المسئولية
التاريخية للمعارضة السورية بالخارج
published date : Mon,
27-06-2011 - 11:18
عندنا نشيخ ونكبر ونهرم سنتذكر هذه
الايام ونتذكر أيضا من صمت وعجز وتخاذل وباع وخان وإستسلم وإستكان, المواقف هي ما
يُعرف الرجال , والمواقف القوية, هي التى تعلن عن نفسها بوضوح وتفرض إحترام
أصحابها على الجميع بل تنتزعه حتى من قلوب الخصوم و الأعداء.
أما المواقف الهشة التى تنتظر أن
يمن عليها الخصوم , بالنظر و ابداء الرأى فى " الرجولة الخجولة ذات الموقف
الخائف المتردد " , فهى لا تحل قضايا , فمابال القضايا أن كانت دماءا تُسال و
ضحية تستنزف يوميا و تُقتل و تُذبح و تُغتصب ؟
المعارضة السورية فى الخارج , لها
مسئولية تاريخية تجاه ما يحدث فى الأرض من مذابح لا تتوقف , فهل تدرك هذه المعارضة
هذه المسئولية بل ماذا يشغلها عن الحراك الطبيعى فى أن تؤدى دورها ؟
المسئولية التاريخية التى لن
ينساها الزمن لجميع أطراف المعارضة السورية خصوصا فى الخارج , تتمثل فى حراكهم
الذى لا نكاد نراه , و فى أصواتهم التى لا نكاد نسمع منها الا ضجيج العراك
فهى لم تتوقف عن العراك و " التنظير " .
المسئولية التاريخية هى فى الموقف
الصلب القوى الواضح الصريح فى طلب حقها و حق الشعب المنهك المذبوح بأعلى صوت و بلا
خوف فعهد الخوف قد إنتهى منذ أن سقط أول شهيد بأول رصاصة .
هذه المعارضة يجب أن تعلم العالم
أولا ماذا كان يحدث فى سوريا من قهر و إضطهاد و قتل و إعتقال و تعذيب طوال هذه
السنوات , من مسئوليتها نشر القضايا التى عتم عليها النظام حين أحاط الوطن بستار
حديدى فلم يعد العالم الخارجى يرى شيئا مما يحدث بالداخل .
كيف هم من تدويل قضية حماة ؟ وماذا
حدث ؟
و أين هم من تعميم و نشر ما حدث
بسجن صيدنايا و سجن تدمر ؟!
بل أين هم من سرقة الحياة و اغتصاب
الحريات ليعلنوا للعالم و العرب و المسلمين أن هذا النظام القاهر الغاصب هو أدعى
أن يكون شرطى إسرائيل الأول فى المنطقة لا أن يكون من أنظمة المقاومة او حتى
الممانعة و هو لم يطلق رصاصة واحدة تجاه العدو بل وفرها ليطلقها تجاه قلوب أبناء
الوطن الذين طلبوا الحرية ؟!
العالم لا يرى معارضة سورية لتتحدث
بما يحدث للداخل , فهل هذا عائد لأن المعارضة المهجرة بالخارج قد انفصلت عن الداخل
أم أنها لا تدرك دورها التاريخى بعد ؟
هذه المعارضة أن لها أن تتحرك
لتصبح تكتلا بدلا من التنازع و التضاد و الصراعات و الأحاديث الجانبية التى لا
طائل منها , يجب أن يتوقفوا عن كونهم الكرة التى يتلاعب بها النظام و إيران و
أمريكا و يصبحوا الطرف الأقوى ليفرضوا رؤية وطنهم على الجميع بلا خوف و بلا تردد .
متى سيتحركون و متى يدركون أن
الأجيال القادمة لن تنسى هذه المأساة و هذا التخاذل من طرفهم و لن ينسى التاريخ
ضعف حراكهم و هشاشة مواقفهم و تلاعب النظام بالداخل بهم و الاطراف الخارجية , بهم
أيضا فأصبحوا طرفا " مفعولا به " فى لعبة صار فيها حتى الشعب فى
الداخل طرفا فاعلا لم يعد يتلاعب به و لكنه ينتظر من يآزرة و يساندة و يدعمه فى
الخارج .
فماذا تنتظر معارضة الخارج لتتحرك
؟
ومتى تتوقف عن إتخاذ الاعذار ؟؟
ومتى تصحو لتفيق لتدرك مسؤوليتها
التاريخية . ؟
http://www.dostor.org/opinion/11/june/27/46353
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق