قريبا .. ويكليكيس ليبي سوري يفضح بالوثائق والأرقام تورط مثقفين عرب
مثقفون وفنانون عرب كانوا يترددون على السفارات الليبية لعرض أعمالهم التي تمتدح القدافي صراحة أو ضمنيا باعتباره رمزا لقلعة الصمود.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: عمر الفاتحي
بالأمس القريب وقبل اندلاع الثورة السورية، كان العديد من المثقفين العرب يتهافتون على كل التظاهرات الثقافية والفنية، التي ينظمها النظام السوري، تحت العديد من اللافطات، من بينها شعار الممانعة والمقاومة لتحرير الجولان.
حضور مهرجان ثقافي أو فني في دمشق، لا يمر بالضرورة عبر وزارة الثقافة السورية، بل كذلك من خلال سفارات النظام السوري في العالم العربي، التي تملك القرار الأخير عبر جهازها الاستخباري، في معرفة المثقفين العرب ومدى صلاحيتهم للحضور بهذا المهرجان أو ذاك، سواء كان أدبيا أو تشكيليا أو سينمائيا ومسرحيا، وهو ما يفسر تردد نفس الوجوه على دمشق.
لقد تساءل بعض المثقفين والإعلاميين عن سر سكوت بعض الاتحادات والمنظمات والجمعيات الثقافية والفنية، عن ما يجري من تقتيل ممنهج للشعب السوري، والجواب هو ما اوردناه، إذ كيف يمكن التضامن مع ثوار سوريا، من طرف مثقفين وفنانين، يعتبر نظام بشار الأسد ولي نعمتهم.
سكوت العديد من المثقفين والفنانين العرب، عن ما يجري في سوريا من إبادة يومية للشعب السوري، المتطلع للحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وما ينطبق على سوريا نظام الأسد، ينطبق كذلك على نظام القذافي البائد، مع وجود الفارق بطبيعة الحال، لكون ليبيا (الجماهيرية العظمى الاشتراكية) كانت الثقافة والفن فيها، من تدبير اللجان الثورية فهي صاحبة القرار الثقافي، ولا شئ يعلو على الكتاب الأخضر.
مثقفون وفنانون عرب، كانوا يترددون على السفارات الليبية، لعرض إبداعاتهم الأدبية والفنية، التي تمتدح القدافي صراحة أو ضمنيا باعتباره رمزا لقلعة الصمود في مواجهة الإمبريالية والصهيونية والظلامية، فيكافئهم القدافي، باستقبالهم في خيمته بطرابلس والمناسبة بطبيعة الحال، الفاتح من سبتمر، الذي يعتبر أشأم يوم في تاريخ الشعب الليبي.
وإذا كان الحديث يجري في صفوف ثوار ليبيا، عن قرب صدور "ويكليكيس ليبي" يفضح بالوثائق والأرقام، الرشاوي، التي تقاضاها، ليس فقط روؤساء دول وحكومات عربية وأفريقية عديدة، بل حتى مثقفين وفنانين وقيادات حزبية ونقابية وجمعوية، فإن الراي العام العربي، سيكون على موعد، مع "ويكليكيس سوري"، رغم وجود الفرق بين العائدات النفطية الليبية ونظيرتها السورية.
تبعية المثقف للسياسي، المالك للسلطة في الأنظمة الشمولية وشبه الشمولية، كان دائما محل جدال بين المثقفين العرب، أقلية منتفعة من ريع السلطة وامتيازاتها، تبرر ممارسات الحاكم وتجاوزته. وأكثرية تعيش على الهامش، بعضها يركن إلى الصمت، اتقاء لشر الحاكم والبعض الآخر منها، يعبر – ومهما اختلف شكل التعبير وأسلوبه - عن مساوئ طبيعة النظام الحاكم واستبداده وفساده.
وهذا ما رأيناه أثناء قيام الثورة التونسية والمصرية والليبية، ونراه الآن في سوريا. شعب يتعرض لتقتيل منهجي وشرس في غياب أي موقف تضامني من أغلبية كل الاتحادات والمنظمات الثقافية والفنية العربية، اللهم إلا من بعض البيانات الخجولة هنا وهناك التي تندد وتستنكر ما يتعرض له الشعب السوري من إبادة على أيدي جيش النظام وأمنه السياسي وفيالق الموت المسماة بالشبيحة التي كانت سابقا تحمل اسم الشبيبة البعثية .
http://www.middle-east-online.com/?id=118446
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق