6 أبريل 2009

خبراء: الغارات الإسرائيلية على السودان جريمة دولية... وقضية تهريب الأسلحة ملفقة

خبراء: الغارات الإسرائيلية على السودان جريمة دولية... وقضية تهريب الأسلحة ملفقة

الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة



- لواء محمود خلف: ما قامت به "اسرائيل" تهديد للامن القومي المصري

- لواء عبد المنعم كاطو: رواية تهريب اسلحة لغزة ملفقة

- لواء عبد الفتاح محسن بدوي: التهريب من السودان الي غزة عبر مصر مستحيل
- هل يمكن أن يأتي الدور علي مصر?



أثار قصف "إسرائيل" لقافلة تتكون من "٧١" شاحنة بالأراضي السودانية بزعم حملها أسلحة إيرانية لنقلها إلى قطاع غزة تساؤلات عدة أهمها: لماذا تأخر الإعلان عن التوقيت الذي تمت فيه تلك الغارة والذي تزامن مع الحرب الصهيونية على غزة؟ ولماذا يتكرر السيناريو الذي تبتدعه "إسرائيل" كل فترة لتهاجم إحدى دول المنطقة وتقصفها بالطائرات، كما حدث ذلك منذ فترة عندما قصفت طائرات أمريكية إسرائيلية الأراضي السورية بحجة تهريب أسلحة من إيران إلي غزة عبر سوريا؟



أما التساؤل الأهم الذي يجب طرحه دون مواربة فهو: هل يمكن أن يأتي الدور علي مصر تحت نفس المزاعم؟ وهل القصف الذي تم علي الأراضي السودانية قرب الحدود مع مصر يعد تهديدا للأمن القومي المصري أم لا؟



لواء دكتور محمود خلف الخبير الاستراتيجي ومستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط رفض بداية رواية تهريب القافلة المستهدفة لأسلحة عبر أراضي السودان إلى حركة حماس بغزة، مشيرا إلي أن التهريب من السودان إلي غزة عبر الأراضي المصرية أمر بالغ الصعوبة.



ورأي أن المسألة لها أبعاد أكبر بكثير من ذلك وأنها تأتي في اطار مذكرة التفاهم الأمنية التي وقعتها "إسرائيل" مع أمريكا منتصف يناير الماضي والتي تعطي للأولي الحق في استخدام قواعد أمريكا وحلف الناتو لمهاجمة أراضي دول عربية بزعم منع تهريب السلاح لقطاع غزة، مما ينذر بدخول دول المنطقة في مرحلة جديدة من التوتر والقلاقل التي ستعمل "إسرائيل" على إثارتها في المنطقة بزعم منع تهريب الأسلحة لغزة عبر أراضي دول بعينها.



وأوضح د. محمود خلف أن تلك الغارات لم تقتصر علي إثارة قلاقل في السودان فقط، بل انها مثلت حسب وصفه "هما مصريا سودانيا مشتركا" حيث إنها استهدفت أراضي مصرية سودانية حدودية مشتركة، ولم يستبعد الخبير الاستراتيجي خطورة ذلك الأمر علي الأمن القومي المصري.. مؤكدا أن الغارة التي شنتها "إسرائيل" علي القوافل السودانية هي بمثابة رسالة موجهة لدول عربية وافريقية مفادها استعراض قوتها وأنها قادرة علي الوصول لأي مكان في افريقيا أو المنطقة العربية بعد حصولها علي الضوء الأخضر الأمريكي الذي تمثل في مذكرة التفاهم الأمنية التي حصلت فيها علي صك مهاجمتها لأي من دول المنطقة بحجة منع تهريب الأسلحة لغزة.



وعن تكرار سيناريو قصف "إسرائيل" لدول أخري في المنطقة المحتمل حدوثه بعد أن جاء قصف السودان وسوريا رأي خلف أن تكرار نفس السيناريو أمر غير مستبعد حدوثه، كما أن قصف سوريا ثم السودان يمكن أن يمثل عملية تدريبية تجريبية لما يمكن أن يحدث في القرن الافريقي بشكل خاص.



حيث كشف مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط عن وجود أكبر قاعدة عسكرية وبحرية وجوية وأجهزة استخبارات إسرائيلية في اريتريا بالاضافة لوجود القاعدة العسكرية "CTA150" الأمريكية الايطالية الألمانية الإسبانية المشتركة في جيبوتي.



وأضاف أن الغارة من تخطيط وتنفيذ طائرات إسرائيلية انطلاقا من القواعد الجوية الإسرائيلية في اريتريا التي يوجد بها ايضا لإسرائيل في مجموعة جزر "سوركن" محطة حرب الكترونية وطائرات وقطع بحرية اضافة إلي أعمال استخباراتية واسعة بالمنطقة.



وأكد خلف أن هناك مخططا إسرائيليا أمريكيا لتفكيك السودان إلي ثلاث دويلات وان اريتريا بتمويل إسرائيلي تعمل على فصل شرق السودان. كما أن هناك تواجدا إسرائيليا مكثفا في منطقة باب المندب بهدف السيطرة عليه وفي اريتريا واثيوبيا وكينيا وافريقيا الوسطي.



أيضا اتهم الخبير العسكري "إسرائيل" بدعمها للقرصنة لزيادة عملياتهم لإيجاد المبرر للوجود العسكري في منطقة القرن الإفريقي.


اللواء عبدالمنعم كاطو خبير الأمن القومي ارجع تأخر الاعلان عن التوقيت الذي تمت فيه تلك الغارات لعدة أسباب اهمها: أنه نظرا لاتساع الأراضي الصحراوية السودانية فهي غير مسيطرة عليها بالقدر الكافي.


ايضا من المحتمل أن يكون عدم الإعلان لعدم تأكد السودان ممن قام بها فأصابع الاتهام أشارت في البداية لأمريكا وبعد أن نفت أمريكا جاء اعلان "إسرائيل" عن انها التي قامت بهذه العملية.


كما أن الاعلان تسبب في حرج السودان ورأي أن تزامن هذه الغارات مع مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي الرئيس السوداني عمر البشير وتقديمه للمحاكمة يهدف إلى إلقاء تهم جديدة علي الرئيس السوداني فلم يقتصر الأمر علي ارتكاب جرائم حرب كما يزعمون ولكن أيضا السماح بتهريب الأسلحة عبر الأراضي السودانية إلي غزة. وهو بالطبع اتهام مصطنع بعد أن نفت السودان أن هذه الشاحنات كانت تحمل أسلحة وانها كانت تحمل بضائع وأن الأسلحة التي تم ضبطها اقتصرت على اسلحة الكلاشينكوف البدائية لمجرد الحماية.

واستبعد كاطو صحة الرواية الإسرائيلية وأن مسألة تهريب الأسلحة لغزة مجرد ذريعة لإثارة قلق في المنطقة وأن هذا القصف جاء بعد إعطاء امريكا الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ تلك العملية مشيرا إلي أن حجم التعاون الأمريكي الإسرائيلي أكبر من مجرد أمن "إسرائيل" إنما أصبحت أمريكا تعتمد على "إسرائيل" في تنفيذ مهام معينة تخدم مصلحة الطرفين.

وعن كيفية تهريب الأسلحة المزعومة من إيران إلي غزة عبر الأراضي السودانية المصرية أشار الخبير الأمني إلي صعوبة ذلك متسائلا: كيف يمكن تهريب أسلحة داخل ٧١ سيارة أو شاحنة؟! فهذا شيء غير منطقي. وكيف يتم ذلك؟ وأين نقاط التفتيش وحرس الحدود؟ كيف ستدخل هذه الأسلحة إلي غزة؟ ومعروف أنه حتى لو دخلت يكون ذلك عبر الأنفاق والتي تكون داخل البيوت وليس في الصحراء وهي تحت المراقبة فالأمر كله ملفق.

فإسرائيل سبق أن ضربت الموقع النووي السوري كذلك اختطفت عام 1968 طائرة مصرية في قبرص فهي تهوى إثارة القلاقل في المنطقة محاولة إثبات وجودها ولفت الأنظار إلي قوتها. أما اللواء عبد الفتاح محسن بدوي الخبير الاستراتيجي فقد وصف هذه الغارات بأنها جريمة دولية واختراق غير قانوني للأراضي السودانية وتساءل: لماذا لم يتدخل مجلس الأمن؟ وأين دوره في مثل تلك الحالات؟ وأضاف أنه من المحتمل أن يكون تكرار سيناريو قصف بعض الدول في المنطقة بحجة تهريب أسلحة عبر أراضيها لغزة هو إيجاد ذريعة لضرب إيران نفسها حيث إنها المورد لهذه الأسلحة وهنا تتصدر "إسرائيل" لتحمل عبء مهاجمة إيران عن الولايات المتحدة الأمريكية بحجة تصدير الأسلحة لغزة.
وأشار بدوي إلي أنه من المحتمل أيضا أن تكون هذه الأسلحة موجهة لجنوب السودان وليس إلي غزة نظرا لأن "إسرائيل" في المقابل تدعم متمردي دارفور وتمدهم بالأسلحة.
الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة- 5.4.2009
http://www.factjo.com/StudiesDetails.aspx?id=1035












ليست هناك تعليقات: