خفايا وأسرار حركة الضباط الوحدويين الأحرار في سبتمبر 1969
المؤامرة والخديعة
تقديم
لاقت مقالة الكاتب مفتاح فرج عن أسرار وخفايا الإنقلاب العسكري الذي انطلق من بنغازي عند الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الإثنين فاتح سبتمبر 1969، التي نشرت على موقع "أخـبار ليـبـيا" في 29 مايو 2005 إقبالا منقطع النظير من قبل القراء.
كاتب المقالة عاصر ذلك الحدث الهام، وهو شاهد عيان على الكثير من المواقف والوقائع التي يسردها فيها. وقد حرص على إعدادها بطريقة علمية وبحثية متقنة، متحرياً الدقة والإنصاف في عرض الحقائق والوقائع كما عاصرها شخصياً. كما حرص الكاتب على استقاء المعلومات من مصادرها الرئيسية وتفادي نقل الروايات دون التحقق من صحتها، واعتمد في غالبية ما كتب على ما رآه أو سمعه مباشرة أو ما نقله عن مصادره الأصلية.
بعد نشر المقالة الأولى وردت إلينا استفسارات واستيضاحات حول عدة نقاط أحلناها على الكاتب الذي قام مشكوراً بمراجعتها وأخذها في الاعتبار. كما تفضل بإضافة معلومات جديدة على قدر كبير من الأهمية في سياق الموضوع. ويسرنا أن ننشر المقالة مضافاً إليها أقوال وصور لشخصيات مذكورة فيها بعضها ينشر لأول مرة، وذلك زيادة في الفائدة وإسهاماً في تسجيل تاريخ ليبيا وتوثيقه وتوفير المعلومات الصحيحة للأجيال القادمة.
ولعل نشر هذه المقالة الوثائقية التاريخية يكون حافزاً لشخصيات ليبية أخرى عاصرت تلك الفترة، وربما ساهمت في صنع أحداثها أو كانت شاهد عيان عليها، أن تبادر بالكتابة وإلقاء الضوء على مزيد من تلك الأحداث والوقائع تعميماً للفائدة واستكمالاً للصورة.
أخـبار ليـبـيا
الغرض من مراجعة وتحديث هذا البحث هو تقديم المزيد من المعلومات والشواهد والقرائن الهامة عن خلفيات حركة "الضباط الوحدويون الأحرار" في فاتح سبتمبر 1969 وكشف العلاقة الوثيقة التي كانت قائمة قبل الإنقلاب ـ ثم تعززت بعده ـ مع جهات أجنبية وشخصيات مشبوهة أو ذات علاقات مشبوهة بقوى خارجية. ومن أهم وأخطر هذه الشخصيات هو القاضي ورجل القانون مصطفى كمال المهدوي.
وقد لفت انتباهنا الإقبال الهائل للقارئ الليبي على مقالتنا الأولي. كما رصدنا رد فعل أجهزة النظام الليبي، من محاولاته لتدمير موقع "أخـبار ليـبـيا" لنشرها المقالة،1 إلى ما جاء على لسان العقيد القذافي في خطابه يوم 11 يونيو 2005 في ذكرى خروج القوات الأمريكية من ليبيا.2
إن المعلومات والحقائق التي أصبحت اليوم في متناول الباحثين والمؤرخين، والتي نكشف بعضها في هذه المقالة، تجعل من الأمانة العلمية والتاريخية مراجعة الحيثيات والظروف والمعطيات التي نفذت فيها عملية فاتح سبتمبر 1969، وتحديد دور القوى الدولية والإقليمية والمحلية فيها، أو مدى تبنيها ودعمها لها بعد أن نجحت .
لقد أثبتت المعلومات التي نشرت منذ قيام حركة سبتمبر 1969 أن الإنقلاب العسكري لم يكن مفاجأة للعديد من الشخصيات العسكرية والسياسية داخل ليبيا ولبعض المراقبين الدوليين والقوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. كما بينت أن نجاح الإنقلاب لم يكن لأسباب وعوامل موضوعية صرف بل إن ظروفاً معينة ومفارقات وأطراف عديدة ساهمت في تسهيل سيطرة حركة الضباط الصغار على السلطة وزمام الأمور في البلاد دون إراقة دماء أو مصادمات مسلحة.
إن تورط القوات المسلحة الليبية في إنقلاب عسكري ضد النظام الملكي المستقر آنذاك كان مغامرة لا داعي ولا مبرر لها، وقد حرصت في هذه المقالة على تقديم الوقائع والحقائق والملابسات والروايات والربط بينها بكل دقة وموضوعية. وأرجو من إخوتى منتسبي القوات المسلحة ـ التى ربما كانت هي المتضرر الأول والضحية الأكبر للعهد الجديد ـ التمعن في ما جاء في هذه المقالة ومراجعة أنفسهم ومواقفهم تجاه الوطن والمواطنين وأن يعوا الدروس تحاشياً للتورط في المزيد من المغامرات والكوارث التي لا يرجى منها لبلادنا العزيزة أي خير.
لقد كانت العقود الثلاثة الماضية سنين إبتلاء وتمحيص لجميع الليبيين.. مدنيين وعسكريين، حكاماً ومحكومين. ولقد حان الوقت أن تتوحد صفوف المخلصين من أبناء هذا الوطن وينبذوا ما بينهم من فوارق وخلافات وأن يتسلحوا بالعلم والإيمان والعمل بجد وإتقان بما يرضى الله ورسوله.. وألا يدعوا لليأس والتشاؤم سبيلا إلى نفوسهم، فهذه ليست من شيم المؤمنين، ونصر الله آت للمظلومين وأصحاب الحقوق لا محالة وسيلقى العملاء والظلمه عقابهم، وسيجتمع الشمل وستعود بإذن الله البسمة والمحبة والحقوق لأهلها في ربوع بلدنا الحبيب.
تحية لكل النفوس والقلوب الحية من أبناء شعبنا الصابر ونبشر الظالمين والمفسدين بنهاية وخيمة لن تنفع في ردها الملايين ولا المليارات المسروقة من خزينة الشعب الليبي والمودعة بأسماء الأبناء والأقارب والأحفاد، ولا القوات الخاصة ولا حتى الخلايا العسكرية النائمة في النمسا وكندا.
تحية للشهداء الأبرار وللمناضلين في السجون، وتحية للعلماء وللقضاة الذين تصدوا ومازالوا يتصدون للظلم والقمع والإفتراء والتضليل، وتحية إلى كل المناضلين الشرفاء في داخل ليبيا وخارجها.
هذه المقالة مهداة لجموع الشعب الليبي بأسره وللأجيال القادمة، ونرجو أن تكون بإذن الله خطوة على الطريق الصحيح في التأريخ لانقلاب سبتمبر 1969. ويرجى من الإخوة القراء الرجوع إلى المقالة من حين لآخر فقد تضاف إليها معلومات جديدة، مع تصويب أخطائنا إن وجدت.. ونرجو من كل من لديه تعليق أو معلومة أو صورة يرى أنها يمكن أن تثرى المقالة فليبادر بإرسالها إلينا وسيسعدنا إضافتها للمقالة، وجزاكم الله خيراً.
ستحاول المقالة الإجابة على العديد من الأسئلة من بينها:
- ما هو الأسم الحركي الرسمي غير المعلن لحركة "الضباط الوحدويين الأحرار"؟
- لماذا اختارت أمريكا مجموعة الملازمين دون غيرهم من الرتب الأعلى؟
- كيف تمكن الأمريكان من التعرف على مجموعة الإنقلاب والسيطرة عليها؟
- هل كان اللواء نورى الصديق بن إسماعيل وعبدالحميد البكوش على علم بتحركات مصطفى المهدوي؟
- لماذا تقاعس الرائد أحمد بوغولة في القبض على مجموعة الإنقلاب في مارس 1969؟
- لماذا فُصل العقيد فوزى الدغيلي من تنظيم العراق؟
- هل تنازل الملك إدريس عن الحكم للعقيد عبدالعزيز الشلحي؟
- هل كان العقيد الشلحي على اتصال بالقيادة المصرية؟
- لماذا لم يخبر مصطفي بن حليم صديقه الوفي الملك إدريس عما كان يدبره المهدوي والأمريكان؟
- هل كان للماسون دور في إنقلاب سبتمبر 1969؟
- ماذا كان رد فعل العميد علي عقيل على مكالمة العقيد مختار كانون صبيحة الأول من سبتمبر 1969؟
- من هو القائد الفعلي لإنقلاب سبتمبر 1969؟
- كيف ولماذا حاول قائد الإنقلاب معمر القذافي اقتحام قاعدة الملاحة يوم السبت 18 أكتوبر 1969؟
- من رشح الشيخ محمود صبحي والقاضي عبدالعزيز النجار لعضوية محكمة الشعب؟
- كم دفع الإنقلابيون للأمريكان والإنجليز مقابل إخلاء قواعدهم في ليبيا؟
- لماذا قرر صالح مسعود بويصير في فبراير 1973 عدم العودة إلى ليبيا؟
- ما هى أهداف وخطط مصطفى المهدوي والإنقلابيين تجاه ليبيا؟
- ما هى العلاقة بين المهدوي والدكتور مصطفى محمود والقرآنيين في مصر؟
- ما سر المساعدات الليبية لأفريقيا؟
- هل أفتى الشيخ الطاهر الزاوي بكفر القذافي؟
- أين دُفن جثمان السيد الإمام محمد بن على السنوسي وابنه السيد محمد الشريف؟
- لماذا طرد العقيد الركن صالح السنوسي المبعوث الليبي من العراق؟
- كيف انتقل العقيد الركن رمضان صلاح من مساعد للفريق علي عامر إلى تاجر رخام؟
- من هم السادة: سعد قيطون، عبدالرحمن العدولي، علي سالم التير، عبدالسلام بوراس وأحمد شفير؟
هذه الوثيقة التاريخية مهداة إلى المناضل الكبير السيد أحمد الزبير السنوسي الذى ذاق مرارة النفيّ القسري ثم السجن الإنفرادي واحداً وثلاثين عاماً، فاستحق بجدارة أن يوصف بأنه نيلسون مانديلا الليبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق