مذبحة حماة 1982
لجان حقوق الإنسان والإحصائيات الرسمية تقول بأن ما بين 30 إلى 40 ألف مسلم تم قتلهم خلال شهر واحد ، في حين يتحدث أهالي حماة وكبار شيوخهم عن استشهاد أكثر من 80 ألف مسلم ما بين طفل وامرأة وشيخ وشاب ، إذ لن تجد عائلة حموية واحدة سلمت من البطش النصيري
حدثت في شهر واحد فقط ، في ذروة البرد القارص والصقيع الذي تعرفه بلاد الشام في فصل الشتاء .
منفذي هذه الجريمة هم الوحدات الخاصة وقوات الأمن والطوارئ التابعة للجيش السوري .. هو نفسه الجيش الذي يتولى مهمة حراسة حدود دولة الكيان اليهودي
نساء مسلمات عفيفات طاهرات انتُهكت أعراضهن تحت التهديد أمام أزواجهن ، وأطفال في عمر الزهور تم قتلهم أمام آبائهم ، وإطلاق الرصاص على كل مسلم موحد كان أمام مرمى نيران الجيش السوري في شوارع المدينة ..!!
دخلت قوات الأمن الخاصة لتقتحم البيوت وتنهب أموالها وتختطف النساء والأطفال والشباب .. شاحنات عملاقة لم تعد تتسع لحمل الأسرى والمعتقلين .. السجون كانت تستغيث من الازدحام .. ومدينة حماة أصبحت مدينة أشباح .. الدماء تسيل كالأنهار على الطرقات والأزقة وداخل البيوت .. ورائحة شواء اللحم البشري كانت تفوح في معظم أنحاء المدينة ، الجثث متفحمة .. والقتلى الأبرياء بعشرات الآلاف .. حتى أصبحت المدينة مقبرة جماعية بأكملها .. وقد حرص النظام السوري المجرم ألا يخرج من هذه المجزرة جريح واحد .. فقاموا بقتل كل جريح ومصاب ومريض .. وأول من تم قتلهم في الأسبوع الأول هم المشايخ الدعاة وأئمة المساجد والخطباء والعلماء والأطباء والمهندسين وطلاب المدارس والجامعات لكي لا يكون في المدينة أحد من أصحاب الكفاءات والمعلمين وطلاب العلم .
الدكاكين والبيوت والمساجد والمدارس أصبحت مكاناً لتنفيذ عمليات القتل الجماعي والمذابح المروعة .. انتهت المجزرة ولم يعد للمدينة أي أثر على الخريطة الطبيعية ، كانت أمطار الشتاء تطفئ بعض النيران التي التهمت المدينة ، ومن نجا من هذه المجزرة كان مكتوباً عليه أن يعيش كي يروي ما حدث للأجيال القادمة .. ولم يكتفوا بسرقة متحف حماة القديم ، بل أحرقوه ودمّروه ليعبّروا عن حقدهم اللئيم على كل ما يتعلق بهذه المدينة المجاهدة وتاريخها الحضاري.
لم يعد في المدينة بعد انتهاء المجزرة كثير من الرجال و الشباب .. أكثر من نجا هم من النساء .. انسحبت قوات الجيش من المدينة بعد أن وزعت منشورات مكتوب عليها : " يسقط الله ويحيا الأسد " !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق