حاكموا آلهة لاظوغلي الذين نشروا الرعب في أرجائها
سقوط إمبراطورية الخوف
|
كتب - مجدي سلامة:
لم يرضهم أن يكونوا كالأنبياء، بل أرادوا ان يكونوا آلهة.. ونازعوا الله في صفاته. فكما ان الله ـ سبحانه وتعالي ـ لا يُسأل عم يفعل.. كذلك صار ضباط أمن الدولة. وكما انه ـ عز وجل ـ يحيي ويميت.. كذلك أصبح ضباط أمن الدولة يحيون ويميتون! وكما ان الله وحده هو الذي بيده خزائن الأرض.. ملك ضباط أمن الدولة خزائن مصر. كما ان الله هو الرافع والخافض.. صاروا هم أيضاً رافعين وخافضين هكذا صار علي أرض مصر »6« آلاف إلهة هم مجموع ضباط جهاز أمن الدولة، لكل منهم منطقة نفوذ، يريد من كل من يعيش فيها أن يسبح بحمده ويقدس له! ورصد الآلهة ـ عفواً ـ الضباط الـ»6« آلاف كل شيء في مصر.. عدوا علي المصريين أنفاسهم، وركعات صلواتهم، وساعات نومهم، ولقاءات الأزواج في غرف النوم! قسموا أنفسهم الي مجموعات كل مجموعة مسئولة من قطاع.. فللنقابات ضباط، وللأحزاب أيضاً، وللمصانع وللمساجد، وللمدارس والجامعات... وخصصت لهم الحكومة »8« مليارات جنيه سنوياً أي مليون و»300« ألف جنيه مقابل كل ضابط. ولأن الآلهة لا يليق به ان تختلط بالعامة والدهماء، ولهذا فإن وزارة الداخلية تخصص سيارة بأرقام ملاكي لكل ضابط يلتحق بالعمل في أمن الدولة، وتتكفل الداخلية ايضاً بتموينها بالبنزين من المال العام. أما الراتب الذي يحصل عليه الإله ـ الضابط في أمن الدولة ـ فيعادل ضعف الراتب الذي يحصل عليه نظيره في أي قطاع من قطاعات وزارة الداخلية، فضلاً عن حصوله علي مبالغ مالية كبيرة كمكافآت من الجهة التي تدخل في نطاق إشرافه، بخلاف الهدايا المالية والعينية التي يقدمها مسئولو تلك الجهة للباشا، واذا كانت تلك الجهة تمتلك اراضي أو شققاً أو شاليهات فلضابط أمن الدولة نصيب الأسد منها. وفوق هذا لا يرد طلباً لأي ضابط في أمن الدولة.. فيمكن لكل منهم ان يلحق أطفاله بأي مدرسة يريد دون التقيد بأي شرط أو قيد.. وبقدرة قادر يستطيع الابن أن يحصل علي أفضل الدرجات حتي ولو كان قليل الذكاء.. وبقدرة قادر يلتحق الابن بالكلية التي يريدها ويحصل علي التقدير الذي يريده حتي ولو لم يذاكر.. وكل هذا يحدث بسهولة فأمن الدولة هو الذي يزكي تعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات أي أن مصائرهم بأيدي ضباط أمن الدولة وبالتالي فان رغباتهم أوامر! ويد ضباط أمن الدولة مطلقة بشكل لا حدود لها، فيمكن لأي ضابط أن يخسف الأرض بمن يشاء وأن ينفيه خلف الشمس وان يقتله اذا أراد. وإذا حدث وقتل ضابط أمن الدولة أي شخص أثناء تعذيبه ففي الغالب يتم اجبار أهل القتيل علي دفنه في تكتم شديد وبالتالي تمر الجريمة وكأن شيئاً لم يكن، وحتي لو اشتكي أهل القتيل وأحيلت الواقعة للتحقيق فان أقصي عقوبة للضابط القاتل هي النقل الي مكان آخر! وروي لي أحد ضباط أمن الدولة واقعة عاشها تكشف الي حد بعيد طريقة تفكير قيادات أمن الدولة في مصر، قال الضابط وكان يعمل بقطاع مكافحة الصهيونية انه استرعي انتباهه حالة مصري عاش في الخارج »20« عاماً سافر خلالها الي اسرائيل عدة مرات ثم قرر ان يعود الي مصر وفي طريق عودته للقاهرة توجه الي احدي العواصم الأوروبية ثم جاء للقاهرة. يواصل الضابط: كان تصرف المصري العائد لوطنه مثيراً للتساؤل ولهذا عندما وصل للبلاد طلبت لقاءه فزارني في مكتبي ودار حديث ودي سألته عن سبب ذهابه لعاصمة أوروبية. وهو في طريق العودة فأكد لي أنه ذهب لتلك العاصمة لزيارة طبيبه »الخاص«. ويضيف الضابط »أقنعت بكلام الرجل وبعد أن انتهي من شرب الليمون تبادلا كلاماً ودياً وبعدها انصرف، وبالصدفة كان ذات الرجل صديقاً شخصياً لوزير الداخلية آنذاك عبدالحليم موسي، ولهذا خرج من مكتبي متوجهاً الي مبني وزارة الداخلية للقاء الوزير، وهناك حكي له القصة وأشاد بحسن معاملتي وعندها اتصل وزير الداخلية بمدير الإدارة التي كنت أعمل بها طالباً منه أن يبلغني شكر الوزير، واستدعاني المدير وقال ان وزير الداخلية مبسوط منك لأنك عاملت الراجل كويس وكمان جبت له ليمون. وتابع المدير كلامه قائلاً »صحيح وزير الداخلية مبسوط ولكن يا ابني بطريقتك ولو جبت لكل اللي بتتعامل معاهم ليمون مش هتعرف تشتغل«! انتهت القصة، التي تكشف عقيدة راسخة في عقل قيادات جهاز أمن الدولة وهي لا تتعامل مع أحد بالحسني، وأفرض سطوتك علي من تتعامل معهم وأغرقه في الخوف حتي يفقد السيطرة علي نفسه وعندها يمكنك بسهولة ان تحصل منه علي كل المعلومات التي تريدها!. سألت ضابطاً كبيراً بجهاز أمن الدولة: من يراقب عمل ضابط أمن الدولة؟.. فقال: رئيس الجهاز لديه إدارة تابعة له تقوم بهذا الأمر.. عدت أسأله: ومن الذي يراقب قيادات الجهاز ورئيسه فضحك وقال: هؤلاء حسابهم يوم الحساب فقط..!!
|
http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=22435:%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81&catid=144:%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9&Itemid=337
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق