25 أبريل 2009

لا أهلا ولا سهلا للقتلة المجرمين البرابرة السفاحين الكفرة

انتقادات لدعوة نتنياهو إلى زيارة مصر
النظام المصري اختصم مع حركة حماس وسارع إلى كسب ود ورضا إسرائيل والولايات المتحدة "لتسهيل الحصول على اعتماد أميركا لانتقال السلطة من الأب حسني مبارك إلى الابن جمال مبارك".

الجزيرة نت-القاهرة -25-4-2009

اعتبر سياسيون ومثقفون مصريون أن زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصري إلى إسرائيل ودعوة رئيس الحكومة ووزير الدفاع الإسرائيليين لزيارة مصر بمثابة انحدار للدور المصري في القضية الفلسطينية وتهافت على إرضاء إسرائيل والولايات المتحدة وتفريط فيما تبقى من أوراق القوة التي كانت بيد الدول العربية.

وكان اللواء عمر سليمان وجه دعوة لبنيامين نتنياهو وإيهود باراك لزيارة مصر أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل، وتحدثت مصادر مصرية عن عدم توجيه دعوة لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بسبب تصريحاته السابقة ضد مصر والإساءة للرئيس المصري حسني مبارك.

عبد الحليم قنديل: دعوة نتنياهو انحدار للسياسة الخارجية المصرية وتهافت على خدمة إسرائيل
تهافت
واعتبر عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية أن دعوة نتنياهو لزيارة مصر في هذا التوقيت تمثل تطورا في السياسة الخارجية المصرية واتجاهها إلى "الانحدار والتهافت على خدمة إسرائيل بعد أن كانت مصر تلعب دور القيادة" في مواجهة إسرائيل قبل كامب ديفد.

وأكد قنديل للجزيرة نت أن دور مصر "انحدر من القيادة إلى الوساطة والسمسرة بعد كامب ديفد حيث أدمنت مصر دور الوساطة بين قطاعات عربية وإسرائيل، لكن هذا الدور تحول منذ الحرب على غزة إلى التهافت على خدمة الأمن الإسرائيلي بصورة فجة".

وحمل قنديل بشدة على ما سماه بالدعوات السخية التي قدمتها مصر للمسؤولين الإسرائيليين لزيارة أكبر عاصمة عربية رغم الأجندة المتطرفة التي تطرحها حكومة نتنياهو، وتزامن ذلك مع الحملة على المقاومة ممثلة بحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وكان مصدر أمني مصري قد أكد أن مصر سوف تتعامل في الفترة المقبلة فقط مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك دون التعامل مع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان رغم اللقاء الذي تم بين رئيس جهاز المخابرات المصرية معه في إسرائيل.

تفريط
وبدوره أكد الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات الإستراتيجية أن دعوة نتنياهو لزيارة مصر هي تفريط مصري في أوراق القوة التي تملكها والحرص على تقطيع الوقت بالرغم من الصعود المتعاظم لليمين الإسرائيلي.

وقال سيد أحمد للجزيرة نت "ليس من قبيل المصادفة أن تسبق دعوة نتنياهو حملة كبرى على المقاومة العربية" في إشارة إلى الحملة التي تشنها مصر حاليا على حزب الله اللبناني.

وأوضح أن هذه الحملة التي تعد الأكبر في تاريخ مصر على قوى المقاومة بمثابة "قنبله دخان" للتغطية على هذه الزيارة المرتقبة لنتيناهو وتهيئة الأجواء للقبول باليمين الإسرائيلي المتطرف بعد أن تكون هذه الحملة قد حققت أهدافها بخلق حالة من الكراهية لقوى المقاومة، منوها إلى أن احد أهداف الحملة الأخيرة على حزب الله وحماس هو ألا تكون هناك غضاضة لدى الرأي العام المصري في القبول بزيارة نتنياهو.

وانتقد ما سماه المصالحات بين الحكومة المصرية وحكومة نتنياهو بدون مقابل حقيقي، مؤكدا أن هذه التنازلات سوف تؤثر سلبا على مسار الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة.

واتفق عبد الحليم قنديل مع ما ذهب إليه رفعت سيد أحمد حيث يرى أن الحوار بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة سوف يتعثر نظرا لأن النظام المصري اختصم مع حركة حماس وسارع إلى كسب ود ورضا إسرائيل والولايات المتحدة "لتسهيل الحصول على اعتماد أميركا لانتقال السلطة من الأب حسني مبارك إلى الابن جمال مبارك".

رفعت سيد أحمد: دعوة نتنياهو تفريط بأوراق القوة التي تملكها مصر
صفقة
وأردف قنديل قائلا إن هنالك صفقة متواضعة بين النظام المصري والإدارة الأميركية تتعهد بموجبها الأخيرة بالضغط على إسرائيل لتجميد بناء المستوطنات مقابل تعهد التظام المصري والدول العربية الرئيسية بالقيام بخطوات تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة بموجب هذه الصفقة زيارات لمسؤولين إسرائيليين لعواصم عربية لم يزوروها من قبل.

وأضاف أن هدف هذه الصفقة هو التوصل إلى تهدئة للصراع العربي الإسرائيلي وحشد تحالف عربي إسرائيلي باتجاه التعبئة ضد إيران، مشيرا إلى أن استدعاء الإدارة الأميركية لكل من مبارك ومحمود عباس ونتنياهو هدفه القيام باتخاذ خطوات لبناء الثقة والإيهام بالحركة حيث لا حركة، وليس إحداث اختراق على صعيد التسوية السياسية.

المخابرات والسياسة
واتفق قنديل وسيد أحمد على أن زيارة عمر سليمان لإسرائيل تشير إلى الدور المتعاظم للمخابرات المصرية في صنع وتنفيذ السياسة الخارجية المصرية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.

واعتبر سيد أحمد أن دور وزارة الخارجية المصرية تراجع في ظل رئاسة وزير الخارجية الحالي أحمد أبو الغيط الذي وصفه بأنه "موظف كبير" مفسحا المجال للأجهزة الأمنية للإمساك بالملفات الرئيسية في السياسة الخارجية.

وأشار إلى تصريحات أبو الغيط التي قال فيها إن ليبرمان لن يطأ أرض مصر ما لم يعتذر عن تصريحاته التي هدد فيها بضرب السد العالي والإساءة للرئيس المصري، وقال إن أبو الغيط سوف يتراجع عن هذه التصريحات إذا تلقى تعليمات من موظف أكبر منه، مؤكدا أن ليبرمان سوف يزور مصر وسوف يجد أبو الغيط "مخرجا دبلوماسيا" للعدول عن تصريحاته السابقة.

ومن جهته أكد قنديل أن مؤسسة الرئاسة في مصر هي التي تصنع السياسة الخارجية، وأن المخابرات هي الجهة التي تنفذ هذه السياسة في الملفات المهمة، وأن وزارة الخارجية لم يعد لها أي دور يذكر بعد أن تحول الوزير المسؤول عنها إلى مجرد "خيال مآتة" بعد انتقال الأدوار التنفيذية للأجهزة الأمنية.



ليست هناك تعليقات: