الأنظمة العربية التي قد تطلب رأس حماس
بقلم أ. رشيد أبو ثور
نشرت صحيفة الراية التي تصدر عن شركة الخليج للنشر والطباعة ، في عددها ليوم السبت 20 /12/ 2008 مقالا بعنوان " محافل عربية رفيعة المستوى تشجع إسرائيل على تصفية حماس" ، جاعلة مصداقية الخبر ، طبعا على ذمة صحيفة معاريف الإسرائيلية ؛ وورد في المقال الذي كتبه "بن كاسبي : "تلقت إسرائيل مؤخرا رسائل من محافل رفيعة المستوى من دول عربية تشجعها على استئناف الإحاطات المركزة في غزة. وجاء في إحدى الرسائل حتى "جزوا لهم رؤوسهم"، والمقصود هنا قيادة حماس في غزة. " ولقد أكد " صوت الأقصى " هذا الخبر قائلا أن صحيفة 'معاريف' قد زعمت في عددها الصادر الخميس 18/12/2008 ، أن الحكومة الصهيونية تلقت مؤخرا رسائل من مسئولين في دول عربية، يشجعونها على تصفية قيادة حركة 'حماس' في غزة."
قد يقول قائل أن ما نشرته صحيفة معاريف يندرج في إطار التضليل الإعلامي ، الهادف إلى خلق البلبلة وزعزعة الثقة داخل الصف العربي ، غير أنه إلى الآن لم يرد أي تكذيب عربي لما أوردته الصحيفة العبرية ؛ بل ولم يرد أي اعتراض من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي كان يقف بجوار تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية ، وهي تهدد من القاهرة باجتياح قطاع غزة، و'سحق' المقاومة فيه، وحركة 'حماس' بالذات . وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن ما ورد في صحيفة معاريف غير مستبعد ؛ لكن المستغرب ، إن صحت هذه مطالبة هذه الجهات العربية بتصفية حماس ، هو أن الجميع يعلم بأن هذه الحركة لم تؤسس إلا لمقاومة المحتل الذي يعترف الجميع بأنه اغتصب أرضا لا ينكر عربي قدسيتها ، وطرد سكانها الأبرياء من ديارهم ؛ ويعلم الجميع أن الشرائع الدولية كلها تضمن حق المقاومة بكل أشكالها للخاضع للاحتلال ؛ ثم إن حركة حماس تركز عملها على الداخل ، ولم تتدخل إطلاقا في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية ، بل وصبرت وعضت على الجرح لما طردت قيادتها من دول عربية ، ولما دعمت دول عربية أخرى خصومها من الفلسطينيين بالمال والعتاد والتدريب ؛ ومع ذلك لم تقطع إطلاقا خط التواصل مع أية جهة عربية.
فلا بد أن هناك أمرا ما جعل هذه الجهات العربية تكره حركة حماس إلى حد المطالبة بمسحها من الوجود. وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن هذه الجهات العربية المحرضة على حماس ، وعن السبب وراء ذلك.
أعتقد أن الجهات العربية المعنية ، لن تكون إلا تلك التي ترى في حركة حماس والكيان السياسي الذي أوجدته في قطاع غزة ، بعض تصفية الجهات التي كانت تخطط لضرب تجربة حماس منذ زمن بعيد(1) ، مناقضا لها ؛ ويكفي بالتالي أن نستعرض مواصفات الظاهرة السياسية التي تمثلها حماس ، لكي تتضح لنا الجهات التي تناقض هذه المواصفات ، لتسعى بالتالي إلى تنحيتها من الوجود : فحركة حماس :
1) عدوة للكيان الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين المباركة.
2) تؤمن بالمقاومة بكل أشكالها.
3) لا ترضى عنها الولايات المتحدة ، وتعتبرها منظمة إرهابية .
4) وصلت إلى السلطة عن طريق انتخابات شفافة ، شهد العالم أجمع بمصداقيتها ونزاهتها .
إضافة إلى المواصفات العامة التي لا يجهلها أحد ، تنقل لنا الصحفية البريطانية المسلمة إيفون ريدلي التي زارت «غزة» عبر أول سفينة لكسر الحصار. ، الانطباعات والمعلومات التالية (2) :
5) - تؤدّي حماس دوراً جيّداً، وتمارس مهامّها بطريقة جيّدة، ولو دخلتْ حركة حماس الانتخابات في المنطقة العربية لصوّت الناس لها.
6) قيادة «حماس» في غزة تعيش ببساطة وتواضع؛ فليس هناك فرق بين رئيس الوزراء «إسماعيل هنيّة» وبقية الناس؛ بل الجميع على قدم المساواة في الحياة وفي الحصار.. فـ«هنيّة» يعيش بين الناس في سكن متواضع.. .أما البيت الوحيد الفخم الذي رأيتُه في «غزة» فهو بيت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس «أبومازن».
7) تتبّعنا حالة حقوق الإنسان في «غزة»، وذهب اثنان منا خلال وجودنا في غزة إلى السجون، وشاهدا الأمر على الطبيعة، وتأكّدنا أن هناك احتراماً لحقوق الإنسان ، وخاصّة حقوق السجناء.
8) ) لقد زرتُ معظم مدن العالم ولم أجد فيها أماناً مثلما وجدتُ في غزة.. ويكفي أنك تستطيع أن تتجوّل في شوارع المدينة ليلاً بكل أمان! لقد اطّلعتُ على استقصاء محايد يفيد بأن معدلات الجريمة في قطاع غزة انخفضت بنسبة 80% بعد سيطرة «حماس» على القطاع.
9) تحدّثتُ مع الناس في الشوارع، وعدد كبير منهم معارض لـ«حماس»، ويعلن ذلك بكل حرية وبلا أيّ خوف.
10) اعتقد أن غزة المحاصَرة هي من الأماكن القليلة جدّاً في العالم الإسلامي التي تطبّق الديمقراطية الحقيقية.. فـ«هنيّة» قائد يمتلك حُنكة سياسية، وهو قادر على جمع الناس وقيادتهم.
11) كنتُ مدعوّة في بيت نائب «إسماعيل هنيّة»، وبيوت «هنيّة» وزملائه بيوت عادية، وقد انقطع التيار الكهربائي، وجلسنا على ضوء الشموع، وتمّ إلغاء حفل العشاء، فلم نأكل إلا حبّاتٍ من فاكهة «المانجو» على ضوء الشموع.. والناس هناك يعلمون أن رئيس الوزراء الذي كان جالساً معنا يعاني مثلما يعانون!
فكل جهة إذن تتصف بالمواصفات التالية :
1 ) لا تعتبر الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين المباركة عدوا.
2) لا تؤمن بالمقاومة المشروعة بكل أشكالها.
3) ترضى عليها الولايات المتحدة ، وتكيل لها المديح.
4) وصلت إلى السلطة من غير طريق التصويت الشعبي.
5) لا تقوم بواجبها الذي يفرضه عليها موقع القرار.
6) بينها وبين شعوبها هوة كبيرة.
7) لا تحترم حقوق الإنسان في وطنها.
8) لا تبسط الأمن في بلادها.
9) لا تكمم المعارضة.
10) تطبق ديمقراطية شكلية.
11) لا يكابدون ما يكابدوه الشعب إلا بالخطب.
لا يمكن إلا أن تكن لحركة حماس ، كراهية خاصة ، قد لا تتردد بسببها للبحث عن أية وسيلة للتخلص من هذه الحركة التي تظهر هذه الجهات على حقيقتها.
1. يراجع مقال "ما حصل في غزة لم يكن منه بد" على الرابط التالي
http://www.arabsys.net/vb/showthread-s_1d15d5b89d6dbe3d20edac2fe80d6881-t_29454.html
2. يمكن قراءة الحوار بكامله مع الصحفية البريطانية على الرابط التالي
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=2332&InNewsItemID=294270
(نقلا عن الرائد - ألمانيا )
بقلم أ. رشيد أبو ثور
نشرت صحيفة الراية التي تصدر عن شركة الخليج للنشر والطباعة ، في عددها ليوم السبت 20 /12/ 2008 مقالا بعنوان " محافل عربية رفيعة المستوى تشجع إسرائيل على تصفية حماس" ، جاعلة مصداقية الخبر ، طبعا على ذمة صحيفة معاريف الإسرائيلية ؛ وورد في المقال الذي كتبه "بن كاسبي : "تلقت إسرائيل مؤخرا رسائل من محافل رفيعة المستوى من دول عربية تشجعها على استئناف الإحاطات المركزة في غزة. وجاء في إحدى الرسائل حتى "جزوا لهم رؤوسهم"، والمقصود هنا قيادة حماس في غزة. " ولقد أكد " صوت الأقصى " هذا الخبر قائلا أن صحيفة 'معاريف' قد زعمت في عددها الصادر الخميس 18/12/2008 ، أن الحكومة الصهيونية تلقت مؤخرا رسائل من مسئولين في دول عربية، يشجعونها على تصفية قيادة حركة 'حماس' في غزة."
قد يقول قائل أن ما نشرته صحيفة معاريف يندرج في إطار التضليل الإعلامي ، الهادف إلى خلق البلبلة وزعزعة الثقة داخل الصف العربي ، غير أنه إلى الآن لم يرد أي تكذيب عربي لما أوردته الصحيفة العبرية ؛ بل ولم يرد أي اعتراض من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي كان يقف بجوار تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية ، وهي تهدد من القاهرة باجتياح قطاع غزة، و'سحق' المقاومة فيه، وحركة 'حماس' بالذات . وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن ما ورد في صحيفة معاريف غير مستبعد ؛ لكن المستغرب ، إن صحت هذه مطالبة هذه الجهات العربية بتصفية حماس ، هو أن الجميع يعلم بأن هذه الحركة لم تؤسس إلا لمقاومة المحتل الذي يعترف الجميع بأنه اغتصب أرضا لا ينكر عربي قدسيتها ، وطرد سكانها الأبرياء من ديارهم ؛ ويعلم الجميع أن الشرائع الدولية كلها تضمن حق المقاومة بكل أشكالها للخاضع للاحتلال ؛ ثم إن حركة حماس تركز عملها على الداخل ، ولم تتدخل إطلاقا في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية ، بل وصبرت وعضت على الجرح لما طردت قيادتها من دول عربية ، ولما دعمت دول عربية أخرى خصومها من الفلسطينيين بالمال والعتاد والتدريب ؛ ومع ذلك لم تقطع إطلاقا خط التواصل مع أية جهة عربية.
فلا بد أن هناك أمرا ما جعل هذه الجهات العربية تكره حركة حماس إلى حد المطالبة بمسحها من الوجود. وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن هذه الجهات العربية المحرضة على حماس ، وعن السبب وراء ذلك.
أعتقد أن الجهات العربية المعنية ، لن تكون إلا تلك التي ترى في حركة حماس والكيان السياسي الذي أوجدته في قطاع غزة ، بعض تصفية الجهات التي كانت تخطط لضرب تجربة حماس منذ زمن بعيد(1) ، مناقضا لها ؛ ويكفي بالتالي أن نستعرض مواصفات الظاهرة السياسية التي تمثلها حماس ، لكي تتضح لنا الجهات التي تناقض هذه المواصفات ، لتسعى بالتالي إلى تنحيتها من الوجود : فحركة حماس :
1) عدوة للكيان الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين المباركة.
2) تؤمن بالمقاومة بكل أشكالها.
3) لا ترضى عنها الولايات المتحدة ، وتعتبرها منظمة إرهابية .
4) وصلت إلى السلطة عن طريق انتخابات شفافة ، شهد العالم أجمع بمصداقيتها ونزاهتها .
إضافة إلى المواصفات العامة التي لا يجهلها أحد ، تنقل لنا الصحفية البريطانية المسلمة إيفون ريدلي التي زارت «غزة» عبر أول سفينة لكسر الحصار. ، الانطباعات والمعلومات التالية (2) :
5) - تؤدّي حماس دوراً جيّداً، وتمارس مهامّها بطريقة جيّدة، ولو دخلتْ حركة حماس الانتخابات في المنطقة العربية لصوّت الناس لها.
6) قيادة «حماس» في غزة تعيش ببساطة وتواضع؛ فليس هناك فرق بين رئيس الوزراء «إسماعيل هنيّة» وبقية الناس؛ بل الجميع على قدم المساواة في الحياة وفي الحصار.. فـ«هنيّة» يعيش بين الناس في سكن متواضع.. .أما البيت الوحيد الفخم الذي رأيتُه في «غزة» فهو بيت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس «أبومازن».
7) تتبّعنا حالة حقوق الإنسان في «غزة»، وذهب اثنان منا خلال وجودنا في غزة إلى السجون، وشاهدا الأمر على الطبيعة، وتأكّدنا أن هناك احتراماً لحقوق الإنسان ، وخاصّة حقوق السجناء.
8) ) لقد زرتُ معظم مدن العالم ولم أجد فيها أماناً مثلما وجدتُ في غزة.. ويكفي أنك تستطيع أن تتجوّل في شوارع المدينة ليلاً بكل أمان! لقد اطّلعتُ على استقصاء محايد يفيد بأن معدلات الجريمة في قطاع غزة انخفضت بنسبة 80% بعد سيطرة «حماس» على القطاع.
9) تحدّثتُ مع الناس في الشوارع، وعدد كبير منهم معارض لـ«حماس»، ويعلن ذلك بكل حرية وبلا أيّ خوف.
10) اعتقد أن غزة المحاصَرة هي من الأماكن القليلة جدّاً في العالم الإسلامي التي تطبّق الديمقراطية الحقيقية.. فـ«هنيّة» قائد يمتلك حُنكة سياسية، وهو قادر على جمع الناس وقيادتهم.
11) كنتُ مدعوّة في بيت نائب «إسماعيل هنيّة»، وبيوت «هنيّة» وزملائه بيوت عادية، وقد انقطع التيار الكهربائي، وجلسنا على ضوء الشموع، وتمّ إلغاء حفل العشاء، فلم نأكل إلا حبّاتٍ من فاكهة «المانجو» على ضوء الشموع.. والناس هناك يعلمون أن رئيس الوزراء الذي كان جالساً معنا يعاني مثلما يعانون!
فكل جهة إذن تتصف بالمواصفات التالية :
1 ) لا تعتبر الكيان الصهيوني الذي اغتصب أرض فلسطين المباركة عدوا.
2) لا تؤمن بالمقاومة المشروعة بكل أشكالها.
3) ترضى عليها الولايات المتحدة ، وتكيل لها المديح.
4) وصلت إلى السلطة من غير طريق التصويت الشعبي.
5) لا تقوم بواجبها الذي يفرضه عليها موقع القرار.
6) بينها وبين شعوبها هوة كبيرة.
7) لا تحترم حقوق الإنسان في وطنها.
8) لا تبسط الأمن في بلادها.
9) لا تكمم المعارضة.
10) تطبق ديمقراطية شكلية.
11) لا يكابدون ما يكابدوه الشعب إلا بالخطب.
لا يمكن إلا أن تكن لحركة حماس ، كراهية خاصة ، قد لا تتردد بسببها للبحث عن أية وسيلة للتخلص من هذه الحركة التي تظهر هذه الجهات على حقيقتها.
1. يراجع مقال "ما حصل في غزة لم يكن منه بد" على الرابط التالي
http://www.arabsys.net/vb/showthread-s_1d15d5b89d6dbe3d20edac2fe80d6881-t_29454.html
2. يمكن قراءة الحوار بكامله مع الصحفية البريطانية على الرابط التالي
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InSectionID=2332&InNewsItemID=294270
(نقلا عن الرائد - ألمانيا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق