31 أكتوبر 2011

الصورة التى لم تكتمل, فمتى وهل ستكتمل لنرى الحقيقة البشعة ؟


الأربعاء, 23 آذار/مارس 2011 11:51

موقع ( ثورة ليبيا )

عميان نحن فى خضم هذا الضباب المطبق الذى يحاصرنا من كل اتجاه , لا نعلم اين نتجه لا نعلم اين نحن لا نعلم ماذا نريد و ماذا نحتاج , بل الاخطر اننا لا ندرك ماذا يحدث لاخوتنا وأهلينا واصدقائنا فى المدن المجاورة بل فى نفس المدينة . عميان نحن فى شوق ولهفة لنعرف أخبار الرفاق و الأهل و الزملاء , فكلما تتجه انظارنا الى قناة الجزيرة و نسمع ان هذه المدينة تحت القصف الشديد المستمر المتواصل لساعات و تلك المدينة تتعرض للاجتياح أم هذه الاخرى فتحت رحمة قوات لا تعرف الرحمة !

بعض الاحيان نتمكن من الاتصال بأحدهم فى أحد هذه المدن المنكوبة , ليخبرنا بتفاصيل تقشعر لها ابداننا ليصدمنا بنهاية الاتصال " اعذرونى فأنا لا أملك كل التفاصيل , فالمدينة معزولة " , لنتسائل فيما بيننا " أهناك المزيد ؟ " .
نعم فهناك المزيد , فكلما فرضت قوات القذافى سيطرتها على أحدى المدن يزداد التعتيم , لتزداد حدة و روعة الاخبار التى تتسرب ببطئ لتصدمنا برعب ما يقترفه هؤلاء و ما أقترفوه براحة و طمأنينه فى خضم هذا التعتيم .
من الصعب أن تتخيل خصوصا مع هشاشة الانباء غير المؤكدة و افتقارنا الى المواد الاعلامية و خلو هذه المدينة من المراسلين و الصحفيين ووكالات الانباء العالمية , التى ترصد , تنقل , تحلل و تنشر , لتذيع ما يحدث من حقائق .
القذافى تميز و تفنن فى انواع الحصار المختلفة , فبعد أن حاصر لهذا الشعب لأكثر من 40 عاما , تمكن فرض حصاره عليه عندما أعلن الحرب على هذا الشعب الاعزل , فمن الحصار المعلوماتى الى حصار الاتصالات منتقلا الى الحصار الاعلامى , بمنع المراسلين من التواجد فى الزاوية بل الاعتداء عليهم و تحديد اقامتهم الى خطفهم و إعتقالهم .
الصورة التى لم تكتمل , صورة لا نستطيع تخيلها فلم تصلنا بعض اى ملامح لهذه الصورة البشعه لنبدأ بالتخيل حتى نستطيع التقدير و التقرير , ماذا نريد , ماذا نحتاج , و ماذا سيحدث ؟ .
الجرائم التى اقترفت ووصل صداها الى العالم , عن طريق الانترنت كانت موثقة إعلاميا بصور و فيديو , ولكن هناك العديد من الجرائم التى قدر لها ان تكون فى مناطق قطعت عن العالم و بترت عنها وسائل الاتصال و التواصل , بعض هذه الجرائم ستختفى مع الزمن لتموت مع مرتكبيها فلم توثق , ولم تعرف و ستضيع فى خضم الاحداث الجسام التى ستكشف , لتترك الما و جراحا فى قلوب الأهل
متى و هل تكتمل ملامح هذه الصورة البشعه ؟
لا أحد يعرف ربما لن تكتمل أبدا , فالجرائم تنتشر على نطاق واسع لتشمل عدة مدن , حيث تتنوع فيه اساليب المجرمين فى التنكيل بهذا الشعب , وستضيع الكثير من التفاصيل فى خضم القمع الاعلامى و الصحفى وحصار الاتصالات و قطع تواصل المعلومات , او ربما ستضيع بعض الجرائم حسب الاهتمام الصحفى , فالاعلام يتجه بأنظاره دوما الى الجريمة الابشع و الاغرب ليحول الأنظار و العقول , فيضيع الكثير من التفاصيل فى سبيل سبق صحفى لصحفى متحمس .
القذافى , حاصر ايضا قواته اعلاميا , بل غسل عقولهم بأن أخبرهم انهم يحاربون لانقاذ ليبيا من القاعدة و المصريين و التوانسة الذين يحاولون إحتلال ليبيا , ويجب تطهيرها من هؤلاء " الزنادقة و المجرمين و العصابات المسلحة " , ولكن هل هذه العصابات المسلحة تشمل ايضا النساء و الأطفال و تبرر الوحشبة التى يواجه بها قواته المدنين العزل و المواطنين ؟ , لا نعلم الحقيقة , فلم نقابل بعد أحد هؤلاء من قادة القذافى لنسألة وجها لوجه , فى ظروف ودية . ولكن كل ما تمكنا من الحصول عليه هو ان قابلت أحد عساكر قوات القذافى , الذين أصيبوا و أسروا و نقلوا للعلاج فى المستشفى " لم نكن نعلم ماذا يحدث , فقط أخبرونا أننا ننقذ ليبيا و نحررها من المحتلين " لاسالة " هل هذا يبرر ضرب منازل الآمنين بصواريخ و مدافع " , فرد " قالوا أن المحتلين يحتمون بهم واننا يجب أن ندحر المحتلين "
القذافى , بحصارة الاعلامى و سيطرته على الآله الاعلامية فى ليبيا لأكثر من اربعين عاما , قد تمكن من التشويه المنظم بغسل ادمغة من يدعمونه الآن من اللجان الثورية , ونشر ثقافة الخوف و الخنوع التى انقلبت عليه عندما عاد الشعب الى اصله الصارم الجرئ .




ليست هناك تعليقات: