قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا
أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا
أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ).
يقول شيخ الاسلام :
قوله "قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين" فإن هذه الكلمة كقوله "لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" وهي كلمة توجب براءته من عملهم وبراءتهم من عمله فإن حرف اللام في لغة العرب يدل على الاختصاص فقوله "لكم دينكم ولي دين" يدل على أنكم مختصون بدينكم لا أشرككم فيه وأنا مختص بديني لا تشركوني فيه كما قال "لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون"
ولهذا قال النبى فى "قل يا ايها الكافرون" هي براءة من الشرك وليس في هذه الآية أنه رضي بدين المشركين ولا أهل الكتاب كما يظنه بعض الملحدين ولا أنه نهى عن جهادهم كما ظنه بعض الغالطين وجعلوها منسوخة بل فيها براءته من دينهم وبراءتهم من دينه وأنه لا تضره أعمالهم ولا يجزون بعمله ولا ينفعهم
وهذا أمر محكم لا يقبل النسخ ولم يرض الرسول بدين المشركين ولا أهل الكتاب طرفة عين قط ومن زعم أنه رضي بدين الكفار واحتج بقوله تعالى "قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين"
فظن هذا الملحد أن قوله لكم دينكم ولي دين معناه أنه رضي بدين الكفار ثم قال هذه الآية منسوخة فيكون قد رضي بدين الكفار وهذا من أبين الكذب والافتراء على محمد فإنه لم يرض قط إلا بدين الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه ما رضي قط بدين الكفار لا من المشركين ولا من أهل الكتاب
وقوله لكم دينكم ولي دين لا يدل على رضاه بدينهم بل ولا على إقرارهم عليه بل يدل على براءته من دينهم ولهذا قال النبي إن هذه السورة براءة من الشرك
ونظير هذه الآية قوله تعالى "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" وكذلك قوله تعالى "فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم"
وقد يظن بعض الناس أيضا أن قوله لكم دينكم ولي دين الآية أني لا آمر بالقتال ولا أنهي عنه ولا أتعرض له بنفي ولا إثبات وإنما فيها أن دينكم لكم أنتم مختصون به وأنا بريء منه وديني لي وأنا مختص به وأنتم برآء منه وهذا أمر محكم لا يمكن نسخه بحال كما قال تعالى عن الخليل "وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين" وقد قال تعالى "وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه" وهو ما طار عنه من خير وشر وقد قال تعالى
"ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى" وقال تعالى "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" وقال تعالى "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها" بل قال تعالى لنبيه "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون" فإذا كان قد برأه الله من معصية من عصاه من أتباعه المؤمنين فكيف لا يبرئه من كفر الكافرين الذين هم أشد له معصية ومخالفة ؟ أ.هـ
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح الجزء الثانى ص 25
قوله "قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين" فإن هذه الكلمة كقوله "لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" وهي كلمة توجب براءته من عملهم وبراءتهم من عمله فإن حرف اللام في لغة العرب يدل على الاختصاص فقوله "لكم دينكم ولي دين" يدل على أنكم مختصون بدينكم لا أشرككم فيه وأنا مختص بديني لا تشركوني فيه كما قال "لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون"
ولهذا قال النبى فى "قل يا ايها الكافرون" هي براءة من الشرك وليس في هذه الآية أنه رضي بدين المشركين ولا أهل الكتاب كما يظنه بعض الملحدين ولا أنه نهى عن جهادهم كما ظنه بعض الغالطين وجعلوها منسوخة بل فيها براءته من دينهم وبراءتهم من دينه وأنه لا تضره أعمالهم ولا يجزون بعمله ولا ينفعهم
وهذا أمر محكم لا يقبل النسخ ولم يرض الرسول بدين المشركين ولا أهل الكتاب طرفة عين قط ومن زعم أنه رضي بدين الكفار واحتج بقوله تعالى "قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين"
فظن هذا الملحد أن قوله لكم دينكم ولي دين معناه أنه رضي بدين الكفار ثم قال هذه الآية منسوخة فيكون قد رضي بدين الكفار وهذا من أبين الكذب والافتراء على محمد فإنه لم يرض قط إلا بدين الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه ما رضي قط بدين الكفار لا من المشركين ولا من أهل الكتاب
وقوله لكم دينكم ولي دين لا يدل على رضاه بدينهم بل ولا على إقرارهم عليه بل يدل على براءته من دينهم ولهذا قال النبي إن هذه السورة براءة من الشرك
ونظير هذه الآية قوله تعالى "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" وكذلك قوله تعالى "فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم"
وقد يظن بعض الناس أيضا أن قوله لكم دينكم ولي دين الآية أني لا آمر بالقتال ولا أنهي عنه ولا أتعرض له بنفي ولا إثبات وإنما فيها أن دينكم لكم أنتم مختصون به وأنا بريء منه وديني لي وأنا مختص به وأنتم برآء منه وهذا أمر محكم لا يمكن نسخه بحال كما قال تعالى عن الخليل "وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين" وقد قال تعالى "وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه" وهو ما طار عنه من خير وشر وقد قال تعالى
"ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى" وقال تعالى "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" وقال تعالى "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها" بل قال تعالى لنبيه "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون" فإذا كان قد برأه الله من معصية من عصاه من أتباعه المؤمنين فكيف لا يبرئه من كفر الكافرين الذين هم أشد له معصية ومخالفة ؟ أ.هـ
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح الجزء الثانى ص 25
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق