حزب
الله و إختبار السقوط و عمالة الأسد لإسرائيل
كثير من
المتابعين , و المراقبين و حتى من سطحيي الثقافة من المفتونين , أذهلهم و صدمهم
موقف حزب الله من مذابح نظام الأسد فى سوريا و التى يقتل فيها النظام القاتل
العشرات من المدنين بلا رحمة , و كأننا بصورة حزب الله التى إرتبطت فى أذهان
الكثيرين كجماعة مقاومة للعدو المحتل ( الكيان الإسرائيلي الغاصب ) , لجنوب لبنان
, حتى تمكن بشكل أو بآخر من طرد الوجود الصهوينى ( الإسرائيلي ) فى جنوب لبنان ثم
( إيقاف المقاومة ) .
موقف حزب الله ,
و الذى يزداد تمسكا بالقاتل المجرم , و دعما للنظام الأسدي ,يوما بعد يوم , لا
يحتاج إلى التبرير , فهو يستند فى الظاهر إلى أن ما يحدث فى سوريا ( مؤامرة ) (
صهيونية ) لتدمير أحد أقطاب ( الممانعة ) . هذا التبرير الفج الذى يبيح
للقاتل ( الأسد ) أن( يعذب ) الضحية , ثم ( يذبحها ) , ثم ( يمثل
بجثتها ) , ماهو الا محاولة كاذبة حتى لا تسقط ورقة التوت لتفضح عرى التواصل
و الترابط بين النظامين ( نظام حزب الله ) و قد أصبح دولة داخل الدولة ( بلبنان )
, و نظام الأسد , و علاقته بالمحور الحقيقي لمن كان يعتبر لاعبا أساسيا خفيا فى
المنطقة طوال هذه الفترة .
دعم حسن نصر
الله , الأمين العام لحزب الله , الغير محدود لنظام الاسد و الذى يقال ايضا انه
يمتد إلى دعم بالرجال فى قمع الثورة السورية , أبعد إلى ما يكون ( رد جميل , أو
إمتنان للدعم السابق ) الذى كان يتحصل عليه من نظام الاسد فيما سبق , و لكنه فى
الواقع محاولة للحفاظ على ( الوجود ) , و دعم ( وصلات التغذية ) و ( الدعم ) للحزب
, لإرتباط النظامين ببعضهما .
" عندما ,
غادر نظام الأسد , لبنان , سلمها لحزب الله " , هذا الواقع بلسان أحد الساسة
اللبنانيين , هذه الحقيقة و إن كانت لا تخفى على أحد , يبررها الكثير من
الصحفيين و المتابعين , أن هذا كان جزءا من إتفاق الدعم بين حزب الله و نظام الاسد
, ولكن الكثير من المطلعين لما وراء الاحداث حينها , قرروا ان هناك شيئا مدبرا
بالخفاء , سرعان ما إتضحت معالمه , عندما بدأ حزب الله , فى التدخل فى إعادة هيكلة
الدولة اللبنانية , إسقاط حكومة , مد شبكة إتصالات خاصة به , و التورط فى تهديد و
إقصاء العديد من المرجعيات الشيعية , و منها الامين العام لحزب الله الأسبق و مؤسس
حزب الله الشيخ صبحى الطفيلي الذى عارض ما يحدث من إستغلال للحزب كمقاومة و تحويلة
إلى أداة لخدمة مصالح إيران .
لم يعد خفيا على
أحد أن أصابع إيران هى من يتحكم بحزب الله و سياسته و تصريحاته , و لم يعد خافيا
على أحد أيضا أن حزب الله تحول إلى أداة سياسية لإيران , و إمتداد عربي , و التى
تستغل فى معظم الاحيان كقوة ضغط لتحقيق مكاسب دولية .
حزب الله تورط
فى إقصاء المقاومة و تحييد كل مقاومة ما لم تكن خاضعة له و تحت لواءه , مما رسمه و
فرضه إعلاميا بالنسبة لبعض من خارج الساحة اللبنانية كطرف المقاومة الوحيد فى
الساحة اللبنانية و إن كانت الحقيقة عكس ذلك .
حزب الله و
الأصابع الإيرانية :
الاصابع
الإيرانية فى حزب الله , و التى تتحكم به و توجه مصالحه , خصوصا فى دعم بشار الاسد
فى قمع شعبه , تورطت بما هو أكثر من ذلك , خصوصا فى اتفاق ( الهدنة بين إسرائيل و
إيران ) لا بين ( حزب الله و إسرائيل ) , تورطت فى بث الفتن بين الشيعة أنفسهم قبل
السنة و الشيعة , بمعارك و إشتباكات بين ( حركة أمل و حزب الله ) , و التى لا تزال
أجواءها متوترة حتى الآن , تورطت فى اسقاط حكومة منتخبة من قبل الشعب لفرض حكومة
جديدة موالية للحزب , ربما يقول قائل أن هذا هو الصالح الذى يصب فى مصلحة الممانعة
و المقاومة خوفا من ( تحييد اي حكومة لدور حزب الله فى المقاومة و القتال ) , و
لكن إن كان هذا صحيحا , فلماذا يقمع حزب الله حركات المقاومة الاخرى فى لبنان ؟
إيران و التى
أورثت إبنها الغير شرعى حزب الله , بعدا إقليميا , سياسيا , يدعم الطرف القاتل
الوحشي فى حربه ضد المدنين , أورثته أيضا تفكيرا إقصائيا , ليس فقط كما ورد من
إقصاء المقاومة , و إقصاء المرجعيات , بل الى إقصاء المذاهب الشيعية الأخرى . و
فرض المذهب السائد فى إيران و الذى يلتزم بولاية الفقية أولا ثم الولاء للمرجعيات
الإيرانية .
أكذوبة ممانعة و
مقاومة نظام الاسد للعدو الصهوينى :
عودة إلى
التبرير الذى يسوقه حزب الله لتبرير دعمه لنظام الاسد : " أن ما يحدث
فى سوريا ( مؤامرة ) ( صهيونية ) لتدمير أحد أقطاب ( الممانعة ) " :
و فى هذا الزعم , يجب تبيان عدة حقائق قد تغيب عن الاذهان :
1- أن حزب الله
هو ( الممانعة و المقاومة ) لا ( نظام الأسد ) .
2- أن وجود نظام
الاسد بلبنان إستمر منذ دخول القوات الاسدية ( الجيش السوري ) إلى لبنان حتى قبيل
الاجتياح الاسرائيلي , أثناء الحرب الاهلية اللبنانية منذ عام 1967 حتى سنة 2005 ,
لم تشارك فيه القوات الاسدية ( الجيش السوري ) فى أى عملية من عمليات المقاومة .
3- الجيش الاسدي
( جيش النظام الاسدي بسوريا ) لم يواجه إسرائيل على الاطلاق سواءا فى الجولان , او
فى لبنان , و قد اتيحت له الارض و المد الاستراتيجي العسكرى بنشر صواريخ و بطاريات
دفاعية حتى للدفاع عن لبنان و لكن هذا لم يحدث .
4- الوجود
العسكرى السوري لماذا لم نسمع عنه أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان فى بدايات
الثمانينات ؟؟؟
5- الجيش السورى
( الاسدي ) طوال فترة وجودة منذ 1976 إلى 2005 , تعرض لبنان لتدمير البنية التحتية
بالقصف الجوى الإسرائيلي , لماذا لم يقم النظام السوري الاسدي بدعم حزب الله ببطاريات
صواريخ لصد الطائرات الإسرائيلية , أو يقوم هو بنفسه بصد الطائرات
الإسرائيلية , علما بأن الجيش السوري الاسدي نفسه كان هدفا لبعض القصف الاسرائيلى
6- الوجود
السوري بلبنان إتهم كل من يعارضه بإثارة النعرات الطائفية و طارد و أرهب حتى إغتال
الكثير من الصحفيين
إذا لماذا لم
يمانع حزب الله فى أن يسبغ على النظام الاسدي صفة الممانعة و المقاومة , على نظام
( لم يمانع او يقاوم ) فى محاولة فجة لتبرير الدعم الممنوح للإبن الوليد للنظام
على الاب العاق القاتل الكاذب ؟؟؟
نظام الاسد لم
يكون يوما نظام ممانعة و مقاومة , فلم يحرر ارضه المغتصبة من إسرائيل و لم يطلق
رصاصة واحدة على العدو الغاصب و لم يواجه العدو الإسرائيلي حتى عندما سلم لهم
الجولان , ولم يدافع عن لبنان و يفترض بجيشه السوري ان يفعل ذلك و لم يحمها من
الاجتياح الإسرائيلي , و لم يمنع وجوده بلبنان الصهاينة من إستهداف و تدمير البنية
التحتية اللبنانية .
النظام الاسدي ,
هو حامى حمى إسرائيل فى المنطقة , و لم يكن يوما محور ممانعة أو مقاومة أو
حتى يواجه العدو الصهيوني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق