اللاجئون المصريون
الذين نسيتهم مصر فى ليبيا
(موقع
ثورة ليبيا)
الخميس,
31 آذار/مارس 2011 13:50
مصراتة/خاص
مخيم اللاجئين فى مدينة مصراته
بليبيا يعج بالفارين الذين فروا من وحشية القتال الدائر بين قوات القذافى و الثوار
الليبين الذين يدافعون عن ارضهم و عرضهم , حيث استخدمت قوات القذافى جميع انواع
الاسلحة العسكرية تقريبا بدءا بالرشاشات الخفيفة و انتهاءا بالرشاشات الثقيلة و
المدافع المضادة للطائرات و القذائف المضادة للدبابات ومستهدفة بالقصف العشوائى منازل المدنين بدون أن تفرق بين ثائر مسلح و
مدنى أعزل .
فى مخيم اللاجئين , هناك البنغاليون و المصريون ومئات العمال الافارقة
, ولكن معظم اللاجئين هم مصريون فهم يعدون بالالاف بين عزاب يعملون بمفردهم و أسر
شاء حظها العاثر أن تشهد جزءا من المعركة , التى شهدوا وحشيتها و عنفها و كيف تعمى
قذائف القصف العشوائى للهاون و راجمات الصواريخ فلا تميز بين المسلحين و المدنيين
العزل .
اللاجوين فى المخيم يعانون من أوضاع صحية مأساوية , حيث تواجدوا بهذا
المخيم منذ أكثر من شهر فى انتظار اخلائهم من أتون الحرب المشتعلة هناك , ولكن لا
يبدو أن هناك من يسمع ليهتم , ليرسل لهم سفنا لاخلائهم من الاوضاع الصحية و
المعيشية السيئة .
هناك حالات من الجرب تنتشر وسط اللاجئين لعدم وجود حمامات و عدم
توافر مياه للاستحمام ناهيك عن الشرب , اشتباه باصابة حالة سل , و الكثير من حالات
الاسهال . طبيب واحد الدكتور محمد حلمى أخصائى الاشعه , انضم اليه طبيبان آخران الدكتور بشير كمال اخصائى جراحة العظام و الدكتور محمد النقراشى , فى رعاية اللاجئين الذين لازالوا ينتظرون السفن
القادمة لاجلائهم . الكثير ايضا من "الامراض المزمنة بل النساء على وشك الوضع
فى المخيم " هكذا صرح الدكتور محمد حلمى لى كما صرح لوسائل الاعلام التى
زارته .
" أين الحكومة المصرية " , هكذا يتصايح المصريون اللاجئين
فى المخيم , " بل أين شباب الثورة , أين شباب التحرير " , نداءات متواصلة منهم الى
عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية " الذى كما يبدو قد نسى أمرهم ليتفرغ
لسباقه للرئاسة " , و الى المهندس عصام شرف " الرجل الذى انجبته
الثورة " كما قال أحدهم ليتابع , " كيف نسى
انا هناك ابناءا لمصر بهذا الوضع السئ و المزرى لأكثر من شهر " .
بين الاهمال و التجاهل الذى أصر السفير المصرى فى ليبيا على معاملتهم
به مدعيا عدم امكانية ارسال سفن لاجلائهم و اخلائهم من مصراته , متذرعا بسوء أحوال
الحرب " بينما ترسل الدول الأخرى سفنا لاجلاء رعاياها مثل كوريا و الصين
" , مصرحا أحد المصريين هناك , " فكيف ارسلت هذه السفن لاجلاء رعايا
دولها و اهملتنا الحكومة المصرية و الجيش المصرى " .
" أطالب النائب العام و الشعب المصرى بفتح تحقيق و سرعة تحرك
الشعب المصرى لنجدتنا و نصرتنا فأهلينا فى مصر لا يعلمون هل نحن بين الاحياء أو
الأموات , فلا يوجد اتصالات هنا , لا تلفونات لا أنترنت " متابعا أحد
المصريين الغاضبين " اطالب بالتحقيق مع و محاكمة السفير المصرى فى ليبيا الذى
نسى و تجاهل و أهمل مسؤلياته تجاه المصريين المقيمين فى ليبيا , فلسنا لصوصا أو
منفيين "
بين الامكانات الضعيفة لا يتوقف الليبيون فى هيكل الهلال الاحمر
الليبى فى مصراته الذى نشط بمتطوعيه فى دعم المعسكر , بالغذاء و مياه الشرب و
الادوية , ولكن عندما تكون مصراته محاصرة , وتقل الموارد الغذائية و العلاجية و
الكوادر الطبية على اهليها انفسهم , خصوصا مع استهداف معسكر اللاجئين بالقصف الذى صار يقترب منهم يوميا , اصبح الخطر على اللاجئين هناك
أخطر . حيث يصر الكثير من اللاجئين على الانتظار قرب الميناء حتى مع الخطورة هناك
من محاولات تسلل قوات القذافى ليحظوا بفرص الاخلاء أولا , كعادة المصريين فى
الخارج من عدم التنظيم و الفوضوية .
" ان كان السيد عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المعين الجديد قد
أتى فعلا باسم ثورة الشباب فنطالبه بسرعة التدخل , لان الوضع هنا مأسوى , كيف قال
الاستاذ محمد عبد الحكم السفير المصرى فى ليبيا انه لا يمكن اخلاء أحد من ميناء
مصراته و تم اخلاء العديد من الجنسيات الاخرى , و تأتى المساعدات و المعونات , مصر
عايزانا ولا لأ , لسنا متسولين و لسنا لصوصا لنهمل و ننسى و يتم تجاهلنا لأكثر من
شهر كامل " ليتابع احد الشباب المصريين من حملة المؤهلات العليا فى معسكر
اللاجئين , " نشكر أمير قطر على انه لم ينسنا و نشكره على السفن التى لم تصل
بعد لاخلائنا و شكرا له "
" انت لو عندك عيال بيتبهد لوا البهدلة بتاعتنا كنت اتحركت ,
ولكنك نائم على سرير حرير " هكذا قالت احد السيدات فى النداء التى عنونته الى شباب مصر
ليضغطوا على الحكومة المصرية و السلطات لاجلائهم من اوضاع النسيان و التجاهل
العالم و خصوصا المصرى الذى فاجأهم و حز فى نفوسهم , ليتسائلوا فيما بينهم عن
الثورة التى انتهم تقريبا فى مصر و لم تنقذهم .
بين الاهمال و التناسى و النسيان و التجاهل الذين يعانونه فى معسكرهم
يقاسون ايضا عدم القدرة على الاتصال بالاهل و الاقارب فى مصر و يحز فى نفوسهم ايضا
اهمال السلطات و الثورة و الشباب و الشعب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق