التحرش الطائفي بالمسلمين
الانتهازية الكنسية، التي حاولت استهداف سيدة مسلمة مُسنة، والضغط عليها لترك الإسلام والتحول إلى المسيحية.
محمود سلطان (المصريون) : بتاريخ 21 - 4 - 2009
سارة.. هي "جدة" الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما، وهي سيدة "مسلمة"، بذلت الكنيسة الإنجيلية في قرية "كوغيلو" الواقعة على شواطئ بحيرة فيكتوريا غرب "كينيا" جهودا كبيرة من أجل "تنصيرها".
الكنيسة جهزت لعملية "تعميد" جدة أوباما، حفلا أسطوريا، في ملعب "جومو كنيتا" الرياضي في ثالث أكبر مدن كينيا، وهي مدينة "كيزيمو"!
التقارير الصحفية التي نشرت يوم الاثنين الماضي 20/4/2009، قالت إن الكنيسة الإنجيلية تفرغت بالكامل للتجهيز لحفل "التعميد" قبل ثلاثة أسابيع من الموعد الذي كان مقررا وذلك قبل أن تُفشل عائلة السيدة "سارة" السيناريو الكنسي.
أدلى أبناء سارة بتصريحات صحفية، أعربوا خلالها عن استغرابهم من هذه الانتهازية الكنسية، التي حاولت استهداف سيدة مسلمة مُسنة، والضغط عليها لترك الإسلام والتحول إلى المسيحية.
عائلة سارة أوباما، كشفت عن أن حفل التعميد ـ حال نجاحه ـ كان سيمثل أكبر انتصار للدعاية الإنجيلية "الفجة" في إطار التنصير، وأن اصطيادهم لجدة الرئيس الأمريكي كان عملا "رخيصا" لأنه يستهدف النيل من الإسلام وتحقيق انتصار معنوي كبير عليه، بالفوز بجدة رئيس أكبر دولة في العالم.
لم يكترث القساوسة الإنجيليون، بخطورة هذا المنحى غير المسبوق، في استفزاز مشاعر مسلمي العالم من جهة، ومسلمي كينيا من جهة أخرى، ولا بخطورة هذه الفظاظة والجلافة في التبشير، على الأمن والسلام الاجتماعي لواحدة من الدول الأفريقية التي تعيش طوائفها الدينية في سلام وتفاهم منذ سنوات بعيدة.
العلماء المسلمون بكينيا هددوا، بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وهم يرون الكنيسة تمارس ضغوطها، على سيدة مسلمة، لحملها على ترك الإسلام قسرا، وطالبوا الدولة بالتدخل لوقف هذا الإرهاب الديني وانتهازيته الرخيصة.
والحال أن الجرأة على المسلمين وعلى الإسلام بدأت تستعر في أكثر من مكان في العالم، غير أن أخطر تجليات هذه الجرأة هي ظاهرة "التحرش" بالإسلام وبمؤسساته، ولأسباب غير موضوعية ولا عاقلة، تدرج كلها تقريبا في خانة "جر شكل".. إذ لا يمكن أن نفهم سببا حكيما في أن يهين رأس الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم في العالم، في محاضرة عامة، أو أن تُنتج إحدى الكنائس المصرية مسرحية تسخر من دين شركائهم في الوطن، وأن يجر محامي قبطي شكل المسلمين ويرفع دعوى قضائية تطالب بحق الأقباط في الدراسة بالأزهر، وأن يطالبون بحذف المادة الثانية من الدستور أو وصف الشريعة الإسلامية بأنها هي الأكثر "عنصرية" في العالم، أو أن يطالبوا بحذف خانة الديانة من البطاقات الشخصية، رغم أنها بالغة الأهمية في إدارة أكثر من 90% من الأحوال المدنية للمسلمين والمسيحيين في مصر من جهة، فيما لا تسمح الكنيسة المصرية من جهة أخرى، بدخول أحد إليها إلا إذا كان يحمل بطاقة شخصية مثبتا فيها ديانته كـ"مسيحي"، وينتشر دق وشم "الصلبان" على معاصم الأقباط بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر من جهة ثالثة، وهو سلوك يتعارض مع مطالبهم بإلغاء كل ما يعتبرونه تمييزا دينيا في المجتمع.. إذ يشكون من "التمييز" وهم يمارسونه بشكل فج ومستفز في الوقت ذاته!
لا نريد أن نقول إن هذا تعد على مشاعر وحقوق المسلمين، ولكنه على أقل تقدير تصرف غير مسئول، وربما يترك انطباعا بأنه لا يستهدف إلا إيذاء المسلمين وإلغاء كل ما يتصل بدينهم من مظاهر وتجليات اجتماعية وتشريعية.. ما يقتضي أن تتحلى الكنائس بالحكمة وتتصرف بمسئولية، وأن تأخذ بيد أتباعها بعيدا عن التعصب والتطرف والتحرش بالآخرين.
sultan@almesryoon.com
الانتهازية الكنسية، التي حاولت استهداف سيدة مسلمة مُسنة، والضغط عليها لترك الإسلام والتحول إلى المسيحية.
محمود سلطان (المصريون) : بتاريخ 21 - 4 - 2009
سارة.. هي "جدة" الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما، وهي سيدة "مسلمة"، بذلت الكنيسة الإنجيلية في قرية "كوغيلو" الواقعة على شواطئ بحيرة فيكتوريا غرب "كينيا" جهودا كبيرة من أجل "تنصيرها".
الكنيسة جهزت لعملية "تعميد" جدة أوباما، حفلا أسطوريا، في ملعب "جومو كنيتا" الرياضي في ثالث أكبر مدن كينيا، وهي مدينة "كيزيمو"!
التقارير الصحفية التي نشرت يوم الاثنين الماضي 20/4/2009، قالت إن الكنيسة الإنجيلية تفرغت بالكامل للتجهيز لحفل "التعميد" قبل ثلاثة أسابيع من الموعد الذي كان مقررا وذلك قبل أن تُفشل عائلة السيدة "سارة" السيناريو الكنسي.
أدلى أبناء سارة بتصريحات صحفية، أعربوا خلالها عن استغرابهم من هذه الانتهازية الكنسية، التي حاولت استهداف سيدة مسلمة مُسنة، والضغط عليها لترك الإسلام والتحول إلى المسيحية.
عائلة سارة أوباما، كشفت عن أن حفل التعميد ـ حال نجاحه ـ كان سيمثل أكبر انتصار للدعاية الإنجيلية "الفجة" في إطار التنصير، وأن اصطيادهم لجدة الرئيس الأمريكي كان عملا "رخيصا" لأنه يستهدف النيل من الإسلام وتحقيق انتصار معنوي كبير عليه، بالفوز بجدة رئيس أكبر دولة في العالم.
لم يكترث القساوسة الإنجيليون، بخطورة هذا المنحى غير المسبوق، في استفزاز مشاعر مسلمي العالم من جهة، ومسلمي كينيا من جهة أخرى، ولا بخطورة هذه الفظاظة والجلافة في التبشير، على الأمن والسلام الاجتماعي لواحدة من الدول الأفريقية التي تعيش طوائفها الدينية في سلام وتفاهم منذ سنوات بعيدة.
العلماء المسلمون بكينيا هددوا، بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وهم يرون الكنيسة تمارس ضغوطها، على سيدة مسلمة، لحملها على ترك الإسلام قسرا، وطالبوا الدولة بالتدخل لوقف هذا الإرهاب الديني وانتهازيته الرخيصة.
والحال أن الجرأة على المسلمين وعلى الإسلام بدأت تستعر في أكثر من مكان في العالم، غير أن أخطر تجليات هذه الجرأة هي ظاهرة "التحرش" بالإسلام وبمؤسساته، ولأسباب غير موضوعية ولا عاقلة، تدرج كلها تقريبا في خانة "جر شكل".. إذ لا يمكن أن نفهم سببا حكيما في أن يهين رأس الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم في العالم، في محاضرة عامة، أو أن تُنتج إحدى الكنائس المصرية مسرحية تسخر من دين شركائهم في الوطن، وأن يجر محامي قبطي شكل المسلمين ويرفع دعوى قضائية تطالب بحق الأقباط في الدراسة بالأزهر، وأن يطالبون بحذف المادة الثانية من الدستور أو وصف الشريعة الإسلامية بأنها هي الأكثر "عنصرية" في العالم، أو أن يطالبوا بحذف خانة الديانة من البطاقات الشخصية، رغم أنها بالغة الأهمية في إدارة أكثر من 90% من الأحوال المدنية للمسلمين والمسيحيين في مصر من جهة، فيما لا تسمح الكنيسة المصرية من جهة أخرى، بدخول أحد إليها إلا إذا كان يحمل بطاقة شخصية مثبتا فيها ديانته كـ"مسيحي"، وينتشر دق وشم "الصلبان" على معاصم الأقباط بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر من جهة ثالثة، وهو سلوك يتعارض مع مطالبهم بإلغاء كل ما يعتبرونه تمييزا دينيا في المجتمع.. إذ يشكون من "التمييز" وهم يمارسونه بشكل فج ومستفز في الوقت ذاته!
لا نريد أن نقول إن هذا تعد على مشاعر وحقوق المسلمين، ولكنه على أقل تقدير تصرف غير مسئول، وربما يترك انطباعا بأنه لا يستهدف إلا إيذاء المسلمين وإلغاء كل ما يتصل بدينهم من مظاهر وتجليات اجتماعية وتشريعية.. ما يقتضي أن تتحلى الكنائس بالحكمة وتتصرف بمسئولية، وأن تأخذ بيد أتباعها بعيدا عن التعصب والتطرف والتحرش بالآخرين.
sultan@almesryoon.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق