ولازال
العرب غنائم حرب
by Hamza Mousa on Tuesday, February 7, 2012 at
10:19pm
د.حمزة عماد الدين موسى
ملاحظة يتم الآن ترجمة هذا المقال للغات الآتية :
الانجليزية , الروسية و التركية !!!!! لتعتبرها آثارا جانبية لعبودية العرب
" الفيتو " : هذه
الكلمة القاهرة و التى يستجديها و ينتظرها الكثير من السياسيين العرب ووزراء
الخارجية لتحدد لهم الدول المانحة لهذا الحق
( مصائر بلدانهم ) , ما هى إلا علامة على وجودنا نحن العرب فى آخر السلك
الحضاري ليصبح من حق أمم أخرى أن تتحكم بمصائرنا
العرب بعد الخروج من عباءه الخلافة او
الامبراطورية العثمانية التى نخرها السوس لتعرف بـ( الرجل المريض ) فى أوائل القرن
الماضى , حتى تناوشت بلدانهم القوى الإستعمارية بإتفاقيات لتوزع أراضيهم و ساكنيها
, كغنائم حرب , بعد أن أخلفت نفس القوى للغر الساذج ( الشريف حسين ) , وعدها
بتكوين الولايات العربية
كان العرب لا يمتلكون أى من مقومات القوة عندما تقاسم
المنتصرون بلادهم كالغنائم , خصوصا أن مرحلة الخداع تفاقمت فبدلا من أن يمنحوا
الشريف حسين , نصيبه أو ما وعدوه به من إقامة الولايات العربية ( أو المملكة العربية )
فى مناطق الحضر , ( مصر , سوريا , العراق , فلسطين
) , كان أن دفع إلى الصحراء لتصبح البلاد العربية او عربستان ما هى إلا صحراء
لا مقومات حياة فيه و بلا ادنى قوة بشرية , فى حين تقاسم المستعمرون كل المناطق
الحضرية العربية
.
مقومات القوة الحضارية كانت فى الشام , العراق ,
مصر , كما فى المغرب العربي , فبين المؤهلات الفكرية لمجتمع كان يغط فى سبات و نوم
كان هناك الكثير من الطاقات البشرية , و التى إن منحت حريتها لنافست الغرب ووجدت
لنفسها مكانا بسرعة كما فعلت المانيا بعد نكستها فى الحرب العالمية الاولى , لتصبح
مرعبة للعالم اجمع فى الحرب العالمية الثانية و كذا اليابان .
قسمت أراضى العرب , و قسموا كما توزع الغنائم
بأرضها بمكنوناتها , بمزارعها
, بممتلكاتها , ببشرها , و أصبح المستعمر هو الآمر الناهي ,
و عندما رحل المستعمر لخسارته حرب إستنزاف المقاومة الداخلية التى تستنزفه و
تستهلكه قرر , أن يترك عملاءه لإدارة إرثه ( فقد آمن أنه ورث الارض و الرجال ) ,
و هكذا كان , حتى حدثت الثورات العربية
.
العرب ما هم إلا غنائم حرب , فى حرب لم يخوضوها و
لا دارت على أراضيهم فالمستعمرون السابقون المحركون للحكومات و العملاء السابقين و
الحاليين , أبعدوا الحروب العالمية بشكل أو بآخر عن ( غنائمهم ) , ليقتسموها سليمة
فيما بعد .
الثورات العربية بدأت , و تحركت و نالت من بعض
عملاء الإستدمار ( الإستعمار
) لتضرب بمخططات التوريث و حياة القمع و الاضطهاد عرض الحائط , لتدمر كل
ما بنى عليه الغرب من آمال أن العرب و المسلمين فى سبات عميق لن يفيقوا منه , ولازال الكثير من
مصقفيى ( مثقفى ) العالم العربي و الاسلامي يؤمنون بسطوة الإستعمار , و أن الغرب
هو وراء هذه الثورات التى أطاحت بكل مخططاته
!
هذه الثورات فرضت رؤيا جديدة على الغرب , أن
الشعوب العربية قد صحت و إستفاقت و نهضت , و إكتشفت قوتها و قررت أن تواجه فواجهت
نفسها ووهبت لتواجه طغاتها
( عملاء الغرب ) , و لكن يبدو أن هذه الثورة الحقيقية لم تصل للعديد من السياسيين
العرب , الذين مازالوا يعيشون فى جلباب الشحاذ ( محاولين إستجداء الغرب ) روسيا
حينا , الصين أحيانا و أمريكا أحيانا أخرى من أجل ( موقف ) و كلمة و تعاطف .
هؤلاء السياسيين هم عار على العرب و العروبة التى
تنكر ذلهم , و الثورات العربية قررت المواجهة مع الجميع و ستصنع أجيال ترفض
التطبيع و الإستعمار الفكري و الغزو الثقافي و موالاة الغرب .
العرب لازالوا غنائم حرب رغم إمتلاكهم مقومات قوى
و مكنونات إقتصادية , ( بترولية ) تكفي أن تهز العالم هزا كما هزها الملك فيصل سنة
1973 , و لكن يبدو أن عروبة فيصل يفتقدها , هذه الإقتصادات البترولية أبت إلا ان
تنتج إستثمارات ( شحمية ) فى هيئة كروش , لم تفرد للعرب هيبة أو كلمة , فما زالوا
غنائم حرب
.
الثورات العربية ستغير كل شئ , فهى ستخرج العرب
من هذا الاطار المخزي الذى اوقعنا فيه الكثير من الخونة و العملاء البائدون و
أفردوا مصيرنا , ليتحكم به ساداتهم
" لن يسمحوا لكم
بالحرية , فحريتكم خطر على إسرائيل , و أنتم تمتلكون مقومات الحضارة و الطاقات
البشرية " , قالها صديق لى غير عربى , و قد صدق
, لطالما لم نحرر عقولنا و نقف بكرامة لمواجهة ما يدبر لنا بدلا
من أن نكون جزءا مما يدبر لنا و نكون مسيريين لا مخيرين فى مصيرنا , سنظل دوما
غنائم للمنتصرين العجائز , الذين يأبون أن نحرر طاقاتنا الكامنه و نستعمل أدواتنا الحضارية
فسنتفوق عليهم حتما
.
كل ذوى المملاة و
التواطئ , و السعى فى مؤامرة ( القوى ) , و يرفض المواجهة تحت مدعاة فقه ( الواقع ) , إنما يروج ( لفكر
الضعف ) , و ينشر ( ثقافة الجبن ) , التى تأبى أن تخرج لنا رجالا يواجهون و
يتحملون مسئولية أمتهم
.
كل من تعرض للمخطط تعرض للإزاحة و التحييد ,
فلنتعلم من التاريخ الذى نكره قبل أن يلعننا أحفادنا بأننا وقعنا فى نفس اخطاء
الاجداد , حين اوعز الإنجليز للشريف حسين ( بعزل و تحييد ) قائد الجيوش العربية (
عزيز المصري ) الضابط السابق بالجيش العثماني , لأنه وقف للمخطط الإنجليزي إثر
إفتضاح أمر سايكس بيكو , فما كان من الاخرق ( حسين ) إلا أن أزاحة و أبعده .
الثورة المصرية تتعرض لنفس المخطط الآن , من قبل
من يرفضون أن يمتد تأثيرها فى العالم و الدول التى ترزح تحت نفس وطأة الخونة و
العملاء , و السادة المسيطرين المتآمرين , التآمر على الثورة بدأ و يستمر فى
محاولة لإنهاء الثورة التى لم تكتمل , حتى يتبقى شئ للغرب من عملاء ليتابعوا
به تسيير الوطن
!
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق