الأربعاء,
23 آذار/مارس 2011 11:51
موقع ( ثورة ليبيا )
عميان نحن فى خضم هذا الضباب
المطبق الذى يحاصرنا من كل اتجاه , لا نعلم اين نتجه لا نعلم اين نحن لا نعلم ماذا
نريد و ماذا نحتاج , بل الاخطر اننا لا ندرك ماذا يحدث لاخوتنا وأهلينا واصدقائنا
فى المدن المجاورة بل فى نفس المدينة . عميان نحن
فى شوق ولهفة لنعرف أخبار الرفاق و الأهل و الزملاء , فكلما تتجه انظارنا الى قناة
الجزيرة و نسمع ان هذه المدينة تحت القصف الشديد المستمر المتواصل لساعات و تلك
المدينة تتعرض للاجتياح أم هذه الاخرى فتحت رحمة قوات لا تعرف الرحمة !
بعض الاحيان نتمكن من الاتصال
بأحدهم فى أحد هذه المدن المنكوبة , ليخبرنا بتفاصيل تقشعر لها ابداننا ليصدمنا
بنهاية الاتصال " اعذرونى فأنا لا أملك كل التفاصيل , فالمدينة معزولة "
, لنتسائل فيما بيننا " أهناك المزيد ؟ " .
نعم فهناك المزيد , فكلما فرضت
قوات القذافى سيطرتها على أحدى المدن يزداد التعتيم , لتزداد حدة و روعة الاخبار
التى تتسرب ببطئ لتصدمنا برعب ما يقترفه هؤلاء و ما أقترفوه براحة و طمأنينه فى خضم هذا التعتيم .
من الصعب أن تتخيل خصوصا مع
هشاشة الانباء غير المؤكدة و افتقارنا الى المواد الاعلامية و خلو هذه المدينة من
المراسلين و الصحفيين ووكالات الانباء العالمية , التى ترصد , تنقل , تحلل و تنشر
, لتذيع ما يحدث من حقائق .
القذافى تميز و تفنن فى انواع
الحصار المختلفة , فبعد أن حاصر لهذا الشعب لأكثر من 40 عاما , تمكن فرض حصاره عليه عندما أعلن الحرب
على هذا الشعب الاعزل , فمن الحصار المعلوماتى الى حصار الاتصالات منتقلا الى
الحصار الاعلامى , بمنع المراسلين من التواجد فى الزاوية بل الاعتداء عليهم و
تحديد اقامتهم الى خطفهم و إعتقالهم .
الصورة التى لم تكتمل , صورة لا
نستطيع تخيلها فلم تصلنا بعض اى ملامح لهذه الصورة البشعه لنبدأ بالتخيل حتى
نستطيع التقدير و التقرير , ماذا نريد , ماذا نحتاج , و ماذا سيحدث ؟ .
الجرائم التى اقترفت ووصل صداها
الى العالم , عن طريق الانترنت كانت موثقة إعلاميا بصور و فيديو , ولكن هناك
العديد من الجرائم التى قدر لها ان تكون فى مناطق قطعت عن العالم و بترت عنها
وسائل الاتصال و التواصل , بعض هذه الجرائم ستختفى مع الزمن لتموت مع مرتكبيها فلم
توثق , ولم تعرف و ستضيع فى خضم الاحداث الجسام التى ستكشف , لتترك الما و جراحا فى
قلوب الأهل
متى و هل تكتمل ملامح
هذه الصورة البشعه ؟
لا أحد يعرف ربما لن تكتمل أبدا
, فالجرائم تنتشر على نطاق واسع لتشمل عدة مدن , حيث تتنوع فيه اساليب المجرمين فى
التنكيل بهذا الشعب , وستضيع الكثير من التفاصيل فى خضم القمع الاعلامى و الصحفى
وحصار الاتصالات و قطع تواصل المعلومات , او ربما ستضيع بعض الجرائم حسب الاهتمام
الصحفى , فالاعلام يتجه بأنظاره دوما الى الجريمة الابشع و الاغرب ليحول الأنظار و
العقول , فيضيع الكثير من التفاصيل فى سبيل سبق صحفى لصحفى متحمس .
القذافى , حاصر ايضا قواته
اعلاميا , بل غسل عقولهم بأن أخبرهم انهم يحاربون لانقاذ ليبيا من القاعدة و
المصريين و التوانسة الذين يحاولون إحتلال ليبيا , ويجب تطهيرها من هؤلاء "
الزنادقة و المجرمين و العصابات المسلحة " , ولكن هل هذه العصابات المسلحة
تشمل ايضا النساء و الأطفال و تبرر الوحشبة التى يواجه بها قواته المدنين العزل و
المواطنين ؟ , لا نعلم الحقيقة , فلم نقابل بعد أحد هؤلاء من قادة القذافى لنسألة
وجها لوجه , فى ظروف ودية . ولكن كل ما تمكنا من الحصول عليه هو ان قابلت أحد
عساكر قوات القذافى , الذين أصيبوا و أسروا و نقلوا للعلاج فى المستشفى " لم نكن نعلم ماذا يحدث , فقط
أخبرونا أننا ننقذ ليبيا و نحررها من المحتلين " لاسالة " هل هذا يبرر
ضرب منازل الآمنين بصواريخ و مدافع " , فرد " قالوا أن المحتلين يحتمون
بهم واننا يجب أن ندحر المحتلين "
القذافى , بحصارة الاعلامى و
سيطرته على الآله الاعلامية فى ليبيا لأكثر من اربعين عاما , قد تمكن من التشويه
المنظم بغسل ادمغة من يدعمونه الآن من اللجان الثورية , ونشر ثقافة الخوف و الخنوع
التى انقلبت عليه عندما عاد الشعب الى اصله الصارم الجرئ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق