25 يونيو 2011

خصوصية الثورة السورية . د.حمزة عماد الدين موسى

خصوصية الثورة السورية .

د.حمزة عماد الدين موسى

الثورة السورية تختلف عن مثيلاتها , فخصوصيتها تنبع من أن لها أعماق استراتيجية فى المنطقة و أبعاد طائفية أخرى , و احتمالية اندلاع حرب اهليه او هكذا يصور بين اقطاب الشعب الواحد بسبب نظام واحد قاهر مستغل .

خصوصية الأرض و الموقع :

سوريا لها موقع استراتيجي فهى تتوسط العديد من الدول المحورية فى الشرق الاوسط , فحساسية وضعها تدعو هذه الدول الى تثبيت الوضع فنظام الاسد قد فرض الاستقرار لهذه الدول , ولا عزاء للدماء . سوريا شمالا توجد تركيا , و هى بحساسية معروفة تسايس الوضع الراهن و تعطى الاسد فرصة أخرى للاصلاح , فى الجنوب يوجد اسرائيل و عمق الجولان المحتل , و كما قال رامى مخلوف أحد أركان النظام السورى " أن أمن اسرائيل من إستقرار النظام السورى " , يوجد العراق فى الشرق , العراق الذى كان ساحة حرب شرسة و لاتزال , يتواجد به لاعبون شرسون مثل إيران , أمريكا حتى الصين و روسيا .

خصوصية السكان :

سوريا , بها العديد من الطوائف و العشائر و القبائل , و الأعراق و الديانات , فالتنوع السورى وُجد منذ قديم العصور شاهدا على التعايش بين أهليها و المصاهرات فى بعض هذه العصور , يجيد النظام التلاعب بالتنوع السكانى لتفتيت المعارضة و بث الخوف فى نفوسها خصوصا معارضة الخارج .

خصوصية النظام :

النظام السورى , هو نظام عسكرى بإمتياز , بنى على سلطة العسكر على مقدرات الدولة , ثم انتقلت هذه السلطة الى تسلط طائفى فتسلط أسرى , بحث إمتلكت أسرة واحدة الدولة و بدأت تتوارثها . هذا النظام لم يتورع سابقا عن سحق مدينة بانت بها بوادر ثورة لطلب الحرية فى أوائل الثمانينات فى القرن الماضى , فكيف الأن ؟ إنه قد زج بجيشة فى مواجة السكان العزل . المقابر الجماعية بدأت تحفر لتقُبر بها عشرات الجثث من سيعدوا مفقودين , حصار المدن , الاعدامات و التصفيات , خطف المناوئين و المعارضين و تعذيبهم حتى الموت , الاطفال المعتقلين و تعذيبهم حتى الموت .

النظام السورى , لازال حتى الأن يجد من يدعمه من الدول الغربية و دول الجوار ضد شعبه , فأيران تدعمه , و النظام العراقى يدعمة و روسيا تدعمه و الصين تدعمه , ولا تزال نغمة الإصلاح التى نسمعها تترد صداها لحساب النظام فى أمريكا , و أنجلترا و تركيا !!!

النظام السورى لازال قويا , كأن كل صور و فيديوهات الموت التى تنتشر و قصص الرعب و القتل التى تتسرب الى خارج سوريا ليست كافية لأن يتغير الرأى العام العالمى , بل لازال النظام متماسكا كأنه لم يفعل شيئا , هل هو الدعم المعنوى الخارجى من ايران و حزب الله و النظام العراقى الان , أم هل هو بسبب هشاشة موقف المعارضة ؟

أيران و النظام , حزب الله و النظام :

لا يتوقف حزب الله و ايران عن اصدار تصريحات و بيانات التأييد للنظام , بل تعدى الأمر الى القبض على عناصر من حزب الله و الحرس الثورى الإيرانى فى مناطق النزاعات .

المعارضة الهشة , المهاجرة , المُهجرة :

المعارضة السورية فى الخارج مواقفها ضعيفة , ضد النظام و تصريحاتها اضعف , لم تجتمع على قلب رجل واحد , لم تستطع ان تتحد ليكون صوتها واحدا ليسمعها العالم , تصريحات هشة هنا و هناك مؤتمرات فى عدة دول تتبعها مؤتمرات أخرى , لكن العالم لا يرى معارضة سورية موحدة فى الخارج لتسوق قضية الداخل .

عقدة الداخل و الخارج :

كلما أتحدث مع أحد السوريين فى الخارج يقول :" نحن سوريى الخارج لا نعلم كثيرا عن الداخل بل لسنا أهلا للتحدث بصوت الداخل وهم يواجهون الموت كل يوم " هذا المثال المعارض , يعرض عقدة نقص مهولة بدونية وضعه دون من بالداخل , متعذراً بانفصام المعارضة السورية للداخل و الخارج , كأن الخارج ليس أهلا ليتحدث باسم دماء الداخل و هو المهجر المبعد الهارب من أحكام بالإعدام و الموت و الأعتقال التعسفى لسنوات طوال , كأنه لم ينفى لسنوات طوال بعيدا عن وطنه , أم هل نجح النظام فعلا فى الفصل بين الشعبين , بين الشعب السورى الذى رزح بين النظام فى الداخل و الشعب المنفى الذى يعد بالملايين هربا من اعتقال و تعذيب و إعدام و تصفية ؟

المعارضة الهشة الضعيفة , أمامها مسئولية تاريخية لتتحد و تقاوم و تفرض نفسها على كل اللاعبين المتلاعبين فى الوضع السورى بدءا بإيران مرورا بحزب الله و العراق و إنتهاءا بأمريكا .

الشعب المقهور المقاوم :

الشعب السورى لم يتوقف يوما عن مقاومة النظام الطاغى و مقاومة الزبانية , ضاربا مثالا رائعا حيا فى المقاومة و الصمود و عدم الوقوع فى أفخاخ النظام أو فى فتنة أو الاستسلام لمكائده أو الصمت و الأستكانة و الهدوء , كلما سقط شهيد كلما أشتعل غضب الشارع أكثر و أكثر ,ولن يتوقف هذا الشعب الجبار حتى سقوط النظام الباغى . فالشعب أدرك أن النظام أعلن الحرب عليه . ولن يبغى إلا تروعية و قهرة و إخضاعة و إستعبادة . و الشعوب التى أحست بالحرية لن ترضى إلا بها .

ولكن إلى متى تتوقف معارضة الخارج عن اللعب و الحديث الجانبي و تبدأ بأخذ المواقف الحقيقي و التعامل مع الموقف بالأمانة الأخلاقية التي ألزمها بهم الحكم التاريخي !!!!

و متى ستفرض المعارضة السورية فى الخارج نفسها على العالم , لتتحدث و تصبحا نداً للنظام القاهر الباغى ؟ بل ستتحد ليسمعها العالم ؟

كثر اللاعبون فى الساحة السورية , ولكن المعارضة السورية فى الخارج لا يزال يُتلاعب بها بين جميع الأطراف فمتى تلعب هى دورها !!

ليست هناك تعليقات: