16 مارس 2012

لماذا يحارب السلفيون الشيخ حازم أبواسماعيل؟؟؟!!!







لماذا يُحاربونَه ؟!
بقلم :د طارق عبد الحليم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
 لا أدرى ما الذي يحدث على الساحة الإسلامية؟ خيانة؟ عمالة؟ مداهنة؟ صفقات مشبوهة؟ كبرٌ؟ حسدٌ؟ تشابكت الأهواء، وتناثرت المطامع، وإختلفت النوايا، وصار من عرفنا من صاحب حق، على باطل، ومن عرفنا من أصحاب الباطل أشدّ إيغالاً فيه. أمور لا تمت من قريب ولا من بعيدٍ للإسلام، ولا للفضيلة ولا للحق ولا للعدل.
ونحن هنا لا نتحدث عن الإخوان، فهؤلاء فصيل محسوب على التيار الإسلامي،   وما هومنه في شئ. إنما هي، كما سنظل نذكرالقارئ، أنها جماعة وطنية حزبية ليبرالية، تحمل إسما إسلامياً وهوى وفدياً. هؤلاء سيدعمون من يدعم العسكر، لولايتهم لهم، وإيفاءً بعقد "كامب سليمان".
 السؤال الذي لا يجدإجابة منطقية، تحمل أي رائحة براءة واستقامة، هو: لماذا يحارب السلفيون حازم أبو اسماعيل؟ ما الإحَن والضغائن التي يحملها محمد عبد المقصود وياسر برهاميّ للرجل؟
  أما محمد حسان، فقد انكشف أمره وانفضح ستره، فهو حبيب وأخ قريب لأمن الدولة، أثبتها مرة تلو الأخرى، وهو حريص على ماله أكثر من حرصه على عياله. فما الذي يدفع عبد المقصود وبرهامي إلى هذا الموقف من الرجل؟
 إن استخدمنا منهج العقل وطريقة المنطق، لم نجد إلا إجابات قليلة محتملة، أحلاها أمر من العلقم. إنّ حازماً قد أعلن أنه سيطبق الشريعة الإسلامية من أول يوم ظهرفيه، وقال أن الدولةالتي سيحكمها ستتقيد بالحلال والحرام، وفند كل عارضه في هذا كعمرو أديب وأضرابه من مهرجى الإعلام. وأوضح أنّ هذا أمر لا فصال فيه. كما أنه رجلٌ قد عُرف بالسلفية الفكرية وبالطريقة السوية في النظر، إلى جانب الأمانة وطهارة اليد والرؤية الواضحة، خلاف من يسمونهم بمرشحى التيار الإسلاميّ الآخرين.
 محمد العوا، رجل ثعبانٌ يتلوّن بلون البيئة المحيطة،عرفت عنه أقوالٌ لا تمت بالإسلام السني بسبب، منها قوله بالمواطنة، والحداثة، وحق القبط والمرأة في تولى الإمامة العامة، ومناصرة الشيعة الرافضة وضرورة تجديد الخطاب الإسلامي، بما يعنى تبديله. ومن شاء أن يرجع إلى مقالاتنا عنه، ففيها الكثير من بيان مذهب الرجل المخلط (على سبيل المثال .. 
 أما عبد المنعم أبو الفتوح، فهو إخوانيّ حتى النخاع، مع زيادة أنه يريد أن يكون رئيساً. ولنتصور إذن ذلك الأداء، بل الداء، البرلمانيّ الذي يقوم به الإخوان، كي نتصور حجم الكارثة إن حملنا واحداً منهم إلى الرئاسة، وإن اختلف معهم في جزئية ترشيحه، إنما أفكاره وتوجهاته الليبرالية الوفدية، غخوانية القلب والقالب.
 ثم، ذلك القزم الأخير، باسم خفاجى، الذى خرج علينا من حيث لا يدرى أحد، يمثل دور السلفيّ، يعلم الله أن ليس له من السلفية نصيب. سبحان الله، فليرجع القارئ إلى ما يسميه مقالات، هي على ضعفها اللغوى، وتهافتها الفكريّ، لا تحمل منهجاً محدداً يمكن للمرء أن يؤاخذالرجل عليه، بل هو يضرب في كل واد، وينفخ تحت كل رماد. والرجل لم يكن له منهجٌ في حياته أبداً، بل هو معروف لدى من عاشره سواءً في أمريكا، أو حين تعامله مع المنتدى الإسلامي بلندن، بالنفعية والفهلوة، ولهذا ابعده المنتدى الإسلامي بلندن عن مركزه في القاهرة. بل والأدهى أنه قد ارتكب عملية سطو على مال مجموعة من المستثمرين في أمريكا أيام كان مديراًتنفيذياً لمنظمة IANA  ، والقصة قد نشرناها في تحليلات إخبارية، ولدينا عليها الشهود العدول، وسنقيم على الرجل دعوى قضائية لتضليله الرأي العام.
 كيف إذن، وبأي داعٍ معقول أو منقول، يتنكر هؤلاء المتنكرين لدعم حازم أبو إسماعيل؟ لحساب وسطيّ حليق محبّ للشيعة، أو إخواني متحرر، أو مجهولٌ ملوث السمعة؟
 قد يكون السبب هو تلك العلاقة العائلية الوثيقة بين محمد عبد المقصود وبين بعض رجال أمن الدولة، وبين برهاميّ وبينهم. وهي علاقات يُحبُ أتباع هؤلاء أن يتغافلوا عنها، إذ إن الوعي بها سيسقط رموزهم التي ظلوا عليها عاكفين. وقد يكون السبب الحسد، وهو داءٌ خفيّ عضالٌ، إذ كيف يتأتى لذى لحية سنيّ سلفيّ أن يكون الأعلى في مصر؟ وأين يضعهم ذلك؟ أيرضون أن يحسبوا رقم 2، في حسابات الأتباع؟ هل يرضى فقيه مصر، وحكيمها عبد المقصود، أن يرى رئيسه سلفيّ ملتحٍ، غير نفسه؟ وقد يكون السبب مركباً من هذين السّببين، وهو الغالب في حالتنا هذه.
 أتصل خيانة دين الله،بسبب أخ أو قريب في أمن الدولة، أوبسبب حسد وخشية فقد أتباع، إلى حد أن يعرقلوا أن يصل شيخ جليل كحازم، صاحب رؤية إسلامية أصفى من كل من عداه على الساحة، ليحكم بين الناس بما أراه الله؟
تحجّجوا بأن الشيخ لم يجزم بتطبيق الشريعة مباشرة! وهل سيطبقها أبو الفتوح مباشرة؟وهل سيطبقها العوا أصلاً؟ وهل يعرفها باسم خفاجى إبتداءً؟ ثم إن تطبيق الشريعة عملياً بشكل متكاملٍ لايتم إلابتحقق شروط وإنتفاء موانع في بعض جوانبها، وهوأمرٌ معروف لمن له أدنى علم بالشرع وأصوله. ولكنّ مبدأ التطبيق يجب أن يستقر على الفور، وان يُطبق منها ما يمكن فوراً، دون تلكإ أو تحجج، ودون أن يكون لمؤثرات الخارجية أيّ دخلٍ في قراراتنا الداخلية الخاصة بشرعنا الحنيف. هذا ما أقره حازم ابو إسماعيل. لكنّ برهامي يطالب بجدولٍ زمنيّ! وكأنه يتحدث عن مشروع مقاولات عقارية! مجرد سخفٍ وتحججٍ واضح لا شك فيه.  الأمر إذن لا ريب فيه. هوى وحسد وعلاقات مريبة بالنظام الفاسد. لا والله لا يخرج عن هذا. لهذا يحاربونه .. وهم يعلمون أنهم يحاربون الفرصة الأفضل في تحقيق ما يسعى اليه المسلمون من إقامة دولة ترعى حُدود الله وتُعظّم حرماته. ثم هم يعيشون ويسعون بين الناس، بل ويتشدقون بالحديث في دين الله، وهم يحملون هذا الخَبَثَ بين جنباتهم.  إلى هؤلاء أتوجّه .. ارتفعوا إلى مستوى الأحداث. أزيلوا هذه الضغائن وضعوها جانباً، فالأمر أمر أمة كاملة. لا تخدعوا تابعيكم الذين يظنون أنكم على حق، ويتلقفون كلماتكم وكأنها وحيٌّ مُنزل، فذنبهم في رِقابكم. وإن لم تقهروا شياطينكم، فإن الله غالبٌ على أمره، وتبقى كلماته لكم "نستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" مُسلطة على رقابكم ما حَييتم، فلستم أبناء الله وأحباؤه.
 ثم لا يزين لكم شياطينكم أن الأمر بايديكم. لا والله، فإن حازماً سيظهرإن شاء الله بكم أو بدونكم، لا لشخصه، بل لما يُمثله لهذا الدين، في هذا الوقت الفارق. وإنى والله لا أعرف الرجل شخصياً، ولا أعرف إن كنا سنتلاقى في يومٍ قبل أن يحين حيني، لكنى اسمع كلامه فألمس الصدق والإخلاص والرغبة في الإصلاح ما استطاع.
 والمعركة مع الباطل مستمرة قائمة إلى يوم الدين، وهذه الإنتخابات التى لا نرى فيها إلا لعبة شيطانية يقصد بها إلهاء الناس عن طريق التغيير الحقيقي الوحيد، ليست هي الكلمة الأخيرة في هذا الأمر. بل إن للدين، من بعد ربه القاهر القادر، قومٌ يحمونه، وشبابٌ يحرسونه، ولن يكون فاروق سلطان ولا حسين طنطاوى ولا محمد بديع ومحمد عبد المقصود وياسر برهامي مانعوه من دينه، مهما علا باطلهم وفشا زيفهم.
 لا تحاربوه .. بل إنصروه وعزّروه وأيدوه، فإنكم إذن تنصرون دينكم .. هداكم الله

ليست هناك تعليقات: