17 يونيو 2011

سوريا.. بين دماء الداخل و تصارع الخارج

د.حمزة عماد الدين موسى يكتب: سوريا.. بين دماء الداخل و تصارع الخارج
د.حمزة عماد الدين موسى يكتب: سوريا.. بين دماء الداخل و تصارع الخارج

سوريا تختلف، عن كل الثورات العربية , فثوراتها تختلف و نظامها يختلف و شعبها يختلف و أرضها تختلف و معارضتها أيضا تختلف .

أم الشعب الحقيقى فى الداخل , فهو شعب مسكين مقهور لعقود كثيرة تحت وطأة طغاة عسكر لا يرحمون , و حكم طائفى يستمر و يتعيش على الإرهاب و صناعة الخوف فيقطع رأس كل معارضة تقب برأسها . لم يتورع عن الإعدامات و المجازر و إجتياح المدن , و تدمير الأخضر و اليابس .

سوريا لم تكن تملك أى بوادر معارضة فى الداخل , فمعارضتها هجرت و نفيت و هربت من الإعتقال و التعذيب و القتل و الاعدام فى الوطن الى المنفى فى كل دول العالم . لم تكن تملك أى متنفس فى الداخل لأى معارضة حتى تحول الشعب نفسة الى معارضة ثم إنتفاضة لتتبلور إلى ثورة .

سوريا بإنتفاضاتها و ثورتها تختلف , حتى فى شرارت الثورة و كيف بدأت فقد إشتعلت شراراتها بالأطفال المعتقلين لتنتشر بغض الى كل المدن الأخر باستثناء بعض المدن التى لم تستيقظ بعد لحرص النظام على اللين خوفا من ايقاظها مثل حماة ( كما فعل القذافى فى بنى وليد ) .

سوريا النظام يختلف :

فنظامها العسكرى تعلم من كل الانظمة العربية التى سقطت قبلة او تكاد , فلم يكن ليسمح بأى تجمهر أو تجمع فواجهه بالرصاص الحى و العسكر المدربين و القوات الخاصة و الجيش بجميع الاسلحة العسكرية , و لم يتورع عن إرتكاب المجازر الجماعية و سحق المدن .

للنظام السورى تجربة قديمة , كبيرة فى مدينة حماة , بمذابح جماعية لعشرات الالاف من المدنين فى هذه المدينة باستخدام الجيش , نفس التفكير , نفس المبدأ و نفس الأفعال لم تتغير , لم يدركوا الدرس بعد أن الشعوب اليوم تختلف و الأعلام يختلف و أن مصيرهم هو السقوط فى نهاية الأمر .

النظام السورى يجيد لعبة شد الحبل حيث يعلم جيدا متى يشد و متى يرخى متى يتعامل باللين و الرفق و متى يتعامل بعنف و قسوة مع الاعلام و مع الوضع الخارجى . يحاول تارة تهدئة الشعب ثم فى نفس ذات اليوم تتسرب لنا أخبار مذبحة لتشعل الشعب أكثر و أكثر . ولكنه دائما و أبدا لا يتوقف عن قمع الشعب و محاولة إغتيال نسمات الحرية التى تهب عليه .

النظام السورى , لم يكن ليسمح بأى إنشقاقات فى صفوفة , فهو أول الأمر نظام عسكرى , فقوائم الظباط الذين أعدمهم النظام لرفضهم تنفيذ الأوامر بقتل المدنين تتراوح بين عدة مئات .

يجيد النظام الالاعيب الاعلامية , و اتخاذ أفعال مستغلا التواطئ و الصمت الدولى تجاه ما يقعل , و التعتيم الإعلامى لما يحدث , فحول لنا معارضة الخارج من سوريين مهجرين الى مجرد ردود افعال هشة الى أفعاله الدموية .

سوريا الداخل و سوريا الخارج ( عقدة الداخل و الخارج ) :

كلما نتحدث مع أحد السوريين ممن يمثلون معارضة الخارج يصر أن سوريا تنقسم الى الخارج و الداخل , مما يشكل حساسية بين أن يتخذ الخارج خطوات , لا أعلم ما هذا العذر الذى لا يرقى الى مستوى التبرير لضعف معارضة الخارج عن اتخاذ موقف حقيقى و تحريك الرأى العام العالمى , وما هذا الخجل و الصراع بين معارضة الخارج ؟

معارضة الخارج لا تتوقف عن انشاء مئات الصفحات على الفيس بوك كأن الحرب بين النظام و الشعب بالنسبة لهم انتقلت من الشارع الى الفيس بوك !!!!!!!!!!!!!!

لا يوجد تطور حقيقى فى معارضة الخارج الا فى تطور بعض خطاباتها الاعلامية الغير نظامية , و التفاعل الغير رسمى لبعض غير الخجولين على القنوات الفضائية , و لكن هل معارضة الخارج ترى فعلا ما يراه العالم من مذابح تحدث فى سوريا ؟

كيف لا يشكل سوريى الخارج ورقة ضغط عالمية , و هم أكثر من 10 ملايين نسمة موزعة فى جميع أنحاء العالم !!!

ومتى يتوقفون عن التشاحن و التصارع و يتحدوا لأجل دماء الشهداء التى تسال فى الداخل ؟


ليست هناك تعليقات: