيادية ، أو تصفق للتدخل الأمريكي حتى تصبح متحضرة تليق بها صفات الديموقراطية ويتاح بالتالي للمجتمع تنفس الحرية المحدد أطرها في أمريكا ، على طريقة عمل الجنرال برويز مشرف الذي ضم جهود باكستان العسكرية لصالح الجهد العسكري الأمريكي ضد أفغانستان والقوى الحاكمة فيها والمجاهدين المسلمين : العرب وغير العرب . . .
    [3] ـ لماذا هذا التاريخ ؟ وهل هي مصادفة إن يكون هذا التاريخ هو بعد يومين من اِستكمال مهمة اِحتلال العراق عسكرياً في 9 / 4 / 2003 ؟ ، وما هو المقصود بتشجيع ((المشاركة الوطنية)) ؟ أهو المقصود بذلك التعبير هو تشجيع العناصر التي اِرتضت العمل إلى جانب المحتلين وفي خدمتهم ؟ ، كما تبين لاحقاً مضمون بعض العاملين في المجلس الاِنتقالي والوزارة المقطوعة الرأس المحرك لها ؟ ! . بغية ترك المجال واسعاً أمام بول بريمر لتنفيذ ما يشاء من سياسات تخدم الهدف الأمريكي بالأساس .
    [4] ـ  مَـنْ هي المنظمات غير الحكومية الجانبية التي تقدِّم المساعدة التدريبية لمن يذكرهم التقرير بغية : حل النزاعات والقيادة والتحليل السياسي ؟ ، وهل لها علاقة بالجهد لتفكيك العلاقات السياسية بين الأطراف الوطنية بعد حل الجيش ووزارة الإِعلام والداخلية وإرساء تطورات سياسية على أرضية رؤية أمريكية ترى : أرض بدون حدود ، سوق بدون قيود ، ومعلومات متدفقة من غير رقابة ، حسب ما تفرضه متطلبات فوضى العولمة كما يشير العالِم الدكتور سمير أمين في مختلف أبحاثه التاريخية الجادة .
    [5] ـ إنَ كل هذه الفئات معرضة للمخاطر من وجهة نظر التقرير ، فمصالح النساء اللواتي هن نصف المجتمع أو أكثر من حيث العدد ، والأقليات بما هم الطوائف : طائفة الشيعة مثلاً أو بالأحرى كل مَن لم يكن سنِّياً ، ينتمي للدين الإِسلامي ، والمسيحيين واليهود والصابئة وغيرهم . والقومية : الكردية والتركمانية والكلدانية والآشورية واليزيدية ، وغيرهم . والشباب كلهم بغض النظر عن اِلتزامهم الفكري هم معرضون للمخاطر ، ينبغي رعايتهم ، فلنتصور كم هي مهمة شاقة وثقيلة تقوم بها الشركة التي لا تبحث عن الربحية كما يقول التقرير .
    [6] ـ تتحدث وكالة التنمية الأمريكية عن حقها في تمديد فرصة تتجديد العقد وتحقيق الربح ، وكأن العمل سيمضي في بلاد الواق واق ، وليس في العراق صاحب الشأن ، وليس إرادته في مناقشة أي جانب من جوانب المناقشة ضرورية وملزمة ، وعما وافق الرأي العام أم لم يوافق . والشركة في أية حال محقة بمنطق القوة هي الحق وليس الذي يقرر المواقف هو الحق والقانون ، فالجيش الأمريكي المحتل هو مَـنْ يقرر المواقف داخل العراق .
    [7] ـ ((خلق 180 وحدة حكومية إقليمية ومحلية)) هي الهدف النهائي للاِحتلال العسكري الأمريكي ، ولعل ما ذكرته صحيفة ((الأُسبوع)) المصرية على صفحتها الأولى بتاريخ الثالث عشر من أكتوبر ـ تشرين الأول من هذا العام : 2003  إثر تسلم كوندليزا رايس  مسؤولة السي آي أي ملف العراق لكي تنفذ التصور الحقيقي للرؤية الصهيونية والمحافظين الجدد تجاه العراق وما يجب عليه أنْ يكون كيانه الاِجتماعي من صيرورة سياسية هو المقصود من هذا التعبير ، تقول الصحيفة : ((بدأت مستشارة الأمن القومي الأمريكي كوندا ليزا رايس بعد تسلمها ملف العراق من وزارة الدفاع الأمريكية في مناقشة اِقتراح تقدم به نحو 60 من أعضاء الكونجرس الأمريكي يقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث دول في محاولة لفرض السيطرة الأمنية المنفلتة في كافة أنحائه . وكان الأعضاء الـ 60 قد رفعوا مذكرة إحالتها إلى لجنة خاصة في داخل الكونغرس الأمريكي ، حيث تشكلت هذه اللجنة من بعض أعضاء لجنة الدفاع والأمن القومي بالكونغرس والعلاقات الخارجية .
    وقد جاء اِقتراح أعضاء الكونغرس في أعقاب تقريرين شددا على ضرورة تقسيم العراق إلى مناطق أمنية منفصلة عن بعضها بسهولة ، وأن يراعي في هذه المناطق التقسيمات الأمنية والعرقية في داخل العراق ، وأنْ يتولى إدارتها أمنياً وعسكرياً أمريكيون تحت الإشراف العام للحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر .
     وإزاء هذه التقارير تقدم (10) أعضاء من لجنة الأمن القومي بمقترح تفصيلي أطلق عليه ((مستقبل العراق الجديد)) حيث اِقترحوا تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات . . . سنية في الوسط ، وشيعية في الجنوب ، وكردية في الشمال ، على أن تتشكل في كل منها حكومات مختلفة ، وتتمتع كل منها ببرلمان وأجهزة أمنية ومحاكم مستقلة ، وأنْ يشرف على كل دويلة حاكم مدني أمريكي ، يعاونه المسؤولون العسكريون الأمريكيون الذين سيتولون الإِشراف على تكوين الأجهزة الأمنية العراقية ، كما إنهُ يمكن أنْ يعاون القوات الأمريكية في الإشراف على الدويلات الثلاث قوات متعدد الجنسيات حتى يتم اِستتباب الأوضاع الأمنية .
    وأشار المقترح إلى أنَّ المظهر الوحيد الذي سيعبِّر عن مركزية العراق هو تكوين جيش واحد من الدويلات الثلاث تحت الإشراف الأمريكي ، على أنْ يختص هذا الجيش بالدفاع عن أية دويلة حال تعرضها لاِعتداءات أو أعمال عسكرية خارجية ، وإنّ قادة هذا الجيش سيتم توزيعهم على المناصب القيادية بالتساوي بين الدويلات الثلاث ، مع اِحتفاظ المسؤولين العسكريين الأمريكيين بالإشراف العام على الجيش ، وتحديد نطاق بعض العمليات العسكرية)) .
     ومما يجدر ذكره إنّنا كنا تطرقنا إلى هذا الموضوع بشكل تفصيلي منذ العام 1992 في كتابنا حول ضرورات وعي الوعي الغربي الذي ، وقلنا في ذلك الحين ما ملخصه  ((إنَّ بقاء الدولة العراقية الموحدة ومتماسكة بخياراتها الوطنية والقومية ، وبغض النظر عمن يقف على رأس سدة سلطتها السياسية  ـ إذ أنَّ ذلك يتعلق بإبطاء أو تعجيل لعب دورها القومي العربي على صعيد المنطقة أساساً ـ سيبقى خطراً ماثلاُ على الثروة النفطية ، أولاً ، وخط اِعتراض دائم ومقاوم للمشروع الغربي في المنطقة ، كون ((إنَّ القوة العراقية هي مكمن التهديد الأكبر لإسرائيل)) كما يقول أحد المعلقين العسكريين في كيان الاِغتصاب ، ثانياً ، وغير ذلك من عناصر القوة العراقية التي قد تؤدي إلى كارثة على مصالح الغرب ، لذا كان من الضروري ((تدمير العراق على كل الصعد ، بتجزئة وطنه وتفتيت مجتمعه)) ، وهو ما بات واضحاً على ضوء اِحتلال العراق عسكرياً على اليد الأمريكية البريطانية . نرجو مراجعة كتابنا حول الصراع بين العراق والرؤية الغربية : ضرورة وعي الوعي الغربي ، ص 113 ـ 140 في الفصل المعنون : ((الدولة القطرية . . . .هدف الغرب الجديد)) .
    [8] ـ هل الشرعية تعني التهجير والفصل بين الفئات وتقسيم العراقيين إلى طوائف وأثنيات متقاتلة والتي باتت قرونها ظاهرة بفضل الاِحتلال العسكري ! .  
    [9] ـ نتبين ذلك الاِهتمام عبر المؤشرات التالية :
             ـ إعادة صياغة المناهج التعليمية تحت إشراف أحد اليهود الصهاينة كونه الخبير المناسب للعقل العراقي والإنسان العراق .
            ـ اِغتيال الكفاءات العلمية في البلاد وتهجير العلماء واِعتقالهم وترحيلهم إلى واشنطن بذريعة كونهم من الذين عملوا في البرامج التسليحية . . . إلخ .
           ـ وضع سياسة تعليمية في إطار وزارة التربية العراقية ، ومن المعلوم للقاصي والداني إن تركيبة الوزارة أُقيم على أساس طائفي وأثيني ، كما صرح بذلك أحد وجوهها . ناهيك عن المشروع الأمريكي الواضح المعالم منذ فرض منطق الحصار الأثني والطائفي على العراق : في الشمال والجنوب . 

ليست هناك تعليقات: