19 أكتوبر 2011

رسالة إلى جنود فرعون --- مصعب احمد عبدالمقصود

رسالة إلى جنود فرعون

مصعب احمد عبدالمقصود


أثناء قراءتي في كتاب الله استوقفتني مجموعة من الآيات الكريمات ، هذه الآيات كثيراً ما توقفت عندها في السابق ولكن هذه المرة ما أوقفني معنى جديد لم أفكر فيه من قبل .


سأعرض عليكم الآيات ونخاول بإذن المولى عزوجل أن ندور في فلكها لنخرج منها بمعنى جديد يفيدنا في حركتنا بين الناس إن شاء الله .


1-
يقول الله تعالى في صدر سورة القصص " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " .


2- يقول الله تعالى في سورة القصص " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "


3- يقول الله تعالى في سورة القصص " واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم الينا لا يرجعون ، فأخدناه وجنوده فنبذناهعم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين " .


4- يقول الله تعالى في سورة الذاريات في معرض حديثه عن فرعون " فأخدناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهومليم " .


وهناك آيات عديدة كلها تدور حول هذا المعنى الذي سأذكره لكم وأغلبها من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون .

ولعل الرابط بين هذه الآيات وكونها تتعلق بفرعون وكون فرعون ذاته يتعلق بمصر وبين ما يحدث في مصر الآن هو ما دعاني لتأمل هذه الآيات وهو نفس السبب الذي يجعلني أتوقف كثيراً عند الآيات التي تتحدث عن فرعون وعلاقته بأهل مصر وما كان يفعله بهم .

أيها الإخوة الكرام :


إن ما استوقفني في هذه الآيات هو ربط الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات بين مصير فرعون ومصير جنوده ، فهذه الآيات تقزل إن جنود فرعون سوف يلقون نفس المصير الذي سيلقاه فرعون نفسه .


أي أن هؤلاء الجنود الذي لا حول لهم ولا قوة ولا سلطان لهم فيما يتخذ من قرارات سوف يلقون نفس مصير من اتخذ القرار ، إن هؤلاء الجنود الذي دائماً من يتعذرون بأنهم عبيد للمأمور وأن الأمر كله بيد من فوقهم على حد تعبيرهم بل وأحيناً نحن من يلتمس لهم الأعذار بأنه لايد لهم فيما يفعلون ، كل هذه الأعذار لن تنجيهم من عقاب الله الذي ينتظرهم ومن أمرهم بهذا الفعل .

ففي قوله تعالى " ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " نجد أن الله قد قرن بين من أصدر القرار ومن أوله لمن سينفذونه وبين من بأنهم جميعاً سوف يلقون من الذين الستضعفوهم من قبل نفس الجزاء لافرق بينهم .


وكذلك في قوله تعالى " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " نفس المعني حيث وصف الله فرعون وهامان وجنودهما بأنهم من الخاطئين ولم يستثن أحداً منهم فكلهم خاطئون .


وكذا في قوله تعالى " واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخدناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين " .


فقد وصفهم الله بأنهم جميعاً قد استكبروا في الأرض ولم يستثن منهم أحداً ولذا حق عليهم جميعاً عقاب الله فقل " فأخناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين " وهنا أيضاً وصف الله الجميع بأنهم ظالمين حتى الجنود يدخلون تحت وصف الظالمين .

رسالتي إلى من يظنون أنهم بمنأى من عذاب الله وعقابه لأنهم لا يد لهم في الأمر سوى أنهم ينفذون أوامر رؤسائهم أقول لكم :

ربما كان جنود فرعون هذا الذي ذكر في القرآن عذرهم أكبر منكم فقد كان فرعون يقول أنا ربكم الأعلى وكان يوقل ماعلمت لكم من اله غيري ومع هذا لم يعفهم الله من المسئولية عما حدث منهم نتيجة لتنفيذ قرارات وأوامر رئيسهم فلتنظروا إلى أنفسكم وإلى ما تفعلونه جيداً قبل أن يأتي أجل الله الذي لا مفر منه .


إلى كل من ساهم في ظلم أحد وظن أن العقاب لن يلحقه لأنه فقط ينفذ أزامر رئيسه ، إلى كل من ساهم في تزوير الإنتخابات ولو باليسير ، إلى كل من ساهم في إعتقال أحد الشرفاء ، إلى كل من سعى في الأرض فساداً تنفيذاً للأوامر ، إلى كل هؤلاء ومن على شاكلتهم ، أقول لكم

لن يمنعكم أحد من عقاب الله ، ولن يحول بينكم وبين عذاب الله أحد إلا أن تتوبوا إلى ربكم وترجعوا إلى رشدكم وتصلحوا ما أفسدتم وتنصروا من ظلمتم وتأخذوا على يد الظالم حتى يرجع عن ظلمه ، وهذا هو سبيلكم للنجاة وليس لكم من سبيل لكم سواه .

أسأل الله أن يردكم إلى رشدكم ، وأن تعودوا إلى صوابكم قريباً إن شاء الله ، وأن يخفظ بلدنا مصر وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ، إنه على كل شيء قدير .

ليست هناك تعليقات: