8 مارس 2009

أنظمة الحكم العربية كلها دمرت التعليم في بلادنا متعمدة لصالح اليهود




الجامعات العربية في الترتيب العالمي !
د. أسعد أبو شرخ




أصدرت جامعة شانغهاي تقييمها السنوي لأفضل الجامعات في العالم وقسمتها إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تحتوي على أفضل مائة جامعة والمجموعة الثانية على أفضل 500 جامعة على مستوى العالم أما المجموعة الأولى فتصدرت المراكز الثلاثة الأولى فيها جامعات هارفرد، وستانفورد، وبيركلي، وجميعها جامعات أمريكية من الدرجة الأولى وكان لإسرائيل نصيب في هذا الترتيب، حيث حصلت الجامعة العبرية على المرتبة 65 أما بالنسبة للقائمة الثانية التي تشمل 500 جامعة فقد فازت 6 جامعات ومعاهد بحثية إسرائيلية بأماكن تتراوح بين المرتبة 200 أو 400.

وبطبيعة الحال، ومادام الأمر يتعلق بالعلم والجامعات فقد كان همي البحث عن الجامعات العربية ومواقعها وأهميتها حسب الترتيب المذكور،لقد شعرت بخيبة أمل، حينما لم أعثر بعد تدقيق وتدقيق على أي جامعة عربية لا بين الجامعات الخمسمائة الأولى ولا حتى بين الألف جامعة الأخرى!!!

وتوقفت ملياً أمام السؤال القديم – الجديد الذي مازال يلح على عقلي ووجداني، إن دولة واحدة مثل إسرائيل تحصل على ست مواقع هامة في ترتيب أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، بينما العرب بجلال قدرهم وأنظمة حكمهم المختلفة من ملكية إلى جمهورية إلى سلطانية إلى مشيخيه، وبكل نفطهم وملياراتهم ودولاراتهم وكثرة جامعاتهم لم يحصلوا على أي موقع ضمن هذه الجامعات!!!

أين تكمن المشكلة؟ هل هي في العقل العربي، الحاكم العربي، القرار السياسي، الإمكانيات المادية، العقلية الجاهلية، الضغط الأجنبي، أم النظام التعليمي كله من الحضانة إلى الجامعة. لماذا تتقدم كل الأمم إلا الأمة العربية " محلك سر " أو "للخلف در" وغيرنا إلى " الأمام سر " وليس أدل على ذلك من أن إيران التي خرجت من حرب طاحنة، تمكنت في خلال عقدين أو أقل من تحقيق معجزة صناعية تكنولوجية فذة، نرى ونشاهد انجازاتها كل يوم برأ وبحراً وجواً وفي الميادين العسكرية والصناعية والزراعية والتقنية والثقافية بل حتى في الدبلوماسية والعلاقات الدولية؟

وهناك مثل إسلامي آخر وهو ماليزيا من النمور الأسيوية، التي حققت انجازات مدهشة وتقدم هائل في مختلف فروع المعرفة العلمية والتقدم الصناعي والتكنولوجي.

أن القرن الحادي والعشرين هو قرن التكنولوجيا بامتياز، ولن يكون هناك مكان أو احترام لأي أمة تتخلف عن هذا المجال وأظن أننا في عصر العولمة هذا، أصبحت المعرفة تكنولوجية أو غيرها، متوفرة للجميع ولا يمكن حجبها وحتى الأسرار التكنولوجيا يمكن الوصول إليها.

إن هناك سباقاً تكنولوجياً كبيراً على مستوى العالم ومن يمتلك هذا التقدم والمعرفة يمكنه أن يفرض ذاته واحترامه ويكون مهاب الجانب ويأخذ مكانه بين الأمم، البعض يرى أن هناك سباتاً عربياً في هذا المجال، عبر عنه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بطريقة ساخرة عندما قال "أن العالم مهتم بشرائح الكومبيوتر والعرب مهتمون بشرائح البطاطا"!!!

آن لهذا الأنظمة العربية لأن تسخر جزءاً مهماً من إمكانياتها المادية على البحث العلمي وأن تعيد النظر في أنظمة التعليم وأن تخصص المبالغ الطائلة لمراكز الأبحاث في الجامعات حتى تتمكن من أداء دورها في خدمة المجتمع والتقدم به وتصنيع ما تحتاجه محلياً لمواجهة الضغوط الخارجة والابتزاز الذي تتعرض له من الدول الكبرى خاصة أمريكا والغرب.

إن العقل العربي الذي أبدع في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا في مجالات التكنولوجيا والفضاء والطب والصناعات الدوائية والأبحاث العلمية المتميزة والإسهام في التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وجامعاتها هذا العقل قادر إذا ما توفر له المناخ والإمكانات المادية أن يصنع المعجزات وعلى الأنظمة العربية بدلاً من إهدار المليارات على أسلحة تتحول في المخازن إلى خردة بمرور الزمن الاهتمام جدياً بالبحث العلمي ورصد الميزانيات الضرورية له لتصنيع كل ما تحتاجه محلياً وعسكرياً ومدنياً طالما لديها العقول وهي موجودة في الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحث في أرجاء الوطن العربي. نريد قراراً سياسياً واضحاً في هذا المجال وصدق في النوايا للارتقاء بالإنسان العربي وحل مشكلاته عن طريق العلم والبحث العلمي كما تفعل كل الأمم الراقية والمتقدمة في العالم.

وأريد أن أذكر الأنظمة العربية أن مراكز البحوث في الجامعات الإسرائيلية تلعب دوراً مهماً في قوة إسرائيل عسكرياً وتكنولوجياً وصناعياً ومالياً لأن نتاج البحث العلمي تترجم إلى صناعات متقدمة والصناعات تترجم إلى مليارات من الدولارات ويكفي أن أذكر هنا أن التكنولوجيا العالية في إسرائيل تجلب لها عشرات المليارات من الدولارات، إذ أن أهم مصدر لقوة وتفوق إسرائيل ودخلها القومي والاقتصادي هو التكنولوجيا!

هل يأتي اليوم الذي نغيظ فيه كلينتون وأمثاله ونقول له، أن العرب الآن أكثر اهتماماً وانشغالاً بشرائح الكمبيوتر والتكنولوجيا من أية أمة أخرى؟!!

بل أنهم الآن يكرهون كل أنواع البطاطا سواء كانت شرائحاً أم مطبوخة أو مسلوقة أو مشوية!!

لأن اهتمامهم وانشغالهم بشرائح الكمبيوتر وشرائح التقدم العلمي الأخرى جعلتهم يعزفون عن أكل البطاطا بل لا يملكون ترف الوقت للنظر إليها ناهيك عن التلذذ بالتهامها وعندئذ سيموت كلينتون من الغيط! ومن السخرية من ذاته.!





ليست هناك تعليقات: