سوريا بين المماطلة الدولية لدماء المدنين
ومذابح النظام
د.حمزة
عماد الدين موسى
منذ بدأ الثورة السورية
, بمذابح للأطفال فى مدينة درعا و ريفها , حتى إنتقال الشرارة إلى كل المدن تقريبا
لتتظاهر تأيدا لدرعا , ثم تنزل مليشيا النظام و القوات النظامية التابعة له و
الشبيحة ( السوريون و الغير سوريون
) , وقف العالم على الحياد بصمت و ترقب , كأنه أقر بما حدث و يقر بما يحدث
و يمنح النظام فرصة لتصفية الشعب و تدمير هذه الثورة
.
تصعدت الأوضاع
, و لم يخمد النظام الثورة , بل تطورت و انشق الجند و العسكر رافضين إطاعة
الأوامر العسكرية بتصفية المدنين و إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين , حتى إنشقوا
و كونوا جيشا " الجيش السورى الحر " , لتبدأ المعادلة بالتغيير ,فبدأت
المواقف الدولية تخرج على إستحياء
.
بعض الدول ناورت منذ
البداية على أن يبدأ نظام الأسد ( مسيرة الأصلاح
) , البعض الآخر روج لما يحدث أنها مؤامرة إمبرالية , و لكن معظم هذه
الدول إحتضنت المعارضة الخارجية و ربتت على ظهرها و كتفها و مؤخرتها .
هذه المواقف , تارة
لتحييد الرأى العام العالمى , و تارة أخرى فى محاولة لكتم آهات نازفة لمذابح تجرى
تحت سمع و بصر العالم ,تم إستغلال اسلحة إعلامية كبرى بها كالجامعة العربية ,
جلسات الأمم المتحدة , الفيتو
.
لا تهدف هذه المواقف
إلا إلى مماطلة الدماء النازفة و الشهداء المتساقطين يوميا فى سوريا , فى محاولة
للخروج بمخرج آمين يعوض على الخاسر الاكبر فى المنطقة بسقوط نظام الاسد ( إسرائيل
) , بديلا لا يقل شراسة عنه و قمعا للحريات و حراسة و تأمينا لأهدأ حدود إسرائيلية
مع ( دولة أخرى ) منذ ظهور إسرائيل على الساحة
.
المشروع الروسي ( و
الإيراني المشترك ) , و الذى تسرب بإفتراض إنقلاب علوى علوى يطيح بأسرة
الأسد من الحكم و تبقى السيطرة العلوية على النظام و خروج آمن للنظام مع تفكيك
الجيش السوري الحر , لم يكن المشروع الأخير الذى يهدف لإيجاد مخرج لهذه الأزمة
العاصفة التى ستنتهى بإنتصار الجيش السوري الحر و سقوط النظام و تفكيك مليشياته
الطائفية التى دعاها زورا بالجيش
.
من
مواقف المماطلة :
الجامعة العربية : وفد الجامعة
العربية و الذى لم يخرج منه رجل واحد إلا السيد المنشق عنه أنور مالك ليعلن عن
المذابح التى شهدها بنفسه كما سيطرة الجيش السورى الحر على بعض مناطق حمص . لم يكن
يهدف الا إلى شراء بعض الوقت لنظام الأسد و تشتيت الرأى العام العربى الذى بدأ (
يشعر ) بشئ ما يحدث فى (
سوريا
) .
الدول العربية : بداية بدول الخليج
و مسرحيات الدعم ( الذى لن يصل منه شئ ) , و ما هو إلا بروباجندا إعلاميه و
إنتهاءا بالدول العربية الأخرى
, لاتزال تماطل بالمواقف لصالح النظام السورى . كموقف مندوب مصر فى
الأمم المتحدة الذى يرفض تسليح المعارضة السورية و الجيش السورى الحر منذ أيام كانت
إحدى المشاهد التى تتكرر و ستكرر حتى سقوط النظام
.
الامم المتحدة : لعبة الفيتو
الروسى و الفيتو الصينى , ( الإسرائيلى
) لمماطلة التدخل لحماية المدنين هى من أكثر المسرحيات الهزلية التى
تلعب لصالح النظام الأسدى لإمهالة فرصة لتصفية الجيش السورى الحر و قتل ما يمكن قتله
من المدنين
.
مماطلة
المؤامرة , مؤامرة المماطلة :
أحد أساليب المماطلة
هى إستعداء الشارع ( العربى ) ضد شهداء سوريا و أطفالها بإسم ( انها
المؤامرة الإمبرالية على نظام الممانعة ) , فى محاولة
لفرض نظام الأسد ( الإسرائيلى ) العميل , كمقاومة و ممانعة قبل أن
تكون محاولة تبرير لقتله الالاف من أبناء سوريا و أطفالها و إغتصاب حرائرها .
المماطلة فى دعم
الجيش السورى الحر و دعم الداخل السورى
:
دعوات تسليح الجيش
السورى الحر تصاعدت بشكل شرس فى الداخل , ليعلن بعض
( العرب ) فى الخارج مبادرة تسليح هذا الجيش الذى لم يدعمه أحد منهم حتى
الآن إلا ببعض التصريحات الإعلامية , المماطلة الحقيقية ليست فى تسليح الجيش
السورى الحر فقط , بل فى دعم الداخل السورى
.
الداخل السورى محاصر
, حصارا بشعا و لا كحصار العصور الوسطى , ليمنع عنه الماء و الكهرباء و الغاز و
الغذاء و الدواء و حتى نقل الجرحى للمستشفيات و الاطفال المصابين إلى المستشفيات
لعلاجهم , لا يوجد حركة تجارية نقلية فى الداخل أو توزيع للمستلزمات الأساسية فى
أبشع شتاء عرفته المنطقة منذ سنوات .
فى ظروف أعلن فيها النظام الحاكم حربا على الداخل .
مؤامرة المماطلة على
الداخل هى مؤامرة تجويع شرس , أكثر منها مؤامرة لذبح الداخل تشارك فيها القنوات
الإعلامية ( العربية ) و الغربية أيضا , و التى بدأت على إستحياء تنقل شراسة
المعارك منذ فترة ليست بالبعيدة على المدنين
.
الداخل السورى لديه
العديد من المناطق العمياء , لا يعلم أحد ماذا يحدث بها , منقطعة عن العالم بلا
إتصالات , بلا كهرباء بلا طعام , تحت طغيان الفلول الهاربة من المواجهات مع الجيش
السورى الحر , لتشفى ذل هزيمتها مما تراه من بطولة و بسالة ابطال الجيش السورى
الحر فى المدنين فى القرى و الكفور
.
مماطلة دعم الجيش
السورى الحر ما هى إلا محاولة ساذجة لمماطلة الإنتصار المحسوم . و الذى حسمه الله
فى كل معركة بين الحق و الباطل
.
لماذا
المماطلة :
- حتى أخراج مخرج آمن
للنظام !
- مهلة للنظام حتى
الفتك بآخر سورى حر
!
- تدمير الجيش السورى
الحر !
- تدبير بديل ( طائفى )
لحكم سوريا و إن لم يكن فشحنها طائفيا تمهيدا لفدرلتها و تقسيمها .
- قتل أكبر عدد يمكن
قتله من الشعب السورى
!
- وضع الخطط
الاستراتيجية لتأمين حدود إسرائيل إثر سقوط حليفها ( نظام الأسد ) !
المعارضة السورية و
المماطلة :
المعارضة السورية
الخارجية متورطة بشكل أو بآخر , بحسن نية أو عن سوء تقدير بهذه المماطلة , ربما
ضعفها أو خوفا أو تلاعبا بها , مما دفع الكثيرين فى الداخل السورى و خارجه إلى عدم
الإعتراف بهذه المعارضة كتمثيل حقيقى شرعى لهم و الإكتفاء بالجيش السورى الحر .
تحرير سوريا من هذا
النظام يتطلب مباركة أمريكا و إسرائيل و روسيا و إيران أو إغصابهم ! هكذا قال أحد
السوريين ! , فرددت عليه , تحرير سوريا سيحدث عندما يفرض سوريى الداخل معادلة قوة
حقيقية بديلا للمعارضة الهشة الضعيفة بالخارج
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق