28 مارس 2009

الإرهاب مكون أساسي في الشخصية الأمريكية


((( الثأر النووي :

بالرغم من أن الحرب العالمية الثانية أفقدت العالم ما لا يقل عن خمسين مليوناً من البشر فإن خسارة الأمريكيين لخمسة آلاف جندي ، بعد الهجمات اليابانية بطائرات ( الكاميكازا ) على ( ميناء هاربر ) الأمريكي عام 1945م أفقدت الأمريكيين عقلهم ؛ فلأول مرة يخسر الشعب الأمريكي ( المختار ) هذا الكم الهائل من الدماء في معركة واحدة ، فكان لا بد أن يكون الرد حقداً يصب على رؤوس اليابانيين المدنيين منهم قبل العسكريين ، وهذا ما حدث ؛ فمقابل دماء الخمسة آلاف جندي أمريكي ، أقبل الأمريكيون الأنجلو ساكسون على الانتقام المجنون ، فأمر الجنرال ( جورج مارشال ) رئيس الأركان الأمريكي في ذلك الوقت ، بتنفيذ عمليات قصف تدميري واسع النطاق للمدن اليابانية الكثيفة السكان ، فتم إطلاق 334 طائرة أمريكية لإلقاء القنابل الحارقة لتدمر ما مساحته 16 ميلاً مربعاً ، ولتقتل في ساعات نحو 100 ألف شخص ، وتشرد نحو مليون آخرين ، في عمليات جحيم مستعر شمل طوكيو و 64 مدينة يابانية أخرى ، ثم ختم ذلك المشهد الدموي ، بمشهد آخر أكثر دموية لم يكن للبشرية به عهد قبل مجيء العهد الأمريكي ؛ فقد أقدم الأمريكيون وهم القوة المتظاهرة اليوم بالدعوة إلى التعقل في استعمال أسلحة الدمار الشامل إلى استعمال هذا السلاح ، وكانوا أسبق البشر إلى استعماله عندما أسقطوا قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما و ناجازاكي ، حصدت بسببها عشرات الآلاف من الأرواح بلا أدنى تفريق بين مدني وعسكري ، أو رجل وامرأة وطفل .
- بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وقعت أزمة بين أمريكا و كوريا الشمالية بسبب خوف الأمريكيين من انتشار النفوذ السوفييتي في جنوب شرق آسيا ، فتدخلوا بسبب ذلك في الأراضي الكورية ، وعزل الأمريكيون الحكومة الشعبية ، وأغرقوا البلاد في حروب طاحنة أشاعت ناراً ودماراً ، ولكنها بعثت في الوقت نفسه نوعاً من الارتياح النفسي في قلوب زعماء ( الشعب المختار ) . يقول ناعوم تشومسكي ، الكاتب الأمريكي المعروف ، واصفاً نتائج تلك الحرب : « أشعلنا حرباً ضروساً ، سقط خلالها 100 ألف قتيل .. وفي إقليم واحد صغير سقط 30 ألفاً إلى 40 ألفاً من القتلى أثناء ثورة قام بها الفلاحون » ، ويصف ذلك الكاتب كيف أن حكومة بلاده تدوس على « القيم » الديمقراطية إذا ما تبين أنها تحول بين أمريكا وبين مصالحها الذاتية . يقول : « لم يُثر انقلاب فاشي في كولولمبيا إلا قليلاً من احتجاج حكومة الولايات المتحدة ، بينما لم تهتم بانقلاب عسكري في فنزويلا ، ولا بعودة السلطة للمعجب بالفاشية في بنما ، ولكن المرارة والعداوة التهبت في حكومتنا عندما صعدت للسلطة أول حكومة ديمقراطية في تاريخ جواتيمالا » وبينما لم تأبه أمريكا بقيام أنظمة ديكتاتورية معادية للديمقراطية ما دامت تخدم الأغراض الغربية ، فقد أطاح الأمريكيون - كما قال تشومسكي - بالعديد من الحكومات ( الديمقراطية ) عندما ظهر لهم أن تلك الأنظمة الديمقراطية لا تخدم مصالحهم الإجرامية .. يقول : « أعاقت حكومتنا بعض الحكومات البرلمانية ، وأسقطت بعضها ، كما حدث في إيران عام 1953م ، وجواتيمالا عام 1945م ، و تشيلي عام 1972م ، ولم تكن أساليب الإسقاط طبيعية جداً ، فلم يكن القتل العادي هو عمل القوات التي حركناها في نيكاراجوا ، أو عمل وكلائنا الإرهابيين في السلفادور أو جواتيمالا ، ولكنه كان بصفة واضحة قتل القسوة والتعذيب السادي : تعليق النساء من أقدامهن ، بعد قطع أثدائهن ، وفض بكارتهن ، وقطع الرؤوس وتعليقها على خوازيق ، ورطم الأطفال بالجدران حتى يموتوا .. » ! واقعة قتل ( خمسة آلاف جندي ) أمريكي على يد اليابانيين في حادثة ميناء هاربر أثناء الحرب العالمية الثانية مشهورة جداً ، ومشهورة أكثر قصة الخسارة التي مني بها الأمريكان في فيتنام وهي : 55 ألف قتيل من الغزاة العسكريين ، مما سبب عند الأمريكيين عقدة مزمنة اسمها ( عقدة فيتنام ) . أما سبب الشهرة فمعروف ، وهو أن القتلى أمريكيون بيض .. أنجلو ساكسون ! في غالبيتهم ، ومنتسبون للشعب المختار ! لهذا فمثلما انتقم الأمريكيون من اليابانيين فأسرفوا في الانتقام ، فقد ثأروا من الفيتناميين فأفرطوا في الثأر ؛ فقد بلغ عدد القتلى الفيتناميين عند انتهاء الحرب عام 1957م أكثر من مليون هذا هو الرقم المشهور ولكن مجلة نيويورك تايمز نشرت في ( 8/10/1997م ) أن العدد الحقيقي بلغ 3. 6 مليون قتيل ، ولكن هذا لم يكن كافياً لإرواء الظمأ الدموي فقد كشفت السلطات الأمريكية في أول مارس 2002م ، أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون قال في مكالمة هاتفية مع كيسنجر في شهر أبريل 1972م : « إنني أفضل استخدام القنبلة النووية ، فرد عليه كينسنجر : « أعتقد أن هذا خيار خطر جداً » فقال نيكسون بغضب : « هل تزعجك هذه الفكرة ؟ أنا أريدك أن تكون أكثر جرأة » ، أما ما حدث بين عامي 1952م ، 1973م ، فلا يستحق الشهرة أيضاً ؛ لأن القتلى لا تجري في عروقهم دماء ( مقدسة ) ، أمريكية أو إنجليزية أو إسرائيلية ، لقد قتل الأمريكيون بين العامين المذكورين زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامي وروسي وكمبودي ، وفي بداية الحرب الفيتنامية ، تسببت تلك الحرب حتى حلول منتصف عام 1963م في مقتل 160 ألف شخص ، وتعذيب وتشويه نحو 700 ألف شخص ، واغتصاب نحو 31 ألف امرأة ، وبقر بطون نحو ثلاثة آلاف شخص وهم أحياء ، وإحراق أربعة آلاف آخرين حتى الموت ، ومهاجمة 46 قرية بالمواد السامة ، وتسبب قصف مدينة هانوي عام 1972م في إصابة أكثر من30ألف طفل بالصمم الدائم ، وفقدان 300 ألف عائلة لعائلها أو أحد أفرادها ، وفي جواتيمالا قتل الجيش الأمريكي صاحب الكفاءة والشجاعة أكثر من 150 ألف مزارع في الفترة ما بين 1966 إلى 1986م . )))

أمريكا وإسرائيل وعقدة الدم

الشيخ الدكتور / عبد العزيز بن مصطفى كامل
دكتوراه في الشريعة جامعة الأزهر .
وعضو هيئة تحرير مجلة البيان


ليست هناك تعليقات: