24 يناير 2009

نظام الحكم الطاغوتي يشارك في المحرقة اليهودية للمسلمين في غزة


استجواب الجرحى!

محمود سلطان (المصريون) : بتاريخ 23 - 1 - 2009
على تليفوني المحمول، وصلتني رسالة تقول :" آخر (...): أجهزة الأمن المصرية، تسأل جرحى حماس عن الأنفاق، وأماكن اختفاء القادة، ويتوعدونهم"!
بعدها بيوم أو يومين، نشرت تقارير في صحف عربية وفي وسائل إعلامية أخرى، تفاصيل الخبر، وأكده موقع قناة الجزيرة على الانترنت، نقلا عن جرحى فلسطينيين، خضعوا للعلاج في مستشفيات مصرية!
ظل الخبر متداولا بين المجموعات البريدية، على الشبكة العنكبوتية، وفي الصحف ، وعلى الهواتف المحمولة، لعدة أيام، فيما التزمت الحكومة المصرية الصمت، ولم يصدر منها أي تعقيب ، رغم ان الخبر نشرته مصادر إعلامية لها تأثير كبير على الرأي العام العربي!
الأسئلة التي وجهت للمصابين الفلسطينيين ـ بحسب ما نشر ـ كانت تستفسر عن تسليح حماس، وصناعة الصواريخ وأماكن اختفاء القادة! وهي أسئلة تهم أساسا "الإسرائيليين"! فأي مصلحة لمصر، في أن تعرف ـ مثلا ـ مكان "اختفاء" قادة حماس؟! أو أن تجمع تقارير عن صواريخ المقاومة، رغم أنها موجهة للمدن الإسرائيلية وليس للمدن المصرية؟!
الموضوع في جملته ـ على افتراض صحته ـ شديد الغرابة، لأنه يعيد الاعتبار مجددا لما تردد ـ منذ اليوم الأول من الحرب ـ بشأن الموقف المصري من العدوان، وما ترتب عليه من تنامي نزعة الكراهية ضد "مصر الرسمية" في العالمين العربي والإسلامي، فضلا عن أن الخبر ـ بحسب ما نشر أيضا ـ يمس "حيدة" الجهاز، الذي كُلف من قبل القيادة السياسية المصرية لإدارة ملف "حماس" و"المصالحة" و"التهدئة" مع الكيان الصهيوني، بل ربما يحمل المقاومة، على عدم الوثوق في استقامة موقفه منها، إذ كيف تسلم قرارها إلى من يحاول جمع معلومات عن تسليحها وأماكن اختفاء قيادتها، ويسجوب الجرحى الفلسطينيين في مستشفياته، والضغط عليهم لانتزاع ما يعينه على جمع تلك المعلومات؟! ناهيك عن الشكوك "المشروعة" التي يمكن أن تتسلل إلى الجانب الفلسطيني بشأن الهدف من جمعها والجهات التي يمكن أن تستفيد منها ؟!
أقول هذا الكلام، لأبين خطورة التقارير التي نشرت في ذلك الشأن وتقتضي خطورتها، أن يكون صانع القرار في مصر، على وعي بما سوف تفضي إليه من تداعيات على قدرة مصر، في أن تظل عند ما تريد الظهور به أمام الرأي العام المصري والعربي، باعتبارها "الوسيط" الذي يقف عند مسافة واحدة بين طرفي الصراع ، سواء فيما يتعلق بالانقسام الفلسطيني الداخلي، أو فيما يخص "التهدئة" مع العدو الصهيوني.
فإذا كان الكلام من "فضة".. فإن السكوت ليس "ذهبا" في بعض الأحوال!

sultan@almesryoon.com

ليست هناك تعليقات: