قالت جماعة ييش دين الحقوقية الإسرائيلية: إن كبير الحاخامات بالجيش الإسرائيلي أفيخاي رونتزكي وزع كتيباً على الجنود الذين يقاتلون في غزة يحتوي على فتوى دينية تعارض الرحمة بالأعداء، ودعت الجماعة الحقوقية لعزله. وينسب كتيب وزعه رونتزكي خلال حملة «الرصاص المسكوب» إلى الحاخام شلومو أفينير -وهو شخصية رئيسية في حركة الاستيطان في الضفة- قوله إن إظهار الرحمة إزاء «عدو قاس هو شيء لا أخلاقي بصورة فظيعة» وأبلغ الجنود بأنهم يحاربون «قتلة».
الفتوى الإسرائيلية، والتي وزعت رسمياً على الجنود وهم يشنون هجومهم والذي أدى إلى سقوط الكثير من الأطفال والنساء، مرت على وسائل إعلام عالمية ومنظمات حقوقية مرور الكرام، ولعل أبرز من انتقدها جماعة بيش دين الإسرائيلية. وكأن انتقاد الدولة العبرية وسلوكياتها خط أحمر لا يجرؤ على الإقدام عليه عموما سوى اليهود والإسرائيليين. فحين يضطر مسؤول دولي أو غربي للتحدث عن تجاوزات "إسرائيل" وانتهاكاتها، فإنه يفعل ذلك على استحياء بعد أن يعترف بحقها في الدفاع عن النفس وعن أمنها المقدس وبعد أن يندد بقوة بالهجمات والصواريخ الفلسطينية.
وبالمناسبة فإن هذه الفتوى اليهودية ليست الوحيدة والتي صدرت خلال محرقة غزة، فقد نشرت «هآرتس» فتوى لعدد من الحاخامات أفتوا فيها بأنه» يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين»، ونقلت الصحيفة عن الحاخام «يسرائيل روزين» قوله إن «حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم».
أما الحاخام الأكبر لمدينة صفد شلوموا إلياهو فقد قال: «إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف. وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليون قتيل»، وأضاف إلياهو قائلاً: «المزامير تقول: سوف أواصل مطاردة أعدائي والقبض عليهم ولن أتوقف حتى القضاء عليهم».
فيما بعث الحاخام مردخاي إلياهو خلال الحرب إلى إيهود أولمرت بكتيب ذكر فيه قصة المجزرة التي تعرض لها شكيم ابن حمور والتي وردت في سفر التكوين، وبحسب صحيفة «الوطن» السعودية، فقد كتب إلياهو أن «هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية؛ لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام». واعتبر أن «المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي».
ولنا أن نتخيل لو أن فتاوى شبيهة أو حتى أقل حدة صدرت عن علماء مسلمين، كيف ستكون ردود الأفعال عليها. سيتهم أصحابها بالتطرف والإرهاب والتحريض على القتل، وسترتفع الأصوات تطالب بتوقيفهم ومحاكمتهم. فالشيخ يوسف القرضاوي منع من دخول بريطانيا؛ لأنه أصدر فتوى منذ سنوات حول العمليات الاستشهادية، وانشغل العالم وانتفض رداً على حديث الشيخ الهلالي حول لباس المرأة وأثره على انتشر الاغتصاب بأستراليا. فيما ترصد المراكز البحثية والإعلامية مثل مركز ميمري مواقف وأحاديث وخطب العلماء وتشهر بهم حين يصدر منهم ما يمكن تأويله بشكل سلبي وإن بمعايير عجيبة. مع ملاحظة أن قلة من العلماء تجرأ في أحداث غزة عن ذكر الجهاد دفاعاً عن النفس، للخوف كما يبدو من تهم الإرهاب وتبعاتها! ( ياسر سعد _ العرب القطرية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق