28 مارس 2009

الإرهاب الأمريكي متجذر في العقلية الجمعية الأمريكية


((( * الهنود الحمر :

التدمير أسهل من التنصير : - في عام 4661م ، صدر كتاب بعنوان : ( العملاق ) كتبه ( يوردجاك ) تضمن نصائح للقيادات الأنجلو ساكسونية المتزعمة للمهاجرين البروتستانت إلى القارة الأمريكية الجديدة ، جاء فيه : « إن إبادة الهنود الحمر والخلاص منهم أرخص بكثير من أي محاولة لتنصيرهم أو تمدينهم ؛ فهم همج ، برابرة ، عراة ، وهذا يجعل تمدينهم صعباً . إن النصر عليهم سهل ، أما محاولة تمدينهم فسوف تأخذ وقتاً طويلاً ، وأما الإبادة فإنها تختصر هذا الوقت ، ووسائل تحقيق الانتصار عليهم كثيرة : بالقوة ، بالمفاجأة ، بالتجويع ، بحرق المحاصيل ، بتدمير القوارب والبيوت ، بتمزيق شباك الصيد ، وفي المرحلة الأخيرة : المطاردة بالجياد السريعة والكلاب المدربة التي تخيفهم ؛ لأنها تنهش أجسادهم العارية » ! - في عام 1730 م ، أصدرت الجمعية التشريعية ( البرلمان ) لمن يسمون أنفسهم : ( البروتستانت الأطهار ) تشريعاً يقنن عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر ، فأصدرت قراراً بتقديم مكافأة مقدارها 40 جنيهاً مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر ، و40 جينهاً مقابل أسر كل واحد منهم ، وبعد خمسة عشر عاماً ارتفعت المكافأة إلى 100 جنيه ! ثم وضع البرلمان البروتستانتي ( تسعيرة ) جديدة بعد عشرين عاماً من صدور القرارات الأولى : فروة رأس ذكر عمره 12 عاماً فما فوق : 100 جنيه ، أسير من الرجال : 105 جنيهات ، أسيرة من النساء أو طفل : 55 جنيهاً ، فروة رأس امرأة أو فروة رأس طفل : 50 جنيهاً . - في عام 1763 م أمر القائد الأمريكي ، البريطاني الأصل ( جفري آهرست ) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري في أماكن تجمعات الهنود الحمر ، لنقل مرض الجدري إليهم بهدف نشر المرض بينهم ؛ مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت عشرات الألوف منهم . وبعد عقود قليلة انتهى أمر السكان الأصليين في القارة الأمريكية إلى ما يشبه الفناء ، بعد الإبادة المنظمة لهم على أيدي المبشرين بالمحبة ، والسلام للبشرية جمعاء !
العبيد السمر

- بعد فراغ القارة الأمريكية من العبيد ( الحمر ) قرر الأمريكيون استيراد عدة ملايين من العبيد ( السمر ) لخدمة ( الشعب المختار ) فتحول رعاة البقر إلى بحارة يجوبون السواحل الإفريقية لاصطياد « العبيد » وحشرهم في سفن الشحن ، في عمليات إجرام أخرى يعالجون بها آثار الجريمة الأولى في حق الهنود الحمر ! ! حيث لم يبق لديهم ما يكفي من الأيدي العاملة لبناء صرح الحضارة الجديدة ! وقد جلب الأوربيون والأمريكيون في أول الأمر ما لا يقل عن 12 مليوناً من الأفارقة المسترقين ، جاؤوا بأفواجهم في الأصفاد ، وكانت البرتغال أكثر الدول الأوروبية توسعاً في جلب هؤلاء إلى أراضي العالم الجديد في أمريكا ، دون توفير أدنى الضمانات لتلك ( المخلوقات ) الإفريقية التي لم يَرْق التعامل معهم إلى مستوى التعامل مع فئران المعامل ؛ فقد صدر عن منظمة اليونسكو عام 7891م تقرير يحكي فظاعة ما حصل للأفارقة وهول الكارثة الإنسانية التي حلت بهم لهم من أجل « تعمير » أمريكا ؛ فقد جاء فيه أن إفريقيا فقدت من أبنائها في تجارة الرقيق نحو 210 ملايين نسمة ، وذكرت التقارير أن ما لا يقل عن خمسة وعشرين مليوناً من الأفارقة الذين تم شحنهم من أنحاء القارة في أفواج من ( جزيرة جور ) الواقعة في مواجهة العاصمة السنغالية ( داكار ) ؛ قد هلك أكثرهم قبل أن يصلوا إلى العالم الجديد مما لقوا في رحلات العذاب داخل سفن شحن المواشي !

ويذكر هنا أن أمريكا ، وأمريكا بالذات .. هي التي أحبطت في مؤتمر (دوربان ) عام 2000م مطالب الأفارقة بالتعويض عما حدث لهم ، بل رفضت أن يقدم لهم مجرد اعتذار ! ومع كل هذا لا يزال كثير من المغفلين أو المغرضين يرفعون عقيرتهم قائلين : إن أمريكا محررة العبيد ! - وقد بقي الأمريكيون مشغولين عن التدخل في شؤون العالم ثلاثة قرون ، تاركين ذلك للجزء الأصلي من الشعب الساكسوني المختار ( بريطانيا ) ثم قرروا بعد نشوب الحرب العالمية الثانية أن ينفتحوا على العالم ، وكانت بداية ذلك الانفتاح دموية قاتلة .)))
أمريكا وإسرائيل وعقدة الدم

الشيخ الدكتور / عبد العزيز بن مصطفى كامل
دكتوراه في الشريعة جامعة الأزهر .
وعضو هيئة تحرير مجلة البيان


ليست هناك تعليقات: