إسرائيل تؤكد الاتفاق مع مصر على مشاركة دولية لضبط الحدود
كتب محمد عطية (المصريون): : بتاريخ 17 - 1 - 2009
في الوقت الذي شدد فيه الرئيس حسني مبارك في كلمته أمس على رفضه نشر مراقبين أجانب على الحدود المصرية مع قطاع غزة، غداة الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم بين وزيرتي الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والإسرائيلية تسيبي ليفني لوقف تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين، ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن تقدما كبيرا حدث في المحادثات مع مصر فيما يتعلق بوقف التهريب على حدودها.
في غضون ذلك أعلن ناطق بلسان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وافقت على إرسال سفن حربية إلى الشرق الأوسط للمساهمة في ضبط حدود قطاع غزة ومنع تهريب السلاح إليها.
وأضافت التقارير الصحفية الإسرائيلية نقلا عن مسئولين إسرائيليين، أن "هناك تفاهمات بين القاهرة وتل أبيب حول موضوعين؛ الأول هو مقترح لوزارتي الخارجية والدفاع الإسرائيليتين يتضمن آليات وميكانيزمات لوقف التهريب، عبر الاستعانة بتكنولوجيا على طول محور صلاح الدين تعمل على إيقاف المهربين في رفح، وكشف وتدمير الأنفاق بالاشتراك مع خبراء دوليين".
وأوضحت أن الأمر الثاني يتعلق بـ "الاستمرار في معالجة الأوضاع المتردية بالقطاع، دون إشراك حماس"، وأشارت إلى أن الأمر يدور بشكل أساسي حول قضية جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير بغزة منذ أكثر من عامين.
ونقلت التقارير، إن "التفاهمات المصرية الإسرائيلية وتوقيع مذكرة التفاهم بين واشنطن وتل أبيب ستتمكن من إنهاء العمليات العسكرية بالقطاع، والتي ستتضمن إيقافا أحاديا لإطلاق النار من جانب تل أبيب كمرحلة أولى، وانتظار تقارير المؤسسة الأمنية وتقيمها لجهود القاهرة في منع التهريب كمرحلة ثانية، وبناء عليه تستمر العمليات أو يتم إيقافها".
وأكدت صحيفة "معاريف" أهمية الاتفاق الإسرائيلي- الأمريكي، بعدما قالت إن "حماس" استطاعت "خلال العامين الماضيين وبعد السيطرة على غزة في تقوية وتدعيم نفسها عسكريا عبر التهريب من الحدود المصرية، بالإضافة إلى كم الأسلحة التي استولت عليها من حركة فتح"، وزعمت أن هناك "أسلحة تم تهريبها عبر سيناء مصدرها إيران وسوريا".
وذكرت "معاريف" أن "عمليات التهريب لم تقتصر على الأسلحة بل شملت معلومات استخباراتية ونقل خبراء لغزة، علاوة على الوسائل الحربية والمبالغ المالية التي خلقت لحماس جيشا صغيرا وصل في فترات الطوارئ إلى حوالي 15 ألف محارب مسلحين ومدربين، ومكنت الحركة من إطلاق صواريخ تصل مداها إلى أكثر من 40 كم تجاه المدن الجنوبية الإسرائيلية، في نموذج مشابه لحزب الله اللبناني".
وأشارت الصحيفة إلى أن قبائل سيناوية تقف وراء تسليح الفلسطينيين بصواريخ "الجراد" الصينية الصنع، لافتة إلى أن "صواريخ الجراد وقذائف الهاون التي تتساقط على إسرائيل اتخذت طريقها من إيران للسودان وإريتريا مرورا بالطرق البرية حتى وصلت إلى قبائل الترابين أشهر القبائل البدوية بشمال سيناء والذين قاموا بتهريبها لغزة دون أن يخشوا الدخول في صدامات مع السلطات المصرية"، على حد زعمها.
وكان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط نفى مسئولية مصر عن إدخال الأسلحة إلى الفلسطينيين، قائلا "هذه الأسلحة يتم تهريبها عبر الساحل من خلال براميل يتم إلقاؤها على بعد 15 أو 30 كيلو من الشاطئ، لتدفعها الأمواج في اتجاه رفح الفلسطينية، حيث تتلقاها المقاومة بسهولة، ونحن في مصر اكتشفنا هذا الأمر عندما رأينا على شواطئ رفح المصرية بعض هذه البراميل التي أتت لشواطئنا بطريق الخطأ".
لكن الصحيفة اعتبرت وجهة النظر المصرية بهذا الشأن "غير صحيحة في ظل مراقبة وإشراف سلاح البحرية الإسرائيلي"، وأوضحت أن "المصريين ولأسباب عديدة يغضون الطرف ويرفضون الدخول في تصادم مع قبيلة الترابين التي تسيطر على شمال سيناء، كما أنهم لا يعالجون مسألة التهريب على الحدود المخترقة مع السودان بشكل سريع".
وأكدت أن "القاهرة لم تستغل عدة فرص أبلغتها فيها تل أبيب معلومات عن التهريب من السودان ومواقع تخزين الأسلحة في سيناء"، وأنه "خلال الفترة الأخيرة توجد دلائل وإشارات على تغير الموقف المصري تجاه "حماس" بعد قيامها بإحراج السلطات المصرية عدة مرات والتي كان من ضمنها رفض عقد اجتماعات نظمتها القاهرة".
ونقلت الصحيفة عن تقارير "الشاباك" الإسرائيلي، إن "ما لايقل عن 80 طنا من المواد المتفجرة عبر سيناء، والتي تستعمل في مقدمات الصواريخ الفلسطينية، تم تهريبها عبر مصر،
بالإضافة إلى صواريخ محمولة على الكتف من نوع "إس آي 7"، والتي تستخدم كصواريخ مضادة للطائرات، كما هربت عشرات الصواريخ المضادة للدبابات من نوع كونكورس وساجر روسي الصنع".
وزعمت "معاريف" أنه "تم تدريب أكثر من 600 ناشط من حماس في سوريا، تمكنوا من الخروج عبر الأنفاق المصرية بسيناء، ومن هناك سافروا جوا إلى سوريا، حيث تم تدريبهم عسكريا على يد خبراء إيرانيين".
ووفق ما نقلت الصحيفة عمن قالت إنهم مسئولون بالجيش الإسرائيلي، "فإن هناك حوالي 200 نفق بامتداد محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وأن هناك من 400 إلى 500 مدخل وفتحة للأنفاق"، وأنه "توجد عدة مداخل وفتحات على امتداد النفق الواحد"، مشيرة إلى أن تلك الأنفاق يقوم بحفرها مواطنون في رفح ويتم استغلالها في تهريب سلع حياتية، مثل الأدوية والغذاء والملابس والأموال والوقود.
كتب محمد عطية (المصريون): : بتاريخ 17 - 1 - 2009
في الوقت الذي شدد فيه الرئيس حسني مبارك في كلمته أمس على رفضه نشر مراقبين أجانب على الحدود المصرية مع قطاع غزة، غداة الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم بين وزيرتي الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والإسرائيلية تسيبي ليفني لوقف تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين، ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن تقدما كبيرا حدث في المحادثات مع مصر فيما يتعلق بوقف التهريب على حدودها.
في غضون ذلك أعلن ناطق بلسان رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وافقت على إرسال سفن حربية إلى الشرق الأوسط للمساهمة في ضبط حدود قطاع غزة ومنع تهريب السلاح إليها.
وأضافت التقارير الصحفية الإسرائيلية نقلا عن مسئولين إسرائيليين، أن "هناك تفاهمات بين القاهرة وتل أبيب حول موضوعين؛ الأول هو مقترح لوزارتي الخارجية والدفاع الإسرائيليتين يتضمن آليات وميكانيزمات لوقف التهريب، عبر الاستعانة بتكنولوجيا على طول محور صلاح الدين تعمل على إيقاف المهربين في رفح، وكشف وتدمير الأنفاق بالاشتراك مع خبراء دوليين".
وأوضحت أن الأمر الثاني يتعلق بـ "الاستمرار في معالجة الأوضاع المتردية بالقطاع، دون إشراك حماس"، وأشارت إلى أن الأمر يدور بشكل أساسي حول قضية جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير بغزة منذ أكثر من عامين.
ونقلت التقارير، إن "التفاهمات المصرية الإسرائيلية وتوقيع مذكرة التفاهم بين واشنطن وتل أبيب ستتمكن من إنهاء العمليات العسكرية بالقطاع، والتي ستتضمن إيقافا أحاديا لإطلاق النار من جانب تل أبيب كمرحلة أولى، وانتظار تقارير المؤسسة الأمنية وتقيمها لجهود القاهرة في منع التهريب كمرحلة ثانية، وبناء عليه تستمر العمليات أو يتم إيقافها".
وأكدت صحيفة "معاريف" أهمية الاتفاق الإسرائيلي- الأمريكي، بعدما قالت إن "حماس" استطاعت "خلال العامين الماضيين وبعد السيطرة على غزة في تقوية وتدعيم نفسها عسكريا عبر التهريب من الحدود المصرية، بالإضافة إلى كم الأسلحة التي استولت عليها من حركة فتح"، وزعمت أن هناك "أسلحة تم تهريبها عبر سيناء مصدرها إيران وسوريا".
وذكرت "معاريف" أن "عمليات التهريب لم تقتصر على الأسلحة بل شملت معلومات استخباراتية ونقل خبراء لغزة، علاوة على الوسائل الحربية والمبالغ المالية التي خلقت لحماس جيشا صغيرا وصل في فترات الطوارئ إلى حوالي 15 ألف محارب مسلحين ومدربين، ومكنت الحركة من إطلاق صواريخ تصل مداها إلى أكثر من 40 كم تجاه المدن الجنوبية الإسرائيلية، في نموذج مشابه لحزب الله اللبناني".
وأشارت الصحيفة إلى أن قبائل سيناوية تقف وراء تسليح الفلسطينيين بصواريخ "الجراد" الصينية الصنع، لافتة إلى أن "صواريخ الجراد وقذائف الهاون التي تتساقط على إسرائيل اتخذت طريقها من إيران للسودان وإريتريا مرورا بالطرق البرية حتى وصلت إلى قبائل الترابين أشهر القبائل البدوية بشمال سيناء والذين قاموا بتهريبها لغزة دون أن يخشوا الدخول في صدامات مع السلطات المصرية"، على حد زعمها.
وكان وزير الخارجية أحمد أبو الغيط نفى مسئولية مصر عن إدخال الأسلحة إلى الفلسطينيين، قائلا "هذه الأسلحة يتم تهريبها عبر الساحل من خلال براميل يتم إلقاؤها على بعد 15 أو 30 كيلو من الشاطئ، لتدفعها الأمواج في اتجاه رفح الفلسطينية، حيث تتلقاها المقاومة بسهولة، ونحن في مصر اكتشفنا هذا الأمر عندما رأينا على شواطئ رفح المصرية بعض هذه البراميل التي أتت لشواطئنا بطريق الخطأ".
لكن الصحيفة اعتبرت وجهة النظر المصرية بهذا الشأن "غير صحيحة في ظل مراقبة وإشراف سلاح البحرية الإسرائيلي"، وأوضحت أن "المصريين ولأسباب عديدة يغضون الطرف ويرفضون الدخول في تصادم مع قبيلة الترابين التي تسيطر على شمال سيناء، كما أنهم لا يعالجون مسألة التهريب على الحدود المخترقة مع السودان بشكل سريع".
وأكدت أن "القاهرة لم تستغل عدة فرص أبلغتها فيها تل أبيب معلومات عن التهريب من السودان ومواقع تخزين الأسلحة في سيناء"، وأنه "خلال الفترة الأخيرة توجد دلائل وإشارات على تغير الموقف المصري تجاه "حماس" بعد قيامها بإحراج السلطات المصرية عدة مرات والتي كان من ضمنها رفض عقد اجتماعات نظمتها القاهرة".
ونقلت الصحيفة عن تقارير "الشاباك" الإسرائيلي، إن "ما لايقل عن 80 طنا من المواد المتفجرة عبر سيناء، والتي تستعمل في مقدمات الصواريخ الفلسطينية، تم تهريبها عبر مصر،
بالإضافة إلى صواريخ محمولة على الكتف من نوع "إس آي 7"، والتي تستخدم كصواريخ مضادة للطائرات، كما هربت عشرات الصواريخ المضادة للدبابات من نوع كونكورس وساجر روسي الصنع".
وزعمت "معاريف" أنه "تم تدريب أكثر من 600 ناشط من حماس في سوريا، تمكنوا من الخروج عبر الأنفاق المصرية بسيناء، ومن هناك سافروا جوا إلى سوريا، حيث تم تدريبهم عسكريا على يد خبراء إيرانيين".
ووفق ما نقلت الصحيفة عمن قالت إنهم مسئولون بالجيش الإسرائيلي، "فإن هناك حوالي 200 نفق بامتداد محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وأن هناك من 400 إلى 500 مدخل وفتحة للأنفاق"، وأنه "توجد عدة مداخل وفتحات على امتداد النفق الواحد"، مشيرة إلى أن تلك الأنفاق يقوم بحفرها مواطنون في رفح ويتم استغلالها في تهريب سلع حياتية، مثل الأدوية والغذاء والملابس والأموال والوقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق