الغزو
الشيعي لمصر – 18 -
لم يعد الموت يرعبنا ....
لقد كسرنا جليد الخوف........
لم يعد النظام السوري يستطيع الحد من قدرتنا وسنتحدى كل إرهاب النظام واستبداد القوى الأمنية وفرق الموت التي تمارس أبشع الممارسات بحق شعب أعزل ...
سنتحدى كل جبروت السلاح والعتاد الذي تملكه أجهزت النظام .........
وسنصمد برغم القتل والبطش والاعتقال والاحتلال والاغتيال الذي يقوم بها النظام...........
كلمات نطق بها لسان حال الملايين المحتشدة في ساحات التظاهرات في سوريا الجامع الاموي سوريا الخير وهي تؤكد ان النظام العلوي النصيري الى الهاوية وانه وصل طريق اللاعودة .
فالثورة السورية بحسب المراقبين للشان العربي هي ام الثورات العربية من المحيط الى الخليج لان اي تغيير في ملامح النظام السوري سيغير ببساطة معادلة التوازنات في الشرق الاوسط وربما ستتغير انظمة على اثرها .
والوضع في سوريا مختلف عن بقية الدول وذلك لوجود عدة طوائف في التركيبة السكانية وهو ما يحاول النظام أن يتلاعب به بشكل مستمر من خلال تخويف العلويين الشيعة من السنة والأكراد من العرب .
كل تلك الامور كانت حاضرة في عقول اصحاب معادلة القوى المنقسمين الى فصيلين رئيسيين متضادين
· الاول عربي ومعه دول الخليج واغلب دول المحيط والمجتمع الدولي .
· الثاني سوري ومعه ايران وحزب الله والعراق واحيانا روسيا والصين .
والاختلاف في هاذين الفصيلين المتضادين مذهبيا وسياسيا له مبرراته ودواعيه وانطلاقا من معادلة القوى اعلاه وضعت سوريا خطة لانهاء الثورة بمساعدة حلفاءها خطة (عسكرية واقتصادية وسياسية) خارجيا وداخليا .
وسنركز هنا على الوضع الداخلي فاعتمد النظام في الداخل السوري على عدة محاور لعل اهمها :
- المحور الاقتصادي (المتمثل بحملات تجويع للشعب، قطع لطرق المواصلات وخطوط الهاتف وامدادات الطعام وقطع المياه وحصار للمدن وقطع للوقود والغاز ) .
- المحور العسكري (المتمثل باستخدام ما يقارب 3000 دبابة وبوارج حربية وناقلات جند ومدرعات وأكثر من 120 ألف جندي لقتل الشعب ).
لكن وبحسب مراقبين فان الشعب السوري يبدي اصرارا عجيبا في مواجه النظام اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وبالمقابل ينفد صبر النظام وتنهار قواه يوما بعد يوم مما اضطره الى استدعاء حلفاءه في ايران وحزب الله وشيعة العراق والكل اتفق على الحفاظ على المكتسبات الشيعية في المنطقة .
الركن الاول : العلويون
عُرفت الطائفة العلوية تاريخيا بالنصيرية النميرية، واشتهرت حديثا (في القرن الميلادي العشرين) بطائفة العلويين. نشأت في القرن الثالث الهجري نتيجة انقسامات في تاريخ الشيعة، وتعود تسميتها بالنصيرية النميرية، إلى مؤسسها (أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري) الذي توفي عام 270 هـ (884م)، وقد زعم –بعد ما يُعرف لدى الشيعة باختفاء الإمام محمد المهدي الثاني عشر في السلسلة الجعفرية- أنّه هو (ابن نصير) يمثل "الباب إلى السرداب" الموصل إلى الإمام الحسن العسكري، الحادي عشر في السلسلة نفسها. وادّعى النبوة لاحقا وتابعه ورثته وأضافوا تعاليم عديدة لحركته.
ويؤكّد علماء الإسلام المعتبرون، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، أنّ هذه التعاليم تُخرج من يعتنقها من دائرة الإسلام. واستقر النصيريون في جبال اللاذقية في الدرجة الأولى، والتي تعرف اليوم بجبال العلويين. وما تزال معتقدات الطائفة سريّة، ومن يتحدّث عنها يستند بالدرجة الأولى إلى كتاب عنوانه (الباكورة السليمانية) أّلّفه أحد مشايخ العلويين وكان اسمه سليمان، واعتنق النصرانية قبل ذلك، وقيل إنّه أعْدم بسبب كشف أسرار الطائفة حرقا بالنار.
وقد واجه النصيريون قديما الاتهام بتقديم العون للغزو المغولي، فغزاهم الظاهر بيبرس بعد معركة عين جالوت (666هـ و1268م) وقضى على معاقلهم ونفوذهم في الساحل السوري.
كما واجهوا حديثا الاتهام بتقديم العون للاستعمار الفرنسي، الذي سعى للاعتماد على الأقليات من جهة، وعلى سياسة التجزئة والتفرقة من جهة أخرى. ولعب ذلك دوره في ارتفاع عدد العلويين في الجيش في عهد الاستعمار الفرنسي ارتفاعا ملحوظا. وفي عهده ظهرت تسميتهم بالعلويين، وقد أقدم في إطار تجزئة الأراضي السورية على إنشاء "دولة العلويين"، فبقيت بين عامي 1920 و1936م، وانتهت مع الشروع في مفاوضات الاستقلال، رغم احتجاجهم في رسالة وقّعها "إبراهيم الكنج" وخمسة آخرون من زعمائهم يوم 11 يونيو/ حزيران 1936.
وبحسب اخر احصائية للحكومة السورية سنة 2003 الخاص بالتركيبة السكانية فان نسبة العلويين تتراوح بين (8 الى 9 %) وبقية الطوائف كانت :
70 % من السنة (العرب) و8% من السنّة (الأكراد) وأقل من 1% من السنّة (الشركس).
1% من الشيعة (العرب وسواهم).
8 إلى 9% من العلويين (العرب).
2 إلى 3% من الدروز (العرب).
8% من المسيحيين (العرب الأرثوذكس في الدرجة الأولى).
أقل من 1% من أقليات أخرى كاليزيدية والإسماعيلية ومنها عدة آلاف من اليهود.
وتشير تقارير سرية ان اغلب ضباط الجيش المراتب العليا ووحدات من الشرطة السرية يهيمن عليها ضباط ينتمون للطائفة العلوية ويعامل العلويون معاملة مميزة في الوظائف الحكومية والأمنية .
ومع اتساع نطاق التظاهرات بدأ اعتماد الرئيس بشار الأسد يتزايد على قاعدة دعمه للطائفة العلوية لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي تمثل أجرأ تحد لحكم عائلة الأسد لسورية الممتد منذ 41 عاما.
الى ذلك كشف عضو الجبهة الاسلامية لدعم الثورة السورية الدكتور سعد عثمان (من معارضى الداخل السوري) النقاب عن أن نظام الرئيس بشار الأسد يخطط لاشعال حرب طائفية فى سوريا اذا ما شعر بقرب نهاية نظامه، قائلا انه وردت اليه معلومات تفيد أنه تجرى حاليا عملية تسليح لأفراد الطائفة العلوية التى ينتمى اليها الأسد فى القرى التى يقطنون فيها تحقيقا لهذا الغرض.
كما أفاد معارضون آخرون أنهم شاهدوا بأعينهم فى مدينة أدلب السورية ضباطا ايرانيين، من القوات المعروفة باسم قوات الباسيج، مما يؤكد مشاركة الايرانيين لنظام الأسد فى قمع المواطنين السوريين ودعمهم اياه.
الى ذلك اكد شهود عيان ان عناصر الجيش قامت بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس لتواجه التظاهرات .
وقال شاهد عيان “انهم يستهدفون السنة. يؤسفني أن أقول ان الدعاية التي يروجها الاسد بان العلويين لن يتمكنوا من البقاء اذا أطيح به تجد استجابة بين جيراننا العلويين رغم ان المظاهرات كانت تطالب بالحرية والوحدة بغض النظر عن الطائفة.”
الركن الثاني : جيش المهدي
مليشيا شيعية مسلحة تأسست في تموز 2003 بقيادة الشاب المتشدد مقتدى الصدر وتحول جيش المهدي , الى فرق موت تتابع اهل السنة , من خلال سيطرة الصدريين على الوزارات الخدمية مثل النقل , والصحة , ومن خلال وجودهم الكثيف في قوات حماية المنشات , لتتحول المناطق السنية الى اهداف دائمة , كما تحولت المستشفيات والدوائر الحكومية الى مصائد لاهل السنة .
وأن جيش المهدي مكون من تركيبة تحتوي على عناصر مدربة في إيران وعناصر أخرى غير منظمة من أصحاب السوابق والمجرمين الخارجين من السجون وعناصر أخرى من أصحاب الأهواء والغايات يجمعها الانتماء إلى الطائفة الشيعية.
وبلغ نشاط جيش المهدي الاجرامي , ذروته في حكومة الجعفري الذي تحالف مع الصدريين لدعم موقفه الضعيف , وكانت الايام التي تلت جريمة تفجير سامراء الاولى شباط 2006 , شهدت انتشارا واسعا لجيش المهدي , رافقه انسحاب القوات الامريكية من الشوارع , وتعاون القوات الحكومية (المغاوير بالدرجة الاولى) في حرق مساجد اهل السنة او غصبها وقتل المصلين وائمة الجوامع ومن يقع بايديهم من اهل السنة , في السيطرات الوهمية التي تنتشر في انحاء كثيرة من بغداد .
انخرط جيش المهدي في عملية تهجير اهل السنة بشكل واسع , وكان واضحا ان الكثير من افراده يعملون لحساب اكثر من جهة , وقد استفاد المجلس الاعلى من ذلك , لشراء خدمات هؤلاء في تنفيذ عمليات القتل الواسعة في بغداد .
واكدت مصادر استخباراتية وصحفية متطابقة ان الشاب المتشدد مقتدى الصدر قدر ارسل اكثر من 4500 مقاتل بعلم الحكومة العراقية الى سوريا .
وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة كويتية أن المجلس الوطني السوري اتهم زعيم التيار الصدري الشاب المتشدد مقتدى الصدر بإرسال مقاتلين إلى سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، مطالباً بفتح تحقيق بهذه المعلومات، في وقت نفت الحكومة العراقية الامر مؤكدة وقوف العراق على الحياد.
وقال عضو الامانة العامة عماد الدين رشيد في خبر نقلته صحيفة "الرأي" الكويتية، ان هناك "تقارير تشير الى ان 100 حافلة محملة بما لا يقل عن 4500 مسلح من الميليشيات التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وصلت الى الحدود السورية برفقة الجيش العراقي وعبرت الحدود من دون تفتيش واتجهت نحو مدينة دير الزور".
وطالب رشيد بـ"فتح تحقيق في هذه المعلومات"، لافتاً الى ان "شهود عيان أكدوا لأوساط المعارضة السورية انهم رأوا الحافلات التي أقلت المسلحين".
الى ذلك اعلن المجلس الوطني السوري عن رصد عبور مائة حافلة مليئة بالمقاتلين من العراق الي سوريا الأسبوع الماضي وسط تقارير عن دعم ايراني لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكان زعيم التيار الصدري حذر في بيان له، من فراغ السلطة في سوريا، معتبراً أن "هناك فرقاً كبيراً بين ما يجرى فيها، وبين الثورات العربية الأخرى"، داعياً الشعب السوري إلى "تحرير الجولان وعدم زج البلاد في حروب أهلية".
واكدت تقارير ميدانية من سوريا ان العمليات الاجرامية التي فعلها جيش المهدي بسنة العراق ذاتها تكررت وبنفس السيناريو في سوريا ومنها :-
- عمليات الاختطاف والقتل ثم الرمي في المزابل باتت حالة مؤلوفة لدى سنة سوريا وهي طريقة عرف بها افراد جيش المهدي .
- أشكال التنكيل وألوان العذاب التي يذوقها الشباب السوري في المعتقلات وفروع الأمن في سوريا نسخة مشابهة إلى حد كبير لما حصل في معتقلات وزارة الداخلية والتي كشف الأميركان عن بعضها كمعتقل الجادرية (تشرين الثاني/نوفمبر 2005)، وقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب منذ منتصف شهر آذار/ مارس بلغ 71 شهيداً، ويكفي تعامل الأجهزة الأمنية مع الطفلين حمزة الخطيب وثامر الشرعي للوقوف على ما يخفى عن الأبصار في المعتقلات السورية .
- استهداف المساجد: ولم يختلف الحال في استهداف المساجد بالقصف والحرق وقتل المصلين واعتقالهم، وقد شاهد العالم بأسره كيف تهدم الجزء العلوي لمئذنة جامع "عثمان بن عفان" في مدينة دير الزور، وهو مشهد مماثل لما وقع لمئذنة جامع "فتاح باشا" في منطقة البياع في كرخ بغداد عام 2007.
الركن الثالث : حزب الله
تأسَّس حزب الله الشيعي في لبنان عام 1982 م، ولكنه دخل معترك السياسة عام 1985 م وقد ولد هذا الحزب من رحم حركة أمل الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران.
وقد تسمى بدايةً باسم أمّه (حركة أمل الشيعية) فتسمّى بـ(أمل الإسلامية) رغبةً في توسيع نطاقه ليشمل الأمّة الإسلامية، لأن دور حركة أمل اقتصر على النطاق الشيعي السياسي اللبناني، وتكون (أمل الإسلامية) هي من يتولّى نشر التشيّع في لبنان والعالم الإسلامي، وأخذ صورة المناضل المقاوم الذي يحمل همّ الدفاع عن الأمّة وحماية مقدّساتها.
ونظراً لما اقترنت به (حركة أمل الشيعية) من أعمال وحشية وجرائم بشعة لا تخوّل وليدها (أمل الإسلامية) من استلام مهام الدفاع عن الأمة، وخشيةً من هذا فقد كُوّن حزبٌ جديد، وهو ما يُعرف اليوم بـ«حزب الله»
وبعد تغيير الاسم؛ تُلمَّع الشخصيات ويصنع الإعلام أبطالاً وهميين لقتلة الأمس، وسفّاحي صبرا وشاتيلا، وبرج البراجنة، فكيف يكون هؤلاء هم المجاهدين الفاتحين اليوم!!
وفيما يخص الوضع السوري وعلاقته بحزب الله فقد أعلنت لجنة تابعة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن إيران و"حزب الله" متورّطان في قتل الجنود السوريين الرافضين لإطلاق النار على المتظاهرين، حسب ما نقلت الإذاعة الفرنسية.
وأعلنت اللجنة أنها ستنشر تقريراً مفصلاً من 20 صفحة في الأيام القادمة، يشتمل على صور وشهادات لاجئين وجنود منشقين عن النظام السوري، موجودون الآن على الحدود التركية.
ويؤكد التقرير أن الجنود السوريين الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين قتلوا بعد اعتقالهم على يد عناصر تنتمي إلى "حزب الله" أو قوات إيرانية تابعة للحرس الثوري الموجودين في سوريا لمساعدة النظام السوري في قمعه للمتظاهرين.
ويعد هذا التقرير الأول من نوعه الذي يتهم إيران و"حزب الله" علناً بتورطهما في إعدام الجنود السوريين، الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين من أبناء شعبهم.
وكانت مصادر غربية أكدت سابقاً تورّط إيران و"حزب الله" في قمع المتظاهرين السوريين ولكن "حزب الله" وإيران رفضا الاتهام.
وأكد شهود عيان مشاركة عناصر إيرانية ومن "حزب الله" اللبناني في قمع المتظاهرين في سورية. ونقلت قناة "بي بي سي" عن الشاهد عباس أحمد من درعا أن "الأمن المركزي السوري في المدينة أتى بسيارات مليئة برجال إيرانيين وعناصر من حزب الله لقمع المتظاهرين", مضيفاً "الكل في درعا يصرخ "إيران برا", وهناك كتابات إيرانية على جدران المسجد العمري وعلى الجدران, بالإضافة إلى أنَّ هناك من مزق القرآن الكريم".
من جهته, أكد الشاهد عمر المصري أنَّ "الناس توجهت إلى ساحة في درعا بالرايات البيضاء, وعند وصولهم بدأت نيران القناصة عليهم, فصعد المتظاهرون إلى بناء يوجد قناصة على سطحه وأسروا خمسة منهم, إلا أن القتلى كثيرون وهم لا يزالون في الأرض", مشيراً إلى أنَّه "تم الإمساك بعناصر يلبسون ثياباً سوداء اللون في المسجد العمري, ويتكلمون الإيرانية لا العربية".
من كل ماسبق نستطيع القول ان الحكومات الشيعية استفادت من الربيع العربي لغاية وصوله إلى سوريا لأن إيران ومن ورائها محور التشيع العراق وحزب الله وسوريا كانت تسعى لنيل الفضل في انتفاضتي تونس ومصر باعتبارهما إلهاما من ثورتها الإسلامية عام 1979، إلا أن الحالة السورية قد فرضت صياغة رواية جديدة تُفسر سبب الخطر الذي يتهدد أقرب حلفائها العرب بفعل هذه الهبة الشعبية الأصيلة.
فكل الاطراف القائمة في ثلاثية التشيع ترى ان بقاء سوريا قوية سيحفظ لايران الام مكانتها وسيعطي للتشيع زخمه ودوره في نصرة القضايا الشيعية واستخدام اكبر قدر ممكن من اوراق المساومة الدولية سعيا منها لبناء الامة الشيعية كما يسمونها والكل اتفق على الحفاظ على المكتسبات الشيعية في المنطقة .
عُرفت الطائفة العلوية تاريخيا بالنصيرية النميرية، واشتهرت حديثا (في القرن الميلادي العشرين) بطائفة العلويين. نشأت في القرن الثالث الهجري نتيجة انقسامات في تاريخ الشيعة، وتعود تسميتها بالنصيرية النميرية، إلى مؤسسها (أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري) الذي توفي عام 270 هـ (884م)، وقد زعم –بعد ما يُعرف لدى الشيعة باختفاء الإمام محمد المهدي الثاني عشر في السلسلة الجعفرية- أنّه هو (ابن نصير) يمثل "الباب إلى السرداب" الموصل إلى الإمام الحسن العسكري، الحادي عشر في السلسلة نفسها. وادّعى النبوة لاحقا وتابعه ورثته وأضافوا تعاليم عديدة لحركته.
ويؤكّد علماء الإسلام المعتبرون، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، أنّ هذه التعاليم تُخرج من يعتنقها من دائرة الإسلام. واستقر النصيريون في جبال اللاذقية في الدرجة الأولى، والتي تعرف اليوم بجبال العلويين. وما تزال معتقدات الطائفة سريّة، ومن يتحدّث عنها يستند بالدرجة الأولى إلى كتاب عنوانه (الباكورة السليمانية) أّلّفه أحد مشايخ العلويين وكان اسمه سليمان، واعتنق النصرانية قبل ذلك، وقيل إنّه أعْدم بسبب كشف أسرار الطائفة حرقا بالنار.
وقد واجه النصيريون قديما الاتهام بتقديم العون للغزو المغولي، فغزاهم الظاهر بيبرس بعد معركة عين جالوت (666هـ و1268م) وقضى على معاقلهم ونفوذهم في الساحل السوري.
كما واجهوا حديثا الاتهام بتقديم العون للاستعمار الفرنسي، الذي سعى للاعتماد على الأقليات من جهة، وعلى سياسة التجزئة والتفرقة من جهة أخرى. ولعب ذلك دوره في ارتفاع عدد العلويين في الجيش في عهد الاستعمار الفرنسي ارتفاعا ملحوظا. وفي عهده ظهرت تسميتهم بالعلويين، وقد أقدم في إطار تجزئة الأراضي السورية على إنشاء "دولة العلويين"، فبقيت بين عامي 1920 و1936م، وانتهت مع الشروع في مفاوضات الاستقلال، رغم احتجاجهم في رسالة وقّعها "إبراهيم الكنج" وخمسة آخرون من زعمائهم يوم 11 يونيو/ حزيران 1936.
وبحسب اخر احصائية للحكومة السورية سنة 2003 الخاص بالتركيبة السكانية فان نسبة العلويين تتراوح بين (8 الى 9 %) وبقية الطوائف كانت :
70 % من السنة (العرب) و8% من السنّة (الأكراد) وأقل من 1% من السنّة (الشركس).
1% من الشيعة (العرب وسواهم).
8 إلى 9% من العلويين (العرب).
2 إلى 3% من الدروز (العرب).
8% من المسيحيين (العرب الأرثوذكس في الدرجة الأولى).
أقل من 1% من أقليات أخرى كاليزيدية والإسماعيلية ومنها عدة آلاف من اليهود.
وتشير تقارير سرية ان اغلب ضباط الجيش المراتب العليا ووحدات من الشرطة السرية يهيمن عليها ضباط ينتمون للطائفة العلوية ويعامل العلويون معاملة مميزة في الوظائف الحكومية والأمنية .
ومع اتساع نطاق التظاهرات بدأ اعتماد الرئيس بشار الأسد يتزايد على قاعدة دعمه للطائفة العلوية لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي تمثل أجرأ تحد لحكم عائلة الأسد لسورية الممتد منذ 41 عاما.
الى ذلك كشف عضو الجبهة الاسلامية لدعم الثورة السورية الدكتور سعد عثمان (من معارضى الداخل السوري) النقاب عن أن نظام الرئيس بشار الأسد يخطط لاشعال حرب طائفية فى سوريا اذا ما شعر بقرب نهاية نظامه، قائلا انه وردت اليه معلومات تفيد أنه تجرى حاليا عملية تسليح لأفراد الطائفة العلوية التى ينتمى اليها الأسد فى القرى التى يقطنون فيها تحقيقا لهذا الغرض.
كما أفاد معارضون آخرون أنهم شاهدوا بأعينهم فى مدينة أدلب السورية ضباطا ايرانيين، من القوات المعروفة باسم قوات الباسيج، مما يؤكد مشاركة الايرانيين لنظام الأسد فى قمع المواطنين السوريين ودعمهم اياه.
الى ذلك اكد شهود عيان ان عناصر الجيش قامت بتسليح القرى التي يقطنها علويون في التلال المطلة على بانياس لتواجه التظاهرات .
وقال شاهد عيان “انهم يستهدفون السنة. يؤسفني أن أقول ان الدعاية التي يروجها الاسد بان العلويين لن يتمكنوا من البقاء اذا أطيح به تجد استجابة بين جيراننا العلويين رغم ان المظاهرات كانت تطالب بالحرية والوحدة بغض النظر عن الطائفة.”
الركن الثاني : جيش المهدي
مليشيا شيعية مسلحة تأسست في تموز 2003 بقيادة الشاب المتشدد مقتدى الصدر وتحول جيش المهدي , الى فرق موت تتابع اهل السنة , من خلال سيطرة الصدريين على الوزارات الخدمية مثل النقل , والصحة , ومن خلال وجودهم الكثيف في قوات حماية المنشات , لتتحول المناطق السنية الى اهداف دائمة , كما تحولت المستشفيات والدوائر الحكومية الى مصائد لاهل السنة .
وأن جيش المهدي مكون من تركيبة تحتوي على عناصر مدربة في إيران وعناصر أخرى غير منظمة من أصحاب السوابق والمجرمين الخارجين من السجون وعناصر أخرى من أصحاب الأهواء والغايات يجمعها الانتماء إلى الطائفة الشيعية.
وبلغ نشاط جيش المهدي الاجرامي , ذروته في حكومة الجعفري الذي تحالف مع الصدريين لدعم موقفه الضعيف , وكانت الايام التي تلت جريمة تفجير سامراء الاولى شباط 2006 , شهدت انتشارا واسعا لجيش المهدي , رافقه انسحاب القوات الامريكية من الشوارع , وتعاون القوات الحكومية (المغاوير بالدرجة الاولى) في حرق مساجد اهل السنة او غصبها وقتل المصلين وائمة الجوامع ومن يقع بايديهم من اهل السنة , في السيطرات الوهمية التي تنتشر في انحاء كثيرة من بغداد .
انخرط جيش المهدي في عملية تهجير اهل السنة بشكل واسع , وكان واضحا ان الكثير من افراده يعملون لحساب اكثر من جهة , وقد استفاد المجلس الاعلى من ذلك , لشراء خدمات هؤلاء في تنفيذ عمليات القتل الواسعة في بغداد .
واكدت مصادر استخباراتية وصحفية متطابقة ان الشاب المتشدد مقتدى الصدر قدر ارسل اكثر من 4500 مقاتل بعلم الحكومة العراقية الى سوريا .
وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة كويتية أن المجلس الوطني السوري اتهم زعيم التيار الصدري الشاب المتشدد مقتدى الصدر بإرسال مقاتلين إلى سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، مطالباً بفتح تحقيق بهذه المعلومات، في وقت نفت الحكومة العراقية الامر مؤكدة وقوف العراق على الحياد.
وقال عضو الامانة العامة عماد الدين رشيد في خبر نقلته صحيفة "الرأي" الكويتية، ان هناك "تقارير تشير الى ان 100 حافلة محملة بما لا يقل عن 4500 مسلح من الميليشيات التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وصلت الى الحدود السورية برفقة الجيش العراقي وعبرت الحدود من دون تفتيش واتجهت نحو مدينة دير الزور".
وطالب رشيد بـ"فتح تحقيق في هذه المعلومات"، لافتاً الى ان "شهود عيان أكدوا لأوساط المعارضة السورية انهم رأوا الحافلات التي أقلت المسلحين".
الى ذلك اعلن المجلس الوطني السوري عن رصد عبور مائة حافلة مليئة بالمقاتلين من العراق الي سوريا الأسبوع الماضي وسط تقارير عن دعم ايراني لنظام الرئيس بشار الأسد.
وكان زعيم التيار الصدري حذر في بيان له، من فراغ السلطة في سوريا، معتبراً أن "هناك فرقاً كبيراً بين ما يجرى فيها، وبين الثورات العربية الأخرى"، داعياً الشعب السوري إلى "تحرير الجولان وعدم زج البلاد في حروب أهلية".
واكدت تقارير ميدانية من سوريا ان العمليات الاجرامية التي فعلها جيش المهدي بسنة العراق ذاتها تكررت وبنفس السيناريو في سوريا ومنها :-
- عمليات الاختطاف والقتل ثم الرمي في المزابل باتت حالة مؤلوفة لدى سنة سوريا وهي طريقة عرف بها افراد جيش المهدي .
- أشكال التنكيل وألوان العذاب التي يذوقها الشباب السوري في المعتقلات وفروع الأمن في سوريا نسخة مشابهة إلى حد كبير لما حصل في معتقلات وزارة الداخلية والتي كشف الأميركان عن بعضها كمعتقل الجادرية (تشرين الثاني/نوفمبر 2005)، وقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب منذ منتصف شهر آذار/ مارس بلغ 71 شهيداً، ويكفي تعامل الأجهزة الأمنية مع الطفلين حمزة الخطيب وثامر الشرعي للوقوف على ما يخفى عن الأبصار في المعتقلات السورية .
- استهداف المساجد: ولم يختلف الحال في استهداف المساجد بالقصف والحرق وقتل المصلين واعتقالهم، وقد شاهد العالم بأسره كيف تهدم الجزء العلوي لمئذنة جامع "عثمان بن عفان" في مدينة دير الزور، وهو مشهد مماثل لما وقع لمئذنة جامع "فتاح باشا" في منطقة البياع في كرخ بغداد عام 2007.
الركن الثالث : حزب الله
تأسَّس حزب الله الشيعي في لبنان عام 1982 م، ولكنه دخل معترك السياسة عام 1985 م وقد ولد هذا الحزب من رحم حركة أمل الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران.
وقد تسمى بدايةً باسم أمّه (حركة أمل الشيعية) فتسمّى بـ(أمل الإسلامية) رغبةً في توسيع نطاقه ليشمل الأمّة الإسلامية، لأن دور حركة أمل اقتصر على النطاق الشيعي السياسي اللبناني، وتكون (أمل الإسلامية) هي من يتولّى نشر التشيّع في لبنان والعالم الإسلامي، وأخذ صورة المناضل المقاوم الذي يحمل همّ الدفاع عن الأمّة وحماية مقدّساتها.
ونظراً لما اقترنت به (حركة أمل الشيعية) من أعمال وحشية وجرائم بشعة لا تخوّل وليدها (أمل الإسلامية) من استلام مهام الدفاع عن الأمة، وخشيةً من هذا فقد كُوّن حزبٌ جديد، وهو ما يُعرف اليوم بـ«حزب الله»
وبعد تغيير الاسم؛ تُلمَّع الشخصيات ويصنع الإعلام أبطالاً وهميين لقتلة الأمس، وسفّاحي صبرا وشاتيلا، وبرج البراجنة، فكيف يكون هؤلاء هم المجاهدين الفاتحين اليوم!!
وفيما يخص الوضع السوري وعلاقته بحزب الله فقد أعلنت لجنة تابعة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن إيران و"حزب الله" متورّطان في قتل الجنود السوريين الرافضين لإطلاق النار على المتظاهرين، حسب ما نقلت الإذاعة الفرنسية.
وأعلنت اللجنة أنها ستنشر تقريراً مفصلاً من 20 صفحة في الأيام القادمة، يشتمل على صور وشهادات لاجئين وجنود منشقين عن النظام السوري، موجودون الآن على الحدود التركية.
ويؤكد التقرير أن الجنود السوريين الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين قتلوا بعد اعتقالهم على يد عناصر تنتمي إلى "حزب الله" أو قوات إيرانية تابعة للحرس الثوري الموجودين في سوريا لمساعدة النظام السوري في قمعه للمتظاهرين.
ويعد هذا التقرير الأول من نوعه الذي يتهم إيران و"حزب الله" علناً بتورطهما في إعدام الجنود السوريين، الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين من أبناء شعبهم.
وكانت مصادر غربية أكدت سابقاً تورّط إيران و"حزب الله" في قمع المتظاهرين السوريين ولكن "حزب الله" وإيران رفضا الاتهام.
وأكد شهود عيان مشاركة عناصر إيرانية ومن "حزب الله" اللبناني في قمع المتظاهرين في سورية. ونقلت قناة "بي بي سي" عن الشاهد عباس أحمد من درعا أن "الأمن المركزي السوري في المدينة أتى بسيارات مليئة برجال إيرانيين وعناصر من حزب الله لقمع المتظاهرين", مضيفاً "الكل في درعا يصرخ "إيران برا", وهناك كتابات إيرانية على جدران المسجد العمري وعلى الجدران, بالإضافة إلى أنَّ هناك من مزق القرآن الكريم".
من جهته, أكد الشاهد عمر المصري أنَّ "الناس توجهت إلى ساحة في درعا بالرايات البيضاء, وعند وصولهم بدأت نيران القناصة عليهم, فصعد المتظاهرون إلى بناء يوجد قناصة على سطحه وأسروا خمسة منهم, إلا أن القتلى كثيرون وهم لا يزالون في الأرض", مشيراً إلى أنَّه "تم الإمساك بعناصر يلبسون ثياباً سوداء اللون في المسجد العمري, ويتكلمون الإيرانية لا العربية".
من كل ماسبق نستطيع القول ان الحكومات الشيعية استفادت من الربيع العربي لغاية وصوله إلى سوريا لأن إيران ومن ورائها محور التشيع العراق وحزب الله وسوريا كانت تسعى لنيل الفضل في انتفاضتي تونس ومصر باعتبارهما إلهاما من ثورتها الإسلامية عام 1979، إلا أن الحالة السورية قد فرضت صياغة رواية جديدة تُفسر سبب الخطر الذي يتهدد أقرب حلفائها العرب بفعل هذه الهبة الشعبية الأصيلة.
فكل الاطراف القائمة في ثلاثية التشيع ترى ان بقاء سوريا قوية سيحفظ لايران الام مكانتها وسيعطي للتشيع زخمه ودوره في نصرة القضايا الشيعية واستخدام اكبر قدر ممكن من اوراق المساومة الدولية سعيا منها لبناء الامة الشيعية كما يسمونها والكل اتفق على الحفاظ على المكتسبات الشيعية في المنطقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق