خصوصية
الثورة السورية
Sat, 25-06-2011 - 2:51
الثورة السورية تختلف عن مثيلاتها
, فخصوصيتها تنبع من أن لها أعماق استراتيجية فى المنطقة و أبعاد طائفية أخرى , و
احتمالية اندلاع حرب اهليه او هكذا يصور بين اقطاب الشعب الواحد بسبب نظام واحد
قاهر مستغل .
خصوصية الأرض و الموقع :
سوريا لها موقع استراتيجي فهى
تتوسط العديد من الدول المحورية فى الشرق الاوسط , فحساسية وضعها تدعو هذه الدول
الى تثبيت الوضع فنظام الاسد قد فرض الاستقرار لهذه الدول , ولا عزاء للدماء .
سوريا شمالا توجد تركيا , و هى بحساسية معروفة تسايس الوضع الراهن و تعطى الاسد فرصة
أخرى للاصلاح , فى الجنوب يوجد اسرائيل و عمق الجولان المحتل , و كما قال رامى
مخلوف أحد أركان النظام السورى " أن أمن اسرائيل من إستقرار النظام السورى
" , يوجد العراق فى الشرق , العراق الذى كان ساحة حرب شرسة و لاتزال , يتواجد
به لاعبون شرسون مثل إيران , أمريكا حتى الصين و روسيا .
خصوصية السكان :
سوريا , بها العديد من الطوائف و
العشائر و القبائل , و الأعراق و الديانات , فالتنوع السورى وُجد منذ قديم العصور
شاهدا على التعايش بين أهليها و المصاهرات فى بعض هذه العصور , يجيد النظام
التلاعب بالتنوع السكانى لتفتيت المعارضة و بث الخوف فى نفوسها خصوصا معارضة
الخارج .
خصوصية النظام :
النظام السورى , هو نظام عسكرى
بإمتياز , بنى على سلطة العسكر على مقدرات الدولة , ثم انتقلت هذه السلطة الى تسلط
طائفى فتسلط أسرى , بحث إمتلكت أسرة واحدة الدولة و بدأت تتوارثها . هذا النظام لم
يتورع سابقا عن سحق مدينة بانت بها بوادر ثورة لطلب الحرية فى أوائل الثمانينات فى
القرن الماضى , فكيف الأن ؟ إنه قد زج بجيشة فى مواجة السكان العزل . المقابر
الجماعية بدأت تحفر لتقُبر بها عشرات الجثث من سيعدوا مفقودين , حصار المدن ,
الاعدامات و التصفيات , خطف المناوئين و المعارضين و تعذيبهم حتى الموت , الاطفال
المعتقلين و تعذيبهم حتى الموت .
النظام السورى , لازال حتى الأن
يجد من يدعمه من الدول الغربية و دول الجوار ضد شعبه , فأيران تدعمه , و النظام
العراقى يدعمة و روسيا تدعمه و الصين تدعمه , ولا تزال نغمة الإصلاح التى نسمعها
تترد صداها لحساب النظام فى أمريكا , و أنجلترا و تركيا !!!
النظام السورى لازال قويا , كأن كل
صور و فيديوهات الموت التى تنتشر و قصص الرعب و القتل التى تتسرب الى خارج سوريا
ليست كافية لأن يتغير الرأى العام العالمى , بل لازال النظام متماسكا كأنه لم يفعل
شيئا , هل هو الدعم المعنوى الخارجى من ايران و حزب الله و النظام العراقى الان ,
أم هل هو بسبب
هشاشة موقف المعارضة ؟
أيران و النظام , حزب الله و
النظام :
لا يتوقف حزب الله و ايران عن
اصدار تصريحات و بيانات التأييد للنظام , بل تعدى الأمر الى القبض على عناصر من
حزب الله و الحرس الثورى الإيرانى فى مناطق النزاعات .
المعارضة الهشة , المهاجرة ,
المُهجرة :
المعارضة السورية فى الخارج
مواقفها ضعيفة , ضد النظام و تصريحاتها اضعف , لم تجتمع على قلب رجل واحد , لم
تستطع ان تتحد ليكون صوتها واحدا ليسمعها العالم , تصريحات هشة هنا و هناك مؤتمرات
فى عدة دول تتبعها مؤتمرات أخرى , لكن العالم لا يرى معارضة سورية موحدة فى الخارج
لتسوق قضية الداخل .
عقدة الداخل و الخارج :
كلما أتحدث مع أحد السوريين فى
الخارج يقول :" نحن سوريى الخارج لا نعلم كثيرا عن الداخل بل لسنا أهلا
للتحدث بصوت الداخل وهم يواجهون الموت كل يوم " هذا المثال المعارض , يعرض
عقدة نقص مهولة بدونية وضعه دون من بالداخل , متعذراً بانفصام المعارضة السورية
للداخل و الخارج , كأن الخارج ليس أهلا ليتحدث باسم دماء الداخل و هو المهجر
المبعد الهارب من أحكام بالإعدام و الموت و الأعتقال التعسفى لسنوات طوال , كأنه
لم ينفى لسنوات طوال بعيدا عن وطنه , أم هل نجح النظام فعلا فى الفصل بين الشعبين
, بين الشعب السورى الذى رزح بين النظام فى الداخل و الشعب المنفى الذى يعد
بالملايين هربا من اعتقال و تعذيب و إعدام و تصفية ؟
المعارضة الهشة الضعيفة , أمامها
مسئولية تاريخية لتتحد و تقاوم و تفرض نفسها على كل اللاعبين المتلاعبين فى الوضع
السورى بدءا بإيران مرورا بحزب الله و العراق و إنتهاءا بأمريكا .
الشعب المقهور المقاوم :
الشعب السورى لم يتوقف يوما عن
مقاومة النظام الطاغى و مقاومة الزبانية , ضاربا مثالا رائعا حيا فى المقاومة و
الصمود و عدم الوقوع فى أفخاخ النظام أو فى فتنة أو الاستسلام لمكائده أو الصمت و
الأستكانة و الهدوء , كلما سقط شهيد كلما أشتعل غضب الشارع أكثر و أكثر ,ولن
يتوقف هذا الشعب الجبار حتى سقوط النظام الباغى . فالشعب أدرك أن النظام
أعلن الحرب عليه . ولن يبغى إلا تروعية و قهرة و إخضاعة و إستعبادة . و الشعوب
التى أحست بالحرية لن ترضى إلا بها .
ولكن إلى متى تتوقف معارضة الخارج
عن اللعب و الحديث الجانبي و تبدأ بأخذ المواقف الحقيقي و التعامل مع الموقف
بالأمانة الأخلاقية التي ألزمها بهم الحكم التاريخي !!!!
و متى ستفرض المعارضة السورية فى
الخارج نفسها على العالم , لتتحدث و تصبحا نداً للنظام القاهر الباغى ؟ بل ستتحد
ليسمعها العالم ؟
كثر اللاعبون فى الساحة السورية ,
ولكن المعارضة السورية فى الخارج لا يزال يُتلاعب بها بين جميع الأطراف فمتى تلعب
هى دورها !!
http://www.dostor.org/opinion/11/june/25/46162
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق