21 فبراير 2009

مأساة فلسطينية شاهدة على العدوان النازي للصهاينة


قاموا بتعذيبه حتى فقد عقله وسمعه وطلبوا من زوجته الاحتفاظ به في المتحف!!
عائلة محمد الشرفا.. مأساة فلسطينية شاهدة على العدوان النازي للصهاينة

[ 21/02/2009 ]
شهداء العدوان الصهيوني على القطاع -
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

جرائم جديدة تتكشَّف كلَّ يوم بعد اندحار قوات العدو الصهيوني عن قطاع غزة، مُخلِّفةً ألمًا ودمارًا وخرابًا أحال حياة المواطنين إلى كابوس مؤلم.

ففي كل بيت مصاب، ولكن مصاب عائلة الشاب محمد الشرفا له وقع مختلف؛ فالشهداء احتسبهم أهلوهم عند ربهم، والجرحى في طريقهم إلى العلاج، ولكن مأساة هذا الأب تتجدَّد كل يوم حين يناديه أطفاله ولا مجيب، وحين تنتظر زوجته من يلبِّي حاجات أسرتها فما من معيل!.

محمد الشرفا.. شاب في الخامسة والثلاثين من عمره؛ عاش مع أطفاله وزوجته بأمان حتى اليوم الذي قرَّر فيه العدو الصهيوني إبادة كل شيء في حياة أهل غزة.

لحظات مبكية تتذكَّرها الزوجة الشاكية إلى الله ما ألمَّ بها من ألمٍ؛ فكلَّما تذكَّرت محاولة جنود الاحتلال الصهاينة إشعال النار في زوجها وهو ما زال على قيد الحياة وكيف تفنَّنوا في اختراع أساليب للموت البطيء، تحرَّقت بكاءً.



تفاصيل مُروِّعة



عندما قدمنا إلى منزل "الشرفا"، والذي أصبح يشعر بأنه غريبًا عنه، أشاح بوجهه تجاه النافذة، وفي عينيه حزن دفين، وعلى لسانه كلمات لا يستطيع البوح بها.

حدَّثتنا زوجته عما ارتكبه الجيش النازي بحق هذا الشاب قائلةً: "كنا نجلس في بيتنا نتابع ما يحدث في القطاع من قصفٍ ودمارٍ وحرقٍ للأطفال والنساء والشيوخ بلا استثناء، وكثيرًا ما سمعنا أن اليهود اجتاحوا تل الإسلام، وأن هناك عددًا من الجيران هربوا، ولكنا بقينا في منزلنا صامدين متوكلين على الله، وفجأةً دخل جنود الاحتلال بيتنا وقاموا بجمعنا (زوجي وأطفالنا وأنا) ووضعونا في صالة الضيوف، وأخذوا زوجي محمد (رب العائلة)، فقاموا بتقييد يديه وقدميه ثم طلبوا منه بأن يقوم بالعد من واحد حتى ثلاثة وهم يُصوِّبون إليه أسلحتهم حتى يُعدموه، فقام محمد بالعد، فَعَلت ضحكات الجنود علينا، والتفتوا إلى بعضهم البعض قائلين: "لا نريد أن نقتلك بالرصاص"، ثم ذهبوا إلى داخل المنزل وعاثوا بالغرف تخريبًا وتكسيرًا، ثم أتوا وهم يحملون عبوةً بها بنزين كان يستخدمها زوجي في تشغيل موتور الكهرباء؛ لأنه- كما هو معروف للجميع- لا كهرباء ولا غاز في القطاع من جرَّاء الحصار".

صمتت الزوجة الحزينة برهةً من الزمن تستجمع قواها التي خارت أمام ما ألمَّ بزوجها من مصائب، ثم أكملت حديثها: "بعد أن جاءوا بالبنزين قاموا بسكبه على جسم زوجي، ثم أمروني بالعد من واحد حتى ثلاثة، ثم قام أحد الجنود بإشعال عودٍ من الثقاب ليُلقيَه عليه حتى يموت حرقًا، وما هي إلا لحظات حتى عادت ضحكاتهم تعلو في أرجاء المنزل سخريةً وخبثًا، ومحمد ما زال مكبلاً أمام أعيننا".



قرار إلغاء القتل



اختلط حديثها بالدموع لتعاود الحديث: "بعد ذلك أخذ الجنود يتحدَّثون فيما بينهم، ومن خلال إشاراتهم فهمت أنهم يريدون أن يُلقوه من النافذة التي تشرف على الشارع من الطابق الرابع، فقاموا بحمله وهمُّوا بإلقائه، فكان معظم جسده خارج النافذة بينما أصواتهم تتعالى ضحكًا على ما يفعلونه بنا من معاناة، وخاصةً معاناة زوجي محمد الذي كانت صرخاته تصم الآذان، ليصدر القرار بعد ذلك بإلغاء القتل عبر النافذة".

وتضيف: "ظننَّا أنهم اكتفوا بذلك، ولكن ما كانوا يخفونه كان أكثر شيطانيةً؛ فقد طرأت لأحد الجنود فكرة أن يتركوه عند فوهة مدفع الدبابة، وعلى صوت إطلاق القذائف وإطلاق الرشاشات سيموت وحده، وبالفعل أخذوه ووضعوه بالقرب من فوهة المدفع منذ الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا وهم يقصفون المكان بشكل متوالٍ ومحمد مُكبَّل بجانب الفوهة، وقد ظنوا أنه مات".

اكتشف الجنود بعد عدة أيام أنه لا يزال حيًّا، وأنه فقد عقله وقبلها سمعه، ولم يَعُد سوى هيكل إنسان، فقاموا وأحضروه لي وبسخرية طلبوا منى المحافظة عليه؛ لأنه سينفعني مستقبلاً بدلاً من بقائي وحيدة، حسبما قالوا لي.. لقد قتلوا محمد ألف مرة، ويقتلونني في اليوم آلاف المرات لما أشاهد عليه زوجي والذي كان يملأ البيت حبًّا وحنانًا، فأصبح شبح رجل وشهيدًا مع وقف التنفيذ، وصرخاته تقطِّع نياط قلبي وتذبحني كل يوم ألف مرة".

ليست هناك تعليقات: