4 أبريل 2009

إنها إتفاقية بين السادات الماسوني واليهود وأمريكا الصليبية

معاهدة السلام المصرية - ‬الإسرائيلية تظل بعد‮ ‬30‮ ‬عاما‮ ‬علي توقيعها‮ عنصرا‮ ‬مهما‮ ‬للأمن القومي الإسرائيلي
أن‮ ‬89٪‮ ‬من الاسرائيليين‮ ‬يؤيدون إعادة احتلال سيناء بشكل جزئي أو كلي‮. ‬
‮'‬هاآرتس‮' ‬تضع‮ '‬سيناريو‮' ‬لحرب جديدة‮.. ‬وأغلبية الصهاينة مع احتلال سيناء‮ ‬
السلام بعد مبارك‮.. ‬هاجس إسرائيل في ذكري اتفاق السادات

الأسبوع =3-4-2009
طوال الأيام الماضية وإسرائيل مشغولة،‮ ‬ليس بالاحتفال بالذكري الثلاثين لإبرام اتفاقية السلام مع مصر،‮ ‬وإنما بالبحث عن مستقبل هذه الاتفاقية في ظل التغيرات المحتملة داخل مصر‮.. صحيفة‮ '‬هاآرتس‮' ‬مثلا ركزت اهتمامها علي قدرة هذا السلام علي الصمود في حال‮ ‬غادر الرئيس حسني مبارك منصبه،‮ ‬دون أن تنسي التلميح إلي أن مبارك نفسه لم يبد حماسا كبيرا لهذا السلام طوال‮ ‬28‮ ‬عاما من وجوده في منصبه‮. ‬

وقال المحلل السياسي في الصحيفة إن معاهدة السلام المصرية - ‬الإسرائيلية تظل بعد‮ ‬30‮ ‬عاما‮ ‬علي توقيعها‮
'‬حجر الزاوية للاستقرار والنظام الإقليميين في الشرق الأوسط
ووالأساس لقبول إسرائيل كلاعب شرعي في عيون جيرانها العرب‮. ‬ومع ذلك،‮ ‬فان المعاهدة قد فشلت حتي الآن في تحقيق تقارب حقيقي بين الشعبين‮'. ‬
وقال محلل‮ '‬هاآرتس‮': '‬حتي في عامه الثامن والعشرين في المنصب،‮ ‬يبقي حسني مبارك مصرا علي رفضه زيارة إسرائيل‮. ‬وبصفته رئيسا مصريا،‮ ‬زار مبارك القدس مرة واحدة،‮ ‬لحضور جنازة اسحق رابين‮. ‬ولكنه أصر علي انها ليست زيارة رسمية،‮ ‬وإنما مظهر احترام لصديق تعرض للاغتيال‮'. ‬
وأضاف‮: '‬مصر هي اكبر دولة في العالم العربي ومحوره الثقافي وان لم يكن الاقتصادي‮. ‬وتأثيرها مهم في منح الشرعية للاعبين إقليميين‮. ‬ورغم أن جيشها قوي،‮ ‬فإنها ليست قوة نووية‮. ‬وعلي سبيل المقارنة،‮ ‬فان إسرائيل هي أقوي قوة عسكرية في المنطقة وأقرب حليف إقليمي لأمريكا،‮ ‬ونزعتها إلي استخدام القوة ضد جيرانها تشكل تحديا للاستقرار الإقليمي كل عامين‮'. ‬
وتابع‮: '‬تريد إسرائيل أيضا المحافظة علي تفوقها العسكري علي مصر،‮ ‬من خلال تحكم الولايات المتحدة في الدعم العسكري لكلا البلدين‮. ‬وإضافة إلي ذلك،‮ ‬تستخدم إسرائيل ايضا تأثير مصر علي الفصائل الفلسطينية المختلفة لفائدتها‮'. ‬
وخلصت الصحيفة إلي أن‮ '‬معاهدة السلام مع مصر جلبت لإسرائيل،‮ ‬من منظور تاريخها الممتد لثلاثين عاما،‮ ‬مزايا هائلة‮:
‬1-فهي أزالت خطر شن حرب شاملة ضد تحالف عربي،‮
‬2-وحولت سيناء إلي منطقة عازلة منزوعة السلاح،‮
‬3-وسمحت للجيش الإسرائيلي بتقليص عدد قواته في منتصف الثمانينيات،‮
‬4-ومكنت إسرائيل من تحويل الأموال إلي التنمية الاقتصادية،‮
‬5-وكسرت جدار العزلة والحصار الذي أحاط بإسرائيل خلال سنوات وجودها الثلاثين الأولي
6-وفتحت الطريق أمام اندماجها الإقليمي،‮ ‬رغم كون ذلك علي وتيرة أبطأ بكثير مما كان متوقعا عند توقيع المعاهدة‮.
7-والسلام مع مصر كان وسيظل الأساس للدعم الأمريكي السخي لإسرائيل‮.
8-‬والأهم من ذلك هو أنه سمح لإسرائيل بمواصلة السيطرة علي مرتفعات الجولان والضفة الغربية والاستيطان فيهما،‮ ‬تماما كما خطط لذلك بيجين عندما تفاوض مع الرئيس المصري أنور السادات‮'. ‬
وتضيف‮: '‬تقاطع النخبة المصرية إسرائيل،‮ ‬فيما النخبة الإسرائيلية منغرسة بقوة في الغرب وليست مهتمة بجيرانها الناطقين بالعربية‮. ‬وفي الوقت الذي يغطي فيه الإعلام المصري إسرائيل بقلق شديد،‮ ‬فان نظيره الإسرائيلي يتذكر مصر فقط في أوقات الأزمة،‮ ‬مثل المفاوضات لتحرير الجندي المختطف جلعاد شاليط‮'. ‬
وخلصت الصحيفة إلي أن‮ '‬رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو وشريكه الجديد،‮ ‬وزير الدفاع ايهود باراك،‮ ‬يكنان تقديرا‮ ‬كبيرا‮ ‬للتعاون الاستراتيجي مع مبارك،‮ ‬ولن يعرٌضا هذا التعاون للخطر‮.. ‬والسؤال الكبير هو‮: ‬ما الذي سيحدث في اليوم الذي سيلي مغادرة الرئيس المصري للمنصب؟ فمبارك،‮ ‬الذي سيحتفل بعيد ميلاده الحادي والثمانين بعد عدة أسابيع،‮ ‬لن يبقي في الحكم إلي الأبد‮.. ‬وليس هناك خوف إسرائيلي أكبر من صعود نظام إسلامي،‮ ‬مثل ذلك الموجود في إيران،‮ ‬من شأنه ان يحول مصر من جار هادئ الي وحش يهدد إسرائيل‮'.. ‬
وانتهت‮ '‬هاارتس‮' ‬إلي أن التحدي الذي يواجه قادة إسرائيل في السنوات المقبلة سيكون ضمان أن العلاقات السلمية القائمة ستستمر مع خليفة مبارك،‮ ‬علي أمل أنه سيشبه الرئيس الحالي‮. ‬
وفي سياق متصل،‮ ‬وضعت صحيفة‮ '‬هاآرتس‮' ‬سيناريو متخيلا‮ ‬لحرب جديدة بين مصر و'إسرائيل‮'‬،‮ ‬قد تعبر فيها القوات المصرية قناة السويس وتنتشر في ربوع سيناء‮. ‬
وأرجعت الصحيفة نشوب هذه الحرب المفترضة بين مصر وإسرائيل إلي إقدام حكومة نتنياهو علي شن حرب ضد قطاع‮ ‬غزة،‮ ‬قد يسقط فيها عدد كبير من المدنيين: مما قد يدفع مصر لإرسال وحدات لمساعدة الفلسطينيين،‮ ‬مشيرة إلي أنه إذا سقط شهداء مصريون من هذه الوحدات،‮ ‬فقد تعبر القوات المصرية قناة السويس،‮ ‬وتنتشر في ربوع سيناء‮. ‬
وكشفت الصحيفة اللثام عن مخطط لجيش العدو يقضي في حالة حدوث مواجهة مع مصر،‮ ‬باحتلال أجزاء رمزية من سيناء،‮ ‬حتي يجبر إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما علي التدخل والفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية التي ستدخل في مواجهة عنيفة ودموية للغاية تعتمد علي السلاح الغربي المستورد من أمريكا‮. ‬
ورأي معد السيناريو أمير أورن أن المواجهة المفترضة ستعتمد علي تدريب مصري طويل واستعدادات مكثفة علي مدار‮ ‬30‮ ‬عاما‮ (‬هي عمر اتفاقية السلام بين البلدين‮)‬،‮ ‬ورغبة إسرائيلية في إثبات القدرة العسكرية في ميدان صحراوي مفتوح،‮ ‬يختلف عن المناطق المأهولة بالسكان في‮ ‬غزة وجنوب لبنان‮. ‬
وأكدت‮ '‬هاآرتس‮' ‬أن الجيش الصهيوني استفاد من معاهدة السلام مع مصر،‮ ‬فقد قام بخفض الميزانيات العسكرية الموجهة إلي الجبهة الجنوبية،‮ ‬بل إنه ألغي‮ '‬اللواء الجنوبي‮' ‬الذي انحصرت مهمته في التصدي لأي مفاجأة عسكرية مصرية،‮ ‬مشيرة‮ ‬إلي أن قيادة الأركان في الجيش الإسرائيلي،‮ ‬تشعر بالندم الآن،‮ ‬وتستعد لإعادة تشكيل هذا اللواء في المستقبل القريب‮. ‬
وتعزيزا لهذه الفرضية،‮ ‬جاءت نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز الإسرائيلي للديمقراطية التابع ل(الكنيست‮)‬،‮ ‬والذي ذكر أن‮ ‬89٪‮ ‬من الاسرائيليين‮ ‬يؤيدون إعادة احتلال سيناء بشكل جزئي أو كلي‮. ‬
وبحسب نتائج الاستطلاع،‮ ‬فقد رأي‮ ‬33٪‮ ‬من الإسرائيليين أن علي تل أبيب إعادة احتلال سيناء بأكملها،‮ ‬فيما أيد‮ ‬19٪‮ ‬إعادة احتلال معظمها،‮ ‬و29٪‮ ‬احتلال جزء كبير منها،‮ ‬و8٪‮ ‬احتلال جزء صغير،‮ ‬أما الباقون وهم‮ ‬11٪،‮ ‬فلا يؤيدون احتلال أي جزء ولو صغيرا منها‮.

ليست هناك تعليقات: