26 يناير 2009

أموال أعراب الخليج للعملاء فقط (5)

الرئس السابق محمود عباس البهائي حضر قمة الكويت مع حكام العرب الذين تركوا اليهود لينفذوا (المحرقة اليهودية) للمسلمين في غزة لأنهم إختاروا (السلام خيار إستراتيجي ) و (مبادرة السلام العربية )ةأسقطوا البندقية لتحرير أرض الإسراء والمعراج , بل حاربوا من يحمل السلاح ضد البربرية اليهودية ,بل جرموا (فريضة الجهاد ) وإستعانوا -كالعادة- بشبوخ السلفية في السعودية ومشايخ ذيل بغلة السلطان في مصر الذين أدعوا بحل وبشرعية معاهدة الخيانة (كامب ديفيد) .
تعالوا نقرأ رسالة د . إبراهيم حمامي للرئيس محمود عباس في 19-12-2007 :
معايدة لمحمود رضا عبّاس عبّاس

فخامة وسيادة وعظمة محمود عبّاس

رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية

رئيس دولة فلسطين

رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

القائد الأعلى للقوات المسلحة الفلسطينية

وغيرها من المناصب والصفات والألقاب!

بمناسبة عيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والفداء، أتقدم لفخامتك وسيادتك وعظمتك بالشكر على تضحيتك الكبرى والعظيمة بشعب فلسطين هذا العام، فأي تضحية أكبر من هذه التضحية وأي فداء أعظم، وأنتم ترون دماء الشعب يسيل أنهارا؟ وأي وفاء للشعب الذي انتخبك رئيساً له (483.039 من أصل 11 مليون فلسطيني) أكثر من إيثاره على نفسك بالذبح وسفك الدماء؟

إن جهودك الجبارة يا فخامة وسيادة وعظمة محمود رضا عبّاس عبّاس في كسر الحصار، ورفع المعاناة، وتخفيف القيود عن شعبنا، لا تخفى إلا عن غافل أو متغافل، فقد شخصت ومعك الجوقة اياها أساس المشكلة، وحددت المسؤولية، وقررت أن خلاص أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، أو من أسماهم رئيس حكومتك "الغزيون"، لا يكون إلا بضربهم ومعاقبتهم، وتشديد الخناق عليهم، فشاركتك وحرضت على قطع الكهرباء، ووقف امدادات الوقود، وأوقفت الرواتب إلا لمن جلس مستريحاً في بيته، وتوسلت من أجل شعبك أن لا يُفتح معبر رفح، حتى لا يكون انتصاراً للطامعين في ملكك الوافر وسلطانك العظيم.

إن تلك الجهود المضنية والجبارة التي تبذلها بعيداً عن أهلك وبيتك، متجولاً في حل وترحال حول العالم، من بلد إلى بلد، ومن عاصمة لأخرى، للتأكيد على مواقفك المبدأية الثابتة، وتمسكك بالمفاوضات خيارا استراتيجيا وحيدا مهما كانت التضحيات، تلك الجهود تستدعي التوقف عندها، فمن غيرك يعانق ويقبل ويجتمع ويلتقي مع قتلة شعبه، من أجل شعبه! ومن لها غيرك يا من تصر على أن الحوار هو الطريق الوحيد مع شركاء السلام؟، حتى وان كانت اياديهم تقطر دماً من ابناء شعبنا، وصدق ربيبك ذو الوجه الأصفر عندما وصفك بالقائد العظيم المبدع، وايما ابداع!

إن هذا الاصرار البطولي على محاورة شركاء السلام -من الأعداء!- يثبت أنك من نوع خاص، لم يسبقك اليه أحد، وأنك تملك من المشاعر ما يصعب وصفه، فعشرات الشهداء، ومئات الجرحى، وآلاف الأسرى، وعشرات الالاف من الوحدات الاستيطانية، لا تحرك في شعورك ذرة، ولا تفت من عضدك، بل هي في نظرك قرابين عيد الأضحى التي تتقرب وتتعبد بها، من أجل السلام وعملية السلام وخطط السلام، وعلى قاعدة يا جبل ما يهزك لا ريح ولا دماء ولا شهداء.

في ذات الوقت لا يسعنا إلا أن نذكر مواقفك الصلبة والحاسمة والواضحة وضوح الشمس، تجاه من يعارض فخامتك وسيادتك وعظمتك، ومن يعارض سياساتك وتوجهاتك السلمية المبدعة، ومن يحاول اهانة ومقاومة شركائك من خلال مقاومة "عبثية" و"حقيرة"، ويتمسكون بثوابت وحقوق تحت شعارات واهية عفا عليها الزمان، مواقفك تلك غير القابلة للزعزعة أو الزحزحة: لا حوار ولا لقاء ولا تفاهم معهم، لاءات عظيمة لقائد مبدع عظيم، يرددها ليل نهار من اخترتهم من ناطقين رسميين، ولا بأس من أي يأخذوا زمام المبادرة فيضيفوا ما تيسر من شروط أخرى.

إنك يا فخامة وسيادة وعظمة محمود رضا عبّاس عبّاس لا تدخر جهداً لاثبات النوايا الصادقة تجاه شركاء السلام سابقاً ولاحقاً، ومنذ العام 1968 عندما بدأت أول اتصالات معهم ايماناً منك وبشكل مبكر بأهمية الحوارات، لكنك أيضاً لا تألو جهداً في رفض الحوار مع من لا يقبل فكرك النيّر المستنير، وابداعاتك المتميزة.

بمواقفك الرائعة تلك تثبت يوماً بعد يوم أنك تستحق الألقاب والصفات والمناصب، وتثبت أنك الأجدر على تحمل المسؤولية، كيف لا وقد استطعت في فترة وجيزة من عهدك الميمون أن تصدر شهادة الوفاة للإنتفاضة التي عجزت ترسانة المحتل عن وقفها، وفرضت الأمن والأمان كما وعدت في برنامجك الانتخابي، وأصبح واقعاً ملموساً نعيشه ولايمكن أن نستبدله بكنوز الأرض، وبغض النظر عن استمرار الاغتيالات والإجتياحات والإعتقالات والإرهاب اليومي المنظم من قبل الإحتلال، فهذا شأن خاص بهم حتى وإن كنا من يدفع ثمنه، فما يهمنا هو التزامنا الثابت الذي لايتزعزع بحفظ الأمن – لايهم اي أمن سواء كان أمن المستوطنات أو غيرها - لسحب الذرائع من المحتل، حتى وان كان لايحتاج لذرائع، لأن أخلاقنا تفرض علينا أن نُضرب ولانصرخ، وأن نُقتل ولايسمع لنا صوت، وأن نُعذّب ونعض على الشفاه من الألم، ما يهم هو المبدأ.

إنك اليوم تؤكد أن أرض فلسطين هي مهد الأديان والحضارات: تقدم دماء شعب فلسطين في عيد الأضحى الاسلامي تأسياً بسيدنا ابراهيم عليه السلام، وتطبق رسالة المسيح عليه السلام وتزيد، فتقبل أن تصفع على خديك مراراً وتكراراً من شريكك في السلام بعد مهرجان أنابوليس، حيث قرر أن يبني المزيد من المستوطنات، واعتبر القدس خارج الحوار والتفاوض، ورفض حق العودة، وقال أن المفاوضات ستأخذ عشرات السنين، وتوجه رسالة محبة لأتباع الديانة اليهودية بقبولك مبدأ يهودية "اسرائيل"، ما أفخمك يا فخامة!

بهذه المناسبة، مناسبة عيد الأضحى المبارك، وفي ظل الدم الفلسطيني المسفوك قرباناً على مذبح السلام، ارضاء وولاء لأولياء الأمر والنعمة ممن أنعموا علينا بعيدية العيد من باريس، وأرسلوها بسرعة البرق عبر الصواريخ الموجهة في غزة، أتقدم بأخلص الأماني أن يجمعك الله سبحانه وتعالى مع شركائك في الدنيا والآخرة، وأن يجزيك عن كل قطرة دم سالت وتسيل فداء للسلام الذي اخترته، وأن يجعلك عبرة لمن يليك.
19/12/2007
الداعي

د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com




ليست هناك تعليقات: