16 مايو 2011

التحالف العلماني الصليبي المدعم من الغرب بامتداده الأمريكي والأوربي

النزول إلى لشارع أو العودة إلى المعتقلات

خالد حربي

الإثنين 16 مايو 2011

ما تمر به مصر الثورة الان اخطر بكثير مما يظنه البعض من أنه حالة استرضاء مؤقتة لبعض متطرفي الأقباط بعد أحداث إمبابة ، فكما يعلم القاصي والداني أن المتهم الرئيسي في الأحداث هو التاجر النصراني عادل لبيب الذي حمل بندقيته الآلية وفتح النار على الشرطة والمسلمين بعد إبرام اتفاق بتفتيش مبني الخدمات الملحق بالكنيسة من قبل لجنة تشكلها الشرطة والمسلمون والنصارى معاً .

التجاوب الأمني المتناغم مع التهيج الإعلامي المسنود على التحرك النصراني المتوج بمباركة رسمية من الكنيسة والذي يستمد فاعليته من سلسة تنازلات سريعة وخطيرة من الحكومة ، كل هذا يؤكد أننا أمام حادث منشية جديد يستغل لضرب الحركة الإسلامية بعد أن أقيم لها "شاخص" جديد تصوب عليه السهام والطلقات اسمه "السلفيين" ليحل محل الإخوان في العقد المنصرم والإرهاب في التسعينات ، فالمقصود هو الحركة الإسلامية ككل وليس تيارا محددا كما يتوهم البعض

نحن الان أمام انقلاب زجاجي – غير مرئي- يقوم به التحالف العلماني المسيحي في وهج أحداث إمبابة التي تحولت بصورة عجيبة من جريمة الكنيسة إلى جريمة ضد الكنيسة !!

الهدف الأول: لهذا الانقلاب هو تصحيح الوضع النصراني في مصر الثورة ليرجع لمكانته قبل الثورة بل أقوى مما كان قبل الثورة فقد عادت جلسات النصح والإرشاد التي منعتها الدولة قبل 8 سنوات وفتحت الكنائس الغير مرخصة التي أغلقتها الدولة من قبل بسبب سوء موقعها الذي سيؤدي حتما للصدام مع المسلمين وقامت وزارة الداخلية باعتقال فتاة أسوان كرستين وهيب بعد محاولتها إشهار إسلامها وكادت تسلمها للكنيسة لولا انتباه عوام المسلمين الذين قاموا بمحاصرة قسم الشرطة ليومين فقررت الداخلية تشكيل للجنة للتأكد من إسلامها!! ،

الهدف الثاني : الانقلاب على الاستفتاء بما يضمن خروج الاسلاميين من المشهد السياسي المتسقبلي

وهو ما عبر عنه جورج اسحاق المندس في مليونية القدس في ميدان التحرير حين حاول استغلال الموقف فأعلن على المنصة طلبا باسم المليونية بتأجيل الإنتخابات وهو ما قابله الجمهور بالرفض وطالبوا بانزاله من على المنصة ، ورغم انكشاف هذه الخدعة خرج قائد الثورة المضادة يحيي الجمل واستغل سفر رئيس الوزراء إلى إثيوبيا ليعلن عن تشكيل لجنة برئاسته لكتابة دستور جديد ضارب بالاستفتاء الوحيد النزيه في تاريخ مصر عرض الحائط

وللأسف حتى كتابة هذه السطور لم نسمع كلمة اعتراض أو نفي من الحكومة !!

الهدف الثالث: إعادة القوانين والأجهزة الأمنية المشبوهة التي لاعمل لها سوى قمع الاسلاميين وسلبهم كل حقوقهم كمواطنين يعيشون في بلادهم ولا أريد هنا أن اضرب مثالا بما حدث معي شخصيا واخذ أختي المنتقبة رهينة عند الأمن حتى لا يظن البعض أني أجيش المسلمين لمسألة شخصية وهي ليست شخصية بالمرة ، لكني المتابع للحركة الأمنية الأخيرة بعد أحداث إمبابة يوقن أنها لا تختلف عن أي اعتقالات عشوائية حدثت في صفوف الحركة الإسلامية من قبل حتى إن احد الإخوة اتصل بي يشكو أن الجيش اتصل بوالده وطلب منه أن يذهب لتهدئة الأوضاع في إمبابة ورغم هذا قامت الداخلية باعتقاله هو وابنه الصغير وهما ألان في السجن الحربي !!

بل لقد اعترف القس فليوبتير جميل احد قيادات اعتصام ماسبيرو أن احد القيادات الأمنية في وزارة الداخلية اتصل به وطلب منه إدراج مطلب بإعادة جهاز أمن الدولة ضمن مطالب النصاري التي تجتهد الحكومة الان في تلبيتها

التطورات سريعة ومتلاحقة وللأسف اغلب الرموز والدعاة الاسلاميين ليسوا على مستوى الحدث فيها

وهو ما يضعف موقفنا بشدة فلابد من اتفاق قيادات الحركة الاسلامية على موقف موحد ينطلق من تصور واحد في تقيم هذه الاحداث وهذا في مقابل الخطة المعادية القائمة على ضرب الاسلاميين والتي تعاملنا على اننا جميعا كاسلاميين اصحاب موقف واحد ،وهو ما يضطرنا بالفعل لنكون كذلك فنوحيد مواقفنا وتصورتنا

الثورة التي دفع الاسلاميون فيها ثمناً كريماً هي الان في مهب الريح ،ولا قوة يعتصمون -بعد الله عز وجل - سوى أنفسهم التي ستضيع إذا ظلوا صامتين يشاهدون الأحداث في التلفاز وحسب ، وإذا كان اعتصام مئات النصارى أمام ماسبيرو جعل الحكومة تنقلب علي كل مبادئها وتحول وزير الداخلية إلى مأمور قسم ينفذ أوامر القساوسة حين يقدمون له لائحة بأسماء أعداء الكنيسة فيقوم على الفور بمطاردتهم بكل قوته .

هذا الضعف والخنوع من الحكومة والتجاهل من الجيش يجعلنا الان في أمس الحاجة للنزول للشارع بكل قوتنا لنحمي ثورتنا وبيوتنا وأعراضنا وديننا من عبث التحالف العلماني الصليبي المدعم من الغرب بامتداده الأمريكي والأوربي .

لا يجب علينا السكوت والبساط يسحب ألان بكل عنف من تحت أقدامنا ويضعنا أعدائنا أمام خيارين أحلاهما مر

الأول: أن نظل خانعين منقادين إلى أبواب المعتقلات مرة أخرى كشاة تساق إلى الذبح ولا تفتح فاها ولا يعلو صوتها .

والثاني أن يلجا المتحمسون إلى القوة وهي بلا شك الان مقبرة الدعوة والدعاة وستحيل مستقبل الحركة الإسلامية إلى جنهم حمراء لعشرات السنين

نحن بحاجة إلى ثورة أخرى تعيد الأمور إلى نصابها وتردع المتسلقين وأعداء الإسلام وتظهر للحكومة خطوة ما هي منساقة إليه لإرضاء التحالف العلماني الصليبي ، هذه الحركة الثورية المنضبطة والتي باتت حقا قانونيا لكل مصري قد تفيد الان في مواجهة الثورة المضادة لكنها لو تأخرت فلن تزيد الطين إلا بلة

اللهم بلغت اللهم فاشهد

http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=22740

ليست هناك تعليقات: