14 يناير 2009

نداء الجامع الأزهر إلى أبناء العروبة والإسلام


قبل أن يشقى الأزهر بشيخه

نداء الجامع الأزهر إلى أبناء العروبة والإسلام

إن الجهاد الآن قد أصبح فرض عين على كل قادر بنفسه أو ما له. (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ).

يامعشر العرب والمسلمين ،قُضِيَ الأمرُ، وتألَّبت عوامل البغي والطغيان على فلسطين ،وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومنتهى إسراء خاتم النبيين،صلوات الله وسلامه عليه.

قضي الأمر وتبين لكم أن الباطل ما زال في غلوائه سادرا ،وأن الهوى ما فتيء على العقول مسيطرا، وأن الميثاق- ميثاق الأمم المتحدة- الذي زعموه سبيلا للعدل والإنصاف ؛ماهو إلا تنظيم للظلم والإجحاف.

قُضي الأمرُ،ولم يبق بعد اليوم صبر على تلكم الهضيمة التي يريدون أن يُرهقونا بها في بلادنا،وان يجثموا بها على صدورنا، وأن يمزقوا أوصال شعوب وحَّد الله بينها في الدين،واللغة، والشعور.

إن قرار هيئة الأمم المتحدة قرارٌ من هيئةٍ لا تملكه،وهو بعد قرار باطل، جائر، ليس له نصيب من الحق والعدالة، ففلسطين ملك العرب والمسلمين، بذلوا فيها النفوس الغالية،والدماء الذكية، وستبقى إن شاء الله- رغم تحالف المبطلين- ملك العرب والمسلمين،وليس لأحد- كائنا من كان -أن ينازعهم فيها، أو يشطرها،أو يمزقها.

وإذا كان البغاة العتاة قد قصدوا بالسوء من قبل هذه الأماكن المقدسة فوجدوا من أبناء العروبة والإسلام قساورةً ضَراغمَ ذادوا عن الحِمى،وردُّوا البغي على أعقابه مقلم الأظفار،محطم الألسنة، فإن في السويداء اليوم رجالا، وفي الشرى آسادا،وإن التاريخ لعائد بهم سيرته الأولى.

يا أبناء العروبة والإسلام.

لقد أعذرتم من قبل ؛وناضلتم عن حقكم ما شاء الله ان تناضلوا حتى يتبين للناس وجه الحق سافرا،ولكن دسائس الصهيونية، وفتنتها، وأموالها قد استطاعت أن تجلب على هذا الحق المقدس بخيلها ورجلها،فعميت عنه العيون، وصمت عنه الآذان، والْتَوتِ الأعناق، فإذا بكم تقفون في هيئة الأمم وحدكم، ومُدّعُوا نُصْرةِ العدالة يتسللون عنكم لواذا ... بين مستهين بكم، وممالئ لأعدائكم، ومتستر بالصمت متصنع للحياد.

فإذا كنتم بذلك قد استنفدتم جهاد الحجة والبيان، فإن وراء هذا الجهاد – لِنفَاذ الحق وحمايته- جهاداً سبيله مشروعة، وكلمته مسموعة، تدفعون به عن كيانكم، ومستقبل أبنائكم، واحفادكم، فذودوا عن الحمى، وادفعوا الذئاب عن العرين، وجاهدوا في الله حق جهاده،(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً).

يا أبناء العرب والإسلام، خذوا حذركم فانفروا ثُباتٍ أو انفروا جميعا، وإياكم أن يكتب التاريخ أن العرب الأباة الأماجد قد خَرُّوا أمام الظلم ساجدين،أو قبلوا الذل صاغرين. إن الخَطب جلل، وان هذا ليوم الفصل، وما هو بالهزل. فليبذل كل عربي وكل مسلم في أقصى الأرض وأدناها من ذات نفسه وماله مايرد عن الحمى كيد الكائدين، وعدوان المعتدين.

سُدُّوا عليهم السُبُل، واقعدوا لهم كل مرصد،وقاطعوهم في تجاراتهم ومعاملاتهم، وأعدوا فيما بينكم كتائب الجهاد، وقوموا بفرض الله عليكم،واعلموا أن الجهاد الآن قد أصبح فرض عين على كل قادر بنفسه أو ماله، وإن من يتخلف عن هذا الواجب فقد باء بغضب من الله وإثم عظيم(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

فإذا كنتم بإيمانكم قد ِبعتُم لله أنفسكم وأموالكم؛ فهذا وقت البذل والتسليم ، فأَوفوا بعهد الله يوف بعهدكم.

وليشهد العالم غضبتكم للكرامة، وذودكم عن الحق،ولتكن غضبتكم على أعداء الحق وأعدائكم، لا على المحتمين بكم ممن لهم حق المواطن عليكم، والاحتماء بكم، واحذروا ان تعتدوا على أحدٍ منهم، إن الله لا يحب المعتدين، ولتتجاوب بعد الأصداء في كل مشرق ومغرب بالكلمة المحببة إلى المؤمنين: الجهاد.. الجهاد.. الجهاد. والله معكم.

عبد الرحمن حسن وكيل الجامع الأزهر

محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية

عبد الرحمن عليش من جماعة كبار العلماء

محمد عبد اللطيف دراز المدير العام للجامع الأزهر

عبد المجيد سليم رئيس لجنة الفتوى

محمد مامون الشناوي وكيل الأزهر السابق

محمود شلتوت من جماعة كبار العلماء

إبراهيم حمروش من جماعة كبار العلماء

إبراهيم الجبالي من جماعة كبار العلماء

محمود ابو العيون السكرتير العام للازهر

الحسيني سلطان شيخ كلية اصول الدين

محمد الجهني شيخ معهد القاهرة

محمد العناني من جماعة كبار العلماء

عيسى منون شيخ كلية الشريعة

عبد الجليل عيسى شيخ كلية اللغة العربية

محمد الشربيني من جماعة كبار العلماء- رئيس جبهة علماء الأزهر-

صدر عن المؤتمر التاريخي بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة من يوم 22 المحرم 1367هـ 1948 م

ونشرت بمجلة الفتح العدد 851 العام 18ص25.

والجبهة تعيد اليوم نشره وفاءً لحق أئمة صدقوا ثم مضوا، ولم يُخَلِّفوا في الإدارة أمثالهم، و( لينذر من كان حيا) ويحق القولُ على الهاربين من كلمات الله التامات التي لاتقبل تبديلا، ولا تحتمل تحويلا، ولا يجاوزهن برٌّ ولا فاجر (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

صدر عن جبهة العلماء 16من المحرم 1430هـ الموافق 13 من يناير 2009م

ليست هناك تعليقات: