22 يناير 2009

فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)

الاعتقال بدم بارد ...!

كتب م. هيثم أبوخليل : بتاريخ 19 - 1 - 2009
لك أن تتخيل معي يا عزيزي مدي بشاعة الفعل عندما تجهز سيارات الاعتقال اللعينة وترصد منزل الضحية وتتخير وقت أختاره الله من فوق سبع سموات ليكون وقت السكينة والراحة والنوم ... فإذا بطرقات عالية شديدة ومفزعة علي الأبواب ... وكثيراً وإمعاناً في الرعب والفزع يتم تدافع مجموعة من شياطين الفجر نحو باب الضحية ليكسروه ....محدثاً صوتاً وفزعاً رهيباً ولا مجال للتفكير في إمكانية وجود طفل خلف هذا الباب قاده حظه العاثر للذهاب لقضاء حاجته أو شرب كوب من الماء يمكن أن يصاب أو يكسر أثناء اقتحام المنزل ... فالمهم هو إحداث أكبر قدر من الرعب للضحية وأسرته وجيرانه لتوصيل رسالة مفادها أن هذا مصير من يتعاطف مع غزة و يخالف هوي النظام ... !

فعلي الرغم من وجود آلاف القضايا الجنائية من قتل وسرقة ونهب واغتصاب صدرت لها أحكام نهائية ...

لم تقوم مباحث تنفيذ الأحكام إلا بالقبض علي نسبة بسيطة من مرتكبيها إلا أن الهمة والدقة في القبض علي المتعاطفين والمتضامنين لما يحدث في غزة وصل لحد غير مسبوق وصل لاحتجازهم في معسكرات الأمن المركزي لحين التصرف معهم ...!!!

تدخل الأحذية الثقيلة الباردة والوجوه الكئيبة والنفوس التي لا تخاف الله البيت ... فتطلب أن يستيقظ أهل البيت جميعاً .. أطفال ونساء ...لن تفرق ...ويتم تجميعهم في غرفة واحدة حتى لا يعيقوا عملية التفتيش ... والتي تبدأ بالطريقة الهمجية المعروفة ...فهل لك أن تتخيل أن من هتك الأسرار وانتهاك الحرمات وفزع الأطفال والنساء سيقوم بالتفتيش بالنظر في كل ما يريد ويقوم بإعادته لمكانه ...فالطبيعي عندهم أن يتم إخراج أحشاء المكاتب والدواليب وإلقاء الكتب والملابس علي الأرض ... حتى يخيل لك بعد انصرافهم أن زلزالا قد أصاب المكان ..

ويا هول ما يحدث وأثره علي نفسية أطفال الضحية المساكين ... فسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندما بال طفل صغير عليه وهمت أمه بضربه وتعنيفه .... رد عليها ....إن البول يصلحه قليل من الماء أما ما تفعليه فمن يصلحه .. ؟ في إشارة واضحة لنفسية الأطفال ورقتها وضعفها ...

فيا شياطين الليل يا من تفزعون الأطفال من يصلح نفوس هؤلاء الأطفال ؟؟

وقد فزعت من نومها ونزعت من مكان نومها وجلسوا يراقبون نفر من أناس غريبة بلبسهم الميري القاسي ومدججين بالسلاح يقتحمون عالمهم الخاص ...

من يصلح نفوس هؤلاء الأطفال عندما يصل المشهد ذروته عند اقتياد رب الأسرة .... (بابا) .. هؤلاء المساكين مع هؤلاء الغرباء إلي المجهول ....

أي قسوة تلك التي تتلبس شياطين الفجر وهم يرون الأيادي الصغيرة ترتفع أمامهم للسماء تدعوا عليهم وهم ينزعون والدهم من حضنهم فلا يتراجعون عن غيّهم وظلمهم ... ....

أي قسوة تلك ... ؟

قد يتجرأ طفل ويسأل هؤلاء النفر ماذا جني أبي ... تري بماذا سيردون ..؟؟؟

هل سيكونون صادقين مع أنفسهم ويقولوا إن جريمة أب يكم هو التعاطف مع غزة ...!!!!

ما المشكلة أن يختلف المرء في بلادنا مع سياسة النظام طالما كان الاختلاف باللسان والكلمة والقلم ...

لم يمنعوا النظام المصري من محاصرة غزة أو وقف تصدير غاز الوطن للعدو بثمن بخس

كل ما فعله 1300 معتقل أنهم صرخوا ..بصوت عالي صائحين .. آه آه ..لما يحدث في غزة

لماذا لايفكر ش ي اطين الفجر .... ماذا هم يفعلون ...!

يقولون نحن عبد المأمور .. فليجعلوا هذا المأمورالذين أتخذوه آ مراً وناهياً رفيقاً لهم في قبورهم... ويوم القيامة وقت حسابهم ...أما إذا كانوا يفعلون ذلك عن قناعة أو يقنعون به أنفسهم غصباً وكرهاً حتي تستريح نفوسهم ... فإنني أتوجه لهم بسؤال واحد... فليسأل كل واحد منهم نفسه في خلوة بعيداً عن الحراسات والمكاتب و المناصب و الامتيازات .... لماذا يحاسب البني آدم في أوطاننا علي أفكاره وهو هو نفس البني آدم في دول العالم الأخري يقدر ويحترم هل العيب في المواطن أم الوطن ... ؟؟


لماذا التهم المعلبة من قلب نظام الحكم وتكدير السلم الإجتماعي وإثارة البلبلة وبث دعايات مغرضة من نصيب بلادنا المنكوبه فقط .... ولا نسمع بذلك في أدني بلاد الأرض قاطبة .... إذن تتفقون معي أن كل ذنب لصاحب الفكر والرأي المخالف هو أن حظه العاثر قاده أن يولد في تلك الأوطان ...

هل إظهار غضبة لله من أجل المذابح التي ترتكب في غزة جريمة تستحق كل هذا القهر والظلم ..؟

ولنتفق أيضاً أن ما تفعلونه تحسبونه هيناً وهو عظيم ....

يا شياطين الفجر ... كم من الآلام سببتم ... وكم من القلوب حطمتم وكم من النفوس قهرتم ... هل عندكم من القدرة والجرأة أن تتحملوا وزر وذنب ساعات وأيام وشهور وسنين يقضيها الضحية في زنزانة كئيبة سوداء باردة ... هل عندكم من الجبروت والقوة علي تحمل دعوات الأطفال والأمهات والزوجات وضياع مستقبل الأطفال وضياع مصدر الرزق وضياع الأمن والأمان ....

يا سادة ما هذا الاستهتار بدعوات المظلومين ...؟؟ يا سادة أنتم لا تلعبون بالنار وحسب بل أنتم تسرعون بالخطي إليها ... وستجيء إشارات لمن أراد الله به خير اً تنبئكم بغضب الله عليكم... فأعقلوها وأفهموها وأقلعوا عما ترتكبون ... يا سادة دخلت إمرأة النار في قطة ...حبستها ... فما بالكم .. بإنسان ... وأكرر إنسان ...كيان بشري ..لحم ...دم ...أنفاس .. أحاسيس ... أحلام ... آمال ....ليس هو فحسب وإنما تحبسون معه أطفاله وعائلته كلها .... يا شياطين الفجر عودوا إلي رشدكم وبدل أن تروعوا البيوت فجراً .... غيروا وجهتكم ولتقف سيارات الاعتقال فجراً أمام بيت من بيوت الله ولينزل الجميع ويدخلوا بيوت الله وليدعوا الجميع أن يغفرالله لهم ما أرتكبوه في حق خلقه .... فهذا دين وحقوق لعباد الله لن يغفرها الله ولو غفرها لأحد .... لغفرها للشهيد ... إلا أن يتنازل كل من له حق عن حقه .... وأدعوهم بعد أن يفرغوا من صلاة الفجر أن ينتظروا حتي تشرق الشمش و ي ذهبوا ليبحثوا عن

(1) يوسف عبد الرحمن وراندا الشامي الذين سرطنوا شعب بأكمله بمبيداتهم اللعينة ومازالوا هاربين بعد ثلاثة شهور من صدور الحكم بإدانتهم ..؟

(2) سفاح بني مزار الحقيقي الذي قتل وذبح وسرق أعضاء عشرة من أهلنا في صعيد مصر...؟

(3) سفاح المعادي الذي روع البنات والفتيات في ضاحية المعادي وحتي اليوم لا نعرف له إسماً أو شكلاً .!

(4) محمد الملاح رئيس نادي الشمس الذي هرب بعد صدور الحكم بإدانته باختلاس ملايين الجنيهات .

(5) الفاسدين والسارقين والقاتلين والمرتشين وتجار المخدرات الذي ينتشرون في كل شارع .

لا تروعوهم ولكن اقتادوهم لتنفيذ ما عليهم من أحكام ...فهؤلاء هم أولي ... حتي تتم محاكمتهم محاكمة عادلة ... حتي تستقيم الأمور في بلادنا .... وحتي يعلم كل شريف في هذا البلد يقيناً أنه آمن في بيته معافي في بدنه .... وأنه ينتظر التقدير والتكريم ... وليعلم كل أ فاق ولص أنه لن يفلت من العقاب ..

يا ساده .. عار وأمر مستهجن جداً أن يكون هناك معتقل في 1300 بيت في مصر للتضامن مع غزة ..!!!

م/ هيثم أبوخليل
مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان

http://metrelwatanbekam.maktoobblog.com /
(نقلا عن المصريون)
.............................................................
(...إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ )

(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40))

ليست هناك تعليقات: