الجذور الدينية للتحالف الامريكي اليهودي
اوباما و كل رؤساء امريكا : نحن مسؤولون عن أمن اسرائيل
إن كتاب سفر الرؤيا (Revelation بالإنكليزية، Apocalypse بالفرنسية) وهو آخر كتب العهد الجديد كان قد أخذ بِلبّ الجماهير المسيحية خلال القرون الأولى، بل إنّه استمر في سحر العديد منهم –في نصف الكرة الغربي- لدرجة أو لأُخرى حتى يومنا هذا. ذلك أن سفر الرؤيا الذي كُتب في مناخ من التوقع والأمل بالخلاص الفوري، غذّى ودعمَ معتقد بعض قطاعات المسيحية الغربية من زاويتين: أولاً: ساندَ القناعة المسيحية بعودة المسيح الوشيكة رغم تنبّؤ بولس بوقوعها في حياته، لأن المسيحيين في القرن الأول والثاني لم ييئسوا قط من تحقق تلك النبوءة، ثانياً: كان على المسيح في مجيئه الثاني أن يحقق وينجِز ما لم يحققه في المجيء الأول.
و"الرؤيا"، وهو بحث كتبه يوحنا العرّاف –الملقّب باللاهوتي- في أواخر الستينات من القرن الأول، لم يكن يُعتبر سفراً مقدساً وقت كتابته وحتى حلول القرن الرابع الميلادي، إذ بعد مؤتمر نيقية 325م طلب الإمبراطور قسطنطين من يوزيبيوس Eusebius أسقف قيسارية إعداد "كتاب مسيحي مقدس" للكنيسة الجديدة، وليس مؤكداً إن كان يوزيبيوس في ذلك الوقت قرر إدخال كتاب "الرؤيا" ضمن أسفار العهد الجديد، ذلك أن بعض المراجع المسيحية لم تكن تؤمن بصحة معلوماته، وعليه فقد يكون أن "الرؤيا" أُضيف إلى "الكتاب المسيحي المقدس" بعد زمن يوزيبيوس Eusebius بكثير.
بعد مرور قرابة ألفيْ عام على رحيل يوحنا، واستناداً على "رؤياه"، لا يزال الأصوليون البروتستانت في نصف الكرة الغربي مقتنعين بأن نشوء إسرائيل في فلسطين كان مقدّمة حتمية لا بدّ منها لتحقّق المجيء الثاني ونهاية التاريخ، فالكثير من الأمريكيين الذين كانوا في السابق معادين لليهودية بحجة أن اليهود رفضوا المسيح وقتلوه –بزعمهم- تحوّلوا إلى أنصار متحمسين لليهود ولإسرائيل نظراً للدور المفترض أن يلعبه اليهود في خطة المجيء الثاني وتحقق النبوءات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق