لوموند الفرنسية: من يتذكر غزة؟
26 ابريل 2009 - الوسط
بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب .. من يزال يتذكر غزة؟، هو عنوان المقال التحليلى الذى نشرته صحيفة لوموند فى محاولة لرسم صورة للوضع الذى آلت إليه غزة بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب، والذى تذهب الصحيفة إلى أنه لم يشهد تغييراً البتة منذ كان عليه فى 18 يناير الماضى، أى منذ تاريخ انتهاء عملية "الرصاص المصبوب".
تعدد الصحيفة مظاهر بقاء الحال على ما هو عليه بدءاً من
نقاط المرور التى لا تزال محكمة الإغلاق،
والحدود مع مصر التى لم تفتح،
والنقص الحاد فى المواد الغذائية، فعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية تسمح يومياً بمرور ما يقرب من مائة شاحنة تحمل المواد الغذائية الأساسية وكميات من الوقود ليتمكن سكان غزة من البقاء على قيد الحياة، إلا أن إحدى التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة تؤكد أن نوعية وكمية هذه المنتجات غير كافية إطلاقاً، بالنظر إلى احتياجات الغزاويين.
الأمر الذى سيكون له تأثير مدمر على الحالة الصحية والذهنية للسكان، كما أشار جون جنج مدير الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) فى النداء الذى وجهه فى يوم 3 أبريل لإعادة فتح المعابر، نتيجة التدهور الحاد الذى يشهده وضع الأهالى فى غزة.
ومن ناحية أخرى، تشير الصحيفة إلى التقرير الأسبوعى الصادر عن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة للفترة من 8 إلى 14 أبريل، والذى يذكر أن 132 ألف شخص يعانون من عدم تمكنهم الحصول على المياه الجارية، من بينهم 100 ألف شخص لا يمكنهم التزود بها سوى كل يومين أو ثلاثة أيام، فى حين أن 32 ألفاً منهم لا يملكون السبيل إليها على الإطلاق، مما أدى بالتالى إلى ارتفاع شديد فى معدل الإصابة بأمراض الإسهال والالتهاب الكبدى الحموى خلال الأربعة عشر أسبوعاً الأولى من هذا العام.
فضلا عن ذلك، فإن مواد البناء والأسمنت والحديد لا تتمكن من النفاذ إلى قطاع غزة، الأمر الذى يؤكد أنه وبعد ثلاثة أسابيع من القصف، لا تزال الأمور على حالها، فلم تشهد غزة بعد أى عملية إعادة بناء، حيث كانت قد تعرضت لخسائر نتيجة القصف الإسرائيلى شملت تدمير 4000 منزل، وتخريب آلاف آخرين منها.
أما عن عدد المتضررين من جراء هذا التدمير الشامل فقد وصل إلى حوالى 120 ألف شخص، ولا يزال أشخاص دون مأوى يعيشون من يومها فى مخيمات. وبالنسبة للنشاط الاقتصادى، فقد أصيب بشلل تام.
تؤكد الصحيفة أن الغزاويين يعيشون حالة انتظار دائم أملاً فى تحرك الأمور، بيد أن شيئاً لم يحدث منذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ فى 2 مارس، والذى اعتمدت خلاله 80 دولة ومنظمة خطة إعادة بناء غزة، بوعود تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار، على الرغم من أن البيان الختامى للمؤتمر قد طالب بفتح المعابر بشكل كلى وفورى وغير مشروط.
إلا أن إسرائيل قد وضعت بالفعل شرطين، وهما الإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط المحتجز منذ 25 يونيه 2006، ورفض توجيه تلك المساعدات الدولية إلى حماس التى تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيه 2007، والتى لم تفلح محاولات الحوار بينها وبين حركة فتح حتى الآن، رغم الجهود والمساعى التى تبذلها مصر كوسيط.
وتطرح الصحيفة فى النهاية سؤالاً: هل يمثل أول ظهور علنى لرئيس الحكومة الفلسطينة إسماعيل هنية، يوم 17 أبريل بعد ثلاثة أشهر من الاختفاء، مؤشراً للتطبيع؟ وسرعان ما تجيب متسائلة: ولكن أى تطبيع؟ ففى اليوم ذاته لإعلان وقف إطلاق النار فى 18 يناير، وعقب مؤتمر شرم الشيخ الذى أعد له على عجل، التقى ستة رؤساء دول وحكومات أوروبية (من بينهم ساركوزى وميريكل وجوردون براون) على العشاء بمقر إيهود أولمرت بالقدس، الذى أبدى لهم ارتياحه إلى دعمهم القوى وانشغالهم بأمن إسرائيل.
26 ابريل 2009 - الوسط
بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب .. من يزال يتذكر غزة؟، هو عنوان المقال التحليلى الذى نشرته صحيفة لوموند فى محاولة لرسم صورة للوضع الذى آلت إليه غزة بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الحرب، والذى تذهب الصحيفة إلى أنه لم يشهد تغييراً البتة منذ كان عليه فى 18 يناير الماضى، أى منذ تاريخ انتهاء عملية "الرصاص المصبوب".
تعدد الصحيفة مظاهر بقاء الحال على ما هو عليه بدءاً من
نقاط المرور التى لا تزال محكمة الإغلاق،
والحدود مع مصر التى لم تفتح،
والنقص الحاد فى المواد الغذائية، فعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية تسمح يومياً بمرور ما يقرب من مائة شاحنة تحمل المواد الغذائية الأساسية وكميات من الوقود ليتمكن سكان غزة من البقاء على قيد الحياة، إلا أن إحدى التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة تؤكد أن نوعية وكمية هذه المنتجات غير كافية إطلاقاً، بالنظر إلى احتياجات الغزاويين.
الأمر الذى سيكون له تأثير مدمر على الحالة الصحية والذهنية للسكان، كما أشار جون جنج مدير الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) فى النداء الذى وجهه فى يوم 3 أبريل لإعادة فتح المعابر، نتيجة التدهور الحاد الذى يشهده وضع الأهالى فى غزة.
ومن ناحية أخرى، تشير الصحيفة إلى التقرير الأسبوعى الصادر عن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة للفترة من 8 إلى 14 أبريل، والذى يذكر أن 132 ألف شخص يعانون من عدم تمكنهم الحصول على المياه الجارية، من بينهم 100 ألف شخص لا يمكنهم التزود بها سوى كل يومين أو ثلاثة أيام، فى حين أن 32 ألفاً منهم لا يملكون السبيل إليها على الإطلاق، مما أدى بالتالى إلى ارتفاع شديد فى معدل الإصابة بأمراض الإسهال والالتهاب الكبدى الحموى خلال الأربعة عشر أسبوعاً الأولى من هذا العام.
فضلا عن ذلك، فإن مواد البناء والأسمنت والحديد لا تتمكن من النفاذ إلى قطاع غزة، الأمر الذى يؤكد أنه وبعد ثلاثة أسابيع من القصف، لا تزال الأمور على حالها، فلم تشهد غزة بعد أى عملية إعادة بناء، حيث كانت قد تعرضت لخسائر نتيجة القصف الإسرائيلى شملت تدمير 4000 منزل، وتخريب آلاف آخرين منها.
أما عن عدد المتضررين من جراء هذا التدمير الشامل فقد وصل إلى حوالى 120 ألف شخص، ولا يزال أشخاص دون مأوى يعيشون من يومها فى مخيمات. وبالنسبة للنشاط الاقتصادى، فقد أصيب بشلل تام.
تؤكد الصحيفة أن الغزاويين يعيشون حالة انتظار دائم أملاً فى تحرك الأمور، بيد أن شيئاً لم يحدث منذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ فى 2 مارس، والذى اعتمدت خلاله 80 دولة ومنظمة خطة إعادة بناء غزة، بوعود تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار، على الرغم من أن البيان الختامى للمؤتمر قد طالب بفتح المعابر بشكل كلى وفورى وغير مشروط.
إلا أن إسرائيل قد وضعت بالفعل شرطين، وهما الإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط المحتجز منذ 25 يونيه 2006، ورفض توجيه تلك المساعدات الدولية إلى حماس التى تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيه 2007، والتى لم تفلح محاولات الحوار بينها وبين حركة فتح حتى الآن، رغم الجهود والمساعى التى تبذلها مصر كوسيط.
وتطرح الصحيفة فى النهاية سؤالاً: هل يمثل أول ظهور علنى لرئيس الحكومة الفلسطينة إسماعيل هنية، يوم 17 أبريل بعد ثلاثة أشهر من الاختفاء، مؤشراً للتطبيع؟ وسرعان ما تجيب متسائلة: ولكن أى تطبيع؟ ففى اليوم ذاته لإعلان وقف إطلاق النار فى 18 يناير، وعقب مؤتمر شرم الشيخ الذى أعد له على عجل، التقى ستة رؤساء دول وحكومات أوروبية (من بينهم ساركوزى وميريكل وجوردون براون) على العشاء بمقر إيهود أولمرت بالقدس، الذى أبدى لهم ارتياحه إلى دعمهم القوى وانشغالهم بأمن إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق