للكبار فقط
كل فريق من المصريين «يكافح» ضد الوزير المختص
مضت ستة عقود تقريباً علي ثورة 23 يوليو، وتغيرت الآن مبادئ الدولة المصرية من «القضاء علي الاستعمار وأعوانه» إلي «القضاء علي الشعب وحقوقه»
06/04/2009 -البديل
إبراهيم السايح
بعد ثمانية وعشرين عاماً من تولي فخامته شأن هذا البلد، صار كل فريق من المصريين «يكافح» ضد الوزير المختص!! الأطباء يكافحون وزير الصحة، وموظفو الضرائب يكافحون وزير المالية، والمدرسون يكافحون وزير التربية والتعليم، والفلاحون يكافحون وزير الزراعة، والمشاة يكافحون المحافظ، والمعاشات يكافحون وزير التأمينات، والأندية تكافح وزير الشباب، والمذيعون يكافحون وزير الإعلام، وأصحاب السيارات يكافحون وزير المرور، والنواب يكافحون رئيس مجلس الشعب «إلخ» حتي إخواننا الأقباط صاروا يكافحون البابا شنودة، ورفع أحدهم دعوي قضائية ضده يتهمه فيها بالاستيلاء علي ممتلكاته!!
في قطاع الجامعات تحولت ولاية الزميل هاني هلال إلي نكتة، نجح هذا الوزير العجيب في توحيد كل أعضاء هيئة التدريس في جميع الجامعات المصرية ومراكز البحوث للكفاح ضد وزارته. حتي الأساتذة الأعضاء في الحزب الوطني أو حزب جمال مبارك أو مباحث أمن الدولة صاروا يشاركون في النضال ضد زميلهم ووزيرهم الدكتور هاني هلال.
لم يتمكن وزير التعليم العالي من إقناع الحكومة بمساعدته في تنفيذ مشروعه الكوميدي المعروف باسم «الفلوس مقابل الجودة». لم يفهم يوسف بطرس غالي تفاصيل أو ملخصات أو أهداف أو بنود أو جدوي أو معني أو سبب هذا المشروع، فاكتفي بالضحك وقزقزة اللب ثم رفض أن يدفع الفلوس التي طلبها هاني هلال لإسكات الأساتذة. ولم يفهم أحمد نظيف هو الآخر الكلام الذي قاله هاني هلال في مجلس الوزراء حول مشروع الجودة الوطني الكوميدي الديمقراطي، وقال السيد رئيس الوزراء إن الأساتذة يخدعون الحكومة ويكتبون بيانات ملفقة كالدستور المصري ومزورة كانتخابات مجلس الشعب وفكاهية كشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية، وحيث إن التلفيق والتزوير من اختصاصات القيادة السياسية العليا والجهات السيادية فقط، وحيث إن أساتذة الجامعات ليسوا تابعين للقيادة السياسية أو الجهات السيادية، فإن الحكومة ترفض الاعتراف بمشروع الجودة وترفض الموافقة علي البيانات الملفقة، ولن تدفع الفلوس للزميل هاني هلال والذي لن يدفعها بدوره للإخوة الأساتذة في الجامعات والمعاهد العليا!!
مضت ستة عقود تقريباً علي ثورة 23 يوليو، وتغيرت الآن مبادئ الدولة المصرية من «القضاء علي الاستعمار وأعوانه» إلي «القضاء علي الشعب وحقوقه» وتلك هي حكمة وعبقرية الزعيم المزمن رضي الله عنه وأرضاه وأطال بقاءه!! <
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق