30 أبريل 2011

د. حمزة عماد الدين موسى يكتب: ثوراتنا و الطغاة: بين سوريا، ليبيا، والصورة التى تتكرر | الدستور

" أنقذونا , درعا تموت " , " الجثث و المصابون ملقاة فى الشوارع لا يستطيع أحد نقلها خوفا من القناصة الذين يستهدفون كل شئ يتحرك " , " المياة مقطوعة , الكهرباء مقطوعة " , " يتم استهداف المصابين فى الشوارع " , " نفاذ المستلزمات الطبية من المستشفيات و استهداف الطواقم الطبية و عربات الإسعاف "

لو سمعت هذه الكلمات بدون ذكر المدنية , لقلت فورا أن هذه الزاوية , الزنتان , أجدابيا , مصراته او غيرها من المدن الليبية التى قُدر لها ان تعانى تحت وطأة ضربات قوات القذافي , ولكن انها " درعا السورية " حيث ظهرت بشاعة النظام السوري للعالم و قبحه و هو يتعامل مع مواطنيه بمنتهى العنف و القوة و الحدة , بغض النظر عن المطالب التي لطالما تبدأ بالإصلاح .

فى البداية كان الإصلاح :

كانوا ينادون بالإصلاح , فقد كان الجميع يؤمن فى مرحلة ما أن هذه الانظمة المزمنة ذات الطبيعة السرطانية , لن تزول الا بزوال الشعب , و ربما ستبقى ايضا بعد زوال الشعب , فى البداية كانت المنادات بالاصلاح , لتواجه مطالبهم و نداءاتهم بالعنف و القوة و الوحشية , ليستخدم النظام ضدهم رجاله بالزى المدنى ليطلقوا الرصاص و يقتلوا العزل و المدنين لتشتعل المطالب و تتسع و تتوسع و تتحول الى انتفاضة فثورة , لا ترى سبيلا واحداً الا الخلاص من هذا النظام المزمن .

سوريا النظام :

النظام السورى مثله مثل النظام الليبى , فهو كنظام سرطانى مزمن مكن لفسدته السيطرة و القوة على جميع ركائز و اجهزة الدولة , كان النظام السورى كنظيرة الليبى نظام ثورى الكلمه , هش الموقف , ضبابي المبدأ و لكنه دوما صفر الفعل , كان العدو الأول دوما للنظامين هما , الشعب .

لطالما تشق النظامين بالقومية العربية , فأعطوا لانفسهم الحق باضطهاد الاقليات ثم اتبعوها بقهر الشعب , دوما كانوا يجاهرون بالعداء لاسرائيل , ولكنهم الأن ينادون لبقائهم بأنهم " أمن اسرائيل و ضمان إستقرار المنطقة " , كلماتهم حماسية طنانة رنانة , عالية الصوت , ولكنها تتكرر فقد " هرمنا " و نحن نسمع كلماتهم و تصريحاتهم التى اصابتنا بالملل لرتابتها فلم تترجم الى فعل و لم تتحول الى موقف .

سوريا الجيش :

فاجأنا النظام السورى بأن له جيشاً , هذا الجيش لم يوجهه الى الجولان ليحررها و إنما و جهه الى درعا ليحاصرها و يحتلها , فأى جيش هذا الذى يعادى أهله و يرسمهم أعداء يجب تطهير البلاد منهم ؟

فى ليبيا لا وجود للجيش سواءا لدى القذافى , او لدى الثوار , و إنما متطوعون غير مدربين او مؤهلين لدى الثوار يواجهون الموت فى الصفوف الأولى برصاص " كتائب أمنية " مدربة منظمة , متطورة تعمل لصالح القذافى , فالوضع بين سوريا و ليبيا يختلف .

سوريا الأمن :

لم يجد النظام السوري غضاضة فى أن يضحى ببعض رجاله ممن يرتدون زى الأمن باطلاق الرصاص الحى عليهم ليدعى أن من قتلهم هم العصابات المسلحة ليبرر العنف المستخدم ضد هؤلاء المدنين العزل الذى ما انطلقوا الا ليطالبوا بالاصلاح . ولا غضاضة ايضا من استيراد مفهوم النظام المصري من استخدام البلطجية " الشبيحة " ضد المتظاهرين فالانظمة القاهرة الغاصبة تتعلم من بعضها .

النظام السوري مختلف , فهو يدرك جيدا كيف يتعامل و يتفاعل مع الأعلام و يستغله لصالحة , ولكنه لا يدرك ان العالم لا يبتلع أكاذيبه ليصدقها , النظام السوري , كان فى قمة العنف و الوحشية و هو يستخدم قوات الجيش فى " التعامل " مع المدنين فى مدنية حماة السورية فى - 2 - فبراير - 1982 .

النظام السوري و الليبيى , و التونسى , و اليمنى لطالما تشدقوا بالقومية العربية و لكن يظهر لنا أن القومية العربية فى قواميسهم تعنى قهر الشعوب تحت هذا الغطاء من الخداع و التضليل , عذرا ايها السادة فشعوبنا العربية وحدة و احدة بكل اطيافها و احزابها رغما عن انوف كلماتكم و اكاذيبكم التى استغفلتم بها شعوبكم لتقهروها و تنهبوها . فشكرا لكم أيها الطغاة لأن ثوراتنا ضدكم علمتنا معنى الوحدة .

http://www.dostor.org/opinion/11/april/29/40989

مممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم
توجد صفتان هامتان يشترك فيهما النظامان :
1- الكفر : الاسد نصيري أي كافر -- القذافي كفره علماء العالم الاسلامي اقرا كتاب الرد الشافي علي مفتريات القذافي اصدار رابطة العالم الاسلامي مكة المكرمة
2- العمالة للمخابرات الامريكية : اقرا كتاب سقوط الجولان لتعرف حقيقة حافظ الاسد -- اقرا (خفايا وأسرار حركة الضباط الوحدويين الأحرار في سبتمبر 1969
المؤامرة والخديعة)
http://dr-emadabbas.blogspot.com/2011_04_01_archive.html

ليست هناك تعليقات: