إعلام
الطغاة وكيف يروج للأحداث وكيف مات إعلام الثورة ؟1
د.حمزة
عماد الدين موسى
الثلاثاء
22 مايو 2012 - 11:55 ص
الاستغلال
النفسى و التلاعب بالضحية و تبرئة المجرم و القاتل و اللص هو سمة إعلام الطغاة .
فى الثورات العربية كانت الانظمة الاعلامية التى
تصاحب الطغاة و تروج لهم بالدعاية و تشوه الضحايا تستخدم النظام الإعلامى
الدكتاتورى القديم ، لذا لم تستطع ان تواكب التطور الحديث فى حرية المعلومات ،
التى عرت الطغاة شيئا و شيئا و أزالت حواجز الخوف من قلوب البشر .
اعلام
الطغاة بدأ يتطور بأساليب جديدة فى المماطلة و تشويه الحقائق و تزييف الوقائع . بينما على الطرف الآخر لم يتطور
اداء الاعلام الشعبى أو إعلام الثورات " إعلام الإنترنت " عن أسلوبه
التقليدى . بل وجد المناورون الخبثاء طريقهم لتشتيت رسالته و نجح فى هذا
الانتماءات الحزبية و السياسية لقنوات الاعلام الشعبى .
سوريا كمثال :
عندما قام بعض رموز المعارضة السورية بشراء بعض قنوات الانترنت على بعض الشبكات
الاجتماعية و تمويل البعض الآخر تقليدا لمصر , فى محاولة للترويج و التنظيم
الإعلام , فى محاولة لشراء الولاء و الترويج الدعائى و الاعلامى للساسة قبل محاولة
تطوير الأداء , جعل إعلام الثورة السورية أكثر تنافسا و أقل فاعليا و فرضا على
الأرض ... ربما السبب ان هؤلاء الممولون و الداعمون و الراعون مجرد مستخدمى إنترنت
سطحيين أو عجائز بمفهوم الانترنت .
بمصر :
الانتماءات السياسية للشبكات الاجتماعية الاخبارية الشعبية على الفيس بوك جعلت من
تشتيت الرسالة الاخبارية و رسالة الحدث أمرا و اقعا فلم تعد هذه الشبكات الاخبارية
موالية للثورة او للشهداء قدر إنتماءها السياسيى لجماعة أو حزب أو شخص ..... مما
شتت الرسالة و ضعف موقف الثورة فى العديد من المواقف فاتحا المجال للتشتيت
بالاحداث و النوايا و الدماء .
إعلام
الطغاة يتطور بدأ ببناء أرضية لها شئ من المصادقية فالوضع السورى كمثال : أصبح بعض
الصحفيين يضطرون لمشاهدة قنوات النظام السورى لتقييم مصداقية الاحداث التى تبثها
قنوات المعارضة الفيس بوكية ..... خصوصا مع ضعف هذه القنوات و عدم تحملها لمسئولية
الخبر و توابعه الصحفية .
كيف يعمل إعلام الطغاة و كيف يتطور ؟
إعلام
الطغاة يعمل على الجانب النفسى بنفوس المستمعين سواءا كانوا مع النظام ام ضده ....
إعلام النظام هو إعلام توجيه حربى بالدرجة الأولى قبل أن يكون إعلاما إخباريا او
مهنيا صحفيا ... ليس الغرض من نشر رسالة صحفية قدر أن يكون وسيلة سيطرة على النفوس
و العقول .
الداخل عدوا :
الفرق
بين الاعلام الحربى و اعلام الطغاة هو أن إعلام الطغاة يعامل الشعب كله كعدو ..
" فالداخل عدوا " , هو القاعدة الأولى التى يرتكن إليها إعلام الطغاة ....
تحويل
الداخل لعدو يبدأ بشكل جزئى باعتبار ان الشعب كله فى صف النظام يحارب جماعة او
مجموعة من الخونة كما قال اعلام القذافى : " عصابات مسلحة , ثم عصابات إرهابية مسلحة , ثم قاعدة
" و كما قال إعلام النظام السورى الأسدى الطائفى " عصابات إرهابية مسلحة
" , ثم موالى هذا النظام " عصابات وهابيه مسلحية " ........ و لكنه
يعرف انه يكذب و يعرف الداخل انه يكذب .... فالاتهام يعطى النظام صيغة السيطرة
الكاملة على الارض ... فيدفع المتشككين للتصديق , و يعطيه المبرر للسحق التام لكل
من يحاول ان يقف على الحياد او فى الطرف الآخر ضده .
الاسقاط
الاجرامى على جماعات معينه هو نقطة ضعف لا نقطة قوة و مؤشر لفقدان السيطرة لا كما
يرى البعض أنه مؤشر على قوة النظام من عدمه , بل إن النظام استنفذ كل العاب
المماطلة فقرر صنع غول يواجه فى معركة ثنائية القطب ..... و إن إختار لعده أسماءا مختلفه فهذا
لما ينجح فى ليبيا و لن ينجح فى سوريا ........ فمن يقفون على الحياد سينحازون
للطرف الآخر المضاد عندما تطالهم اثار ارهاب النظام ....
إسقاط الجرائم على الضحية
:
" إقتل و إنهب و عذب و إغتصب فسنتهم
الطرف الآخر " ...... مع ضعف الاعلام الثورى المضاد و سطحيته كما فى الثورة
السورية بل و تصارع المعارضة ... لم يعد صوت الضحية مسموعا ... فإتهمها النظام بالجرائم التى
يرتكبها مبررا إستمرار العنف و القتل و الوحشية ..... فالضحية لا صوت لها ... إلا من
قنوات ضعيفة هشة تتباهى بلعب دور المغدور و تتصارع أحيانا فيما بينها تبعا
للإنتماءات السياسية بدلا من ان تتحمل مسئولية مواجهة القاتل او العدو ..... مما يعنى أن رسالة النظام الإعلامية
التى يقابلونها بسخرية و إستهزاء أحيانا تتسلل إلى نفوسهم لتشتت و تضعف و تغتصب ما
تبقى من الاستقلال الفكرى و المهنية الإعلامية .
الصيغ الإعلامية :
إعلاميو
النظام إحترفوا الكذب و تصميم صيغ إعلاميه غاية فى البراعة و الخبث مصممة بإتقان
لإرسال الرسائل و تشتيت مسارات التفكير و فرض سيطرة نفسية على الشعب المستأنس
المسيس لعشرات السنين المتلقى السلبى لكل ما كان يزرعة النظام بإعلامه مما أدى
لفقدان سيطرة على التحليل و النقد و التميز و إتخاذ القرار و فى النهاية تتكون
حيرة بإلتباس , تقتضى الشك او عدم التصديق و فى بعض الاحيان من الطرفين ....
فى
المواجهة الصحفين الشعبيون أو صحفيو الفيس بوك ..... مجرد شباب بلا خبر إعلامية حقيقية فى
دراسة و تحليل الاخبار او التعامل بالمنظور الإعلامى الحربى الذى يفرضه عليهم واقع
مواجهتهم للنظام .... فى البداية من الطبيعى ان تكون الرسالة مشوشة سطحية غير
موجهة بعناية لا تحمل رسائل كاملة ..... و فى النهاية كما شهدنا الان تسقط فى اطار
الروتين المفروض عليها سواءا بلعب دور الضحية او نفى المواجهه او اتخاذ وضع دفاعى
او الاشتباك مع الخصوم السياسيين من نفس الطرف و فى نفس الخنادق فى مواجعتم للنظام ....
الإعلام الثورى هو إعلام سطحى غير موجه بشكل حقيقى ليواجه إعلاما
مركزيا سواءا بالفكر او استراتيجية المواجهه او الدفاع ...... او بالكوادر الشبابية
التى انتقلت من مرحلة اضاعة الوقت بالتعارف على الشبكات الاجتماعية لتحمل مسئولية
مواجهة النظام .... او بكوادر الدعم و التمويل التى لم تكن تستخدم الانترنت إلا
بشكل سطحى و لا تعرف ماهية الحاسوب من لوحة الحاسوب او الفارة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق