تقرير : بريطانيا تواجه أسئلة محرجة بشأن جوانتانامو
"ضباط المخابرات البريطانية كانوا على علم بأمر التعذيب ولم يفعلوا أي شيء حياله , لقد أمدوا الأمريكيين والمغاربة بالمعلومات , قدموا الأسئلة ووفروا الصور .. ثمة أدلة على كل هذا".
الاربعاء 25 فبراير 2009
- لندن – الألمانية
نقلا عن الشروق
يريد بنيام محمد الذي وصل بريطانيا لأول مرة وهو في الخامسة عشرة من عمره قادما من إثيوبيا كلاجيء عام 1994 العودة إلى "الحياة العادية" بعد محنة استمرت أربع سنوات في معتقل جوانتانامو.
ويقول محاميه كليف ستافورد سميث : "إنه يريد الذهاب إلى مكان شديد الهدوء وألا تكون له صلة بأحد".
والمحتجز الذي بلغ الثلاثين من عمره الآن ويعاني من تدهور شديد في صحته بعد إضراب عن الطعام من المرجح أن يأتي معه ببعض الأسئلة غير المريحة التي يتعين أن تجيب عليها الحكومة البريطانية.
تحدث محمد قبل دقائق من وصوله إلى بريطانيا عن "أسوأ اللحظات" التي أمضاها خلال سنوات الاعتقال التي بلغ مجموعها سبعا والتي بدأت باعتقاله في باكستان عام 2002 واشتملت على تحقيق سري في المغرب.
وقال : "أقول بمشاعر حزن أكثر منها غضب أن كثيرين تورطوا فيما عانيت من فظائع على مدى السنوات السبع الماضية , كانت أسوأ اللحظات بالنسبة لي عندما أدركت في المغرب أن أولئك الذين يقومون بتعذيبي كانوا يتلقون أسئلة ومعلومات من المخابرات البريطانية".
ويكشف هذا التصريح الصريح لمحمد عن مدى الضغط الذي تتعرض له الحكومة البريطانية الآن لتوضيح موقفها بشأن الشكوك المثارة حول تورطها في عملية تعذيب المعتقل.
وفضلا عن مزاعم التعذيب التي تحدث عنها محمد وعدد من جماعات حقوق الإنسان فإنه من المتوقع أن يركز محاموه على الإفراج عن الأدلة الأمريكية السرية الموجودة لدى المحكمة العليا في لندن.
فقد كشف قاضيان بارزان بالمحكمة في وقت سابق من الشهر الحالي أن الحكومة البريطانية طلبت منهم الامتناع عن نشر وثائق رئيسية للمخابرات الأمريكية تتصل بمعاملة محمد , وهو الأمر الذي يؤجج المزاعم عن عملية تغطية" على ما حدث.
وصرح مسئول بريطاني لم يكشف عن هويته لصحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية بقوله : "ضباط المخابرات البريطانية كانوا على علم بأمر التعذيب ولم يفعلوا أي شيء حياله , لقد أمدوا الأمريكيين والمغاربة بالمعلومات , قدموا الأسئلة ووفروا الصور .. ثمة أدلة على كل هذا".
ومع ذلك ، فإن الحكومة البريطانية التي طالما نفت الاتهامات أصدرت تعليماتها للمدعي العام بالتحقيق فيما إذا كانت أي جرائم قد ارتكبت في معاملة محمد.
عمل محمد أثناء إقامته في بريطانيا مشرفا في مجمع سكني بمنطقة كينسنجتون في لندن حيث درس الهندسة الكهربائية واعتنق الإسلام.
وجاءت نقطة التحول في صيف عام 2001 عندما توجه محمد إلى باكستان ثم إلى أفغانستان بحسب السلطات البريطانية , فقد احتجزته السلطات الباكستانية في مطار كراتشي في إبريل عام 2002 بينما كان يحاول العودة إلى بريطانيا بجواز سفر مزور.
ويزعم محمد أنه تعرض للتعذيب على يد عملاء باكستانيين علقوه لمدة أسبوع بلف رباط جلدي حول معصمه حتى كان لا يكاد يستطيع الوقوف وكانوا لا يسمحون له بالذهاب لدورة المياه إلا مرتين في اليوم.
وبحسب روايته فإن ضباطا من جهاز مخابرات الـ"إم.آي. 5" البريطاني زاروه في باكستان , وأبلغه واحد منهم أنه سيُنقل إلى الشرق الأوسط ليُعذب على يد العرب!
ويقول محاموه إنه في يوليو عام 2002 تم تسليم محمد لعملاء أمريكيين , ثم نقل جوا إلى المغرب في واحدة من رحلات التسليم السرية التي كانت تنظمها المخابرات الأمريكية , وهناك تعرض للتعذيب مرارا حسبما ذكر.
وبعد 18 شهرا في المغرب نقل محمد جوا إلى أفغانستان ، حيث وقع على اعتراف زعم في وقت لاحق أنه انتزع منه بالإكراه.
وفي سبتمبر عام 2004 نقل إلى معتقل خليج جوانتانامو وبعدها بعام وجه له الاتهام بالتآمر للتخطيط لشن هجمات إرهابية في الولايات المتحدة.
وزعم الجيش الأمريكي أن محمدا تلقي تدريبا شبه عسكري في واحد من معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في باكستان , وأنه حارب لحساب طالبان في أفغانستان وتآمر لتفجير "قنبلة قذرة مشعة" في أمريكا.
وجاء في عريضة الاتهام التي أعدها الجيش الامريكي أنه أختُير من قبل القاعدة لتنفيذ "مهمة إرهابية متخصصة" لأنه ُمتعلم ويتكلم الإنجليزية بطلاقة وبسبب وضعه كلاجيء في بريطانيا , لكن في أكتوبر من العام الماضي تم إسقاط كافة التهم الموجهة لمحمد.
"ضباط المخابرات البريطانية كانوا على علم بأمر التعذيب ولم يفعلوا أي شيء حياله , لقد أمدوا الأمريكيين والمغاربة بالمعلومات , قدموا الأسئلة ووفروا الصور .. ثمة أدلة على كل هذا".
الاربعاء 25 فبراير 2009
- لندن – الألمانية
نقلا عن الشروق
يريد بنيام محمد الذي وصل بريطانيا لأول مرة وهو في الخامسة عشرة من عمره قادما من إثيوبيا كلاجيء عام 1994 العودة إلى "الحياة العادية" بعد محنة استمرت أربع سنوات في معتقل جوانتانامو.
ويقول محاميه كليف ستافورد سميث : "إنه يريد الذهاب إلى مكان شديد الهدوء وألا تكون له صلة بأحد".
والمحتجز الذي بلغ الثلاثين من عمره الآن ويعاني من تدهور شديد في صحته بعد إضراب عن الطعام من المرجح أن يأتي معه ببعض الأسئلة غير المريحة التي يتعين أن تجيب عليها الحكومة البريطانية.
تحدث محمد قبل دقائق من وصوله إلى بريطانيا عن "أسوأ اللحظات" التي أمضاها خلال سنوات الاعتقال التي بلغ مجموعها سبعا والتي بدأت باعتقاله في باكستان عام 2002 واشتملت على تحقيق سري في المغرب.
وقال : "أقول بمشاعر حزن أكثر منها غضب أن كثيرين تورطوا فيما عانيت من فظائع على مدى السنوات السبع الماضية , كانت أسوأ اللحظات بالنسبة لي عندما أدركت في المغرب أن أولئك الذين يقومون بتعذيبي كانوا يتلقون أسئلة ومعلومات من المخابرات البريطانية".
ويكشف هذا التصريح الصريح لمحمد عن مدى الضغط الذي تتعرض له الحكومة البريطانية الآن لتوضيح موقفها بشأن الشكوك المثارة حول تورطها في عملية تعذيب المعتقل.
وفضلا عن مزاعم التعذيب التي تحدث عنها محمد وعدد من جماعات حقوق الإنسان فإنه من المتوقع أن يركز محاموه على الإفراج عن الأدلة الأمريكية السرية الموجودة لدى المحكمة العليا في لندن.
فقد كشف قاضيان بارزان بالمحكمة في وقت سابق من الشهر الحالي أن الحكومة البريطانية طلبت منهم الامتناع عن نشر وثائق رئيسية للمخابرات الأمريكية تتصل بمعاملة محمد , وهو الأمر الذي يؤجج المزاعم عن عملية تغطية" على ما حدث.
وصرح مسئول بريطاني لم يكشف عن هويته لصحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية بقوله : "ضباط المخابرات البريطانية كانوا على علم بأمر التعذيب ولم يفعلوا أي شيء حياله , لقد أمدوا الأمريكيين والمغاربة بالمعلومات , قدموا الأسئلة ووفروا الصور .. ثمة أدلة على كل هذا".
ومع ذلك ، فإن الحكومة البريطانية التي طالما نفت الاتهامات أصدرت تعليماتها للمدعي العام بالتحقيق فيما إذا كانت أي جرائم قد ارتكبت في معاملة محمد.
عمل محمد أثناء إقامته في بريطانيا مشرفا في مجمع سكني بمنطقة كينسنجتون في لندن حيث درس الهندسة الكهربائية واعتنق الإسلام.
وجاءت نقطة التحول في صيف عام 2001 عندما توجه محمد إلى باكستان ثم إلى أفغانستان بحسب السلطات البريطانية , فقد احتجزته السلطات الباكستانية في مطار كراتشي في إبريل عام 2002 بينما كان يحاول العودة إلى بريطانيا بجواز سفر مزور.
ويزعم محمد أنه تعرض للتعذيب على يد عملاء باكستانيين علقوه لمدة أسبوع بلف رباط جلدي حول معصمه حتى كان لا يكاد يستطيع الوقوف وكانوا لا يسمحون له بالذهاب لدورة المياه إلا مرتين في اليوم.
وبحسب روايته فإن ضباطا من جهاز مخابرات الـ"إم.آي. 5" البريطاني زاروه في باكستان , وأبلغه واحد منهم أنه سيُنقل إلى الشرق الأوسط ليُعذب على يد العرب!
ويقول محاموه إنه في يوليو عام 2002 تم تسليم محمد لعملاء أمريكيين , ثم نقل جوا إلى المغرب في واحدة من رحلات التسليم السرية التي كانت تنظمها المخابرات الأمريكية , وهناك تعرض للتعذيب مرارا حسبما ذكر.
وبعد 18 شهرا في المغرب نقل محمد جوا إلى أفغانستان ، حيث وقع على اعتراف زعم في وقت لاحق أنه انتزع منه بالإكراه.
وفي سبتمبر عام 2004 نقل إلى معتقل خليج جوانتانامو وبعدها بعام وجه له الاتهام بالتآمر للتخطيط لشن هجمات إرهابية في الولايات المتحدة.
وزعم الجيش الأمريكي أن محمدا تلقي تدريبا شبه عسكري في واحد من معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في باكستان , وأنه حارب لحساب طالبان في أفغانستان وتآمر لتفجير "قنبلة قذرة مشعة" في أمريكا.
وجاء في عريضة الاتهام التي أعدها الجيش الامريكي أنه أختُير من قبل القاعدة لتنفيذ "مهمة إرهابية متخصصة" لأنه ُمتعلم ويتكلم الإنجليزية بطلاقة وبسبب وضعه كلاجيء في بريطانيا , لكن في أكتوبر من العام الماضي تم إسقاط كافة التهم الموجهة لمحمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق