15 أبريل 2011

الجزيرة – الإنترنت .. إعلام الحقيقة الذى يقطر دماً

الجزيرة – الإنترنت .. إعلام الحقيقة الذى يقطر دماً

د. حمزة عماد الدين موسى يكتب: الجزيرة – الإنترنت .. إعلام الحقيقة الذى يقطر دماً

الخميس, 14-04-2011 |د. حمزة عماد الدين موسى

http://dostor.org/opinion/11/april/14/39946

الحقيقة مرة غصة , ومكروهة من كل ظالم متجبر , فهو يخشى من الحقيقة لانها ستفضح أعماله و جرائمه , و تكشف اكاذيبه و خداعه , و تعلن قتلاه و ضحاياه للعالم , فالحاكم الظالم يعادى الحقيقة و من يعمل لها , فهو يهمه أن تبقى الصورة مشوهه معتمة , مظلمة , ملئى بالاكاذيب التى ينشر و الفتن التى يريد ان تشتعل فى النفوس .

إعلام الحقيقة هو العدو الاول لهؤلاء الحكام الظلمة , فمن التضييق على الصحفيين و غلق مكاتبهم و سحب تصريحاتهم الى التعدى بالضرب عليهم و إعتقالهم و احتجازهم بلا ذنب او جريرة و محاولة اغتيالهم , فالحقيقة هى العدو الذى يجب أن يدفن حيا و يهال عليها التراب لكى لا يسمع لها صوت أو شكوى فتضيع معها شكاوى المقهورين و المظلومين و تعتم عنها اهوال المذابح و المجازر التى أعلنها الطغاة لشعوبهم .

الحقيقة لن تختبئ خجلى بعد الآن ايها الحكام الظلمة , فهناك من أخذ على عاتقة نشرها و حمل على كاهله أمانة إبلاغها مهما كانت الظروف و المخاطر , فهذا الجهاد و أى جهاد هو نشر الكلمة التى حاولتم ان تقتلوها و تدفنوها خوفا من ان تذيلكم بالعار أنتم و زبانيتكم فى المستقبل و تضعكم فى مكانكم الحقيقى فى ادنى مرتبة فى تاريخ أسود كيث لن ينساه أحد .

فى الازمنة المنقضية قبل عصر الإنترنت , كان إعلام الطغاة الموجه سلاحة التعتيم حينا و التشويه و التكذيب أحيانا أخرى , هذا عن تشوية الرسالة الاعلامية لتعمية انظار الرأى العام و الشعب عن القضايا الجوهرية الخطيرة سواءا التى تمس المجتمع او الوطن لتستبدلها بقضايا سطحية تافهه لتحول الانظار و العقول بالمخدرات الاعلامية .

بعدما تحول الانترنت الى إعلاما حراً ينطق بالحق و ينشر الوثائق التى تفضح و تكشف , بعدما صار هو إعلام الشباب الأول بإمتياز , حاول الحكام الطغاة التحكم بهذا الاعلام ولكنهم فشلوا , حتى ساهم إعلام الانترنت فى ثورة تونس و أشعل ثورة مصر ليتبعها بثورة ليبيا و اليمن و سوريا ,و العراق . فلجأوا الى التحديد من الانترنت بل قطعه عن الشعب فذهلوا بنزول الشباب أكثر و أكثر الى الشارع ليحركوا الثورة كما حدث فى مصر و ليبيا .

الانترنت و الجزيرة هما بطلا هذه الثورات التى تشتعل بلا منازع , فالانترنت هو إعلام الشباب و هو إعلام لامركزى لا يقوم على فرد واحد أو جهة واحدة فبمجرد أن ترفع صورة او مقطع فيديو سرعان ما ينشر و يحمل ليرفع مرات أخرى على قنوات مختلفة موفرا مادة اعلامية لا تمحى و لا تزال ليتذكرها ارشيف الانترنت و تتراكم فى الذاكرة الجمعية لمستخدمى الانترنت و المشاهدين .

الجزيرة , فحدث ولا حرج فهى أول من يصل الى أماكن الحدث ليحاول أن ينقل الصورة بحيادية و صدق تحسد عليه من قبل وسائل الاعلام , حتى وصل الأمر بالثوار أن نفتح الجزيرة او الجزيرة مباشر لنتابع أحوال ثوراتنا و أوطاننا و مدننا خصوصا بعد التعتيم الاعلامى لاعلامنا المحلى و غلق الانترنت . فصارت الجزيرة رغما عنها طرفا فى نزاع و أعلنها الظلمة عدواً يجب أن يحارب و خصما مخطئاً يجب أن يعاقب , فالضرب , الاعتقال , الاحتجاز و الاغتيال هو عينة لما وجهت به الجزيرة لحرصها على نقل الحقيقة بدون تزييف أو تشويه .

لم تكن هذه الثورات لتكتمل إلا بإعلام الانترنت , و الجزيرة , فشكرا لهذا العصر , من عصر للانترنت و المعلوماتية بلا منازع , و شكرا للجزيرة التى ضحت بالدماء لتنشر ما حدث و يحدث لنا ..وإذا كان إعلام الجزيرة ينقل الحقيقة فيقطر دما , فأعلام الطغاة يقطر سما بالاكاذيب و الزيف و التشويه و الفتن !

ليست هناك تعليقات: