29 يناير 2009

القائد المجاهد الشهيد أحمد ياسين




جبل ..فوق المنحدر!


قالت بوجه امتلأ بتحد من نوع ما :مابالكم تصمتون؟ تنظرون …ولا تتكلمون ؟

رفعوا نظراتهم اليها …سقطوا بها على الأرض من جديد …!

عادت تقول :أرى فى الوجوه ألما يعتصر الحروف ..وعلى الشفاه صمت قبور يصارع الجمل فلا تنطلق !
عادوا يرفعون أنظارهم اليها …يتأملون ملامح وجهها …عالمها رحب فسيح كجنة …فضاءها واسع مثمر كنخلة …!
همس أحدهم لنفسه :ألا يتسلل اليها يأس كأفعى …؟!
علا صوت من خلف الصف …كأنه أنين طفل و طفلة :سيدتى ..احترق الحقل!
-سقط..النخل!
ارتعشت الشفاه ..وهى تكمل حفر الصورة …
ـ عاد العصفور ..فما وجد العش ..!
ـالحقل غدا رماداأسود يختنق به القلب …!
ـالجد بكى …والجدة …!
ـ فقدنا الثمار ..وسقطت الشجرة …!
تنقلت بعينيها بين العيون …القلب ينتفض بحزن دفين …يقتات دما ..ويتنفس أنين ..!
لحظة مرت ..كدهر بطئ….لا تسمع إلا لفظ زفير..!
فجأة قال صوت بجمل تخنقها العبرة :
ماعاد هناك زيتون ..ولا زيت …ولا حتى …وردة!
أردف آخر ..بشفاه مرتعشة :
قرية بلا…. حقل..!
شجرة بلا …ثمرة ..!
طفل بلا مدرسة …أو لعبة ..!
ورفعت يدها بحزم …تغلق الحوار…قبل أن تفلت دمعة..!
أمعنت النظر..الحزن والانكسارحفرا فى الوجوه الفتية ملامح ..!
الألم انغرس فى القلوب ..ورفض أن يغادر ..!
هتفت بهم ..هتاف قائد فى كتيبة تقاتل :
هيا ليعطنى أحدكم اسما لرضيع..عاش فى زمن الكبوة ..!
سار بين دمار ..وضياع ..وأنين ..!
كان طفلا..حوله أشلاء …ودمار ..وألم ..و حنين !
التمعت العيون بلمعان جديد…!
أكملت وقد نبتت فى الحقل نبتة :
ادخره القدر …لأمر جلل!
أوجده الله فى زمن المحنة ليتقدم فتيا ينقذ الأمة !
نظرت العيون..تتبادل الأمل..!
هتف فتى فى أول الصف :
قطز …قطز..انه البطل!
تزاحمت الأسماء على الألسنة ..!
وقف هناك فتى قال بصوت يبعث فىالأرجاء فخرا اينما مضى:
أ عاش فى زمن مضى وانقضى ..؟أم فى زمن يتنفس بيننا ؟
هتفت كطفل أهدوه هدية:
بل يتنفس بيننا..!حول الأمة أعداء..كأنهم السوار..يقتحمون..يقتلون …والحصن بلا أسوار!..اندحر الجيش وتوقف …عند ذاك المنحدر!أوشكت الأمة أن تنزلق !..بكى الحجر ..وانتحب الشجر !..ثم تقدم عملاق بطل …رفع الراية بقلب أسد..تصدر الصفوف وأوقف السقوط..من المنحدر!ياله من منحدر!
صاح فتى :حددى المعالم …قد أكون أنا !
صاح آخر:أنال الشهادة أم… ينتظر؟
ابتسمت..وعالجت الدموع ولم تجب ..!
عادوا اليها ..وقد أطرقوا ..!
أحدههم قال :كان ملء القلب ..والبصر ؟
آخر أكمل :اذا تحدث ..صمت الجمع وانتظر؟
ثالث هتف:ألم تحمله قدماه ..كسائر البشر؟
من خلف الجميع ..انطلق الصغير …كأنه كان فقط ينتظر..!اخترق الصفوف هتف بنبرة قائد خاض حربا وانتصر:
تمهلوا..تمهلوا ..كنت أعرف البطل!
رأيته..يومايحمله كرسى ذوعجل..!يهتز لقوله كل البشر..!
قاطعتهم المعلمة :دعوه يرفع راية الانتصار..!..ربما ننظر اليه يوما وقد وصل فوق تلك التلة أو ذاك الجبل !
نظر الى السماء لحظة ..ثم هتف :أحمد ياسين هواليطل هو الذى ادخره القدر ..لامر جلل !
من بين الصفوف علا صوته :سيدتى ..سيدتى ..كم من بطل ادخره القدر!
نافسه صوت آخريقتحم: بل قل كم من بطل يدخره القدر!ربما أنت أو أنا أو هو أو هى نكون البطل !
قالت وقد أزهر الأمل:ليحرقوا ماشاء لهم القدر ..منهم الخنازير…ومنانحن البطل !
بطلنا لا يموت وان واراه الثرى ..!هو بذرة تبذرها بعناية يد القدر..فى قلب بطل.!..أويملك أحد أن يتحدى القدر …أن يرفض ذلك أو يعترض! …هم لنا ونحن لهم …سيشهد على
ذلك كل الزمن !
الكاتبة: سلوى عبد المعبود قدرة



ليست هناك تعليقات: