16 يناير 2012

أرهابية الأمبراطورية الأمريكية –2-


أرهابية الأمبراطورية الأمريكية –2-

بلاك ووتر ( المياه السوداء ) .. جيش أمريكا الخفي في العراق !!
صدر كتاب بعنوان ( بلاك ووتر .. المرتزقة قادمون ) للمؤلف جيرمي سكيل الأميركي الجنسية يكشف الكثير من أسرار أغرب جيش مرتزقة في العالم ، وكيف أصبحت شركة بلاك ووتر ، حارسا إمبراطوريا لحروب آل بوش .

وكيف أصبح لدى هذه الشركة الآن آلاف من الجنود ينتشرون في تسع دول من بينها الولايات المتحدة , وأسطول خاص من المروحيات والمدفعية ، ووحدة طائرات تجسس ..

ولها تعاقدات مع الحكومة الأميركية بمئات الملايين من الدولارات, غير الميزانية السرية للعمليات 'السوداء', التي تقوم بها نيابة عن استخبارات الولايات المتحدة أو الأشخاص أوالشركات الكبرى .
هذه الشركة الأمنية يديرها شخص واحد هو الملياردير ( إريك برينس ) الذي ينتمي للتيار اليميني الراديكالي, والذي كان أحد الممولين الأساسيين لحملات انتخاب جورج بوش الابن, ولأجندة اليمين المسيحي الصهيوني العريضة.
وينادي إريك برينس بتوسيع حضور اليمين المتطرف في العالم, ويتفاخر بعض قيادات بلاك ووتر بعضويتهم في أخوية 'فرسان مالطة' العسكرية, وهي مليشيات مسيحية صليبية تشكلت في القرن الحادي عشر الميلادي مهمتها الدفاع عن الأراضي التي غزاها الصليبيون ، ضد العرب والمسلمين.
ويشير المؤلف إلى أن شركة بلاك ووتر التي أصبحت أكبر شريك لواشنطن في العراق ، عدد أفرادها أكبر من عدد أفراد جميع القوات البريطانية في العراق .
ونتج عن إحتلال العراق أن أصبحت بلاك ووتر في موقع يسمح لها بالتأثير على الأحكام والقرارات التي تشرف على صناعة آخذة في التوسع بسرعة رهيبة هي صناعة شركات الأمن والحماية وخدمات الجيش .
وقد مُنحت الشركة أحد أكبر التعاقدات الأمنية الدولية للولايات المتحدة وأكثرها قيمة ، وهو حماية الدبلوماسيين ومنشآت الولايات المتحدة في العراق ..

قصة بلاك ووتر يسردها المؤلف في تسعة عشر فصلاً , تبدأ بمولد إريك برينس مؤسس الشركة لأسرة تمتلك أرضا شاسعة تبلغ مساحتها سبعة آلاف فدان على شاطئ بحيرة ماكاناوا بولاية كارولينا الشمالية .
وفكرة تأسيس الشركة نبتت في 1996 حين كان صاحبها يتدرب في أحد معسكرات البحرية الأميركية , لكنها ظلت غير معروفة حتى عام 2003 ( تاريخ غزو العراق ) ..
ولدت بلاك ووتر ـ ومعناها ( المياه السوداء ) نسبة إلى المستنقعات الكئيبة التي تأسست الشركة في قلبها ـ في ذات الوقت الذي كانت فيه القوات المسلحة الأميركية في خضم مسيرة الخصخصة على نطاق هائل وغير مسبوق ..
وقد بدأت تلك المسيرة تفعّل أثناء الفترة التي كان فيها ديك تشيني وزيراً للدفاع بين عامي 1989 و1993م في إدارة بوش الأب , وفي نهاية أغسطس/آب 1992 اختار سلاح المهندسين الأميركي شركة هاليبرتون ـ التي تولى تشيني نفسه إدارتها بعد ذلك- للقيام بجميع أعمال المساندة للجيش لمدة خمس سنوات تالية ..
وفى عام 2002 تأسست شركة 'بلاك ووتر للاستشارات الأمنية' فاقتحمت عالم الجنود المعروضين للإيجار, وفي عام 2003 حصلت بلاك ووتر على عقد بالغ الأهمية في العراق لحماية بول بريمر الذي هو أكبر شخصية من إدارة بوش في بغداد , حيث كان يُشار إليه بصفته المندوب السامي الأمريكي ..
وبنهاية عهد بريمر كانت ثمة تسعة مليارات من الدولارات من تمويل إعادة التعمير قد إختفت , دون وجود وثائق عن أوجه صرفها !
وكانت بلاك ووتر تمنح الجندي المتعاقد معها 600 دولار في اليوم الواحد , وتتقاضى عنه 815 دولارا من ( مستثمر كويتي ) هو صاحب فندق ريجنسي الذي فاز بعقد أمن مع يورست سبورت سيرفيز, التي تقاول من الباطن لشركة هاليبرتون .. وكانت يورست سبورت تقدم فاتورة بـ1500 دولار عن الفرد يوميا.
ويؤكد المؤلف أن بلاك ووتر وغيرها من شركات المقاولات الأمنية تعمل في منطقة قانونية رمادية , تترك الباب واسعاً أمام الانتهاكات , ولا تكاد توجد قوانين جادة لمحاسبتها على الجرائم التي ترتكبها في العراق ..


   

      

ليست هناك تعليقات: