متعهدين مؤتمرات ومؤامرات
نظام مبارك الذي شارك في مؤامرة حصار وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
14-2-2009
لم يكن التدمير المتعمد للبنية التحتية للشعب الفلسطيني في غزة من مدارس وجامعات ومساجد ومساكن ووزارات ومنشآت من قبيل الصدفة، بل هو نوع من التنكيل الصهيوني المتعمد الذي يريد اجتثاث البشر والحجر وجعل حياة هذا الشعب مستحيلة لابتزازه وإخضاعه ومنعه من المطالبة بحقوقه الوطنية المشروعة في ظل تواطؤ عربي غير مسبوق من بعض الأنظمة العربية وعلى راسها نظام مبارك الذي شارك في مؤامرة حصار وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
وبعد ان وضعت الحرب أوزارها ورغم إعلان عدد من الدول العربية عن تبرعات سخية رسمية وشعبية بالتبرع بمبالغ نقدية كفيلة بإعادة إعمار غزة وإغاثة الشعب الفلسطيني ؛ عاد نظام مبارك لممارسة هواياته في عقد المؤتمرات الفارغة في شرم الشيخ وهذه المرة باسم إعادة إعمار غزة.
فلماذا مؤتمر دولي؟ وإذا كانت الدول العربية قد تعهدت بدفع تكلفة اعادة الإعمار، ألم يكن الأجدى الاتفاق في الجامعة العربية حول الطريقة المثلى في إدارة هذه المشاريع وتوجيه هذه الأموال، أم أن المطلوب هو التحكم في هذه الأموال من خلال آلية دولية تمارس سياسة الحصار والابتزاز واستخدام إعادة الإعمار كوسيلة للتأثير على الأرض ودعم هذا الطرف على حساب ذاك الطرف؟
وإذا كانت دولة قطر وغيرها من الدول لا يعجبهم ذلك، وقرروا البحث عن آلية أخرى فلماذا كل هذه الهستيريا وحملات الردح والنظر للأمر على أنه تحدي أو تأمر أو محاولة الحصول على دور، طالما النظام يقرر بنفسه وبدون تنسيق في المواقف مع الآخرين فمن حق القوى الأخرى أيضا أن تفعل ما تراه ضروريا لتحقيق المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني الذي أثبتت الأيام أن نظام مبارك هو أبعد ما يكون عن الاهتمام بها، وأن كل ما يعنيه هو التحكم في بحكم الجغرافيا في قضية غزة وعدم السماح بأي جهد دبلوماسي إلا من خلاله وكان دور مصر التاريخي تقلص لينتزع بهذه الطريقة المهينة، ولا سيما وأن هذا النظام الذي يزعم أنه يفكر لتعمير غزة يحتجز أموال الإاثة، ويمنع دخول المساعدات التي جرى رميها في العريش ووجدت طريقها للبيع في السوق المحلي، ويصر على حصار غزة ويمنع حتى الوفود الحقوقية والقانونية والدولية والصحفية من دخول غزة في عمل لا يمت للإنسانية بشيئ.
إن كثرة المؤتمرات وسعادة الإسرائيليين والأوروبيين بما يسمى بالدور المصري إنما يعني أن هذا الدور يصب لصالحهم التي هي بعيدة عن مصالح الأمة ومصالح الشعب الفلسطيني.
ولولا فضل الله وثبات وصمود الشعب الفلسطيني في غزة ودعم الأمة والأحرار في العالم وافتضاح أمر هذا النظام العميل، لما أمكن أن تفاوض حركة حماس بهذه القوة التي مكنتها رغم كل هذه الضغوط من الخروج باتفاق مشرف يلبي الكثير من حقوق ومتطلبات أشقائنا في غزة.
وهذا يجعلنا نطمئن أن كل المؤتمرات والمآمرات التي لن تصب في صالح أشقائنا في غزة لن يكتب لها النجاح ولو جمعوا 100 دولة في شرم الشيخ.
المشكلة أن نظام مبارك العجوز أصبح فاقدا للرؤية غير مدرك لطبيعة التغيرات الدولية والإقليمية في المنطقة والتي ستغير الكثير من السياسات والمعادلات، في ظل أزمة مالية عالمية تضرب في الصميم سياسات الدول وقدرتها على التحرك، بينما يصر نظام مبارك على الالتزام بالتحرك في اطار المحور الصهيوني الأمريكي مستمرا في سياسات السمسرة السياسية معتقدا أن المساعدات ستستمر وحتى لو استمرت فإن الدور وسمعة مصر تتأكل، ولن تجدي هذه السياسات في مواجهة التطرف الصهيوني المتصاعد، وستتجاوزنا الأحداث في المنطقة والتي يعاد تشكلها بعد الصمود الإيراني الذي أجبر الغرب على تغيير سياساته في التعامل معها والاعتراف بدورها وبإنجازاتها العلمية والتقنية.
إن الأدوار لا تصنع بالسمسرة ولكن الأدوار تصنعها القوة الإستراتيجية والتمسك بالقيم وإقامة التحالفات وجمع الصف العربي والإسلامي.
(جبهة إنقاذ مصر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق