17 فبراير 2009

كامب ديفيد ضد مصر والعرب وفلسطين والإسلام ..إنها خروج من الإسلام

كامب ديفيد والعدوان الصهيونى على غزة


بقلم / محمد سيف الدولة

Seif_ eldawla@hotmail.com
هذه رسالة الى انصار المقاومة فقط ، وليس الى اى طرف آخر ، وفيها اقول :
§ ان المشكلة الفعلية هى انهم خطفوا منا مصر فى كامب ديفيد ، واعادوا تشكيلها على مقاس امن اسرائيل ، وقد فعلوا ذلك على عدة مستويات . ولكل مستوى نصوصه وترتيباته وآلياته .
والطريق الى استعادتها منهم على كافة هذه المستويات يبدأ بادراك ومعرفة جيدين بنظام كامب ديفيد تفصيلة تفصيلة
وفى هذه الورقة سنتناول قضية الحرب فى الاتفاقية المصرية الاسرائيلية الموقعة فى 26 مارس 1979 .

الاتفاقية والحرب :

§ تنص الفقرة الاولى ( ج ) من المادة الثالثة من اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية على الاتى :
" يتعهد الطرفان بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها أحدهما ضد الآخر على نحو مباشر أو غير مباشر ، ويحل كافة المنازعات التى تنشأ بينهما بالوسائل السلمية ".

§ كما تنص الفقرة الثانية من المادة الثالثة :

" يتعهد كل طرف بأن يكفل عدم صدور فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية وأفعال العنف أو التهديد بها من داخل أراضيه أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة على أراضيه ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر ، كما يتعهد كل طرف بالامتناع عن التنظيم أو التحريض أو الإثارة أو المساعدة أو الإشتراك فى فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو النشاط الهدام أو أفعال العنف الموجهة ضد الطرف الآخر فى أى مكان ، كما يتعهد بأن يكفل تقديم مرتكبى مثل هذه الأفعال للمحاكمة ".

الدفاع العربى المشترك :

§ ولكن مصر ملتزمة باتفاقية دفاع عربى مشترك منذ عام 1952 تتضمن الاحكام الاتية :

المادة الثانية : "اعتبار كل اعتداء مسلح يقع على اية دولة او اكثر منها ، او على قواتها ، اعتداء عليها جميعا ولذلك فانها عملا بحق الدفاع الشرعى الفردى والجماعى على كيانها تلتزم بان تبادر الى معونة الدولة او الدول المعتدى عليها وبان تتخذ على الفور ، منفردة ومجتمعة ، جميع التدابير ، وتتخدم جميع ما لديها من وسائل ، بما فى ذلك استخدام القوة المسلحة لردع الاعتداء ولاعادة الامن والسلام الى نصابهما ".

المادة الثالثة : " تتشاور الدول فيما بينها ، بناء على طلب احداها ، كلما هددت سلامة اراضى اية واحدة منها او استقلالها او امنها .وفى حالة خطر حرب داهم او قيام حالة دولية مفاجئة يخشى خطرها ، تبادر الدول المتعاقدة على الفور الى توحيد خططها ومساعيها فى اتخاذ التدابير الوقائية والدفاعية التى يقتضيها الموقف ."

§ ظهرت هنا مشكلة ، فهناك تناقض صارخ بين الالتزامين

ماذا تفعل مصر لو ان اسرائيل اعتدت على اى بلد عربى مثل اعتدائها على غزة الان ؟

هل تلتزم عربيا ام تلتزم اسرائيليا ؟

الاولوية لاسرائيل :

§ الاجابة فى نصوص اتفاقية السلام ، فتنص الفقرة الخامسة من المادة السادسة من الاتفاقية ما يلى :

" مع مراعاة المادة 103من ميثاق الأمم المتحدة ، يقر الطرفان بأنه فى حالة وجود تناقض بين التزامات الأطراف بموجب هذه المعاهدة وأى من التزاماتهما الأخرى فإن الالتزامات الناشئة عن هذه المعاهدة تكون ملزمة ونافذة ."

اذن الاجابة هى ان الاتفاق مع اسرائيل له الاولوية . ولتذهب فلسطين و العرب الى الجحيم.
§ وحتى لا تتحايل مصر مستقبلا فتقوم بتوقيع اتفاقيات جديدة مع اى اطراف عربية ، تنص فيها على اولويتها هى الاخرى على كامب ديفيد
نقول حتى لاتتحايل مصر مستقبلا ، وضعوا لها الفقرة الرابعة من المادة السادسة من اتفاقية السلام التى تنص على :
" يتعهد الطرفان بعدم الدخول فى أى إلتزام يتعارض مع هذه المعاهدة . "

§ وللتاكيد على ان هذا الاتفاقية محل التزام من مصر مهما حدث فى المنطقة من احداث او صراعات او حروب ، تم النص فى الفقرة الثانية من المادة السادسة على :
" يتعهد الطرفان بأن ينفذا بحسن نية التزاماتهما الناشئة عن هذه المعاهدة بصرف النظر عن أى فعل أو إمتناع عن فعل من جانب طرف آخر وبشكل مستقل عن أية وثيقة خارج هذه المعاهدة ".
بمعنى ان العلاقات المصرية الاسرائيلية مستقلة تماما عن اى اطراف اخرى ، او اى صراعات اخرى.
وبمعنى اوضح لا شأن لمصر بما يحدث من اسرائيل خارج نطاق علاقتهما معا ، يتصالح الصهاينة مع الفلسطينين او يذبحوهم ، لاشأن لمصر
تصورا ، لا شأن لها !

الخلاصة :
§ ان العدوان الصهيونى والامريكى قد نجحا فى خلع مصر بعيدا عن الصراع ضد الكيان الصهيونى منذ حرب 1973
ولكى لا يتركا لها فى هذا الشأن اى مساحة للاجتهاد او حرية للاختيار ، قيدوها بسلسلة النصوص المذكورة عاليه . وامور اخرى كثيرة سنتناولها فى حديث آخر.
واختبروها عدة مرات من قبل : فى ضرب المفاعل النووى العراقى فى 1980 وفى حرب لبنان 1982 وفى الانتفاضة الفلسطينية الاولى 1987 والانتفاضة الثانية 2000 وحرب لبنان 2006
وكانت دائما تنجح فى الاختبار ولا تتدخل
والان يعيدون الكرة فى غزة
ومصر الرسمية ثابتة على موقفها ، فالاولوية لاسرائيل

ما العمل الآن :

§ ان مهمتنا الآنية الفورية يجب ان تكون فى الضغط الشديد على النظام المصرى لكسر التزاماته تجاه امريكا واسرائيل ، وتقديم الدعم المطلوب لاهلنا فى غزة من اجل وقف العدوان و فتح المعابر وفك الحصار .

§ ولكن المهمة الحقيقية الجادة التى يجب تكون على رأس رأس اولوياتنا فى المرحلة القادمة هى الاشتباك ضد كامب ديفيد .

القاهرة فى 20 يناير 2009



ليست هناك تعليقات: