أدوات الثورة – لماذا أكلت
الثورة نفسها, النخبة
و الجفاف السياسى؟ -1-
د.حمزة عماد الدين موسى
لماذا تعثرت الثورة ؟؟ :
هل
تسير ثورتكم فى الإتجاه السليم . كما يحاول الاعلام و مظاهر الديموقراطية البهيجة
التى تنتهشر فى هذا المجتمع الذى يمارس السياسة لاول مرة فى حياته مع نخبته ذات
المراهقة بل الطفولة السياسة ؟؟؟
هل
إنتصرت الثورة و إقتصت حقا لدماء الشهداء و أوفت بما و عدت ؟؟ بما كان يصرخ به
الملايين من المصريين و الشباب ؟ ” , حرية , كرامة و عدالة الإجتماعية
” …. ؟
منذ
أقل من شهر كان ” السوريين و معظمهم من المعارضة الهاربة بالخارج يحسدوننا على ”
الثورة المصرية السلمية الديموقراطية و يتأسون لوضعهم المزرى الدموى الذى إجبروا و
لجئوا إليهم ” … فسمى أحدهم الثورة المصرية بالثورة البيضاء … لا عجب
فهو يستقصى معلوماته عم الثورة المصرية من مصدرين لا ثالث لهما ” الجزيرة بتوجيهها
الخبيث و المتعمد للثورة المصرية و الإيحاء للعالم انها انتصرت ” و ” مكاتب
الإخوان المسلمين ” التى تسوق منذ حوالى السنة لإنتصار الثورة المصرية للخارج ”
الجاهل المغفل بما يحدث حقا بالداخل ” .
بل
لا بأس بدعوة بعض أعضاء المجلس الوطنى السورى ” ليحتفلوا ” فى ميدان التحرير مع
منصة الإخوان بمرور عام على الثورة المصرية ” .
هل
كانت ثورتكم بيضاء فكانت الثورة حقا بدون دماء ؟؟
هل
كانت الثورة على بعض ” الفساد ” فى ” بعض ” المؤسسات ؟؟
هل
كانت بلا ضحايا !؟ لتسمى بالثورة البيضاء أو الثورة النظيفة . ؟
يبدو
أن الثورة بنفسها لم تنتصر لعدة أسباب أخطرها ” التوجيه الاعلامى للحدث ” .
يليها ” التساهل و التهاون فى القصاص و التطهير … و لكن أخطرها هو أمتلاك
النخبة لأدوات الضغط مما فتح أبواب الصفقات و المساومات مع النظام فى غرف مغلقة
يعلم الله فقط ماذا يمتلك النظام على هذه النخبة من وسائل الضغط و أدوات التهديد و
الترهيب !
كفاكم
تعذيرا و تبريرا لمواقفكم …. و إسمعوا و إفقهوا قبل أن يلفظكم الشعب بمواقفكم التى
لم تعد تعبر إلا عن ” نخبة ” .
الاعلام ,إعلام النخبة و إعلام الثورة الذى انقلب على
الثورة :
إعلام
الثورة كان إعلام الانترنت بلا منازع , و لكن تنازعات النخبة و صراعاتها و
الانتماءات التى ينتمى إليها اصحاب هذا الاعلام حولته أولا إلى أدوات إعلانية ” فى
أيدى نخب معينة ” ليساعد فى ” كتم الاحداث بدلا من إعلام العالم بها ” , بل فى
الترويج و تخدير الشعب و الثورة ممررا مبررا المذابح كما حدث فى شبكة رصد و ذكرت
هذا فى مقالى ” برلمان الثورة أم برلمان العسكر ” عندما بدأت حملت الترويج
للبرلمان و الانتخابات البرلمانية بينما دماء مذبحة محمد محمود لم تجف بعد بإسم ”
برلمان الثورة ” .
فى
مقال ” إعلام الطغاة وكيف يروج للأحداث وكيف مات إعلام الثورة ؟«1»
ذكرت كيف تم إستئناس و ترويض بل شراء ما كان يطلق عليه ” إعلام الثورة ” … ليقوم
بتوجيه ما تبقى منها سواءا فى سوريا أو مصر .
إعلام
النخبة أيضا كان له دور خطير فى شحن الشارع و الإنجراف للفتن و جر الثورة إلى
صراعات النخبة الإيدلوجية و الفكرية و الدينية و السياسية فضلا عن المشاحنات
الشخصية .
لم
يتميز الاعلام فى هذه الفوضى الناجمة عن الجفاف و الفقر السياسى خصوصا عدم وجود
آلية لمحاسبة الصحفيين الكذبة مشعلى الفتن من فلول النظام السابق الذين أشعلوا
العالم لا مصر فقط بأكاذيب لم تكن تهدف إلا للتشوية و التحريض و الشحن من قبيل ”
قانون جماع الأموات للبرلمان ” . الذى نقلته و تمادت فى نقله الصحف الغربية حتى
اثبت كذبها العديد من ” الصحافة الغربية أنفسها ” لكن بعد ان تداولتها النخبة أو
بعض النخبة كأسلحة هجوم ضد بعضها البعض و رسمت العديد من الرسومات الكاركاتورية
الساخرة عن الحدث الكاذب قبل ان يعى الناقلون كذبه و إنخداعهم به .
القصاص و الحق الضائع :
فى
معارك النخبة الإعلامية و تصفية الحسابات بين بعضها ضاع القصاص , و تم إستغلال حق
الشهداء و المصابين فى الحصول على مكاسب سياسية او تشوية الطرف الآخر إن لم يكن .
النخبة
كلها ملامة فى هذه الكارثة .. خصوصا لانها لم تحارب فى سبيل التطهير …. تطهير
المؤسسات تطهير القضاء تطهير الوزارات .. الفساد بمصر فساد مؤصل قوى شرس كالسرطان
فى جميع المؤسسات و الهيئات و حتى النقابات حتى داخل ” النخبة نفسها ” نالها نصيب
لا بأس به من فساد نظام مبارك … و لكن هل حاربوا الفساد بعد الثورة حقا ؟ هل بدأ
التطهير ؟ أم ان هذا الشعب الذى إستمرأ الدفع ” للرشاوى ” و تمادى فى
علاقات الوساطة و المحسوبية و التزوير .. لم يعد قادرا على ترك ما ثار عليه فتمسك
به أم أنها النخبة التى ما فتئت تتعارك فيما بينها لتترك ” سرطان الفساد ” يخوض
معركته بشراسة و يتوغل أكثر و يصنع لوبى أكثر ضراوة يصعب إزالته .
فى
مقال نشرته فى شهر مايو بعنوان ” فساد السلطة..فساد المؤسسات وفساد النفوس ”
…. أشرت إلى ان فساد النفوس هو أخطر من فساد المؤسسات و فساد السلطة , ففساد
النفوس ألعن فى تحولة إلى طبائع تصعب الازاله من نفوس المصابين بها …. و لن ينصلح
الحال الا بالحساب .. و مسئولية الحساب تقع على عاتق النخبة ……. بالحساب الاعلامى
أولا .
بدون
قصاص لن يستقيم حال الثورة , و لكن يبدو ان نخبتنا نست ” القصاص ” فضاع حقوق
الشهداء خصوصا مع انظمة قانونية لا تزال تحتضن بقايا نظام مبارك ربما قد تكون
شاركت بشكل أو بآخر فى مذابح النظام ضد المدنين او تورطت بمظاهر الفساد …
التصريحات
التى تخرج لتقول ” إحترام كا تبقى لنظام مبارك ” فى أحكامه و لجانة لا نعرف هل
كانت لتصفية حسابات بين النخب أم كانت تعنى فعلا ما تقول و أننا إنخدعنا بهذه
النخبة أم كانت زلات لسان و أخطاء ستتدارك فيما بعض ببعض المواقف الثورة الآخرى .
دعوى
الخروج الآمن , تصريح المسامحة لذئاب مبارك و غيره و تصريح الثقة بالهيكل القانونى
الذى لازال جزءا من النظام و لا ينفك عن إطلاق سراح قتلة الشهداء فى الثورة و فيما
قبل الثورة …. كانت أخطاءا بل جرائم من النخب ” لا تعبر إلا عن ” الجفاف السياسى و
المراهقة السياسية ” .
” شيزوفرينيا النخبة ” , هكذا قال لى الطبيب الجراح محمد
خالد حمزة ولا ألومه فهو و غيره من الكثيرين ممن شهدوا تناقضات مواقف النخبة
و تصراعاتها و سعيها لإرهاب الشارع و شحنه و استعداءه ضد بعضه البعض بدلا من
الوقوف فى صفه اولا لصناعة ” التجربة الديموقراطية ” التى تبجحت بها النخبة قولا و
هى لا تطبقها فعلا .
أدوات الضغط :
للأسف
أدوات الضغط كإعلام ثورى و ضغط ميدانى بالشارع هو بيد النخبة , سواءا النخبة
المستأنسة .. لم توجه ادوات الضغط إلى ” التطهير ” أو ” القصاص ” أو حتى تساعد فى
توجيه الشارع على ” تقبل الرأى و الرأى الآخر ” أو توحيد الصفوف ضد عدو واحد … و
لكنها تصارعت , اى تصارع كل طرف من النخبة بأدوات الضغط التى يملك ضد الطرف الآخر
… كانت المكاسب السياسية هى الهدف أولا ثم إنتقلنا الى مرحلة تشوية الطرف الآخر
المغاير للفكرة و الحدث و الايدلوجية …
أدوات
الضغط إستغلت فى إرهاب الشارع بدلا من أن تستغل لحمايته و تأمينه … توجهت لتصنيف
الشارع المسكين الذى لا يزال يتداوى من جروح الثورة .. بدلا من تقف فى صفة …
لتدعمه …
قد
يكون الشعب المصرى غير ناضج سياسيا ليتقبل الرأى الآخر و كذلك النخبة و لكن الشعب
يتعلم سريعا و تعلم ماذا قدمت النخبة و ماذا تستطيع حقا أن تقدم و بدأ يتطور
ليحاول إقصاء النخبة ..
الثورة أكلت نفسها … أم النخبة هى من أكل الثورة بدماء الشهداء و
الضحايا المصابين ؟؟؟
هذا
المقال هو الرسالة الثانية إلى النخبة … حتى لا تخسر نضالها و معاركها الطويلة ضد
نظام مبارك آمانة أنها كانت سببا فى شحن الثورة و نشر بعض بواطن الفساد فى عهد
مبارك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق