19 يناير 2009

ياعلماء الإسلام أين فتواكم بالجهاد .....إنها حرب عقيدية



لم يكن ما يجري بغزة من مذابح بمعزل عن فتاوى حاخامات صهيون والذين تباروا في مباركة المجازر مانحين إياها غطاءً توراتياً وكأنهم" يباركون مذابح ومجازر غزة باسم الرب".
فقد بعث" مردخاي إلياهو"- الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في إسرائيل والذي شغل في الماضي منصب الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل- برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وكل قادة إسرائيل- ضمن نشرة" عالم صغير" وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها شكيم ابن حمور والتي وردت في سفر التكوين وتحديداً في الآيات ما بين" 9 وحتى 14" من الإصحاح" 34" كدليل على النصوص التوراتية التي تبيح لليهود فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب، حيث كتب إلياهو بأنه" طبقاً لما ورد في التوراة فإن مدينة بأكملها تحملت المسؤولية الجماعية عن السلوك غير الأخلاقي لأحد من أفرادها".
وأضاف الحاخام الأكبر أن "هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام". ودعا مردخاي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة معتبرا أن" المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي". واستند مردخاي إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا فيه لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم. وقال الحاخام الإسرائيلي إن" أقوال الملك داود تستبطن تصريحا لقادة إسرائيل بعدم إبداء الرحمة تجاه من يستهدف المدنيين لدينا بواسطة إطلاق صواريخ من داخل مناطق مأهولة بالسكان. وتمادى الحاخام في رسالته التي وجهها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قائلاً" إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقاباً على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في سديروت أو حياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر خوفا من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة".
أما" الحاخام شلوموا إلياهو وهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد ونجل الحاخام مردخاي إلياهو- فقد كشف ما هو أبعد من ذلك مشيراً إلى أن" والده عارض توغل قوات برية إسرائيلية إلى قطاع غزة على اعتبار أن ذلك من شأنه أن يشكل خطرا على جنود الجيش الإسرائيلي".
وأضاف إلياهو" الابن" قائلاً" لقد دعا بدلا من ذلك إلى قصف المنطقة التي أطلقت منها صواريخ القسام بغض النظر عن الثمن فيما يتعلق بحياة الفلسطينيين".
وأضاف قائلاً"إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف. وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت".
وأضاف إلياهو قائلاً" المزامير تقول:سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم ولن أتوقف حتى القضاء عليهم".
أما مردخاي إلياهو فقد كتب في رسالته يقول" هذه رسالة إلى جميع قادة الشعب اليهودي، لا تكونوا رحماء مع أولئك الذين يطلقون النار والصواريخ على المدنيين في منازلهم".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث نشرت صحيفة "هآرتس" فتوى لعدد من حاخامات اليهود في إسرائيل أفتوا فيها بأنه" يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين".
ونقلت الصحيفة عن الحاخام" يسرائيل روزين"- رئيس معهد تسوميت وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود- فتواه التي سبق أن أصدرها في السادس والعشرين من مارس من العام الماضي بأنه" يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه".
وأضاف روزين بأن" حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم" مشيراً إلى أن" قوم عملاق كانوا يعيشون في أرض فلسطين وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية، لكن العماليق شنوا هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل بقيادة النبي موسى عليه السلام عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين".
ويضيف روزين قائلاً" لقد كلف الرب بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد العماليق" مستدلاً بالحكم الذي يقول" اقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية.. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلا شخصا يتبعه شخص، لا تتركوا طفلا، ولا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار".
وحسب التراث اليهودي فقد كان يهوشع بن نون هو أول من طبق هذا الحكم عندما انتصر على العماليق، فدمر مدينتهم أريحا على من فيها. ويضيف روزين في فتواه بأن" العملاق لا ينحصر في عرق أو دين محدد، بل يشمل كل من يكره اليهود لدوافع دينية أو قومية".
ويصل روزين إلى حد القول" عملاق سيبقى ما بقي اليهود، ففي كل عهد سيخرج عملاق من عرق آخر لمناصبة اليهود العداء، لذا يجب أن تكون الحرب ضده عالمية".
وشدد روزين في فتواه على أن" تطبيق حكم العماليق يجب أن يقوم به اليهود في كل وقت وزمان لأنه تكليف إلهي ولا أن نضع في اعتبارنا مواقف دول العالم " مضيفاً بالقول" علينا أن ننفذ أحكام الرب، وأن نتوقف عن الاختفاء في ظل أسرة شعوب العالم، وحتى عندما يكون تطبيق هذه الفريضة ثقيلا وصعبا، فإننا مطالبون بتطبيقها دائما".
ويضيف روزين بأن" عملاق هذا العصر هم الفلسطينيون، من يقتل الطلاب وهم يتلون التوراة، ويطلق الصواريخ على مدينة سديروت فيثير الفزع في نفوس الرجال والنساء، من يرقص على الدماء، هو عملاق، ويجب أن نرد عليه بكراهية مضادة، وعلينا أن ننزع أي أثر للإنسانية في تعاملنا معه حتى ننتصر".
وحسب ما ذكرته جريدة هآرتس فإن" الحاخام روزين لم يكن الحاخام الوحيد الذي يؤيد تطبيق حكم العماليق في الفلسطينيين". حيث أشارت الصحيفة إلى أن" الحاخام مردخاي إلياهو يؤيد تطبيق الحكم" مضيفة بأنه" يستدل على ذلك بإحدى العبارات التي وردت في الحكم والتي تقول، أذكر عدوك وأبده".
وأضافت الصحيفة بأن" الحاخام شلوموا إلياهو أيد الحكم، بل وكتب مقالاً أيد فيه" تطبيق حكم العماليق" حيث قال بأنه" لا توجد أي مشكلة أخلاقية في سحق الأشرار".
أما الحاخام دوف ليئور- رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة الغربية- فقد أيد تطبيق الفتوى ضد الفلسطينيين قائلاً" كل من يريد تدمير إسرائيل، يتوجب تطبيق حكم عملاق فيه". كما أيد" الحاخام أوري لبيانسكي"- رئيس المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة- فقد أيد تطبيق حكم العماليق في الفلسطينيين مشيراً إلى أنه" يستذكر في هذه اللحظة اللحظات التي سبقت صدور حكم التوراة في العماليق".
ومن فتوى العماليق إلى فتوى أخرى أصدرها الحاخامات في مؤسسة" حاخامات أرض إسرائيل" والتي تسمح للجيش الإسرائيلي بقصف مناطق سكنية في قطاع غزة" مشيرين إلى أنه" على الجيش قصف المناطق التي تطلق منها الصواريخ في غزة ولكن بعد أن يمهل الجيش سكانها وقتا للإخلاء". ومن بين الحاخامات الذين صادقوا على الفتوى حاخام مستوطنة عوفاديا يوسف الزعيم الروحي والحاخام الأكبر لحزب شاس الديني المتشدد. فيما أفتى الحاخام" آفي رونتسكي بأن" أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ فالواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم".
ولم يتوقف المر عند هذا الحد حيث أصدر الحاخام إلياهو كينفينسكي- ثاني أكبر المرجعيات الدينية الحريدية في إسرائيل- فتوى تحظر تشغيل العرب وخصوصا في المدارس الدينية" معللاً ذلك بأن" هذه الفتوى جاءت من أجل الدفاع عن النفس وتقليص قدرة العرب على المس باليهود".
وجاءت فتوى كينفينسكي في أعقاب الفتوى التي أصدرها الحاخام داف ليئور- رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة- والتي حظر فيها" تشغيل العرب وتأجيرهم شققا سكنية في أحياء اليهود".
ومما يزيد من خطورة تلك الفتاوى أنها تجد لها صدى واسعاً بين الإسرائيليين وخاصة من يصفون أنفسهم بالمتدينين حيث أشارت دراسة صادرة عن قسم العلوم الاجتماعية بجامعة بار إيلون إلى أن" أكثر من 90% ممن يصفون أنفسهم بأنهم متدينون يرون أنه لو تعارضت الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية مع رأي الحاخامات فإن الأولى تطبيق رأي الحاخامات".
ويزداد الأمر بالنسبة لتباع التيار الديني الصهيوني والذين تشير تقارير الجيش إلى أنهم" يمثلون أكثر من 50% من ضباط الجيش الإسرائيلي وأكثر من 60% من قادة الوحدات الخاصة".
وتشير الأرقام الصادرة في الدراسة إلى أن" أكثر من 95% من الجنود المتدينين أكدوا أنهم لا يمكنهم الانصياع لأوامر عسكرية تصدر لهم دون أن تكون متسقة مع الفتاوى الدينية التي يصدرها الحاخامات والسلطات الدينية".
وهو ما يعلق عليه واصل طه- عضو الكنيست عن حزب التجمع الديموقراطي العربي والذي يقوده عزمي بشارة قائلاً" لقد تم اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين بناءً على فتوى أصدرها عدد من الحاخامات، وإذا كانت هذه هي طريقة تعاملهم مع الفتاوى التي تصدر بحق يهود مثلهم، فكيف سيكون تعاملهم مع من ينظرون إليهم بوصفهم أعداء؟ لقد أصبحنا كعرب نشعر بقلة الأمان وأدركنا أن الأمور تتطلب منا مزيداً من الحذر".
(نقلا عن الوطن -السعودية 17-1-2009 هاني زايد )

ليست هناك تعليقات: