22 مايو 2009

اليسار . . . . والبلطجة


ردًا على مهاجمته الحكم بإلغاء ترخيص مجلة "إبداع".. مستشار بمجلس الدولة يتهم الكاتب صلاح عيسى بالدفاع عن الإلحاد ويطالب أسرة ليلى مراد بالتدخل في القضية

أعرب المستشار ناصر معلا عضو مجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة السابق عن استنكاره لحملة الهجوم التي يشنها صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة "القاهرة"- الناطقة بلسان وزارة الثقافة- ضد قضاة مجلس الدولة، بعد حكم الأولى بالمجلس برئاسة المستشار الدكتور محمد عطية بإغلاق مجلة "إبداع"، لنشرها قصيدة "شرفة ليلى مراد" للشاعر حلمي سالم، المتضمنة لعبارات مسيئة للذات الإلهية والمقدسات الإسلامية.
واتهم المستشار معلا، رئيس تحرير جريدة "القاهرة" باستغلال منبر قومي وجريدة يمولها دافعو الضرائب للحط من شأن حكم قضائي بات ونهائي وتوجيه انتقادات شائنة للحكم ونشر الطعن المقدم ضد الحكم في صفحة كاملة من الجريدة في العدد الماضي، متهما إياه بعدم الموضوعية، وطالبه بضرورة التصدي لهذا الإسفاف والتطاول على الله والقرآن الكريم.
ودعا المستشار معلا، من وصفهم بـ "الشرفاء" إلى الاصطفاف تجاه هذا العبث الذي يُطلق عليه البعض إبداعا، مشددا على أن الإبداع ليس معناه تجريح المقدسات والإساءة لله وكتابه العزيز مطالبا أسرة "ليلى مراد" التدخل في القضية، واتهام حلمي سالم بالإساءة للفنانة الراحلة وعائلتها والمطالبة بمعاقبته.
وفي السابع من أبريل الماضي، قضت محكمة القضاء الإداري بإلغاء ترخيص مجلة "إبداع" التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي، مؤكدة في حيثيات حكمها، أنه "ثبت لديها أن القصيدة ورد بها ألفاظ تسيء إلى رب العالمين، وأن هذا الفعل بعيد عن رسالة الصحافة، ومن غير المعقول أن يكون هذا العمل قد نشر عبثًا دون أن يمر على القائم على هذه المجلة، الأمر الذي يؤكد أن بعضهم لديه القناعة والاستعداد لنشر مثل هذه الإسفافات المتطاولة على الذات الإلهية".
ورغم هذا الحكم، إلا أن الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدرت عددا جديدا من المجلة، بالمخالفة لقرار القضاء، متعللة في بيان لها أنها قامت بالاستشكال على الحكم الصادر الشهر الماضي بوقف نشر المجلة الفصلية، واصفة الحكم بأنه "جاء مخالفا لنصوص الدستور والقانون".
بيد أن المستشار معلا، نفى أن يكون الحكم صدر لخدمة اتجاهات بعينها، لافتا إلى أن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، المعروف "بمواقفه المعتدلة جدا" اعتبر ما جاء في القصيدة كفرا وإلحادا وإنكارا لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو ما يدحض الاتهامات الموجهة من قبل رئيس تحرير جريدة "القاهرة".
يُذكر أن بعض إصدارات الهيئة العامة للكتاب تثير اعتراضات رجال الدين لتضمنها ما يعتبره البعض "مساسًا بالذات الإلهية"، مثلما حدث في قصيدة "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر التي نشرتها وزارة الثقافة في أبريل عام 2000.

ليست هناك تعليقات: